الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية رحلة ضياع

رفعت زيتون

2011 / 7 / 19
الادب والفن


رواية "رحلة ضياع " بقلم:م. رفعت زيتون
ديمة السّمان كانت هنا بحّارا ماهرا وربّان مركب عركته حياة البحر و تاّلف مع موجه و صخوره ومع صخب نهاره وهدوء ليله .
لقد أبحرت بنا كاتبتنا عبر ذكريات ما زال الدّم يسيل من كلّ جراحاتها التي لم يأن لها أنْ تبرأ بعد .
أخذتنا الكاتبة في رحلة ضياع بحرية انطلاقا من عكا ومرورا بصور وصيدا إلى بيروت تاركة بعضنا في كلّ مدينة مكثنا فيها خلال هذه الرحلة , تماما
كما كان من أبطال هذه القصة الذين تركوا قلوبهم في عكا وأعينهم في صور و نبضهم في بيروت، ودموعهم في غزّة فتشتّت الفرد في ذاته قبل تشتّت الأهل و الأسر والعائلات. كلّ هذا كان على مركب أدبيّ رشيق كان شراعه الصُّوَرُ الجميلة ُ المتلاحمة مع الواقع و المصبوغة بزرقة البحر والمعطّرة برائحتهِ و كان مجدافه هذه اللغة المتينة والأسلوب الشيّق والمشوّق و الكتابة الراقية دون الوقوع بأيّ لفظ نابٍ أو صورة مشوّهة .
ودلالاتُ الاشتغال على اللغة كثيرة لا تكادُ تخلو منها صفحة من الصّفحات من حيث الصّور والتراكيب وما تخلّلها من حكمة وفلسفةٍ وولوجٍ في النّفس البشريّة .
بدأتِ الرّواية ببعد سياسيّ عسكريّ زاحمته عواملُ الطّبيعةِ بقسوةِ ذلك الإعصار الذي لا يأتي إلا نادرا ، وشاءتِ الكاتبة أن تشعل جذوته في تلك الليلة التي وصل بها رداد والعربيد – وهما من أبطال الرّواية – إلى غزة، ربّما لتزيد في قسوة الدّنيا ولتضيّق الخناق على الشّخوص لتقتربَ أكثر من محاكاة الواقع في قسوته في تلك الأيام، التي عاشها أبطال القصّة الحقيقيون. وسرعان ما خطفتنا الكاتبة بحروف عبقريّة إلى تاريخ هؤلاء الشّابّان لتغوص في الذكرى، فاستحضرتِ الغائبَ وأحيتِ الميْتَ وأطلقتِ الأسيرَ، كلٌّ ليقصَّ قصّته بنفسه، لتدخل بذلك إلى أروقة البعد الإنسانيّ والاجتماعيّ بكلّ تناقضاته ومعاناته وتقلّباته، عبر أحداثٍ شدّتنا من بدايتها إلى نهايتها بطريقة مشوّقة، ومشاهدَ كانت تمرُّ أمام العيون بخلفيّة موسيقى هدير الموج وصخب بحره وغموضِ أسراره. ولقد كان التّفاعلُ مع الشّخوص والأحداث كبيرا، ونجحتِ الكاتبة في إخراج الكثير من الزّفرات من صدر القارئ وهو يواكبُ الحدث. ولكن مثلما عصفت الرّيح بقارب رداد والعربيد فقد عصفت ريح النّحو ببعض الحروف والكلمات فضلّت طريقها عبر ضباب الطّباعة والمراجعة، وربّما سردّت هنا بعضها للفائدة ولكثرة ما يقع فيها الكتّاب – وأنا منهم – وسوف أرفق الباقي بورقة خاصة بيد الكاتبة، فمثلا لا يكون تنوين الفتح على الألف وإنّما على الحرف الذي قبله، ويجب الدّقة في كتابة همزتيّ الوصل والفصل ( فمثلا في صفحة 45 وردت جملة لو أنني والصحيح لو انّني وهناك غيرها في أكثر من موضع ) كذلك لا تُكتبُ الألف بعد الهمزة المسبوقة بالألف ( كما جاء في صفحة رقم 5 – إرضاءا والصحيح إرضاءً ، وكذلك في صفحة 15 – في كلمة هباءا والصحيح هباءً وغيرها في أكثر من موضع ) وكذلك الحرص على استخدام الشّدة لأنها حرف وقد حرصت الكاتبة عليها في أغلب الكلمات وسقطت سهوا في بعضها.
وأعود للأسلوب فقد كان فيه إسهاب من غير ملل – حسب اعتقادي – مع وجود التّكرار المبرّر لبعض الألفاظ والكلمات والمعاني وغير المبرّر لبعضها، وقد وجدت رغم الإسهاب اختزالا لبعض المواقف والأحداث المهمّة، وكانت مقتضيات الحبكة تقتضي أن تسهب فيها الكاتبة أكثر وعلى سبيل المثال ما كان من نمر العبد عندما كان في حالة سكر واستفاق، وما قاله عن ابنه بالتبنّي فوّاز، والأحرى أن يدور صراع أكبر في تلك الحادثة وأن يرتفع مستوى الإحساس قبل انهيار الأب عند أول سؤال معترفا للابن بالتبنّي أنّه ليس ابنه. هذا ما لدي وأهنّئ الكاتبة علىى روايتها الجديدة والتي أتوقّع أن أشاهدها فيلما سينمائيا ذات يوم بعد أن يتهافت عليها المخرجون والمنتجون ، شكرا لأديبتنا على هذا الأدب الرفيع والملتزم والملتصق بقضيّة الشّعب الفلسطيني وأشكرها أن استطاعت أن تكون بحقّ ابنة لهذا البحر الغامض








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا