الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورتان .. وبينهما -نكسة-

سعد هجرس

2011 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


نحتفل يوم السبت القادم بمرور 59 عاماً على ثورة 23 يوليو. والاحتفال بهذه المناسبة له طعم مختلف هذا العام لأن هذه هى المرة الأولى التى تحل فيها هذه الذكرى بعد اندلاع ثورة 25 يناير، وبالتالى فإنها المرة الأولى التى تتعانق فيها الثورتين، ثورة 1952 وثورة 2011 .
وفى التسعة وخمسين عاماً الفاصلة بين الثورتين حدثت أمور كثيرة وجرت مياه جديدة فى النهر.
وإذا كان التغير هو سنة الحياة.. فإن رياح التغيير التى هبت على البلاد خلال هذه العقود الست لم تستطع أن تعصف بعدد من "الثوابت".
أول هذه الثوابت، وأهمها على الإطلاق، هى ان "الشعب" المصرى كان ولا يزال صاحب القول الفصل فى اللحظات الحاسمة فى تاريخه.
وقبله الثورتين، ثورة 1952 وثورة 2011، تم الترويج لأفكار تتفنن فى اتهام الشعب المصرى بشتى صور الخنوع والاستسلام وتقبل الذل والإهانة والرضوخ للحكام المستبدين والطغاة.
وبعد ان ظن هؤلاء "الفلاسفة" التعساء أن الشعب المصرى أصبح جثة هامدة، فاجأهم الشعب المفترى عليه بخروج المارد من القمقم فيما يشبه المعجزة.
والملفت للنظر أن ثورات المصريين بيضاء دائما.
هكذا كانت فى 1952 . وهكذا جاءت فى 2011، فالدم المصرى عزيز وغالى، والمصريون ليسوا دمويين أو متعطشين للدماء حتى عندما يثورون ضد جلاديهم والطغاة الذين ساموهم العذاب ونهبوهم وسرقوا مقدرات بلادهم.
ومن الثوابت الاخرى أن الجيش المصرى يظل حريصا على عدم الانزلاق إلى خطيئة الانحياز إلى نظام سياسى فاسد ومستبد ضد الشعب المصرى.
وظلت المؤسسة العسكرية إحدى مدارس الوطنية المصرية التى تضع نفسها فى خدمة الوطن وليس فى خدمة النظام.
من هنا.. رأينا ان الجيش كان هو الذى قام بالانقلاب على النظام الملكى عام 1952 وتحول الانقلاب الى ثورة بعد تأييد الشعب له، وفى 2011 كان الشعب هو الذى قام بالثورة وأيده الجيش، الذى رفض أوامر الرئيس المخلوع بإطلاق النار على الثوار وانحاز إلى مطالب الثورة وتبنى أهدافها.
***
وعلى أى حال فان اندلاع شرارة ثورة 25 يناير يطرح سؤالا مهما ونحن نحتفل بالذكرى التاسعة والخمسين لثورة 23 يوليه، هو: لماذا توجب على المصريين القيام بثورة ثانية بعد ثورة 23 يوليه؟
الإجابة ليست صعبة.. ويعرفها كل المصريين.. وخلاصتها ببساطة ان ثورة 23 يوليه كان لها ست أهداف، وأنها حققت الكثير من الإنجازات الوطنية والتنموية عظيمة الشأن، لكنها تعرضت للعديد من التحديات الخارجية والداخلية، وصلت إلى ذروتها فى هزيمة 5 يونيه 1967 .
وبعد وفاة زعيم الثورة جمال عبد الناصر تم الانقضاض على مكتسبات 23 يوليه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ومع ان هذه "الثورة المضادة" بدأت فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات إلا أنها توحشت فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، بحيث أصبح السؤال الشائع فى معظم الأوساط قبيل ثورة 25 يناير هو: أليست الظروف مشابهة للظروف التى عاشتها مصر قبيل ثورة 23 يوليو ؟!
هذا السؤال الذى يعوف المصريون إجابته جيدا من واقع معاناتهم ينقلنا إلى أمر يجب الانتباه له جيدا، هو ان الثورات يمكن أن تنتكس، وان الثورة المضادة، تبقى خطرا حقيقيا فى كل الأحوال. حدث هذا مع ثورة 23 يوليو ويمكن أن يحدث لثورة 25 يناير التى مازالت فى بداية الطريق.
***
نحن إذن نحتفل بثورة 23 يوليه لنتعلم من إيجابياتها التى غيرت وجه الحياة فى مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ولنتعلم من سلبياتها أيضا التى كانت كعب "أخيل" ونقطة الضعف التى ساعدت الثورة المضادة على التسلل والتغلغل.
ومع الايجابيات والسلبيات.. فلنتذكر دائما أن جمال عبد الناصر هو الذى قال فى بدايات ثورة 23 يوليو "إرفع رأسك يا أخى" وبعد قرابة ستين عاما خرج شباب مصر ليقول "ارفع رأسك فوق.. أنت مصرى".
... فالمصريون لا يثورون من أجل الخبز فقط.. وإنما من أجل الكرامة .. والحرية .. أولاً.. وقبل كل شئ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مجرد سؤال
محمد بن عبدالله ( 2011 / 7 / 20 - 17:40 )
ماذا كان يكون حال مصر اليوم لو لم تقم هاتان الثورتان..

بالتأكيد أفضل بمئات المرات !



جاء الدكتاتور الحقود فاعتمد على الشوفينية والفاشية ورشوة العامة لاكتساب شعبية جعلته يتصور نفسه إلها ولم يكن سوى عسكريا خائبا عاني من عقد النقص بعد أن أذله اليهود بحصاره في الفالوجا فرمى بأسباب فشله على اسرائيل والغرب ودفعه حقده لمعاداة أمريكا التي كانت تغدق على مصر بالمساعدات بحجة أنها تساعد أيضا اسرائيل

أما الهوجة الأخيرة للشباب الطائش ستنتهي بتكبيل البلاد وبالقائها لقمة سائغة في فم الظلاميين أو الفاشيين الداعين للحروب كارهي الغرب واسرائيل وفي كلي الأحوال لا خير للبلاد


2 - ما هي ايجابيات يوليو؟
محمد البدري ( 2011 / 7 / 20 - 23:03 )
اي ايجابيات تبحث عنها يا استاذ سعد؟ انت ذاتك لم تكن ممثلا ضمن الحضور السياسي طوال فترات الثلاث اراجوزات الذين حكموا مصر منذ انقلاب يوليو. كنت في موقف المعارضة فانتج النظام بنهايته مبارك فاي ايجابية دون اي ذكر للهزائم العسكرية الفادحة التي حلت بنا. كيف تسمي انقلاب يوليو ثورة ولا يمكنك ذكر برجوازية الان لها ما يمكن مقارنته ببرجوازية ما قبل يولية. ولن اتطرق لنوعية الطبقات العاملة التي اصبحت تتسول الاجور والعلاوات باعتبارها منحة وليست حقا لقاء جهد وعمل. لقد انهت يليو التشكل الاجتماعي الصحي الذي منعبره يمكن لقوانين الصراع العمل لانها حولت مصر الي مستنقع بشري آسن يقوده مشايخ يطاردون المفكرين ويقتلوهم . رحم الله برجوازية ما قبل يولية وعلينا العوض في البروليتاريا التي اصبحت رثه بسبب يوليو التي تريد ان تظل في ذكري العقل المصري. بالمناسبة باقي ارض فلسطين اضاعها بطلك القومي بتهورة الغير مسؤول في ينيو الشهير . فهل اتي هو ليصبح المصريين مبددين لتركيبهم الاجتماعي واراضي الغير ايضا. تحياتي وكل ثورة وانت طيب.


3 - نكستان وبعهدما ثوره
Red W ( 2011 / 7 / 20 - 23:49 )
الفرق الجوهري بين ثوره 25 يناير وإنقلابات العسكر هو أن ثوار يناير لم يبغوا الحكم... أما العسكر فحكموا وأفسدوا وفشلوا والنتيجه مصر اليوم .. وياخوفي أن نري تكرار الكوارث من
عسكر اليوم ومجلسه الجاهل

ثوره 25 يناير أنهت حكم العسكر ولا 23 يوليو بعد اليوم


4 - ثم غير اسم مصر
محمد البدري ( 2011 / 7 / 21 - 01:36 )
الفاشل جمال عبد الناصر غير اسم مصر كلية لقاء اتحاد فاشل نري جيش سوريا وقيادتها السياسية اليوم تثبت طرحنا ثم تلاه اراجوز مصر الثاني فلم يصلح ما افسه الاول بل اضاف الشريعة البدوية بعد ان شوه الاول اسم مصر بالعروبة. لماذا اصبحنا عربا يا استاذ هجرس، هل نحن مستوطنين من قريش؟ فكرة تبديد التاريخ وتحطيم المنجزات هي اصلا فكرة يهودية قام بها المدعو ابراهيم بحجة التوحيد حسب ما يقول الاعراب في السعودية او العبرانيين اليهود. فلماذا يتبعهم عبد الناصر ملغيا مصر الاكثر تحضرا من زمن احتلالها بالبد. ام ان من حكمونا منذ يليو 1952 كانوا صهاينة دون ان ندري؟


5 - السلفيين هم الحل
Hany Shaker ( 2011 / 7 / 21 - 15:21 )

السلفيين هم الحل .... تسالنى حل اية مشكلة؟ اجاوبك انها مشكلة الوقود .. الحطب ... فلولا الوقود لما اضطرمت النار ... نار السلفيين ... و النار غير المنضبطة قاسية , شريرة , شيطانيه , غاشمه , لا قلب لها و لا ضمير ... هكذا هم السلفيون و هكذا هى نارهم
وقودهم و حطبهم هى الجمهورية الرابعه , جمهورية القاع المصرى , تركة مبارك و زبانيته ... الملايين السبعين المهمشين الفقراء الاميين. ساكنى العشوائيات و المقابر و الطرقات ..
والى ان يتحسن مستوى هؤلاء الابرياء .. او حتى يتم فناؤهم وفناء مصر كلها على يد السلفيين سيبقى الشيخ الحنجورى يصرخ فى كل قناة تلفاز و كل مظاهرة و كل مسجد - النار .. النار


6 - الثورة المضادة
عادل الليثى ( 2011 / 7 / 22 - 07:40 )
الثورة المضادة ... مصطلح لا أعرف معناه ولا أجده على أرض الواقع ... أراه .. وهم .. طرح ليكون دفاع ذاتى عن مستقبل الثورتين وحصادهما ... وعلى هامش الموضوع فلا داعى للذكريات الأليمة لشعارات رفع الرأس فقد رفعها عبد الناصر حتى وصلت تحت أقدام جيش إسرائيل

اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل