الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في كبرياء وهوى .. الرواية والفيلم

امنة محمد باقر

2011 / 7 / 16
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


كبرياء وهوى .... الرواية والفيلم...

لسبب ما اخترت ان اتحدث عن القصتين الاثيرتين في وقت واحد واشاهد الفيلمين في نفس الاسبوع ...
في المقال السابق .. قدمت مختصر نساء صغيرات للكاتبة الاميركية لويزا مي آلكوت ...
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=267181
في هذا المقال : اتحدث عن كبرياء وهوى ... لا اتذكر تفاصيل القصة كثيرا رغم انني قرأتها في التسعينيات ... واعجبتني اللغة الادبية الراقية .. ولأن اخي الاصغر كان يدرسها باللغة الانكليزية في كلية اللغات جامعة بغداد ... فقد حصلت على واحدة من افضل الترجمات .... لكن مشاهدة النسخة الانكليزية للفيلم ... تجعلني مثلما جعلت العديد ممن علق من المشاهدين بأن الكاتبة جين اوستن نفسها كانت ستثني على اداء الممثلة التي تقمصت الشخصية بشكل كامل ...واخرجتها من بين طيات الورق .. في رواية من اجمل ما يكون الى فيلم من اروع ما يكون .. والفيلم نفسه حاز على العديد من الجوائز بالنسبة لمن يهتم للنواحي التقنية ... اخبرني اخي وقتها ان الترجمة العربية لا تتفق مع العنوان ... فكلمة كبرياء وهوى ... لا تتفق مع العنوان الانكليزي
Pride and Prejudice

وهو محق جدا في هذا الامر ... فخر وكبرياء ... وليس كبرياء وهوى ... لكن ماحدث في واقع الحال ... ان الرجل الفخور ( السيد دارسي) رغم الفخر او الـ pride فأنه ايضا قد احب اليزا بطلة القصة ... في اجواء طبقية لاتمت الى واقعنا بصلة .. لكن كانت الدراما العراقية قد حاولت اخراج الرواية بشكل عراقي ! في مسلسل من بطولة فاطمة الربيعي .. لا اتذكر ان كان يحمل نفس العنوان في فترة التسعينيات ايضا ... والواقع العراقي لا دخل له ... بتفاصيل القصة ... التي تدور في لندن وبعض ضواحيها ... وان كانت بعض الاسر الغنية ... تحاول قدر الامكان ... ان تتشبه بقذارة الطبقية البريطانية او غيرها ... حين تتحدث امرأة غنية بلهاء ... مثلا عن الاخرين بتكبر ... وهي لا تساوي ذرة ... ممن تحاول ان تقيمهم !

لايهمني كون الفيلم رومانسيا بقدر ما تهمني الفروقات الطبقية التي ناقشها الفيلم ... حيث تتردد على اسماعك ... طوال مشاهد الفيلم ... كلمة ممقوتة inferior طالما استخدمها الامبرياليون في وصف الشعوب الاخرى ... بمعنى طبقة ادنى سفلية ! واستخدمتها ( الطبقات الغبية او الغنية التي تملك الاموال) تجاه الطبقات ( الذكية – التي لا تملك المال ) ... ولا اقول upper class and lower class لأنني لا اريد ان اعطي اي مصداقية لتلك المصطلحات الغبية الفجة ونحن في قرن المعلوماتية الحادي والعشرين ..

من جهة اخرى .. الفيلم ... تصوير من اروع ما يكون ... مشاهد ولا اروع .. ولو استطيع ان اعدد تلك المشاهد بالتفصيل .. لابتدأت بمشهد .. اليزا ... وهي ترفض ابن عمها ... الذي عرض الزواج .. ثم تذهب ... تنفرد بنفسها ... قرب البحيرة الساحرة ... التي يملأها الاوز في مشهد ساحر .. ثم يأتي الاب ... ليكمل المشهد ... بحوار اروع .. حين تصر الام بأنه يجب ان يقنع ابنته بالزواج ... فيقول لها بأن امها ... لن تراها مرة اخرى لو رفضت الزواج من ابن العم ... لكنه اي الاب ... لن يسمح لابنته بلقاءه ... لو هي قبلت من شاب معتوه ( شديد التدين ) مثل هذا ! ...

القصة باختصار ... شبيهة الى حد ما بنساء صغيرات ... ام وخمسة فتيات واب عاكف على القراءة ... الام متهورة ... العائلة فقيرة ... الام مشغولة بأمر تزويج الفتيات الخمس ... وهي مهمة شاقة وصعبة ... لذا فأن اعصابها توهن لأتفه الاسباب ... يأتي للضيعة القريبة من منزلهم السيد بينجلي ... وهو شاب صغير ... اعزب ... تستهدفه جميع الاسر الساكنة في الضيعة ...او كما تبدأ الترجمة العربية ( بأن الشاب ... الاعزب ... هو الشغل الشاغل للاسر الساكنة في الضيعة ... لا احد ينكر هذا ) ... وهذا الامر ان دل على شئ فأنه يدل على المأساة التي كانت تعيشها تلك الاسر باعتبار النساء عبئا وحملا ثقيلا ... وخاصة لعائلة لا تملك سوى خمس فتيات ... ( وحتى لو كان هنالك ولد ... ما ذا كان سيفرق في الامر ... سيزيد الطين بلة ) ...

تهرب احدى الفتيات الخمس مع ضابط ... يزور الضيعة ... وعجبت ان تكون التقاليد تقضي في تلك الفترة باجباره على الزواج منها انقاذا لسمعة العائلة ... وهو امر يغيب حاليا عن تفاصيل الحياة الغربية ... فهو صفة لاصقة بالمجتمعات الشرقية ...
قبل ان اقفز الى ذلك التفصيل .. ... خمسة فتيات ... الاجمل هي البنت الكبرى الخجولة .. جين ... ثم البطلة ... ميري اليزابيث او اليزا ... يتمتعن بشئ من التميز والتعقل ... جعل للعائلة الطائشة قيمة في رأيي السيد دارسي المتكبر ... فهو لا يحترم تصرفات الاخوات الاصغر وان كان قد احترم تصرفات اليزا واختها جين ... لكنه ينصح صديقة بينجلي بالسفر والتخلي عن محبة جين التي يشاهدها في دعوة عشاء .. للعامة داخل قصره ... حيث تصر الام المتسرعة ... على ان تربط مستقبل فتياتها بزوج بأسرع فرصة ممكنة ... ودعوة العشاء ... كانت تبدو فرصتها الثمينة التي لا تريد ان تفوتها ... لكن طيش الام ... يبعد الرجل النبيل من الطبقة العليا عن تحقيق .. هذا الزواج ...

ورغم ما بدا عليه من تكبر ... فأن اليزا ايضا تحصل على عرض زواج من السيد دارسي المتكبر ... وترفضه ... لأنه اخر من تفكر في قبوله من الرجال ... وعلى حد قول الاب : I can not imagine that there is any man who could deserve you

لكن السيد دارسي يعترف بأنه ليس متكبرا ... ولكن تصرفات الام والاخوات الاصغر مع ضباط الجيش ... بدون تعقل .. حيث يركضن خلف الضباط كبقية المراهقات الطائشات تدفعه الى الابتعاد عن العائلة من جهة .... وطلب يد اليزا من جهة اخرى ... وحسنا فعلت اذ رفضته في المرة الاولى ... لكن هنالك فجوة كبيرة في مهارات التواصل ... اجل كان هنالك سوء فهم كبير ... فهما في الحقيقة متشابهان ... هو كان رجل ... فخور ... وهي ايضا امرأة فخورة ... لكنها لا تنتبه الى انه الرجل المناسب سوى بعد ان ترفضه ! و يأخذ الالم بقلبها ... اذ تعرف شيئا فشيئا بحقيقة هذا الرجل ... فهو اكبر من الصورة الصغيرة التي رسمتها له ... هو انسان وفي ... وهو الوحيد الذي يستحقها! والادلة تأتي فيما بعد حين يقدم كل ما باستطاعته لأنقاذ سمعة الاسرة حين تهرب اختها مع الضابط ويصر على تزويجها بشكل رسمي ومن ماله الخاص كل ذلك لأجل ان يبرهن جدية حبه لأليزا ...

ولا ادري مدى مصداقية هذه الامور ... في الطبقات ... الغنية في تلك الفترة .... ولا اؤمن بواقعيتها ...ولكن ... هكذا كان ... المهم ان السعادة التي تجلبها قراءة الترجمة الادبية الراقية لتلك القصة لا تقدر بثمن ... وكذلك الفيلم ... من اروع ما يكون ... وان كان شخص يعاني من اجهاد ما .. فأنني انصح بمشاهدة الفيلمين معا ... نساء صغيرات ... وكبرياء وهوى ... فهنالك تشابه كبير بين الروايتين ... سوى ان الاولى تجري احداثها في مدينة اميركية ... والثانية في بريطانيا ... الاولى تنشد فيها البطلة الى بروفسور ... والاخرى الى احد ابناء الطبقة الراقية في المجتمع الانكليزي ... قد لا نستطيع ان نفهم تصرفات الفتيات ... او العوائل ... التي تزوج فتياتها عن طريق دعوات العشاء والحفلات الراقصة ... والاختلاط السافر ... لكن مجتمعاتنا ...لا ينقصها ذلك النوع من القصص ... تحدث فيها قصص عجيبة غريبة ... الفرق الوحيد ... ان الثقافة الشرقية ... تحيطها السرية فيما يحدث ! ونفس الفضيحة التي حدثت في هذه القصة من هروب البنت مع رجل .. طالما حدثت في مجتمعاتنا ... لكنها حالات نادرة ... يغض الناس عنها الطرف ! لكي نظل نقول ... اننا الافضل ... والواقع ... اننا لسنا كذلك ... رغم التداخل الكبير بين الثقافة الشرقية .. .والتعاليم الاسلامية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو