الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سجناء الرأي في زنازين الأسد بين التعذيب الهستيري والموت الحتمي
سعاد جبر
2011 / 7 / 16حقوق الانسان
تمضي الأيام والسنون ، وسجناء الرأي في سوريا يعانون اشد أنواع التعذيب والمعاملة اللاانسانية ، التي تعد انتهاكاً صارخا لحقوق الإنسان ، حيث يتعرضوا لما تبتدعه تلك العصابات الدموية من فنون التعذيب الكهربائي والتعرض للضرب المستمر ، والسجن الانفرادي ، والى ما لانهاية من هستيريا التعذيب الوحشية ؛ حيث أن كل معتقل سياسي يسير الى نهاية دموية هي الموت الحتمي من شدة التعذيب في تلك الأقبية الانفرادية ، والأدهى والأمر من ذلك كله ؛ هو أسباب الاعتقال الغير إنسانية واللامنطقية ، التي تعبر عن هستيريا العنف عند تلك العصابات الدموية السادية ، فكتابة مقال أو تصريح إعلامي ، أو مكالمة مع قناة فضائية ، أو كتابة نصوص شعرية أو نثرية ، أو الإشارة من بعيد للديمقراطية وحقوق الإنسان ، كلها تعد أشكال عمالة خارجية تستهدف الأمن الداخلي ، إذ يحرم على الفرد أن يعبر عن رأيه بقلمه أو صوته أو أن يعبر عن رأيه في مظاهرات سلمية ، فجريمة طل الملوحي على سبيل المثال قولها :
كم تمنيت ...
في عصر الحضارة ..
أن أعود
الى أبي وجدي
والعباءة
أن استشعر يوما
طعم الكرامة
فالقنبلة النووية التي توجهت طل الملوحي لتفجيرها في سوريا هي قولها " أن استشعر يوما طعم الكرامة " واستحقت بذلك الاعتقال والتعذيب المستمر الهمجي اللاانساني ، وهناك بعض التسريبات بأنها لم تتحمل شدة التعذيب وأنها استشهدت في أقبية الزنازين ، إذ يحرم في حكم بشار الأسد وعصاباته أن تنطق بكلمة الكرامة والحرية ،لأنها أسباب لاعتقال دائم يعاني الفرد فيه شتى أنواع التعذيب وفنون القهر حتى الموت ، والشهيد ابراهيم قاشوش خير شاهد على ذلك ، فهتافه للحرية استحق به أن يعذب وتجز حنجرته ويقتل بشكل دموي من قبل تلك العصابات السادية المتوحشة ، ولا يخفى انه على كل ناشط عربي حقوقي ، أن يشهر بتلك الجرائم الدموية ، ويرفع صوت سجناء الرأي القابعون في سجون بشار الأسد الدموية ، ويعلي كلمتهم بحقهم في التعبير عن رأيهم بكافة أشكال التعبير عن الرأي سواء بالتظاهرات السلمية أو بأشكال التعبير عن الرأي المختلفة المكتوبة والمسموعة والمرئية .
ولابد من التأكيد هنا الى أن عصابات الأسد الدموية ابتدعت فنونا للاعتقال ، بأن جعلت المدارس والملاعب معتقلات ، لأنه لم تعد الفروع الأمنية والسجون تسع العدد الكبير لسجناء الرأي ، وأصبح الأطفال الرضع في المعتقلات ، وأصبح بإمكانك القول أن الشعب السوري الحر كله مشروع اعتقال سياسي ، في هستيريا سياسية من قبل بشار الأسد وعصاباته ، تريد أن تأكل الأخضر واليابس ، وتحول سوريا الى ارض محروقة ، في دكتاتورية دموية لا يمكن السكوت عنها من قبل المنظمات الحقوقية الدولية والعربية ، ويجب فضحها كل بحسب إمكانياته والوسائل المتاحة له في رصدها والتشهير بها إعلامياً، فلا يمكن لصرخات سجناء الرأي في المعتقلات السورية أن تذهب سدى ، ولابد من إعلائها عالمياً ، انتصاراً للحرية ، وتعلية للمطالب العادلة في الحياة في مجتمع مدني ديمقراطي تحترم فيه حقوق الإنسان ، وتتحقق فيه المساواة وتداول السلطة والمحاكمات العادلة .
ومن هنا فإن كافة وسائل التلميع العربي من قبل الأنظمة العربية لهذا النظام اللاانساني ؛ الذي يمارس جرائم انتهاكات حقوق الإنسان كل يوم ؛ ليست بذات قيمة ، لان هذا النظام سقطت شرعيته ، والطبيعي أن يواجه بشار الأسد محاكم دولية على ما ارتكبه بحق شعبه من جرائم حرب دموية ، فمصيره المنطقي أن يساق كمجرم حرب ، وان تكتب مذكره بجلبه ، لما يمارسه من جرائم دموية يومية ، تستنكرها الفطرة الإنسانية ، والقوانين الدولية ، وكل مواثيق حقوق الإنسان ، لأنه يقود مافيا دموية ، تقتل الصغير قبل الكبير ، وتمارس شتى فنون التعذيب والقتل السادي الدموي ، وتشكل خطرا على حياة المواطن السوري ، الذي لا يأمن على نفسه في أي مكان ، فكيف تكون شرعية لبشارالأسد ، الذي اختار هو وعصاباته المحلية والمستوردة من إيران وحزب الله ، أن يقتلوا الشعب السوري بكل الوسائل والسبل ، ومن كل حدب وصوب ، ويمارسوا فنون التعذيب اليومية ، ويواجهوا الثوار السورية بكافة أشكال القهر والإذلال ، وكل ذلك ليس محض ادعاءات بل شواهد رصدتها كاميرات المتظاهرين ، ووثقتها جهات حقوقية متعدده ، للسير في إجراءات محاكمة تلك العصابات ، فالدم السوري لن يذهب هدرا ، فالبقاء للشعوب الحرة والفناء والزوال للطواغيت .
وختاماً فإن كلمات طل الملوحي خالدة فينا ، وصرخات سجناء الرأي السوريين المعذبين ستبقى مداد الثورة السورية وشعلتها في كل ميدان ، وهم واجهة الثورة وعنوانها ، والحرية قادمة ، وأبواب الأقبية المظلمة ستفتح ، والأرواح الأبية ستحلق في سماء سوريا ، وستصنع سوريا ما بعد الثورة ، سوريا الحرية والكرامة ، التي تطل من وراء ستائرها كلمات طل الملوحي البريئة العفوية التي تحلق بلا حدود ، واستحقت بها التعذيب بلا حدود :
" سأمشي مع جميع الماشين ولا ولن أقف بلا حراك لأراقب موكب العابرين بي.
هذي بلادي لي بها نخلة وقطرة في السحاب وقبرا يحتويني .
هي عندي أجمل من مدن الضباب من مدن لاتعرفني.
أريد أن أستلم السلطة ياسيدي ولو ليوم واحد من أجل أن أقيم "جمهورية الإحساس".
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي
.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه
.. اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين
.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل
.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر