الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل عمليات التغيير للانظمة العربية تحدث من السيئ الى الاسوا ! مصر نموذجا /1

جوزيف شلال
(Schale Uoseif)

2011 / 7 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تطلع العالم الغربي كله ونحن سعداء بالاسماء والشعارات التي لم يتعود العالم ونتعود نحن على سماعها في الدول العربية بانظمتها الدكتاتورية والفاسدة والغير شرعية والمنكوبة والمغضوب عليها والضالة والشاذة من بين حوالي 195 دولة منظمة الى تجمع الامم المتحدة .
هذه الدول العربية تتميز بانظمة حكم غريبة وعجيبة لا مثيل لها الا هنا وفي منطقة الشرق الاوسط , هذه الاسماء والشعارات الكبيرة والرنانة هي /
ربيع الثورات العربية , عمليات الاصلاح والتغيير , الشعب يريد اسقاط النظام , التحول الى نظام ديمقراطي بعد رحيل النظام , وما الى ذلك من هذه الاسماء والشعارات التي سنبين بانها مجرد اوهام واحلام ولم تتحقق بالرغم من كل هذه التضحيات والقتلى والخسائر الاقتصادية في الدول التي تجري فيها عمليات التي يقال عنها بانها تغيير الانظمة نحو الافضل والديمقراطية والى دولة مدنية تحترم حقوق المواطن والمساواة بين المراة والرجل واطلاق الحريات الشخصية وحرية الاعلام والعقيدة والتدين والخ .

منذ ان انطلقت اول شرارة لهذه الثورات الشبابية في تونس وقفنا معها وايدناها والعالم كله كذلك , لكن اتضح بعد رحيل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وهروبه الى السعودية مركز الارهاب العالمي والخراب والدمار , اتضح بعد ذلك ان الاوضاع في تونس لم تتغير وانما اصبحت من السيئ الى الاسوا واكثر قهرا من السابق , تكلمنا عنها في حينها وسوف نتناول الحالة التونسية بالتفصيل في الايام القادمة .
في مصر كنا نراقب عملية التغيير ورحيل النظام وخروج الملايين من الشعب المصري الى الساحات والشوارع وخاصة في ايام الجمع التي سميت بيوم الهيجان بعد اداء الصلاة مباشرة .
بعد ان قرر الزعيم والقائد والرئيس المبجل والاوحد هو وعائلته وزمرته الملتفة من حوله وهم جميعهم من الفاسدين والسراق والقتلة واصحاب السوابق والمجرمين الرحيل وترك السلطة باتفاق مسبق مع بعض الجهات المصرية وبضمانات انظمة دول عربية وبعض المخابرات الاجنبية .
توقعنا بعد ذلك وتلك الحشود المليونية والمسيرات والقتلى والضحايا وجرائم اجهزة الامن والشرطة المصرية , وبعد عمليات حرق مقرات الحزب القائد الحاكم وحوادث النهب والسلب للدوائر الحكومية والمتاحف والمحلات التجارية والبنوك واجهزة الصرف الالي , ومهزلة اطلاق سراح المعتقلين من السجون المصرية وكانوا اصحاب الجرائم الكبري ومن القتلة والمهربين وتجار العملة والمخدرات والتهريب والاغتصاب وغسل الاموال والارهاب ومن بينهم من كان محكوما بالاعدام وبالسجن المؤبد , ومن بينهم كان ايضا مجرمي حزب الله وتلك الخلية الارهابية التي تم الحكم على البعض منها بالاعدام والمؤبد , وغيرها من الحوادث التي لا تحصى التي وقعت اثناء ما يعرف بثورة شباب مصر ضد النظام الحاكم .

توقع الجميع بان ياتي نظام عادل وشريف ومقبول من جميع فئات وقطاعات ومكونات وطوائف وقوميات الشعب المصري , لكن مع الاسف نقولها , اتضح الامر وبعد تعين اول حكومة وقتية نصبها قادة جيش حسني مبارك ومن لف لفهم المتعاونون مع بقايا النظام السابق ايضا , وهذا الجيش الذي عقد صفقات من الاتفاقيات والتعاون مع الاسلاميين واخوان المسلمين والسلفيين وقطاع الطرق والبلطجية , اتضح بان لا تغيير ولا اصلاح ولا تعديل قد حصل في مصر .
هناك الكثير من لا يعجبه هذا الكلام الذي نقوله , لا في داخل مصر او من شعوب الدول العربية . هنالك الكثير من هؤلاء حتى هذه الانظمة العربية التي تتمسك بدساتيرها وتشريعاتها وقوانينها الاسلامية وتقول عن نفسها بانها دول اسلامية ودينها الرسمي هو الاسلام ومصدر التشريع والقوانين هو الاسلام والشريعة غير راضية عليها , وتريدها اكثر تشددا وتدينا وان تطبق الشريعة بحذافيرها وان ترجع الخلافة الاسلامية ولقب امير المؤمنين كما كان في افغانستان وطالبان والان في السعودية الوهابية وغيرها , والبدء بتفعيل جرائم الرجم وقطع الراس والاذن والانف واليد والرجل واطلاق اللحه والنقاب والحجاب والمحاكم الشرعية والجزية والخ .
اذن الذي حصل في مصر هو كالتالي باختصار /
كما قلنا سابقا لا بد ان نعترف بقيام مجموعة من الشباب المصري الذي فعلا اراد التغيير واصلاح النظام واطلاق المزيد من الحريات والديمقراطية بخروجهم بالملايين الى الشوارع والساحات طيلة تلك الفترة والى الان .
لكن بعد ان اصر او الح النظام على موقفه وتمسكه بالسلطة والحل الامني , وهذا هو حال الانظمة القمعية والدكتاتورية دائما , تطور الامر الى المطالبة برحيل واسقاط النظام وتغييره .
بعد ذلك وعندما تطورت الثورة واوشك النظام على المغادرة , ابتدات عمليات التطفل والاختراق والهيمنة والقفز والسرقة لثورة الشباب المصري من قبل بعض المعارضات المصرية الفاشلة التي كانت متامرة مع النظام طيلة السنوات الماضية , معها القوى الاسلامية المتخلفة الرجعية وشيوخ الدجل والارهاب والحقد والكراهية واصحاب الفتاوى المقززة والمضحكة من اخوان المسلمين والسلفيين , تم اخيرا قطف ثمار الثورة من قبل هؤلاء وسيطروا تماما عليها بدعم من الطرف السعودي وامواله , والدعم من الجيش المتامر على الشعب باتفاق مسبق مع اركان النظام السابق لا طلاق يد الاسلاميين في هذه المرحلة .

بسبب غياب القيادة الحقيقية التي تمثل شباب مصر الذين قادوا مرحلة الثورة , واسراع دول خليجية واقليمية وعربية في تدخلها السافر والمهين للشعب المصري في شؤونه الداخلية , وخاصة التدخل السعودي الوهابي ومراكزه الدينية السلفية الوهابية , قاموا بضخ اموال سعودية تقدر ما بين 5 الى 10 مليارات دولار واعطائها الى الاسلاميين في مصر .
الجيش المصري قام هو الاخر بانقلاب عسكري على الثورة بحجة الحفاظ على الامن القومي المصري والامن الداخلي .
شباب الثورة والشارع المصري من الذين قادوا عملية التغيير وقعوا في الفخ والمصيدة بعد ان اعطوا الثقة المطلقة والكاملة للجيش المصري وقادته , وهؤلاء عينوا سابقا وجميعهم من قبل القائد العام للقوات المسلحة وهو محمد حسني مبارك .
ناهيك والى الان بان جميع القضاة ورؤساء المحاكم والمحافظين واصحاب الدرجات الوظيفية العليا في الدولة والوزارات موجودون الى الان في مناصبهم ومراكزهم الوظيفية .

لمن لا يعرف نقولها مرة اخرى / عندما ايقن الرئيس المصري بان لا مجال من ان يبقى او بقائه في السلطة والحكم بعد اصرار شباب الثورة والشارع الذي كان يريد التغيير ورحيل الرئيس ومن معه , قام بعقد اتفاقية مع قادة الجيش وهم بعدد الاصابع بان يحافظوا على الرئيس وعائلته والبعض من المقربين اليه , الاتفاق تم برعاية من بعض الانظمة العربية ومخابرات دول اجنبية .
لهذا نرى الى الان ويشاهد العالم كله بقاء الرئيس دون محاكمة وفي مقر اقامته في شرم الشيخ , صدور بعض الاحكام على رموز النظام السابق ماهي الا عملية ومسرحية هزلية يراد بها ترضية الشارع الذي قام بالثورة ليس الا .
اذن الجيش متعاون تعاونا كليا في هذه المرحلة مع الاسلاميين , الاسلاميين سيطروا على وسائل الاعلام الخاص والحكومي , من يحكم مصر الان هم هؤلاء الشيوخ , محمد حسان , محمد الزغبي , محمد عمارة , القرضاوي , غنيم . . . والخ .

الجيش اطلق سراح جميع الاسلاميين من السجون المصرية والمعتقلات , من كان فيهم محكوم بالاعدام والمؤبد , وصلت الحقارة والجسارة بان ارادوا اطلاق وتبرئة المجرم الثاني في تنظيم القاعدة وهو المصري الدكتور محمد الظواهري , لولا تدخل اجهزة المخابرات الامريكية بذلك .
الجيش وقف متفرجا اثناء حرق الكنائس واقتحامها , بل يقال هو الذي اطلق يد تلك العصابات والاعتداء على المقدسات وقتل رجال الدين .
مصر اليوم تعيش اسوا حالات ايامها منذ ستة عقود , يريدون شيوخ الدجل قبل حلول ايام العيد مليون لحية ومليون منقبة واطلقوا عليها حملة .
هل تريدون ان نعترف بهذه الثورة الفاشلة والانقلاب العسكري وحالة الغليان التي تجري وتحدث الان في جميع ارض مصر ? .
كيف تريدون ان نعترف بهذه الثورة الاسلامية الرجعية ومعها العسكر واجهزة امنية فاسدة بان لا يسمح ان يتولى محافظ قبطي مسيحي لمدينة مصرية , والمسيحيين يشكلون ما بين 10 الى 15 مليون من سكان مصر ? .
كيف تريدون منا نعترف بهذه الثورة الفاشلة التي لم تستطع تغيير المادة الثانية من الدستور المصري وهي مادة نازية وفاشية وعنصرية وارهابية ? .
كيف تريدوننا ان نؤيد ونعترف بعملية التغيير في مصر وهذه المهازل التي تفرق بين المواطنين من شعب مصر , اي لا يحق لغير المسلم المصري ان يصبح رئيسا او نائب الرئيس او قائد في الجيش او المخابرات او الاجهزة الامنية الاخرى ? .
والله لو تمت المقارنة بينكم وبين اعته نظام فاشي او نازي او عنصري انتم تكونون الاسوا يا شيوخ الدجل والارهاب وقمع الاخر وتدعون ليلا ونهارا بانكم خير امة واتيتم رحمة للعالمين ولا اكراه في الدين وانتم اسوا ما خلقه الله على وجه الكرة الارضية واعني شيوخ مصر والوهابية وليس القلة القليلة من بعض الشيوخ الذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير .

مصر يوما بعد يوم تسير الى الاسوا , ونحن بانتظار نتائج الانتخابات ومن هو الرئيس القادم , هل سيكون محمد عمارة او حسان او وزير خارجية حسني مبارك السابق وامين وزارة جامعة الدول العربية الفاشلة والفاسدة عمرو موسى , او محمد البرادعي الذي لا يحل ولا يربط , او من احد شيوخ الارهاب الاسلامي القادمين من لندن مركز ايواء الارهابيين والقتلة والمجرمين او احد من الذين تم اطلاق سراحهم من السجون المصرية ? .

اخيرا / نقول اذا كانت الثورات العربية لتغيير الانظمة بهذه الطريقة وكما حصل في مصر نقول وكما يقول المجرم الليبي معمر القذافي / طز فيكم / ! .
اذا كانت الثورات تؤدي غرضها واهدافها وغاياتها نحو الافضل والاحسن والى الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الاخر فاهلا وسهلا ونحن اول ما نؤيدها وندعمها ونقف معها .
اذا كانت على خلاف ذلك نقول من الان – ان الانظمة القائمة الحالية هذه هي التي تصلح لهذه الشعوب التي لا ترغب بالانفتاح وتخاف من الاخر وتقصيه ولا تقبل به , اذن نحن مع الدكتاتورية القائمة قبل الثورة في منطقة الشرق الاوسط المختلفة تماما عن باقي دول العالم بفكرها وافكارها وتقاليدها البالية المتخلفة الرجعية التي ولت وعفى عليها الزمن .
فالتغيير الذي وقع في مصر كان من السيئ الى الاسوا , ومن لديه اعتراض ليعطينا دليل واحد على ان مصر تعيش الان افضل من السابق , ولكي يتاكد من ذلك عليه ان يسافر الى مصر ليشاهد ويحكم بنفسه / دولة الخلافة الاسلامية الطالبانية الوهابية السلفية المصرية / .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل الأنظمة الدكتاتورية ستحكمنا إلى الأبد
Elias Ashor ( 2011 / 7 / 17 - 20:58 )
أستاذ جوزيف
مقالك من أرض الواقع. لا نعرف هل الأنظمة الدكتاتورية ستحكمنا إلى الأبد أم نثور فتحكمنا دكتاتوريات سلفية وباسم الله ومن يرفض سيُتهم بالمرتد والزنديق. فتُداس حقوق المرأة، والأقليات، والملحدين. أنا كآشوري سوري أعيش في أوربا أخاف على حقوق المرأة والأقليات، واللادينيين من هولاء السلفيين الإرهابيين


2 - لا أوافقك الرأي
نبيل السوري ( 2011 / 7 / 18 - 05:33 )
يا سيدي حتى لو جاء الإسلاميون للحكم فهو أفضل من هذا الستاتيك القاتل
من الأسهل بكثير الإطاحة بنظام إسلامي قروسطي لاحقاً عن الإطاحة بنظم متكلسة لكنها حربائية ليس لها مبدأ ولا تتورع عن الانتقال من اليمين لليسار بنفس اليوم من أجل البقاء
الإسلاميون لن يستطيعوا الوقوف بوجه الحضارة المتسارعة وسيزولوا
لقد شبّه بعض المتعلمنين هذا الموقف بالهروب من الدب والوقوع بالجب، وأزعم أنه قد يكون هناك حظ بأن نتفادى الوقوع بالجب أو الخروج منه لاحقاً، وكلا الأمرين أفضل من الاستسلام لأنياب دببة لا يشبع

مع التحية


3 - answer
NonaWynn ( 2012 / 1 / 4 - 22:20 )
Have no cash to buy a building? Dont worry, just because thats available to take the (a href=-http://goodfinance-blog.com/topics/mortgage-loans-)mortgage loans(/a) to work out such kind of problems. Thus get a college loan to buy all you need.

اخر الافلام

.. نتنياهو: فكرة وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة غير مطروحة ق


.. استقبال حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة




.. أسرى غزة يقتلون في سجون الاحتلال وانتهاكات غير مسبوقة بحقهم


.. سرايا القدس تبث مشاهد لإعداد وتجهيز قذائف صاروخية




.. الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يترشح لانتخابات الرئ