الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسؤولية محك المعادن قاسم دوز نموذجا .....

صادق سالم

2011 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


في حياة الإنسان هناك الكثير من التجارب التي يمر بها ويعيشها دون أن تكشف تماما عن حقيقته لأنها تجارب هامشية لا تؤثر في مجرى حياته فبالتالي لا تكشف عنه تماما ,
لكن في المقابل هناك تجارب محدد تكون مسؤولة عن إظهار هذه الحقيقة , فربما هناك شخص يقسم الجميع بنزاهته واستقامته لكن عندما تمر به تجربة واحدة منها تراه يظهر كل رذائل الدنيا دفعة واحدة وينسى تماما ما كان ولا يفكر إلى بما هو فيه الآن .
وبالتأكيد فان العكس صحيح ايضا فالشخص الذي ينظر اليه على انه سيء بعد مثل هذه التجارب ينظر إليه نظرة احترام وتقدير لمواقفه المشرفة والتي أظهرت طيب معدنه وأصالة نفسيته .
بعد هذه المقدمة البسيطة أحب أن احدد ( حسب تصوري ) أهم تلك الأمور التي تظهر معدن الإنسان الحقيقي وهي أمور كثيرة لكن أريد ان أركز هنا على جانبين .
فأقول لعل المال من أهم تجارب الحياة قسوة وشدة وإظهارا لحقيقة الإنسان وتمحيصا لمعدنه , ومن بعد المال السلطة ذلك الفيروس الذي يفتك في أحيان كثيرة حتى بالصالحين وذلك لان فيروس السلطة يستغل ادق نقاط الضعف الموجودة لدى الإنسان ويدخل من خلالها ,
اما لو جمعنا بين المال والسلطة فستكون الطامة الكبرى تلك هي المناصب والمسؤولية تلك التي هي بالحقيقة مصائب على الصالحين وافراح للطالحين .
فالانسان الصالح يخشى تلك المناصب ويبتعد عنها , بينما الذين في قلوبهم مرض يتنافسون عليها تنافس الذباب على خضراء الدمن ويبيعون لأجلها كل شيء ويوعدون ما يوعدون ويقسمون بما يشاءون وبمجرد جلوسهم على كراسيهم ينسون كل شيء ويتفرغون للنهب وملء الجيوب والكروش ( طبعا جيوبهم وكروشهم ) !! لا بل يدمرون أي امل للصلاح والإصلاح !؟والأسوأ ينتقمون ممن يريدون هذا الصلاح !!؟؟ , ونتيجة لذلك ينتشر في مؤسساتهم ودوائرهم الفساد والرشوة وتكثر فيها الضغائن والنفاق والمؤامرات الخبيثة وتكثر فيها المشاكل وهذا كله بالنتيجة يكاد يوقف عمل تلك الدائرة او هذه المؤسسة عن العمل تماما ( الا بتحريك جيوب المساكين طبعا ) !!!!!.
وفي عراقنا الجديد يكاد يكون معظم المسؤولين في مؤسسات حكومتنا العتيدة كهؤلاء مجرد سراق تنابل لا يعلمون أي شيء عن دوائرهم سوى التقارير المزورة والوهمية التي يرفعها اليهم مريديهم ومتملقيهم وحجابهم الذي تراهم دائما يجلسون تحت طاولاتهم يتلقفون فتات موائدهم .
ولكن هل يخلو عراقنا من الطيبين من الصالحين من الذين يحسون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم من الذين يخشون المسؤولية وبالتالي لا يدخرون جهدا ولا عملا لكي يعطوها حقها كما يجب .
لا بالتأكيد لا يخلو بلد ولآد مثل العراق عن مثل تلك الكفاءات
وكنموذج عن هؤلاء الدكتور قاسم دوز عميد كلية الهندسة في جامعة بغداد
فهذا الرجل الذي استلم منصبه هذا ومسؤوليته هذه من فترة بسيطة عمل الكثير من الأمور وسن الكثير من القرارات التي ساهمت بشكل كبير على خلق نوع من المودة والمحبة بين موظفي العمادة لا وأيضا بين الطلبة والعمادة ايضا فعندما بدأت امتحانات الطلبة تراه يشرف بصورة شخصية على إيصال الماء البارد للقاعات الامتحانية وإيصال كل شاردة وواردة تحتاجها القاعة الامتحانية لتوفير الجو الملائم للطلبة بحيث ان طلبة هذا العام الدراسي كانوا بأجواء لم يعتادوها سابقا وهذا ليس فقط لطلبة كليته فقد عمل نفس الشيء مع طلبة وزارة التربية الذين أدوا امتحاناتهم في قاعات كليته ولعل أجمل تعليق لأحد طلبة السادس العلمي وهو يرى العميد يشرف بنفسه على سير الأمور وتوفير الأجواء الامتحانية المناسبة ( ليتني استطيع ان احصل على معدل يدخلني في هذه الكلية مع هذا العميد ) وهذا التعليق بحد ذاته له مغزى ودلائل كثيرة .
وهناك موقف كثيرة لهذا العميد لعل أخرها ما حدث بعد الزيارة الشعبانية فنتيجة لتقصير معظم المسؤولين في حكومتنا العتيدة فان معظم الزوار لم يستطيعوا العودة إلى منازلهم إلا بعد أن أمضوا ليلتهم في العراء ونتيجة لذلك فان عدد كبير من موظفيه قد غابوا يومي الأحد والاثنين وطبعا ليس موظفيه فقط بل معظم موظفي دوائر الدولة وفي الوقت الذي وصلني أكثر من تقرير وشكوى من ان الكثير من المسؤولين اعتبروا موظفيهم غياب , الا ان دكتور دوز ومن موقع مسؤوليته وشعوره بالواجب الديني والأخلاقي والاجتماعي قد اعتبر كل من غاب هاذين اليومين مجاز وذلك دون ان يتقدم أي موظف بهذا الطلب بل هو من نفسه , فأين باقي المسؤولين منه ؟.
وليس هذا فقط فكل موظفي العمادة ورؤساء الأقسام وأساتذتها وطلبة الكلية وكل من عرفه ( سابقا والان ) يشهدون له بالتواضع والخلق الدمث مع حكمت وجرأة قراراته والتي حلت الكثير من الإشكالات التي كانت تعاني منها الكلية , ولعل من صفاته الرائعة ايضا ان بابه مفتوح تماما لأي طالب او موظف او أستاذ والدخول عليه ليس أسهل من ان تطرق الباب وتدخل !!؟ , اقول ان هذه اهم صفه فيه في الوقت الذي لا نرى فيه معظم المسؤولين إلا من خلال مواكبهم التي تبرق كالبرق الخاطف في شوارعنا المزدحمة وسط صياح ونعيق حمايتهم وسياراتهم وأيضا نراهم من خلال شاشات التلفزيون وهم يتباكون على عراق هم من ينخرون بجسده !!!.
فبارك الله فيك دكتور قاسم دوز عميد كلية الهندسة جامعة بغداد وبارك الله بكل مسؤول يحذو حذوه وهم ان شاء الله كثر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟