الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثأر القبيلة: الأسباب الحقيقية لاحتجاز الدكتور محمد الجزار في السعودية

خضر محجز

2011 / 7 / 18
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تهدف هذه السطور إلى بيان الأسباب الحقيقية لاحتجاز الدكتور محمد فكري الجزار في السعودية، والتحقيق معه من قبل أجهزة الحكم الوهابي.
أولاً: محمد فكري الجزار: بطاقة تعريف:
1. ابن المرحوم فكري عبد الرحمن الجزار.
2. شقيق الدكتورة صفاء فكري الجزار أستاذة اللغة الانجليزية بجامعة طنطا.
3. أحد أبطال أكتوبر والعبور العظيم.
4. أستاذ النقد الأدبي بجامعة المنوفية.
5. له العديد من المؤلفات النقدية والفكرية منها : "العنوان وسيميوطيقا الاتصال الأدبي" و"معجم الوأد" و"لسانيات الاختلاف" و"استراتيجيات الشعرية العربية"، وكثير من الكتب الأخرى.
6. ينشد ثوار ميدان التحرير قصيدة من نظمه.
7. معار للتدريس بجامعة الباحة حالياً.
8. محتجز في السعودية بتهمة تأييد ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير ومحاولة تصديرها للسعودية.
ثانياً: الأب: فكري عبد الرحمن الجزار: بطاقة تعريف:
1. شيخ المستقلين الذي أطلق عليه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لقب‮ (‬الفلاح الفصيح).
2. عضو البرلمان المصري منذ أيام عبد الناصر حتى عام 2005.
3. قائد تيار المعارضة المستقلة، داخل البرلمان، طوال عهدي السادات ومبارك، قبل أن يأمر مبارك، محافظ الغربية (ماهر الجندي) بإسقاطه في انتخابات 2005.
4. واصل الفلاح الفصيح، الحاج فكري عبد الرحمن الجزار، نضاله ضد الفساد، بكل ما استطاعته قواه.
5. كانت آخر كانت آخر كلماته لشباب ثورة 25 يناير، عندما استشاروه في الدعوات التي تصلهم من شخصيات مرموقة، بالخروج من الميدان ولقائهم في مكاتبهم، لمناقشة الأوضاع الجارية؛ أن قال لهم: "ماحدش أكبر من ميدان التحرير.. قولوا لهم لستم أحسن من القائد الأعلى للقوات المسلحة ولا أحسن من قائد المنطقة المركزية اللذين نزلا لنا إلى الميدان".
6. اختارته المعارضة الوطنية، خلال أيام الثورة، وقبيل وفاته، واحداً من مائة شخصية مصرية نزيهة، ليمثلها ضمن أعضاء البرلمان الشعبي، الذي شكلته، في مقابل (برلمان أحمد عز المزور).
7. اختاره حزب الوسط الجديد، واحداً من مؤسسيه الذين يفخر بهم، في مواجهة قمع حبيب العادلي وسيده.
ثالثاً: استفتاح كريم:
﴿إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوّان كفور﴾ الحج/38.
هكذا قضى الله دوماً، وهذه هي سنته. وهكذا أقر الله عين المناضل الحديدي (فكري عبد الرحمن الجزار) بشهادة سقوط نظام الطاغية المزور (حسني مبارك) قبيل وفاته بلحظات.
لقد رحل الرجل، إلى الرفيق الأعلى، يوم 8 فبراير 2011، وهو ذات اليوم الذي شهد فيه تنحي مبارك.
رحل الرجل وقد أورث ابنه شرفه الممتد، وعزيمته النضالية التي لا تلين. ولم يكن لابنه الأستاذ الدكتور (محمد فكري الجزار)، أن يفرط في هذا الشرف الموروث، خصوصاً وقد قضى حياته، قبل ذلك، منارة علم تشع على كل من حولها، لا في جامعة المنوفية فحسب، بل في كل أرجاء (المحروسة) والعالم العربي، من خلال كتبه ومقالاته ووقفاته اليومية المشهودة في نصرة الحق، التي لم يكن آخرها مشاركته الفعالة ـ مع شباب ميدان التحرير ـ في ثورة 25 يناير.
لم يكن محمد فكري الجزار مجرد أستاذ يعلم الناس الخير، ويؤلف الكتب في ذلك، ويكتب المقالات، فحسب؛ بل كان ـ قبل ذلك وأهم من ذلك ـ واحداً من الذين عبروا القناة، ليغرسوا علم مصر والعروبة، فوق تلال سيناء الحبيبة، وسط جثث الصهاينة المحترقة، وشهداء مصر العظام، في يوم السادس من أكتوبر عام 1973.
هذا بعض تاريخ الرجل. وهذا بعض ما يمكن أن يضيء لنا عتمة الحقيقة، وراء احتجاز السعودية له. لم يكن رسوب ابن وكيل الكلية في جامعة الباحة ـ المعار إليها الدكتور الجزار ـ هو السبب الحقيقي، بل كان مجرد ذريعة يتذرع بها نظام القبيلة السعودي، ليثأر من مناضل مصري ناصري عروبي ثوري، يحب كل ما تكرهه القبيلة الوهابية، وينظّر لثورات الحرية، كوالده المرحوم.
هذا هو السبب الحقيقي لغضب القبيلة السعودية من الأستاذ الدكتور (محمد فكري عبد الرحمن الجزار).
إنه الثأر من كل ما أحب عبدُ الناصر العظيم، والثأر من كل من أحب عبدَ الناصر العظيم. إنه ثأر القبيلة عندما تتحول (إلى دولة)، وتنفرد بمناضل لا يملك إلا قلمه وصوته ونيران صدره المشتعل أبداً.
ومنذ متى كانت الممالك القبلية تحب الثورات!.
في كل محاضرة، يلقيها الأستاذ الدكتور محمد فكري الجزار، يقف أحد مخبري الأمن بالباب ـ مثل كلب سلوقي أحسن ربه تدريبه ـ ليتصنت على ما يقوله الأستاذ الدكتور، وليكتب بذلك تقريره لأربابه من دون الله.
وفي كل محاضرة لا يتوقف الأستاذ الدكتور محمد فكري عبد الرحمن الجزار عن قول ما يريد، رغم أن الكلب السلوقي واقف بالباب.
وأخيراً تزايدت التقارير، وقرر الكلاب السلوقيون احتجاز الأستاذ الدكتور محمد فكري عبد الرحمن الجزار، ومصادرة جواز سفره، وإخضاعه لتحقيق، يقوده ضباط جلاف، لا يعرفون لهم رباً سوى ابن سعود، ثم يقولون عن أنفسهم (أنهم موحدون).
ولكم أن تتصوروا ما يمكن أن يفعله (مخبر وهابي جلف) بأستاذ دكتور متحضر لا يؤمن بأن شيخ القبيلة هو الله، ولا يحمد الحكومة بعد كل أكلة أو مضاجعة!.
كل هذا يمكن لنا فهم دوافعه، أما الذي لا يمكن لنا فهم دوافعه ـ دون الغوص في علاقات التاريخ ـ فهو موقف مساعد وزير الخارجية المصري (المشين)، حين اعتبر مصادرة جواز السفر الخاص بالدكتور الجزار (أمراً طبيعياً) وطالب المصريين والعرب، المتعاطفين مع قضية الدكتور الجزار، بأن يحترموا (قوانين الدول المضيفة)، ويقبلوا باستمرار التعامل معهم وفق نظام (الكفيل) العبودي. مما يعني قبول مساعد وزير الخارجية المصري، بخضوع الأستاذ الدكتور محمد فكري الجزار، لكفيل يقرر ما يفعل به، برضى مساعد وزير الخارجية!.
فهل كان من الممكن لمساعد وزير خارجية (يفترض أن الثورة المصرية هي من أنتجتها) أن يقول أفضل من هذا، وربه الأكبر ـ وزير الخارجية المصرية نفسه ـ يحل (ضيفاً)، قبل أيام قليلة، علي صالون ثقافي أقامه السفير السعودي في (منزله) بالقاهرة، فيسمو به الوجد إلى درجة وصف المملكة السعودية بأنها (‬الشقيقة الكبرى ‬لمصر)؟.
يعني ـ نحن العرب ـ لم تعد مصر هي شقيقتنا الكبرى وأمنا؛ بل المملكة العربية السعودية!. ومضمر هذا الكلام يعني ـ بلا شك ـ أن على المصريين والعرب أن يصبحوا مجرد (موالي) للعائلة السعودية، لمجرد أنها تملك نفطاً ومالاً تسيل له لعاب الكثيرين!. فإلى أي جحيم نذهب بعد ذلك يا عرب؟!.
لست حزيناً على صديقي الأستاذ الدكتور محمد فكري الجزار، فأنا أعلم كم هو قوي، وكم هو قادر على كسر هذا الهجوم البربري على حضارة مصر. لكنني حزين على ثورة تنتج وزيراً بهذا المقاس. حزين على حكومة لا تقوم بحماية أفضل أبناء مصر، ثم تدعي بأنها حكومة ثورة.
تحيةً لصديقي الدكتور محمد فكري الجزار، وتأكيداً لعهد الصداقة والواجب.
ويا مصر، يا أم الأحرار،
سلمت لنا ولأبنائك. وليخسأ الطغاة والفاسدون.
﴿إن موعدهم الصبح. أليس الصبح بقريب﴾








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة