الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يستحق المصريون الديمقراطيه

اسامه يسرى

2011 / 7 / 17
السياسة والعلاقات الدولية


"لم يتلق إنسان من الطبيعة الحق في أن يتحكم في الآخرين, إن الحرية هبه من السماء و لدى كل فرد من هذه النوع نفس الحق في أن يستمتع بها كما يستمتع باستخدام العقل" دينيس ديدرو –المجلد الأول من الموسوعة الفرنسية
هل يستحق المصريون الديمقراطية, أصبح هذا السؤال يتردد من حين إلى أخر, إما يردده مواطنون مصريون يرون أن الفوضى التي أعقبت ثوره يناير هي نتاج الديمقراطية التي طالب بها المصريون لسنوات, و انه طالما أنها أنتجت هذه الفوضى فيجب أن يسألوا مثل هذا السؤال, و إما يردده أشخاص آخرون يعتقدون أن المصريون هم ادني من أن يحصلوا على الديمقراطية, و كانوا يرددونه حتى قبل ثورة يناير محتجون بأن الشعب المصري شعب لا يحترم القانون و يلزمه نظام قمعي و سلطوي و قانون طوارئ حتى يعمل.
هل يستحق المصريون الديمقراطية؟
و هل هناك من لا يستحقها ! و ما هي الديمقراطية, هل الديمقراطية هي جائزة كبرى يحصل عليها الشعب الذي يؤدى "واجبة المدرسي" مثلا, أو يهبها له الحاكم عندما يرى انه شعب طيب و حنون و "ابن حلال" هل هو سؤال منطقي, أن تربط الاستحقاق بالديمقراطية.
في اعتقادي انه سؤال متناقض, يتناقض مع طبيعة الديمقراطية و دورها, نعرف أن الديمقراطية هي في جوهرها أن الحكم يكون للشعب, و هي قواعد و حقوق مسلم بها, فلا يملك أي احد في أي مكان أي وصاية على أي شعب على طريقة انه "يعرف المصلحة الأفضل" أي انه في الأصل هو استحقاق فطرى لا يوهب, فلا يملك احد هذا الحق أو هذه الوصاية حتى يهبها إلى احد أو يرى في جواز استحقاقها من عدمه.
مهما كان اختيار الشعب داخل الإطار الديمقراطي فلا يُنظر لهذه الاختيارات على أنها صائبة أو خاطئة, فلا يوجد ما هو صائب و ما هو خاطئ, فقط يوجد ما يريده الشعب, و ما تنتجه ثقافته من اختيارات, طالما لم تخالف القواعد العامة المتعارف عليها و التي أنتجها التراث الإنساني كحقوق الإنسان و غيرها, و ستتغير هذه الاختيارات مع الوقت لتصل إلى أفضل أشكالها مع تطور مبررات الاختيار, و لكن بدون الديمقراطية لن يحدث هذا التطور لاختيارات الناس أو لأفكارهم, الديمقراطية ليست جائزة كبرى للشعب الأفضل, و لكنها الوسيلة الوحيدة لتقدم الشعب ليكون الأفضل.
إن الفوضى التي تحدث في مصر ألان هي بسبب أننا لم نبدأ الديمقراطية بعد, و أننا مازلنا في المرحلة الانتقالية بين النظام السلطوي الفاشي الذي كنا نعيش فيه و النظام الديمقراطي الذي نطمح إليه, هناك أسباب عده لهذه الفوضى يطول الحديث عنها و بعضها مُتعمد من بعض هؤلاء الذين أيضا يخرجون علينا متحدثين عن مدى جهل المصريون بالديمقراطية, و لكن من يدرك مفهوم الثورة يدرك انه من الطبيعي جدا أن يحدث الكثير من الفوضى أثناء هذه الثورة و خصوصا بينما تحدث التغييرات السياسية, و تخف حدة هذه الفوضى تدريجيا بعد انتهاء هذه التغييرات و تماشيا مع بداية التغييرات الاقتصادية و الاجتماعية.
ربما تأثر المصريون بالقمع الذي مورس عليهم لسنوات و ترك فيهم بعضا منه, و لكن أيضا الديمقراطية هي السبيل الوحيد للتخلص من أي ترسبات تركها النظام السابق, فالديمقراطية هي النظام الوحيد الذي سيتيح لنا صناعة التنوير المطلوب الذي لم نكن لنعمل عليه في نظام سلطوي شمولي يتحكم في كل ما يجرى داخل مصر, أي أن الديمقراطية أيضا هي السبيل الوحيد لتغيير الحياة الثقافية و الاجتماعية في مصر, لأنها البيئة المناسبة لانتقاء الأفكار الأفضل و ترقيتها داخل العقل المصري طالما هناك فرصه لعرض هذه الأفكار و التي كان من المستحيل عرضها في نظام لا ديمقراطي يفرض أفكاره التي تخدم مصالحه, و هذا ما كان يحدث في النظام السابق.
و من هنا افهم أنا شخصيا أن الديمقراطية ستتيح لي التغيير الجذري في السياسة الذي تتطلبه الثورة عن طريق الانتخابات و البرلمان الذي سيتطور تدريجيا مع تطور وعى الشعب, و سيتيح أيضا التغيير الجذري في الحياة الاجتماعية لأنه سيتيح المناخ المناسب لعرض الأفكار المختلفة التي من شأنها دفع المجتمعات إلى الرقى و التقدم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟