الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمهورية السورية

نارت اسماعيل

2011 / 7 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


اليوم زرفت دمعة حارة عندما رأيت شرفة بيتي في مقطع فيديو لمظاهرة أقيمت في الحي الذي ترعرعت فيه، حاولت أن أتبين إذا كانت والدتي الطاعنة بالسن تقف في الشرفة، من المؤكد أنها كانت تحيي الثائرين تمامآ كما فعلت فبل سبعين سنة عندما ثار السوريون ضد المستعمرين الفرنسيين.
الجمهورية السورية، هذا هو الإسم الذي أتمناه لسوريا الجديدة، بدون كلمة (العربية)، نريدها وطنآ لكل مكونات الشعب السوري، وطنآ لكل سوري، لا تهمييش، لا تمييز بعد اليوم، كل السوريون مواطنون من الدرجة الأولى، يكفي أن يحمل أحدنا هويته السورية حتى يكون معزّزآ مكرّمآ، له من الحقوق ما عند عقيلة رئيس الجمهورية.

نريد علمآ جديدآ، لا نريد اللون الأسود، لون عتمة السجون والأقبية، لون الظلام والظلاميين.
لا نريد اللون الأحمر، لون الدم والعذاب والمقهورين.
ما رأيكم باللون الأزرق؟ لون السماء والبحر، لون الصفاء والاتساع والحرية.
ما رأيكم باللون الأبيض؟ لون حليب الأم الحنون، لون سطح القمر الذي يسجل عليه العشاق اسم حبيبتهم، لون زهرات الياسمين.
دعونا لا نكرر غيرنا، لنكن خلاقين مبدعين.
ليكن علمنا مبهرآ، ما رأيكم أن نضع عليه أي شيء جميل؟ فراشة، وجه إمرأة مبتسمة، زهرة ياسمين؟
لا نريد هلالآ ولا صليبآ معقوفآ كان أم مستقيم، لا نريد سيفآ ولا أنياب أو مخالب.
لا نريد صورة لأسد ولا أي وحش آخر.

كم نفتقدك يا محمد الماغوط
لقد استعجلت يا سيدي الرحيل، لو صبرت قليلآ لكنت شهدت ولادة سورية جديدة، وطنآ مثل ذلك الذي كنت تحلم به في وحدتك وعزلتك مع كأسك وسيجارتك الأبدية.
كم نفتقدك يا نزار قباني
استعجلت الرحيل يا سيدي، لو صبرت قليلآ لرأيت ياسمينآ غير ياسمين بيتك العتيق، ياسمينآ بلون وردي مخضب بدم الشهداء
ياسمين ارتوى بنهر من دموع الثكالى
عندما كنت أنت والماغوط تكتبان عن الوطن وجور الحكام، كان غيركما يحلق بالفضاء، يكتب للفراغ والعدم، كان غيركما يلهث وراء لجان الجوائز الدولية تاركين وطنهم تستبيحه وحوش همجية.
يا سيد الشعراء وأجمل الشعراء، أودع بلقيس عند الله وتعال أنشد لنا نشيد الحرية

سنقيم المهرجانات ونردد الأغاني الكوردية
سندبك الدبكة الحورانية
سنرقص الرقص الشركسي ونردد العراضة الشامية وسننشد القدود الحلبية.

سنستعيد الجولان بدون أن نطلق رصاصة واحدة، وليذهب ما قاله بسمارك إلى الجحيم ( ما أخذ بالحديد والنار، لا يسترد إلا بالحديد والنار)، كان ذلك صحيحآ في زمن الإنسان المتوحش، اليوم تسترد الحقوق بالحناجر وأغصان الزيتون والأناشيد الوطنية.
الشعب السوري الذي يستطيع إسقاط هذا النظام المتوحش بدون أن يطلق رصاصة واحدة، سيكون باستطاعته تحرير أرضه بدون قتال.
سنبهر العالم بتحضرنا وديموقراطيتنا، سنشعر العالم بالخزي والعار لأن دولة همجية مازالت تحتل أرضنا رغم كل القرارات الدولية.
سنرسل خمسة ملايين إنسان يحملون أغصان الزيتون وزهور الياسمين إلى الحدود، وسنعبر إلى جولاننا الحبيب.

إذا سألنا الناس يومآ، لماذا تأخرتم بركب الحضارة؟ سنأخذهم بجولة إلى سجون وأقبية النظام البائد وسنجيبهم:
هل سمعتم يومآ عن شعب مستعبد بنى حضارة إنسانية؟
أمهلونا بضع سنين وسنريكم ما يفعله أحفاد الفينيقيين، أحفاد إيبلا وماري وزنوبيا والآشوريين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلمات ليست كالكلمات
نورس البغدادي ( 2011 / 7 / 17 - 08:53 )
مقالة وجدانية اصيلة بحق ، تحية للأم التي لا تزال واقفة في الشرفة تحي الثائرين ، لم استطع ان احبس دمعتي على هذه الكلمات المعبرة التي تعطي مثالا صافيا وشريفا في حب الوطن وحب الشعب دون تمييز ، انها احلام وتمنيات لأبسط الحقوق الأنسانية المشروعة للشعوب ، اهديك يا استاذ
نارت هذين البيتين للمرحوم شاعر العراق الخالد معروف الرصافي

الشعب في جزع فلا تستبعدوا ..... يوما تثور به الجيوش وتزحف
ولكم نواص للعدى سنجزها ...... ولحى بأيدي الثائرين ستنتف

كما ستضل اغنية الشهيد ابراهيم القاشوش ترددها الأجيال

تحياتي وبالموفقية


2 - تحية إلى : نارت اسماعيل
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 7 / 17 - 08:56 )
كلامك طيب خاطري هذا الصباح, وكم أتمنى أن يسمعه الشارع السوري وخطباء الجوامع في سوريا ومن بعيد عن سوريا.. وخاصة كل من يحمل بندقية أو يحرق مؤسسة.
كم أتمنى أن تعود الكلمة بدلا من الرصاصة في الحوار. وكم أتمنى يا دكتور ألا يقتل سوري أي سوري آخر..مهما كان الخلاف..
حينها ستبقى ســوريـا سورية..وسوف نتفق أنت وأنا على لون العلم.. ونحكي لأولادنا وأحفادنا قصص الحضارات السورية التي أزهرت في العالم كله.. ثم ماتت ودفنت في أراضينا من زمن مرير بعيد.
واليوم ما زال الرصاص مهيمن على الكلمة.. في مدننا وقرانا.. وما زلنا نعد أمواتنا..
ٍســأعود لحزني وصرخاتي المخنوقة.. لا أحد يسمعني..............
تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة


3 - ردود
نارت اسماعيل ( 2011 / 7 / 17 - 11:10 )
أولآ أود الاعتذار عن بعض الأخطاء اللغوية والمطبعية في المقال بسبب تسرعي بنشره قبل تدقيقه

الأخ العزيز نورس البغدادي، شكرآ جزيلآ على كلماتك الرقيقة وشكرآ لبيتي الشعر الرائعين للشاعر الكبير الرصافي والذي له تأثير كبير علي وخاصة بعد أن قرأت كتابه الشهير(الشخصية المحمدية) وأنا أشبه هذا الشاعر المفكر بالشاعر والفيلسوف السوري الكبير أبو العلاء المعري رغم الهوة الزمنية السحيقة بينهما
تحياتي الصادقة لك

السيد أحمد بسمار، لايحتاج الأمر لكثير من الصعوبة لكي نعرف من الذي يحمل بندقية في شوارع سوريا ومن الذي يرسل الدبابات والحوامات وعصابات الشبيحة ويدمر ممتلكات الناس ويحرق محاصيلهم ويتسبب بتهجيرهم لدول الجوار، التاريخ الاجرامي لأجهزة الأمن السورية يعرفها القاصي والداني، والشعب السوري يبدي صبرآ لا مثيل له تجاه آلة القمع الوحشية هذه، شكرآ لك


4 - عــودة إلى : نارت اسماعيل
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 7 / 17 - 14:01 )
يا دكتور, بالله عليك ألم تتعب من توجيه التهم, ونكش القبور والحفر الجماعية. أليست هناك وسيلة للقاء السوريين من جديد والبحث عن حلول عاجلة لوقف القتل والتقتيل وتجنب الكوارث والتدخلات الأجنبية, التي سندفع ثمنها غاليا كالعراق.. والحبل على الجرار...
آمل أن تعود الحكمة وأن يهيمن التعقل, بدل الجنون والبطش والقتل. من أي طرف كان.. يا دكتور...
ولك مودتي واحترامي.. مع تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة


5 - عـودة إلى : نارت اسماعيل
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 7 / 17 - 14:50 )
يا دكتور, بالله عليك ألم تتعب من توجيه التهم, ونكش القبور والحفر الجماعية.؟؟؟!!!...أليست هناك وسيلة للقاء السوريين من جديد والبحث عن حلول عاجلة لوقف القتل والتقتيل وتجنب الكوارث والتدخلات الأجنبية, التي سندفع ثمنها غاليا كالعراق.. والحبل على الجرار...
آمل أن تعود الحكمة وأن يهيمن التعقل, بدل الجنون والبطش والقتل. من أي طرف كان.. يا دكتور...
ولك مودتي واحترامي.. مع تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة


6 - دع عنك اللغة الخشبية والشاكوش والبسمار
محمد علو ( 2011 / 7 / 17 - 21:27 )
تحياتي نارت وشكرا على هذه العواطف النبيلة
تجاه مكونات سوريا الجميلة
لغويا . دينيا , مذهبيا , عرقيا وووووووووووو .
وألف تحية لسوريا دولة مدنية
لا دينية ولا عرقيا بل لكُل السوريين بكافة اطيافهم والوانهم


7 - الأخ محمد علو المحترم
نارت اسماعيل ( 2011 / 7 / 18 - 01:07 )
شكرآ أخ محمد علوعلى تعليقك وتأييدك
بالنسبة لي فسأستمر بدعم الانتفاضة مادامت لم تنحرف عن المسار الصحيح، وليس من المعقول أن أترك الذئب الذي يفترس أبناء وطني في وضح النهار فقط لأنه (ربما يكون هناك احتمال أن تكون هناك إمكانية) وجود ضبع مختبئ في الظلام ينتظر الفرصة للانقضاض
تحياتي لك


8 - تساؤل
حكيم علي ( 2011 / 7 / 18 - 11:13 )
من ضمن المواقف حول ما يجري بسوريا ورد ان الاخوة الاكراد قالو -نحن سوريون ما دامت سورية في الازمة، ونحن اكراد فيما بعد الأزمة- فهل هذا مؤشر على ان الازمة انتهت في سوريا حتى يطالب الكرد بمطالبهم الخاصة بحذف كلمة -العربية- من اسم الجمهورية العربية السورية!


9 - الأخ حكيم علي
نارت اسماعيل ( 2011 / 7 / 18 - 12:21 )
لا أدري من قال هذا الكلام الذي ذكرته ولكن مطلب(الجمهورية السورية) ليس فقط مطلب الأكراد ولكنه مطلب شرائح أخرى من السوريين وأنا منهم، أنا غايتي من هذا التوجه شيئان: الأول، الاعتراف بهوية وحقوق كل مكونات المجتمع السوري وخاصة الأكراد لأنهم يشكلون القسم الثاني بعد العرب ولأنهم موجودون على أرضهم منذ القدم ولم يأتوا من المريخ، والسبب الثاني لهذا التوجه هو تحصين البلد من التيارات الدينية المتطرفة التي تأتي من الجنوب والتوجه أكثر لبناء علاقات مع تركيا ومع الغرب
تحياتي لك وشكرآ لمشاركتك


10 - شكرا د.نارت على الردود .
محمد علو ( 2011 / 7 / 18 - 17:37 )
تحياتي أخ الكريم حكيم علي .
هل عدم وجود العربية تسبق الجمهوريات أو الممالك اضرت
تلك الجمهوريات والممالك التالية بشيئ .
الجزائر , تونس , المغرب , قطر , بحرين , لبنان , العراق , الكويت ,
السودان ووووو . وتحية لكُل الطيف السوري الجميل .

اخر الافلام

.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: أسو


.. الجزيرة ترصد مبنى الشركة المتهمة بتصدير أجهزة البيجر التي ان




.. الإعلام الإسرائيلي يناقش تداعيات اغتيال القيادي بحزب الله ال


.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #




.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست