الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريق إلى الحب (1)

شمسان دبوان سعيد

2011 / 7 / 21
كتابات ساخرة


الحب ... كلمة ما تغلغلت في نفس من الأنفس إلا غيرها واسهرها ... أذهبت همتها .. قضت على أنفاسها ... فلا هواء ... ولا أكل .. ولا شرب بدون الحب ..هذا حال المحب ..
والحب .. كلمة ما سكنت روح من الأرواح إلا أسكرتها من راحها وروائحها أيضا ..فيجعلها غائبة في عالم من التيه اللانهائي... ورب حب سكن روح بجنة وشيطانه .. فتردد على الفقهاء .. ليبعدوا عنه سوء ما يجد ... فاستخدموا النار والعصيان والقران مرة واحدة ... فرجل يتلو القران .. والأخر ينهال ضربا بالعصي ... وأخر يحرق المصاب بالكهرباء ... عله يخرج شيطان الحب ...!! فزاد المصاب لهيبا ونارا وألما ..بجانب نار الحب والعشق ..فالحب نار ونور ..جنة وجحيم .. داء ودواء ..لذة ومرارة .. مبعث الخواطر .. منير البصائر.. مطهر الضمائر ...نشوء الروح.. غذاء القلب ... شفاء النفس ... نور العقل .. عذوبة الفكر ..بهجة الدنيا ..ومتعة الحياة .. الحب عالم من التناقض بين السعادة والألم .فحين تقول لك الفتاة اني أكرهك جدا .. لا أطيق رؤيتك .. بودي أطلق الرصاص عليك .. فتمزق شعرها وتنشب اضفارها في الهواء من شدة الغيض ..فهذه الفتاة في حالة من الحب وليست الكراهية ..
بالحب .. تفتحت عقولا عمياء ... فنطق البليد بأحلى وأجمل آياته... وافتتن عقل البليغ فأعاقه دون الوصول إلى غاياته .. فكل ما قيل عن الحب صحيح ... فالحب قصة طويلة .. فصولها الشهداء ... والحب مسرحية قصيرة جدا .. أبطالها الشهداء أيضا....والحب أيضا سر لا يعرفه إلا المحبون .. والمجانين أيضا ..!! فلا يوجد تعريف للحب سوى ... الحـــــب ...
تعرفنا وعرفنا ما هو الحب .... ولكن أين الطريق إلى الحب .... دعنا نستفيد من ضحايا الحب
لقد قدمت كل امة شهدائها الإبرار على مسلخ / مذبح الحب .. فقدم الايطاليون روميو ... وقدم الفرنسيون بيلارد .. وقدم الألمان فرتر ... وقدم العرب شهيدهم قيس بن الملوح .. فقديما كان العشاق يلتقون في ظلال الحزن ... فلا يرى العاشق في وجه حبيبته سوى الحزن !! ومن هذا التفاهم الغامض يولد الحب ... إذن عليكم أن تجرحوا قلوبكم وتحرقوا مشاعركم حتى تصلوا إلى الحب ....
من اقرب الطرق إلى الحب أن يكون لديك لسان تطرق به الحديد ... فيكون لينا .. تشكًله كيفما تشاء ... وان كنت لا تعني ما تقول .. لقد صور لنا هذه الطريق إلى العشق احد العاشقين في مسرحية فيكتور هيجو فيقول " أحبك حبا صادقا . واسافاه ، إني احلم بك حلم الأعمى بالضوء ..سيدتي .. أصغي إلى ..عندي أحلام لا عداد لها ، أحبك من قريب ومن بعيد وفي جوف الظلام ولا أجرؤ حتى على لمس طرف أصبعك ... !! إذا ماذا يريد هذا العاشق الذي لا يجرؤ على لمس أصبع معشوقته ... إنه يدخر كنز حبه ويوم سعده إلى يوم يلقى الله واقرب الطرق واضمنها إلى الله هو الموت ... فحبوا كي تموتوا ...... وموتوا حتى تلتقوا !!! ولا شك في هذا فقد رسم لنا شهداء الحب ذلك الطريق الأقرب إلى الحب .. ويعتبر روميو أول من شق هذه الطريق بالانتحار .. !!
خفة العقل ... احد طرق الحب .. فامتلاكك لعقل خفيف لا يثقل عليك عبء الحب فتنقاد وراءه بكل سهوله ..... لكن العقل الكبير لا يجري وراء الأهواء ولا يهوى أصلا .... وان كنت لا تمتلك هذا العقل ... فامتلك عقل طبيعي .. فلا تعترف بشي اسمه مسامير ... مطبات .... لف ..دوران ..ولكن خذ الكلام على الماشي .... فإذا فتح الله عليك بفتاة تقول لك احبك .... فأعطها ثقتك وقل لها خذي ما أملك ... وما لا املك .. لكن إياك أن تصحوا بعد ..... فالجنون اقرب الطرق إليك .... حبوا كي تجنوا !!
من اقرب الطرق إلى الحب ... أن تتعرى من كل شي ... فلا اقصد أن تعرى جسدك وتخلع ملابسك تقف عاريا أمام الناس دون خجلا وحياء .. وإنما أن تتعرى عن كل القيود التي وضعها المجتمع .... فتعيش أمام الآخرين دون خجل .. فإذا نمت هذه الرغبة وأصبحت حاجة حقيقية ... عندها تجد جسم أخر يستجيب لجسدك وتوافق حركته حركتك وتنسجم إيماءاته مع إيماءاتك .. فتنموا هذه الرغبة وتصبح حاجة حقيقية لا غنى عنها عندما تحب .. .. فاطرد الخجل وابدأ الحياة ....
من أقرب الطرق إلى الحب الصبر ...... فلا اقصد الصبر على المصائب... ولكن الصبر وطول الانتظار وتكرار المحاولة ..... فإذا صادفت فتاة وقلت لها على الماشي احبك .... ورفضت وانهالت عليك بالشتم ...قليل أدب ... بلا أدب .. فقل هذا فخر لي وأول الحب أن أقل من أدبي وأتعرى من أخلاقي ... فإذا أصرت ورمتك بإحدى حذائها .. فخذه ولا تبالي ... وضعه في جيبك ... فهو عربون الحب .... فتعرى من الأخلاق كي تحب !!!!
وإذا كنت ممن يريدون الحب حقا بلا مغامرات ولا بروفات .... فانظر إلى هذا الرجل المثالي في الحب ... قصة فلاح شاب في ايطاليا .. رأى فلاحة تبدو عليها علاما الصحة والنشاط .... وتلوح الشمس في وجهها الوسيم .. فابتسم لها وابتسمت له .. وقضيا أيام في تبادل مشاعر صادقة .... بعدها تزوجا .. وفي تلك السنة أعطت الأرض ضعف محصولها . من هذه القصص بل ومئات القصص .. يجب أن تحكى وان تكتب لنعرف كيف يحب الناس البسطاء وكيف يرسموا لنا تقاليد الحب وكأنهم يقولوا لنا .. حبوا . تسعـــدوا ...
إذن هناك طرق كثيرة للحب .. ولكن طريق واحد كي تعيش بالحب وتحقق إمكانياتك.. هذه الطريق أن تحب .. ببســــاطة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل