الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اردوغان وغزة, عرض او عرضين سياسيين؟ تعليق سريع:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



يقال ان رئيس الوزراء التركي, رجب طيب اردوغان, سيزور قطاع غزة بتاريخ 25-7-2011م, وبذلك يكون اردوغان اول صاحب منزلة سياسية على مستوى رئاسة وزراء يزور القطاع منذ انشقاق حركة حماس ومنذ فرض الحصار الصهيوني عليه, كما ويقال ان السلطات المصرية صرحت بهذه الزيارة.
بعيدا عن حماسة عواطف شعبنا في قطاع غزة التي تتوق لفك هذا الحصار الصهيوني اللعين عنه, وبعيدا عن الجانب الوحيد الذي عادة ما تراه حركة حماس في مثل هذه الزيارات, حيث لا ترى سوى تنامي الاعتراف بها وبشرعية مناورتها السياسية, فان لنا ان نتسائل عن المضامين السياسية الاخرى التي تنطوي عليها _ خصوصية_ زيارة اردوغان للقطاع, فالسيد اردوغان, ومن موقعه السياسي كممثل للامة التركية, ورمزية تمثيله لاهمية موقعها في الصراع العالمي, لا يقوم بزيارات تعاطف وتضامن انساني, فقد مضى كثير من الوقت الذي كان ممكنا له فيه ان يظهر هذه الانسانية. لكنه وبهذه الاعتبارية عادة ما يكون لزياراته حسابات سياسية اخذها بعين الاعتبار ومهام واهداف سياسية محددة ينتوي انجازها,
ان الملاحظات التي يمكن ابدائها على الزيارة كثيرة, فهي تحمل:
اولا مقدارا من التعارض مع شرعية رام الله حتى لو من جانب الاتيكيت الديبلوماسي, حيث من المفترض ان يكون في استقباله ومواكبة ضيافته خلال زيارته لغزة الممثل الرسمي الفلسطيني المعترف به من قبل الشرعية الدولية,
ثانيا ان هذه الزيارة تتم في وقت الازمة السورية التي نجد لتركيا تدخلا سافرا بها, في حين ان دمشق لا تزال مقر مركزية حركة حماس, التي لا تزال محرجة في تحديد موقفها من الازمة السورية الى درجة ان حليفها حزب الله انتقد موقفها اعلاميا من خلال قناة المنار, ودعاها لتحديد موقف واضح ومحدد من هذه الازمة,
ثالثا انها تاتي في ظل حالة توتر تشوب العلاقات التركية الصهيونية من الصحيح انها لم تودي بهذه العلاقات الى درجة فك تحالفهما المؤسس على تكامل دور موقعهمها البحري الجيوسياسي اللوجستي, واغتراب كليهما العرقي عن الاطار العربي, عدا الصلة الاسلامية لتركيا بالنطاق العربي, الامر الذي يجعل وزن خصوصية المصالح القومية التركية هو الاساس في علاقاته بالطرفين العربي والصهيوني
رابعا اننا لا يجب ان ننسى قوة التحالف الامريكي التركي ومتانة علاقاته, ومن غير المعقول ان تسمح تركيا لزيارة اردوغان بان تلقي بظلال سوداء على هذه العلاقة باميركا, ولا بد ان يكون هذا العامل قد اخذ بعين الاعتبار
خامسا ان من لانعكاسات السياسية الرئيسية التي تركتها الازمة السورية على محور الممانعة هو تحلل تركيا منها, بعد ان كانت في العام الماضي قد اصبحت من مكوناتها السياسية الرئيسية, وقد انعكس ذلك ايضا سلبا على علاقة تركيا بايران الى درجة تصاعد حدة لغة التصريح السياسي الايراني ضد تركيا مما استوجب زيارة اوغللو وزير الخارجية التركية لايران
من الواضح اذن ان الاهمية السياسية لزيارة اردوغان لقطاع غزة تتجاوز مقولة التضامن الانساني...الخ, وانها تتعلق بترتيب جيوسياسية منطقة شرق المتوسط تحديدا, باتجاه استمرار العمل على التخلص من محور الممانعة, وذلك عبر اللعب على تباين مصالح اطرافه الرئيسية والثانوية وتناقضاتها, والتي لا تتمحور فقط في سوريا بل في عموم المنطقة, فنحن لا يمكن لنا مثلا ان نعزل تصاعد القصف الايراني للمناطق الكردية مثلا عن الصراع السياسي الداخلي في العراق حول مسالة التمديد لتواجد القوات الامريكية فيه, والي يكشف عن وجود موافقة كردية على هذا الامر تتعارض مع الموقف الايراني, ولم يكن اصلا طلب التمديد الامريكي الا لعلاقته بالازمة السورية ومحاولة توظيف التمدد الايراني في العراق لصالح النظام في سوريا.
ان الازمة السورية اذن هي محور اهتمام زيارة اردوغان بالقطاع, ومن الواضح انها ستعرض مساومة على حركة حماس, تتعلق بموقعها في محور الممانعة, ووجود مركزيتها في دمشق, والمصالحة الفلسطينية, وربما قضية شاليط ايضا,الامر الذي يجعلنا نتسائل هل تحمل زيارة اردوغان لقطاع غزة عرضا امريكيا او تركيا لحركة حماس؟ وما هو هامش التباين بين مثل هذين العرضين ان وجدا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -سأهزم دونالد ترامب مجددا في 2020-.. زلة لسان جديدة لبايدن |


.. في أول مقابلة بعد المناظرة.. بايدن: -واجهتني ليلة سيئة-




.. فوز مسعود بزشكيان بانتخابات الرئاسة الإيرانية بنحو 55% من أص


.. القسام تنفذ غارة على مقر قيادة عمليات لجيش الاحتلال بمدينة ر




.. -أرض فلسطين بتفتخر بشعبها-.. غارات الاحتلال لا تزال تحصد أرو