الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تولتارية الشرق الاوسط !

نوزاد نوبار مدياتي

2011 / 7 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تنتهج الجموعات ذات طابع الاغلب في بقعة ما من مكان تجمعهم على المدى الفكري نهج القوقعة الفكرية على ذاتها والاخر المنتمي لذاتها الفكري فقط وإن النظرة التعسفية للمختلف معها ماهي إلا نظرة دونية للاخر المختلف إن لم تكن نظرة الافضلية منه بما هم يعتقدون او ينتمون او يؤمنون ؟!
غالباً ما يعاني اصحاب الاقليات الفكرية سواء إن كانت مستقلة او متحزبة من التوجه الشمولي لتلك الاقلية فمازال ولليوم يعاني الاهوازيون أو ( الاحواز ) من تعسفات الايرانييون وهذا لا يختلف مع الشيعة في السعودية و الايزيدة في العراق والمندائيين او اليهود ولا يختلف ايضاً مع المسلمين في الصين وهكذا مع كل اقلية تتواجد في بقعة تستحوذ عليها من باب انتماء الجموع من الاكثرية والتي بدورها تبسط جلادها وتهيمن على تلك الارض وتسحق الاخر المختلف بارجل التكفير او التحقير .
كان نظام صدام حسين لا يختلف عن فكرة التولتارية إن لم يكن هو النموذج الافضل لوصف هذا المصطلح ولا يختلف الان نظام كل من السعودية وإيران عن ذلك فالتولتارية لا تعتمد على دين معين او مذهب ( وإن كانت جميع الاديان نظرتها تتجه لهذا الصوب وتكفر بعضها البعض ) ؟
لكن التطور الفكري والانتقال عبر عالم النت والتطلع على الافكار ميزت بين النظرة الشمولية وبين فكرة التعددية وهذا ما اقسم ظهر تلك الافكار التي تسعى جاهدة لتغييب الاخر وحجره بخانه ( المخالف / المذنب / الكافر / المتطرف / السفيه ... الخ ) من تهم تلصق بكل مختلف مع اقلية معينة لبيئة لها اكثرية.
إن المجتمعات التولتارية او الجمع المعني بهذه الفئة يكون فيها التولتاري كـ " فرد " هو الاكثر انتعاشاً والاكثر تميزاً عن عدوه المختلف فإن كان تولتاري ديني تراه ناصح من كل حدب وصوب ( وإ‘ن كان منافق وفيه من الرياء ما يكيفيه ) لكنه لا يتررد من وهب تلك النصيحة بما هو يؤمن وينظر للاخر بنظرة الاستعطاف لما سيحل به من كوارث إن لم ينتمي لما هو مؤمن أومنتمي ثم ينظر لنفسه بكامل الفخر بما هو يؤمن او يدين مستعين بالاغلبية التي ينتمي اليها ومن عندها ياخذ احقية الفخر ، اما إن كان تولتاري قومي فطامته الكبرى إن الكون تكون ليميز قوميته عن باقي القوميات التي ينظر اليها حقيرة مغفله متخلفة ؟ وهكذا مع كل تولتاري في المجتمع ذات الاغلبية والذي بالتالي ولا محال منه يصنع التولتاريين اعداء لهم وخصوم ابديين نتيجة لذلك السلوك المشار اليه من سلوك عدائي ونهج قمعي ، إن هذا الامر يقتصر على شعوب دون اخرى فالشعوب التي تؤمن بالاحقية للاغلبية دون منح لحرية الفرد الشخصية كحرية ممارسه و اعتقاد و مزاولة لتلك الممارسة او الاعتقاد هي شعوب غالباً ما تكون مسيرة وفق المنظومة السياسية الحزبية او الدينية وإن عمليات غسيل الادمغة التي تمارس على الاجيال تاتي بثمار تلك التولتارية والتي تصب بمصلحة ناهجها والاكثرية التابعين لذلك النهج وبين هذا وذاك كما إن في كل مجتمع منافق يدعم الاقلية ويزاول تولتاريته مع الاكثرية وإن هذا الدعم هو لتغطية دوغمائتيه بنهج ديمقراطي وإن هذا النفاق هو نفاق فكري لا ارادي جاء نتيجة لتذبذب الفكر وعدم استقراره وركة الفكرة التي من الممكن ان صحت تطبيقها تجرف ما يؤمن الى شواطيء الحقيقة ؟
وحتى نقول إن التولتارية هي من اشد اعداء الديمقراطية الحقيقة ، فالشعوب الناجحة والتي تؤمن بكل مختلف مع الاكثرية هي شعوب متفهمة للاخر بعيدة عن الدوغمائية تؤمن و توأمن بكل مختلف معها نهاجاً وسلوكاً ارض الحوار والتعايش المشترك السلمي رافضة اقصاء الاقلية باحثة عن حلول مشتركة تتقبل افكارهم وسلوكهم كما تتقبل من ( يتفق معها ) وإن الوصول الى هذه المرحلة ( اي تقبل الاخر المختلف كما تقبل الاخر المتفق ) لا ياتي الا من التجرد العاطفي والتجرد الدوغمائية وإن هذا الامر سيحتاج لزمن طويل خاصة في الشرق الاوسط وما يجاوره الذي يمتاز بتولتاريته فكراً وسلوكاً .. ولابد من سؤال لهم : يا ترى لماذا نشمئز من رؤية الدم لكنه يجري في عروقنا ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة