الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة جدا

جميل عزيز محمد

2011 / 7 / 17
الادب والفن


قصة قصيرة جدا

ربل ست لنده

 ماذا جرى يا ولد ؟ هل تعاركت مرة أخرى ؟ بسطوك أولاد الخبازة ؟ طبعا هم خمسة وأنت واحد ؟
- أحجي ... كسروا أيدك مثل العام ؟
- كنت لا أستطيع الكلام من شدة الاصطدام بالأرض .. لقد كانت السقطة شديدة وسوط الربلجي يسعر كاللهب على ظهري ..
- لا خالة ... قالها جوقي بتردد وهو ينظر ألي بحذر . مو أولاد عوفة ... طاح من الربل !
- كان جوقي وهو الاسم الرديف لاسم رزاق ..كان ا لملعون ابن كاطع المؤذن يصيح بأعلى صوته وهو يهرول خلف الربل : عمي وراك ,, عمي وراك كي ينبه سائق الربل إلى المتعلقين خلفه .
- كنت أنا ومعي كمال ابن المرور وحسن ألشاذي متعلقين في مؤخرة الربل ... وكنت أنا الثالث ,, أي كنت متعلقا بالاثنين لذا فقد نالني السوط أولا ... ثم السقطة على الأرض حيث الحجر والحصا .
- ولك أعرفك أنا زين ما تجوز من الربل .... عفية وليدي رزاق هم زين أنت شاهد .. ولك أنت الاسيود اليوم وين تروح من أبوك ...
-
- والعباس هاي أخر مره : قلتها متوسلا خوفا من عكال الوالد ...
- كان وجود الربل في المنطقة يعني أن إحداهن ستضع مولودا جديدا وإننا سنتسابق على التعلق به و جوقي الكراش لم يجد له مكانا معنا ...
- الست لنده أمنا جميعا فهي القابلة الوحيدة في المنطقة وجميع نساء الحي يتباركن بها فهي أم الأولاد . هي أمي وأم ألشاذي وأم فيصل ماضي و أم طارق حربي !
- لم انم تلك الليلة بسبب السوط و رزاق الكراش وعكال الوالد ....
-
-
-
- جميل عزيز محمد / الناصرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بطاقة شكر
Maitham ( 2011 / 7 / 18 - 21:43 )
تحية عطرة وجزيل الشكر للاستاذ الفاضل جميل عزيز محمد على هذه القصة المعبرة رغم كونها قصة قصيرة جدا فهي تداعب الذات وتشعر القارئ بانتمائه لجذوره التاريخية وطفولته الجميلة الآفلة التي توارت خلف غبار السنين من خلال اسلوبها السلس الجميل وتضمينها الغني للوقائع من خلال شخوص عاشوا التجربة وخبروها بأنفسهم فهي لاتترك للقارئ من طائل إلا ان يبحر في الذاكرة ويخوض في غمار انطباعاته وامانيه بأن يعود به الزمن الى الوراء ويعيشها مرة ثانية وتجدر بي الاشارة الى أن من المحاسن الاخرى لهذه القصة أنها قد تضمنت رمزا محليا معروفا جديرا بالتقدير رغم عدم انصافه تاريخيا الا من خلال قلة معينة من الناس قد واكبته حقبة معينه من الزمن وآخر القول لا يسعني الا ان اقول ان القصة قد فرضت هيمنتها الادبية علي كقارئ من خلال المجانسة الجميلة مابين اللغة العربية الفصيحة و اللهجة العامية المحلية وهنا يكمن سر النجاح حيث ليس بالامكان ايجاد فجوة او فارق لغوي في النص وهذا حقا ما برع به الكاتب . ميثم إبراهيم كريم

اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-