الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوضع الاقليمي والدولي والثورة

جورج حزبون

2011 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



قبل الحرب العالمية الاولى ، تحالفت بريطانيا مع الشريف حسين ، فيما دعي بالثورة العربية الكبرى ، وهي عبارة عن تحرك عسكري يتضمن وعد باقامة امبراطورية عربية بقيادة الشريف حسين ، شريطة ان يحارب العرب ويقاتل الاتراك الى جانبهم ، وبعد ذلك صدر وعد بلفور وما كادت الحرب ان تنتهي بعد ، ثم جاء مؤتمر الصلح وانفض عن اتفاقات سايكس بيكو ، دون اي اعتيار للتحالف الذي قال عنه تشرتشل فيما بعد ( .. كان بيننا مراسلات ولم تكن اتفاقيات ) .
في السنوات الاخيرة ، اطلق موضوع ، شرق اوسط جديد ، وتوضح من خلال بيانات ومواقف وتصاريح المروجين لهذا المشروع ، ان الحدود القائمة حاليا في الشرق الاوسط غير عادلة ، وان هناك اثنيات وقوميات لم تنصف ، كذلك فان الانظمة القائمة غير قادرة على تطوير بلدانها سواء اقتصاديا او سياسيا ، وان استمرار حالة الحرب و اللاسلم مع اسرائيل ، تهدد دائماً استقرار المنطقة وعليه يجب مراعاة التحولات العالمية ، واقامة اسواق مفتوحة ، وحدود غير مغلقة ، وتعاون اقتصادي لسوق شرق اوسطي كبير ، وبالطبع فان الهدف هو عودة الاستعمار الى المنطقة بشكل جديد فرضته طبيعة التطور المازؤم للراسمالية.
بالطبع واضح ما هي الغايات الكامنة ، وانها دعوات حق براد بها باطل حين يجري الحديث عن الديمقراطية وحقوق الاثنيات وغيرها ، فكما تم التعامل مع المنظومة الاشتراكية ، يجري اعادة تطبيق المنهج في الشرق الاوسط ، عبر انهاكه في صراعات داخلية و مناطقية واستنزاف موارده وتشجيع توجهات في جوهرها ثورية ، حتى تصبح المنطقة محتقنة ، ثم يجري تحريك القوى المضادة للثورة وفي مقدمها العسكر ، وفي لحظة تكون فيها الجماهير ساعية نحو غاية سياسية وهي الامن والاستقرار ، خروجا من الوضع الراهن والتدهور الامني والاقتصادي المتحصل ، وبالطبع هناك حركة اصولية جاهزة للتعاون سواء الاخوان بمختلف تعبيراتهم ومسمياتهم ، او الوهابيين بمسمياتهم بدعم من السعودية ، تلك الدولة التي تعتبر ان اي تغير ليس في صالحها ، اذ ستكون مطالبة عبر تلك الاعداد الكبيرة من الشباب السعودي المؤهل عمليا ، بالدراسة في الخارج واطلاعه على العالم ، وعودته الى ركن تراثي مصر على عدم مغادرة القرن السابع !!! وفقط للتذكير فقد بداءت الهجمة على البلدان الاشتراكية من بولندا حيث تحالفت الكنيسة عبر البابا البولندي حينها مع مستشار الامن القومي الاميركي في جكومة كارتر البولندي لتحريك مجموعة فليسا والباقي معروف .
وكما للدول العالمية برامج وتطلعات ، فان للقوى الاقليمية برامج وتطلعات ، وان ما يجري عربياً يقع على تخوم الدولة التركية والدولة الايرانية والدولتان يعتبران ان ما يجري عربيا له علاقة بالامن القومي لديهم ، وان الدولتين يمتلكان اقتصاديات قوية وقوة عسكرية متعاظمة و طموحات للخروج من دائرة البيت الضيق ، الايرانيون بطموحاتهم الدينية ، ولاسترداد مواقع فقدوها عبر هزائم متتالية ، سواء من العرب او من اصحاب المذهب السني ، والاتراك بطموحاتهم الاقتصادية ، ولاخذ دور اقليمي يسهم في اجبار الاوربين على الحوار معهم باسلوب الضرورة والحاجة ، والى جانب انهم يملكون اهدفا حرمتهم منها معطيات الحرب العالمية الاولى والثانية مثل مناطق تعتقد تركيا انها تملك بها حقوقا مثل كركوك ومواقع نفطية ، ناهيك عن تنامي واضح للثقافة ( الطورانية ) واهمية ان يعودوا قادرين للوصاية على العرب باية حدود وايه معاني ، ولو للحماية ، خاصة ان حزب العدالة الذي يقود الدولة صاجب توجه ديني سني بل وكان خليفة المسلمين تركيا حتى 1923.
أن الاحداث الجارية في سوريا ، واستعصاء النظام ، والمواقف الدولية المختلفة حولة من الاميركي الحذر الى الروسي الطامح لدور متميز ولو على شاكله ( يالطا ) والاوربي المتحفز لعله يفوز بدور فقده ابان عنفوان الامبراطورية الاميركية ، ولكونه صاحب ولاية استعمارية سابقة تملك دراية افضل وتطمح لدور كبير بعد انتهاء الموسم !! الا ان اقتراب الايرانين والاتراك ربما بدفع الى حروب بالوكالة ، او الى شراكة بالتقاسم ، ولعل الحالة الايرانية التركية تذكر بما كان عليه الامر في القرن الرابع والخامس يوم كان العرب يعملون تجار وسعاة بين الفرس والبيزنطين ؟! ودون الحاجة بالعودة للتاريخ ، الا ان الدول لها حسابات مثل الافراد والشركات ، والاهتمام بالتاريخ شكل من اشكال استعادة السطوة والعزة القومية وتحفيز شعبي اكبر تحتاجه ايران وتركيا لقهر العلمانين، كل في طرفه ،عن طريق انعاش الروح القومية في فترة زمينة تبدو وكانها تسمح بذلك ، وتصوب حالات هزائم منيت بها تلك القوميات ، وفي ذلك الامر تصبح سوريا المدعومة من الحرس الثوري الايراني مباشرة ويشكل واضح ومقلق، ساحة صراع لنفوذ لا تحتمله تركيا وهو يقترب من حدودها بالارث الفارسي والمذهب الشيعي ، الذي حاربه العثمانيون ايام الصفويين طويلا وعملوا على الحد من خروجه عن حدود فارس .
وبالنظر الى الدور العربي ، نلاحظ ان السعودين الغير مرتاحين لنظام الاسد والمعادين لنظام الملالي، يساندون الموقف التركي ولو لم يبدو ظاهراً كثيراً في حين تدعم السلفين في مصر ، لابقاء تأثيرها موجوداً ونفوذها قائماً ،مع تزايد حاجة المصرين للدعم المالي ، وهي مستفيدة من تواتر الاوضاع حتى تمكن لجماعتها في المجتمع المصري المتدين بطبيعة الحال ، والذي يسهل تطويعه بالدين اكثر من العلمانية .
ويوم كانت القومية العربية متقدة ورايتها الوحدة والحرية وفلسطين معيار الوطنية وشرعية اي نظام عربي وان بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة ، كانت تمتلك هيبة واحتراما خسرته حين لم تحقق اي من شرعيتها القومية والثورية وتحول العالم العربي الى سوق واسع لكل الباعة والمشترين ، فاهدرت الوحدة ، وانتعشت بلدان ضعيفة تحت راية الخصوصية وجرى اضطهاد الاقليات ، فيها ، واقيمت اوسع اجهزة امن وقمع ، وبذلك تهيئت الظروف لاحتراب داخلي والى ثورات شعبية وضعفت هيبة الدولة ، وطمعت فيها دول اخرى خارجية حيث انظمة الحكم اصبحت دكتاتوريات متكلسة ، واصبحت فلسطين اليوم قضية محلية يصارع اهلها للبقاء في شبه وطن وشبه كيان ، على مفرق طرق قد يقود الى جهنم .
بالطبع فان الامال المعلقة على الثورات العربية الهاردة التي تستطيع عبر حسم الصراع وتحصين البيت واعلان موقف سياسي واجتماعي ، ان تمنع دخول الفيروسات الانتهازية الى الجسم العربي في حال لم يفقد مناعته ، وعلى تلك الطلائع الشبابية الثورية ان تقيم اتصالاً مع باقي رفاق الثورة العربية لنكون قد ابلغنا اننا غير قابلين للقسمة وان الثورة رغم خصائصها وخصوصياتها تحتاج الى ان تجد نفسا نقيا في وسط اقليمي حليف وليس معادياً . ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |