الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايمي وليست نوبل

عباس داخل حسن

2011 / 7 / 16
الادب والفن


ايمي وليست نوبل



الـى : ANNA KIVIMAKI

الايمي* وليست نوبل

ارادت ان تهاتف امها وعدذلت عن الفكرة ، كاد قلبها ان يتفجر من شدة الفرحة رغم ان شعورا متجلطا قد انتابها ، تذكرت انها لم تكن جائزة نوبل التي تسلمتها بل جائزة الآيمي وسط تصفيق حار وبحضور ابويها الجالسين في الصف الاول من المدعوين خبات الحلم ، ولم تتجرأ لمجرد التفكير لاعادته في مخيلتها ، وارتشفت اول رشفة من قدح شاي الصباح وبدا قلبها يستعيد انتظامه وجرت الدماء في عروقها مثل ضوء الصباح جديد مختلف تماما عن سابقاته .


حدث في بغداد

ايام الاسبوع دامية . كلما حاول الناس عد القتلى والمفخخات واللاصقات والمفرقعات، يفاجئهم مذيع التلفزيون على راس الساعة مثل عصفور اعلان اتمام الساعة التى انصرمت ليخبرهم ان لاصحة للخبر ، وان مواطنين قد جرحا وتماثلا للشفاء . تعقبه اغان وطنية محورة بكلمات جديدة فصلت على لحن محفوظ سلفا رغم انوفهم .
ترك الناس الاخبار وبداوا يغرقون بسيل من النكات التي فتحت افواههم للابد وعزفوا عن السؤال اين حدث الانفجار اوعدد القتلى وانخرطوا في ضحك احفوري من عائلة تسمى الضحك على الذقون اشبه بالبكاء منتشر حصريا في المناطق البترولية اللزجة من عالمنا المتحضر جداً


الواعظ

في قريتنا النائية اعتاد الواعظ ان ياتي على ظهر حمار ويعود على ظهر حمار اخر وبما انه ياتي في العام مرتين سيستخدم اربعة حمير من حمير قريتنا الوادعه ويستمتع بمناظر البساتين الخلابة والجرف الجميل للبحيرة الكلدانية التي لا احد يعرف نهاياتها وبداياتها ، وهو سعيد بهذه الرحلة التي تستمر عدة ايام عندنا ليبعد عن صخب المدن الماجنة وضجيجها المسعور بلا ادنى احترام , تقام الولائم بقدومه طيلة ايام المكوث . وفي كل مساء يلقي على رجال القرية نفس مواعظ العام السابق بتحريف او اضافة تتقلب في الرؤس وتنعش النفوس لفترة وجيزة وينتهي المجلس بسؤال وجواب عن الزرع والضرع كالعادة والواعظ يجيب بالاقساط المريح ويؤجل الصعب منها للمرة القادمة وفي ختام الزيارة سيعد شيخ القرية كم دجاجة ذبحت وكم خروف نُحر للقادم ، فكل عام يزداد العدد طرديا دون تناقص يذكر وفي اخر سنة قدوم فتح الواعظ باب السؤال للمستعصيات من الامور ففاجأه احد الحضور بنفس السؤال الذي ردده طيلة الاعوام المنصرمة اجاب على مضض تفاديا للاحراج وايقن ان الحمير حفظت الطريق اسرع مما حفظ المستمعون لدروسه تمنى ان يتبادلوا الذاكرة مع حميرهم للحفظ ليس الا ، انقطع عن المجيء بعذر المرض واستبدلوه باخر يمارس نفس طقوسه تماما الاانه يرفض ركوب الدواب بكل انواعها ولايفتح بــــاب السؤال ويكتفي بالدعاء لهم .

عباس داخل حسن

*جائزة الايمي جائزة امريكية تمنح للمسلسلات والبرامج التلفزيونية تعادل الاوسكار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا