الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يعني إسقاط النظام وكيف

احسان طالب

2011 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


سقوط النظام يعني الرفض النهائي للمنظومة الحاكمة وبنيتها وهياكلها وآليات حكمها واسقاط النظام لا يشبه اسقاط بناء وهدمه هي مرحلة تبدأ بالقطع معه بمعنى عدم مشاركته في البناء القادم وتجاوز مسألة الإصلاح وما نطلبه الآن من بنود ورد ذكرها في العديد من الرؤى والبيانات ويتفق الجميع عليها هو جزء من الحقوق الأولية العاجلة المفروض على السلطة تنفيذها طالما أنها ممسكة بزمام الأمور وهي المرحلة التحضيرية لبدء السقوط ، الشعار ليس رومانسيا برغم ما يحمله من موسيقى عذبة لقد أضحى مطلبا شعبيا سوريا واعيا فمن يقتل شعبه ويتآمر علية فاقد للشرعية وهو بالتالي لا يستحق البقاء أو الاستمرار . الاسقاط عملية طويلة بدأت بالتظاهرات السلمية العارمة والتي ستتطور لاعتصامات ومن ثم عصيان مدني حتى يبدأ النظام بالتفكك والانهيار تدريجيا وربما بخطوات متسارعة . الثورة السورية سلمية وستستمر كذلك وبقوة الضعف سنغير واحد من أقوى وأعتى الأنظمة وأكثرها جبروت .

تحاول القوى المعارضة السورية بلورة بديل يتكفل إدارة المرحلة الانتقالية وتبذل جهود مخلصة لبناء منظومة سياسية وطنية تكون قادرة على بناء جسر الوصول إلى الدولة السورية الوطنية الديمقراطية التعددية التي تحترم الإنسان وتحمي حقوقه وتصون حريته وكرامته وواقع الأمر أن تلك المهمة لم تصل إلى غايتها بعد إلا أن اتساع مساحة المشاركة في مثل هكذا مشروع وتقديم الآطروحات والرؤى المتكاملة مع ازدياد تضييق الفجوة بين النخب السياسية والشعب ومع حرص الكيانات السياسية المعارضة على مشاركة فعالة من شباب الثورة والفاعلين فيها سيجعل من تحقيق تلك المهمة أمرا واقعيا وعملية أساسية يتوفر على قاعدتها إقامة الأشكال والنظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية المنشودة

لم يعد الحديث عن البديل أمرا ذا قيمة في ظل التطورات العملية والسياسية التي شهدتها وستشهدها سورية، ففي ظل الاستخدام المفرط للسلاح وانتشار الاعتقال العشوائي وتفاقم وتائر التعذيب داخل المعتقلات والسجون السورية والتحفظ على المتظاهرين المطالبين بالحرية كمعتقلين في الملاعب والمدارس، غدا من البديهي إدارة الظهر بالكامل لما يقوم به النظام السوري من عبث الحوار والاصلاح . إن شهادات الجنود الفارين والضباط المنشقين لا تدع مجالا للشك بوجود أوامر عليا بإطلاق النار على المتظاهرين وبوجود شهادات لسجناء أطلق سراحهم وأفادوا بانتشار وتفشي التعذيب المنظم للمعتقلين من لحظة اعتقالهم للحظة إطلاق سراحهم ، وانتشار الدبابات وراجمات الصواريخ ومضادات الطائرات في الأحياء والشوارع في كافة المدن والقرى والبلدات السورية بات من الطبيعي سقوط شرعية النظام وفرط عقده المزور مع الشعب المفترض أنه قائم بين الشعب والسلطة وعلى أساسه يحق للسلطة ممارسة مقاليد الحكم . ذلك العقد أعلنت ملايين المتظاهرين الرافعين لشعار اسقاط النظام واصرارهم منذ أربع شهور على ذلك الشعار أرادت تقديم تبليغ واعلان صريح من الشعب بنقض العقد وانتهاء التفويض بالصلاحيات السياسية التي بموجبها تنال السلطة شرعيتها ومن هنا كان الحديث عن بديل حديثا ذا اتجاه واحد فقط لا عودة ولا رجوع فيه البديل الوطني الديمقراطي الذي يخرج النظام من حساباته ومن رهاناته ولا يعني ذلك بأي حال من الأحوال تفكيك مؤسسات الدولة أو تهديمها، بل على العكس من ذلك فالحفاظ على المؤسسات المادية والمعنوية للدولة مهمة من مهام إدارة المرحلة الانتقالية ولا يعني تجاوز النظام في عملية البناء القادمة اقصاء أحد أو اجتثاث فئة أو كيان سياسي بعينه، بل هناك إرادة قوية في مشاركة بناءة من السوريين بما فيهم من كانوا منخرطين في بوتقة النظام وكتله السياسية طالما أن أيديهم طاهرة من الفساد والدماء ولم يشاركوا في عملية قتل الشعب أو إهدار وسرقة خيرات الوطن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة - لبنان بعد اغتيال نصر الله • فرانس 24 / FRANCE


.. عاجل | نتنياهو: مقتل نصر الله سيغير موازين القوى لسنوات في ا




.. بدأت باختراق تردداته.. إسرائيل ترسل رسائل مبطنة باستهداف مطا


.. نتنياهو: تصفية نصر الله هي الشرط الأساسي لعودة مواطنينا إلى




.. موازين | الاحتلال وحق مقاومته