الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد عرفات، إحتمالات قاتمة؟

سلامة كيلة

2004 / 11 / 19
القضية الفلسطينية


ياسر عرفات هو الذي أسّس السياسة التي إنبنت على تحقيق تسوية مع الدولة الصهيونية، و هو راعي إتفاق أوسلو و موقّعه. لكنه كان قد أصبح " عقبة " في سياسة تريدها الدولة الصهيونية، فهو يحلم بدولة و ليس بكانتون، و كان الكانتون هو السقف الذي تقبله تلك الدولة و تسعى لفرضه بالعنف الدموي. لهذا بدا وجود ياسر عرفات زائداً في معادلة الواقع الجديد، و كان يجب أن يرحل، حيث ظل شارون ينتظر هذه اللحظة منذ أكثر من سنتين.
لقد أصبح فرض الرؤية الصهيونية للحل النهائي ممكناً، و بات الوضع الدولي أكثر من مؤاتٍ. كما أن الحاجة الأميركية لدور الدولة الصهيونية إقليمياً باتت واضحة بعد 11/9( عكس ما أشيع بأن الوجود العسكري الأميركي في العراق سوف يهمِّش دور الدولة الصهيونية )، و كان ذلك يفترض إحكام السيطرة على الأرض الفلسطينية و فرض الحل الأخير.
لهذا فإن رحيل عرفات هو الوقت الذي يسمح بأن يعاد ترتيب السلطة الفلسطينية بما يتوافق و الحل النهائي، المبني على تكريس عزل الفلسطينيين ضمن الجار العازل و ضمن تقطيع ألأوصال بين المدن، و " التخلّص " من قطاع غزة دون مغادرته نهائياً.
من هذه الزاوية يُنظر إلى خليفة ياسر عرفات. و الواضح أن الفئات التي قدّمت تنازلات أساسية هي التي إندفعت إلى الواجهة، سواء عبر الإعتراف ب " يهودية " الدولة الصهيونية ( و هو ما فعله أبو مازن و هو رئيس للوزراء )، أو عبر التخلّي عن حق اللاجئين في العودة ( و هو ما تزعّمه ياسر عبد ربه و فئات أخرى من فتح عبر وثيقة جنيف )، أو بالقبول بالدور الأمني الذي ترغبه الدولة الصهيونية ( و هو ما حاوله محمد دحلان ). و هؤلاء هم الطاقم الجديد، و قادة المرحلة القادمة.
كان عرفات العقبة الأخيرة في تحقيق الخطوة الأخيرة لسياسة بدأها هو و أوصلها إلى منحدر خطر، و لاشك أن هذه الخطوة هي التي سيُعمل على تحقيقها الآن، و يمكن أن نلخّصها في مسألتين:
الأولى: السعي لإعادة ترتيب الوضع الفلسطيني في ظل " اللحظة العاطفية " المتمثلة في موت عرفات، و تحت وطأتها، بما يكرّس " خط أوسلو الإقتصادي " ( أي كل المستفيدين إقتصادياً من إتفاق أوسلو عبر التعاون من الشركات الصهيونية ) قيادة دون إعتراض أو إنشقاق. و هذا ما بدا أنة تحقّق الآن، رغم أن الأصوات الرافضة ظهرت حتى لحظة مراسيم الدفن.
الثاني: و يشمل ترتيب الوضع الفلسطيني كذلك إنهاء الإنتفاضة، تأسيساً على القول بأن " الظرف " يقتضي التفاعل مع الميول الجديدة لدى الدولة الصهيونية المرحبة بالمفاوضات، و " القرار " الأميركي بالسعي لتحقيق " السلام " و إقامة دولة فلسطينية خلال أربعة سنوات. الأمر الذي يقتضي إعادة ترتيب بنية السلطة و أجهزتها و مؤسساتها، و الإهتمام " بشؤون السكان " بعد الضرر الكبير الذي أصابهم و تحسين الشؤون الحياتية لهم.
إن المطلوب من قِبل الدولة الصهيونية هو أن تصبح السلطة هي المسؤولة عن الأمن " الصهيوني "، و بالتالي هي المعنية ب " مكافحة الإرهاب " و إدارة شؤون الفلسطينيين الإدارية. و هذه هي الحدود الممكنة " للدولة الفلسطينية ". و سوف يكون غياب ياسر عرفات و المدخل لتمكين فئات فلسطينية تقبل بذلك.
بغياب عرفات ربما يصبح الفرز ممكناً، و كذلك ضرورياً، خصوصاً أن غيابه فتح الأفق لأن تتشكّل على الأرض قيادة موحّدة للإنتفاضة تضم كل المعنيين بإستمرارها و تجاوزها أزماتها، و بالتالي إعادة بناء إستراتيجيتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة