الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القادم-ما بعد عرفات

خليل ابو شمالة

2004 / 11 / 19
القضية الفلسطينية


لقد انتابنا جميعا الحزن العميق على فقدان شعبنا لقائد ليس كأي قائد ,وزعيم تغنت به الأجيال وحملت معه حلم التحرير والاستقلال , ترك العالم مع لغز كبير بدأ معه منذ ولادته وعاش في ظل وجود اجتهادات كثيرة عن نشأته ومكان ولادته , وعندما رحل ضاعف هذا اللغز بسبب وفاته الحقيقية , هل مات مسموماً أم مات بشكل طبيعي , وإذا كان الاحتمال الأول , فمن الذي يقف وراء هذا الحادث , ومن صاحب المصلحة الحقيقية لينفذ مطلب إسرائيلي وأمريكي وربما دولي ؟
الحقيقة الوحيدة التي بين أيدينا الآن هو أن الرئيس والرمز قد رحل , وترك خلفة إرث ستحكم عليه الأيام القادمة إما بالسيئ وإما بالحسن مع عدم إغفالنا وتجاهلنا إلى أن الرئيس عرفات قائد وزعيم من طراز فريد.
لقد شعرنا كفلسطينيين بالفخر ونحن نرى انتقال السلطة بشكل حضاري وديمقراطي حسب ما نص عليه القانون , ولكن ترى هل سنشهد ديمقراطية حقيقية في الفترة المقبلة يشعر المواطن الفلسطيني إنه يعيش في ظل منظومة من القوانين العصرية التي تؤسس لبناء المجتمع الفلسطيني على أسس سليمة, هل سنعيش مرحلة الأمن الشخصي التي باتت مفقودة هذه الأيام في ظل حالة الانفلات الأمني وانتشار ما يعرف بفوضى السلاح حتى أصبحنا لا نعرف سبب منطقي لعدد المسلحين المهول في كل بقعة من بقاع الوطن واختلط الحابل بالنابل ولم يعد بمقدور أي إنسان أن يسأل عن سبب انتشار السلاح.
وهل سيكون في استطاعة حركة فتح وهي أكبر التنظيمات الفلسطينية أن تعيد ترتيب أوضاعها الداخلية على اعتبار أن تصويب أوضاعها هي مصلحة حقيقية للشعب الفلسطيني , وهل ستغادر قوى المعارضة نزقها الذي اعتاد عليه الشعب الفلسطيني دون أن يرى طرح بدائل واقعية ؟
أسئلة كثيرة تراود كل مواطن فلسطيني , والإجابة أصعب ما تكون في متناول عقل ولسان أحد من هؤلاء المواطنين.
ما يقلقنا فعلاً هو استمرار حالة الشك الذي يتميز بها شعبنا من كل ما هو قادم , الأمر الذي سيخلق حالة من المراوحة يصعب عندها اتخاذ قرار بالتقدم خطوة إلى الأمام .
أعتقد أن العقود الأربعة الماضية التي كان بطلها أمام الجميع شخص الرئيس عرفات رحمه الله , لا ينبغي أن تشكل عائقاً أمام تقدم الوضع الفلسطيني, فمجتمعنا يدرك أن عوامل كثيرة تجمعت كي تحافظ على شخصية عرفات , وأن أحدا لا يمتلك هذه المقومات الآن لا من حركة فتح ولا من المعارضة , وينبغي أن لا يحاول أحد أن يمتلكها .
إن الدروس والعبر من الفترة السابقة كثيرة وواضحة , وباستطاعة أي مواطن فلسطيني عادي أن يسردها , بل ويعطي لها تحليلاً دقيقاً , يجب أن ندرك أن شعبنا الفلسطيني الآن بحاجة إلى إشاعة الديمقراطية ومحاربة الفساد والمفسدين , وإطلاق العنان أمام كل الطاقات الكامنة المخلصة التي تسعى بحس وطني مسؤول إلى توفير فرص الصمود والتقدم .
لقد عشنا سنوات أوسلو ولم نشهد تطور حقيقي لأوضاع مجتمعنا على مستويات مختلفة , سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو القانونية , بل كانت سنوات عجاف , شهدت تعاظم التحديات على المستوى الداخلي والخارجي , رأينا ولا نزال تعطيل القوانين وعدم تنفيذ قرارات المحاكم , عشنا ولا نزال حاله تخلف في الإنتاج نتيجة لوضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب , ومنح درجات وظيفية على أساس شخصي أو حزبي لا يخدم المصلحة العامة , وكثيراً من المؤسسات التي لا لزوم لها أصلاً تحظي برعاية مالية دون أن يكون لوجودها مبرر منطقي وحضاري , وبدل أن نسعى لبناء مجتمع مدني كانت عسكرة المجتمع عن طريق إنشاء المزيد من الأجهزة الأمنية وتعزيز العشائرية والقبلية وعرقلة كل الجهود في الإتجاة المعاكس .
أمام ما سبق , يا ترى ما الذي سيحدث ؟ وكيف ستكون عليه الأوضاع الفلسطينية ؟وهل من اطروحات جديدة تساعد على تجاوز حالة التخلف داخل المجتمع الفلسطيني ؟ هل نكون متفائلين , أم متشائمين بمقدار ما بين أيدينا من معطيات ؟
لا أريد أن أسبق الأحداث , ولن أكون كالآخرين الذين يقدمون تحليلات وتوقعات , بل سأنتظر مع المنتظرين ،ولكن المهم هنا أنه طالما ندرك أن شعبنا الفلسطيني يستحق الأفضل فيجب أن يتداعى الجميع من اجل خلق واقع أفضل يرقى لمستوى تضحيات هذا الشعب العظيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا