الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماركريت حسن.. شهيدةٌ.. وأيُ شهيدة

هادي الخزاعي

2004 / 11 / 18
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


من نبكي من قتلانا يا زمن المنحنيات الدالة على الجريمة وحمامات الدم.. ما ذنب أطفال حي العامل حين نثرت أجسادهم على الرصيف شلوا شلوا وهم يبتسمون لأحلام القادم من الأيام... ما ذنب النساء اللواتي وجدن على قارعات الطريق، أبدان بلا رؤوس ولا أطراف... ما ذنب الأمهات والزوجات وهن يفجعن بالتمثيل بجثامين ذويهم من قبل من جفت في ضمائرهم كل عصارات الضمير... ما ذنب الشرطي او الحارس الوطني عندما قال سأحمي العراقيين من سارقي حلمهم... ما ذنب سائقي القطار الذين انهالت عليهم أبابيل القتلة وهم يحلمون بوجوه أطفالهم... ما ذنب العشرات.. المئات.. الآلاف ممن أرادوا أن يكون للعراق وجه آدمي متفاخر بتأريخه وجغرافيته، فشظتهم مفخخات القتلة الذين تمترسوا بفتاو موغلة بالسادية واللاضمير... ماذنب كل هؤلاء المقتولين من العراقيين؟!

ما يجعل من البكاء حارا كشلال بركاني، هو مقتل من أراد الخير للعراقيين بعدما أحبهم وتآخى معهم في زادهم وملحهم وتشرف بنسبهم، ومن بين من نبكيهم بكل لوعة القلب من هؤلاء الكثر.. الشهيدة ماركريت حسن.

لم يتوسخ تأريخ العرب والأسلام مثلمثا توسخ الآن حين نحرت العراقية النبيلة ماركريت على أيدي أولئك الذين لاذ أسلامهم بالفرار فزعا من غلاظة القلب وجفاف الضمير الذي ميزهم.

لم تشفع لك أيتها الشهيدة السنوات الثلاثون التي حنوت فيها على العراقيين كأي أم وزوجة وأخت عراقية أصيلة، فقتلتك يا شهيدة العراق بكل مآسيه، مطبوعون بالدونية وخسة الضمير وفتاوى النحر وأستحلال النساء.

لقد كنت يا شهيدة العراق صاحبة كلمة في زمن كان فيه الكلام من المحرمات، فلا ينسى اطفال العراق كلامك المخنوق بالنشيج وأنت تدافعين للحصول على غذائهم ودوائهم قبيل الحرب وفي مجلس عموم بريطانيا العظمى، بلدك الأم " ... يعيش العراقيون بالفعل حالة طواريء أضافية ولا يشغل بالهم سوى الحصول على كوبونات التموين، ولذا فليس لدى العراقيين أية موارد تذكر لتحمل أزمات وطواريء أَضافية ستنجم عن العمليات العسكرية ".

ولا أذّكرْ أحد بأن القتلة وسواهم من الطبالين والمزمرين والقوادين والقوادات كانوا متخمون بعائدات كوبونات النفط التي كان ينثرها عليهم عرابهم الذي مسخ العراق وأحاله الى زريبة لكل أصناف القتلة.

أواسي الطيبين بشهادتك بعدما أستحققت وعن أصرار هويتك العراقية التي لا يستحقها أي ممن دنس لبن الأم العراقية...

إنك شهيدة عراقية وأي شهيدة ..

لك العلا وللقتلة أسفل السافلين.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا