الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب الدكتور سلمان كيوش -حكايات من القلوب واليها

رحيم الساعدي

2011 / 7 / 17
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


عن مؤسسة الشهيدين الصدرين وفي سلسلة كتاب العهد صدر للدكتور سلمان عبد الواحد كيوش ترجمة وتعليقا لكتاب حكايات من القلوب واليها ، وهي مجموعة قصص وحكايات جمعتها الكاتبة أليس كيري .
وإذا كان لترجمته لكتاب عرب الاهوار طعم انتمائه لتلك الأرض الجنوبية فانه في هذه الرحلة الطويلة والشاقة التي انصبت على حكايات القلوب المختلفة ، قد وجد واحة أخرى تتواءم وهدوءه وسكينته التي يحافظ عليها باستمرار لتمثل جزء من كينونته وثقافته .
ويبدو ان ما دعاه إلى الترجمة لحكايات أليس كري كان الدافع الإنساني المتعلق بالقوانين الجميلة والحقيقية التي تحيط بالإنسان ، كما ان لتلك الحكايات مزية المعاصرة فهي تختلف كما يقول في مقدمة ترجمته عن الحكايات العربية التي تتسم بالغزارة والثراء بالإضافة إلى نخبوية الحكايات العربية ، فهي تتناول الإبطال وأصحاب الشهرة ولكن الدافع الأكبر كما افهم ان الدكتور كيوش حاول أن يساهم في تحريك ثقافتي القصة الأجنبية والترجمة على حد سواء ، وقد افلح في الاختيار والترجمة فكانت مجمل القصص التي بلغت الخمس والتسعين قصة تشير إلى ثقافات وأفكار متعددة وليست ثقافة واحدة ، فهي تهتم بالإنسان والأحاسيس والعلاقات الاجتماعية والتربية والجوانب السايكلوجية ، ولكن الغالب كما استنبطت من خلال قراءتي للكتاب هو الجانب الأخلاقي والنفسي ، مثلما يبدو في قصة البداية (يحتاج ابنا ) التي ربما كتبتها الكاتبة أليس كراي لتعيد توازن ضياع الجانب الأخلاقي والنفسي والإنساني في الحضارة الغربية .
ويلاحظ كثافة الأفكار المهتمة بالإنسان والأخلاق والجانب التربوي –النفسي في قصص مثل ( شيء ثمين – إلى جيراني – الأشياء الأولى – مدرسة – أقرباء من بعيد - ..... الخ من القصص الكثيرة والموضوعية التي ضمها هذا الكتاب .
لقد أعاد الدكتور كيوش صبغة الكتاب بطريقة جديدة حتى انني عانيت كثيرا في محاولة لفصل صورة المترجم عن الكاتب أو نص المترجم ونص الكاتب ،وذلك يعني تفرد الأستاذ المترجم بنسيج جميل طغى وبشكل واضح وتام على الكتاب فكأنه هو من خالجت مشاعره الحكايات فكتبها على هذا النحو وألفها وترجمها أيضا .
وأسجل هنا للدكتور كيوش التواصل الواقعي عند ربطه بين الألم والحزن الذي يلمسه في مجتمعه وتوظيف ذلك الهم بما يشبه المقارنة البسيطة للحكايات وذلك من خلال المداخلات والتعليقات التي تنساب بين ان وآخر هنا وهناك في بعض القصص ، وقد اتسم أسلوبه بالبساطة ، فالسهولة التي ينعم بها والتلقائية التي يتم تعشيقها بالقصص تمنحها الكثير من النضارة والجاذبية .
وقد وجدت في حرف الدكتور كيوش انه ينهال خفرا وينهمر بحزن شفيف ليقول بانه عاش الجوانب الإنسانية لتلك القصص التربوية والثقافية .
وأخيرا ربما املك في هذه الأسطر القليلة تهنئة الأخ الأديب الدكتور سلمان كيوش على انجازه الذي أضاف دقة قلب أخرى إلى جسد الثقافة العراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران