الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حبوبتي و-ستار اكاديمي-

حيدر سهر

2011 / 7 / 19
كتابات ساخرة



لم اكن اعرف يوماً ان جدتي والتي تبلغ السبعين من عمرها انها متابعة بشغف لبرنامج "ستار اكاديمي" حيث بادرتني بسؤال قد ادهشني في فحواه.. قالت وهي تمسك في يدها اليمنى سيكارة تذر الرماد منها كأيامها التي مضت وبلهجتها المعهودة( حبوبة منو اللي فاز باستار اكاديمي؟!).
أحرجتني بهذا السؤال وكيف سأجيبها بأنني لا أتابع مثل هذه البرامج.؟. ومع ذلك بقيت خرسا أصما أقلدها حين لا تريد السمع او التكلم بقصد منها.
بحق العالم أصبح قرية صغيرة لا تحده حدود ولا تمنعه جبال او محيطات ولا حتى فيزا، والعولمة جعلت من الشعوب قريبة من بعضها ونقلت معها الغزو الثقافي الذي طال الكبار قبل الصغار، فالانترنت والستلايت أصبح بمتناول الجميع ولم يعد يخفى شيئا في هذه الارض ، وأخذت الأسر العراقية تستحلها هذه التكنولوجيا المتطورة وتتفاعل معها بصورة مخيفة.
وهنا يتوارد الى الذهن كيفية استغلال هذه التكنولوجيا في عصر السرعة والعلم بصورة ايجابية ونتفاعل معها بما يناسب توجهاتنا وتقاليدنا، فالاسرة العراقية لم تترك كالماضي بعيدة عن التطور والتكنولوجيا ولم تبق منكفأة على نفسها فما هي الا ضغطة زر حتى تشاهد ما تريد او تتصل بمن تريد فتتبخر جميع القيود والحدود بكبسة ذاك الزر السحري، والاجدر بنا عدم وضع رؤوسنا كالعادة في الرمال وان نتنفع من هذا التطور ونتفاعل معه بايجابية ، ومع علمي المسبق بضعف القدرات لدينا لتقديم برامج تلفازية توازي بقية بلدان العالم لهذا اخذ المواطن العراقي بالبحث عن محطات فضائية تلبي رغباته ، وبالتالي نفر الى خارج حدود الوطن، ومما لاشك فيه ان هناك أسباب أخرى لهذا النفور عن متابعة البرامج التي تقدمها القنوات الفضائية العراقية تتضمن بالقنابل الموقوتة التي ترمى يوميا عبر التلفاز الى داخل البيت العراقي من تصريحات السياسيين ولغة الانا والتهديدات فيما بينهم ،فوجد المواطن غايته في بعض البرامج الترفيهية العربية التي يأنس بها ومن ضمنهم جدتي!
انا لم اعهد جدتي بهذه الأفكار والأسئلة عن (ستار اكاديمي) ولم أرها الا وفي يدها مسبحة سوداء تقدس الله فيها وتسبحه وسجادة لا تبارح مكانها.. وانا لن اتفاجأ يوما ان تكون جدتي أحدى المنظمات لمظاهرة عن طريق الفيس بوك وتحت تمثال نصب الحرية تطالب هي وأقرانها بإعادة التصويت في ستار أكاديمي لان لجنة التصويت قامت بالخداع ولم تنصف من يستحق الفوز!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي