الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشاؤمية المثقف العراقي من تردي المجتمع واستلابه سياسيا

هيثم محسن الجاسم

2011 / 7 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



هيثم محسن الجاسم

اعتقد ان نسبة مثقف واحد الى 1000 امي بكل معنى الكلمة يرجح كفة السياسي على كفنه المثقف . وهذا يبرر الفرق الشاسع بين السياسي الذي يتصدى للتغيير منه الى المثقف الذي ينطوي مكبلا بقيمه ووطنيته وحبه للوطن في شرنقة لافكاك منها تعطي للسياسي المفرط في سباقه الحجة بابقاء المثقف خارج دائرة الصراع على السلطة حتى تستقر الاوضاع وتستتب عند ذلك سيطلب من المثقف ترتيب البيت العراقي الذي امتلأ بالوحوش الكاسرة واختفت الحملان الوديعة في بطونها . وهكذا يتهم بالتقصير لانه غاب عن الساحة وبذلك لحقه التهميش من قبل قوى الصراع الدموي . وحمل المثقف مسؤولية الاوضاع الدموية كلها لانها ناتجة عن خلفية طائفية وقومية وحزبية وهي ثقافة متوارثة بقيت جامدة حتى تحركت سياسيا لضرورات المرحلة والصراع .
نظرة على المثقف العراقي تراه متشائما من الوضع العراقي بكل مكوناته . اما المثقف المؤدلج مسبقا لااعنيه ولايعنيني لانه استطاع ان يحقق هدفه من خلال سلطة الاحزاب الحاكمة حاليا ، وليس ابدا .
ونبقى مع مثقفنا العراقي الغيور الاصيل الذي يتحرق على وطنه التي تسرح فيه اللصوص والانتهازية والمتسلقين والطوارىء على الحياة السياسية وشذاذ الافاق ومن نزع الله الغيرة من صلبه وبات يبيع ويشتري بمصلحة الشعب .
مثقفنا الذي شاخ قبل اوانه من شدة الاحباط وهو لاحول ولاقوة له وقد همش عمدا وبقصدية متناهية .
وماذا يفعل المثقف العراقي امام طغيان الهمج والرعاة وقطاع الطريق واللصوص والمرتشين المهووسين بالهيلمان من سيارات فارهة وحمايات ولابس قاط ورباط ويحتل المقعد الخلفي ويامر وينهي ولاتعرف حقيقته الا زوجته وابناء محلته . ولكنه ظلل او لم يظلل فهو لديه مايكفي من السلطة لكي يمحو اثر من يقف بوجهه الكالح .
وماذا يفعل المثقف لحكومات ( جودلية ) مرة وحدة وطنية ومرة مشتركة واخرى شراكة وكلها لاتغني عن جوع ولكن تخدم مصالح امريكا الاستراتيجية في منطقة الشرق الاوسط وخاصة امن اسرائيل .
واين مثقفنا الذي اصابه التشائم من ثقل عبأ المسؤولية التاريخية الملقاة على راسه وصدره وقلبه وهو يتفرج على رياح التغيير التي تعصف بالانظمة العربية الدكتاتورية المتعفنه وهو وبعد تسع سنوات من اسقاط امريكا لعميلها صديم يطلب امبيرات زيادة كهرباء ليتقي شدة باس الصيف ليصوم رمضان الكريم . ويتوسل المقاهي العفو مجالس المحافظات استكان شاي ونركيلة العفو ماء ودواء وانبوب لتصريف الخ....؟! وطبعا بس شبكة الخ.....كلفت ميزانية الدولة مليارات الدولارات وهي اهم من الثقافة والكهرباء .
ونعود لاسباب تشاؤم مثقفنا النظيف واعتقد اذا كان ذلك الذي اشعر به ينطبق على باقي المثقفين فنحن بالف خير .
( حالة احباط كاملة من اسقاط نظام استبدادي واستبداله من قبل امريكا بنظام لفطقراطي مترهل فيه ابن البلد يشارك المحتل نهب بيته وارث الاجيال وكل شىء حتى الاخلاق ( تعرفون ماذا تعني الاخلاق ) نعم باعوا ذممهم وشرفهم وافلسوا وطنيا في ظل غياب العدالة بكل معانيها . وتبدل حال الناس حتى صاروا على دين ممثليهم ينعقون وراء كل ناعق العفو ناطق باسم الحزب او الحكومة او الكتلة و( الله بلوة ) الحكومة وبتنا نخاف الجرذان المنتشرين بيننا المهوسيين بالكارزما المحلية .
وظل تغييب دور المثقف رسميا واجتماعيا وتصويره منحطا وسافلا يبحث عن الهبات من خلال تملق المسؤول لدعم أي نشاط ثقافي او ادبي له او جعل حياته بائسة او الافراط بدعم ابواق لهم من المثقفين ليعيشوا في ترف لافت للانظار لم يعتد عليه المثقفون الذين يعيشون الكفاف مع الكرامة والضمير الحي .
وتكليف من لاعلاقة له بالثقافة ليقود وزارة الثقافة فمرة ارهابي او قائد عسكري او مثقف لاحول له ولاقوة له بميزانية لاتكفي لمديرية تربية في محافظة .ليصبح امثوله للفشل الاداري .
او اعادة الثقافة التسقيطية من جديد من خلال توصيف المثقفين بالعلمانيين وهي عند العوام من الناس تعني الكافر والملحد وربما لها معاني اخرى اخطرربما يقصد ناصبي لاهل البيت وهي الطامة الكبرى ( هدر دم في عرف الاحزاب الاسلامية والعشائر العراقية ) .
وماذا تبقى امام المثقف لكي لايتشائم وهو غريب في بلده ومستهدف من قبل كل القوى الفاعلة في الساحة العراقية وخارجها وخاصة المحتل .
اذن تعالوا نعالج اسباب تشاؤمنا لكي يسترد الوطن عافيته من خلال ريح وليس رياح تغيير تكون شاملة والا اقرؤا على الوطن السلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الغربة الداخلية
متعب الهذال العتابي ( 2011 / 7 / 21 - 06:58 )
استاذي العزيز
شكرا على هذا الجهدانا جدبا افكر بالهجرة من هذا الوطن الذي لم اسرقه ولم اهينه ولكني غريب الى درجة اني غريب بيني وبين ملابسي الطامة اني جد ولي احفاد ولا ادري ماذا اصنع بالمناسبة انا ميسور ماديا المثفقف والواعي هدف سهل الى السراق والاوباش اين نذهب نحن المسالمين والمثقفين لا ادري


2 - المثقف
سعد السعيدي ( 2011 / 7 / 22 - 17:17 )
استاذ هيثم محسن الجاسم

في مثال نسبة المثقف الواحد الى 1000 امي من الممكن ان ترجح كفة المثقف على كفة السياسي إذا عرف المثقف كيفية مخاطبة ال 1000 امي

اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟