الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة مثل دوائها.. !

محمد المراكشي

2011 / 7 / 17
كتابات ساخرة


و اخيرا ،اكتشفت الحكومة أن التدخين مضر بالصحة إلى درجة المنع..إذ لم يرق لصناع القرار في ايسلندا أن تبقى السجائر في متناول سهل بل مريح لمواطنيها و مشاريع مجتمعها القادم من فتيانها و فتياتها..
طبعا لم تحتج الحكومة الايسلندية للجنة و آلية متابعة و لا لإستفتاء لتبين أن موقفها لا تراجع عنه و عن صحته ! و لم تستخدم بلطجيتها يواجهون كل الفرحين بارتشاف السجائر كما اتفق منذ بداية تاريخ هذه "البلية" !
ما قررته الحكومة الايسلندية هو ان السجائر لن تكون في متناول أي مواطن إلا بوصفة طبيب.. فاعترفت أخيرا بكون لفافات الحكمة و السرطان صارت اشبه بالدواء المداوي لكل مبتل ! و لازال المستقبل أمامنا لرؤية مدى توفقها في هذا القرار المتقدم في محاربة هذا البلاء المغري !
شخصيا أحس بالفرق المريح منذ قراءة ذاك الخبر الايسلندي ، و أقارن في دواخلي إن كانت حكومتنا قادرة على اتخاذ ذات القرار.. ! طبعا في هذه الظرفية ،هي لا تستطيع ..فكثير من النشطاء الذين يرعبونها هم من المدخنين و هي تخشى أن يتم تصوير قرارها على أنه مؤامرة جديدة ضد التغيير !
لكن ، تصوروا معي طوابير من الناس أمام الصيدليات و في عيادات الأطباء ينتظرون دورهم لأخذ وصفة تدخين.. ! أو لتتصور نفسك تنصت بانتباه إلى الصيدلي و هو يشرح لك وصفة تدخينك التي حددها لك طبيبك ! ثم يؤشر على علبة الدواء بخطه مواعيد تناولك لسجارتك ثلاث مرات في اليوم بعد الفطوروبعد الغذاء و العشاء !!
الحمد لله أن حكومتنا لم ترغب لنا في هذا الألم الخطير الذي سيصاحب أدمغتنا كل صباح نتيجة الاقلال من النيكوتين ،أو من تعنت الطبيب المعالج بالسجائر !
حكومتنا ووزارة صحتها قلبها علينا ،فهي لا تريد لنا أن ننزعج و تتلخبط مواعيد تدخيننا الكثيرة المبعثرة القاتلة ! تريدنا أن ننتشي كما نريد من سجائرها الرديئة،لكي نستفيد في وسط أو نهاية أعمارنا من دوائها الرائع .
لا أدري من أين اتت وزارة الصحة و الحكومة من ورائها بفكرة الأدوية الجنيسة ..فتعريف الدواء الجنيس في مناطق كثيرة من العالم هو أنه دواء .. ! اي أنه يداوي ! و يصفه الأطباء لأنهم يثقون به ! و يحبه الفقراء من المرضى لأنه يرفق بجيوبهم المثقوبة ! وتفرح له التأمينات و التعاضديات لأنه غير مكلف في التعويض !
لكنه للأسف لا يحمل أيا من تعاريف العالم ! فهو شبيه بالدواء لكنه بعيد عن أن يكونه ! و يسر لك الأطباء أو يعلنون جهارا نهارا أنه لا دواء و لا "عبو الريح" ! ثم إن الدواء حقيقيا أو جنيسا عليه أن يرفق بالناس و امراضهم و آلامهم لا أن يزيدها..
أعتقد أن الجنيس في الثقافة الجنيسة هذه ،صار مجرد وهم يباع للناس على أنه دواء..و ليس غريبا هذا الجنيس إن كانت المسؤولة عنه تشبهه إلى حد بعيد..فهي لا قوية مثل حكومات العالم،و لا متجانسة ولا محاسبة ، و لا ديمقراطية مثل باقي الديمقراطيات ،و لاحتى شعبية و لوبمعنى أن تستطيع إقناع الناس و لو بالامتناع عن التدخين !
إنها مثل دوائها ،حكومة جـنـيـسـة !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر