الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علي الكسار.. من السطوع إلى الخفوت..

آيا الجوهري

2011 / 7 / 21
الادب والفن


إسمه على خليل سالم ولقب الكسار هو لقب عائلة والدته
علي الكسار فنان كوميدي برز أسمه في أوائل القرن الماضي وحقق نجاحا بارزا ونهضة في الكوميديا المسرحية
هو من مواليد القاهرة يونيو 1888 عمل بالطهي مع خاله وأختلط بالنوبيين فأتقن لهجتهم
وعمل في فرقة "دار التمثيل الزينبي" ثم عمل بعد ذلك في فرقة جورج أبيض وتعرف هناك على أمين صدقي وكونا فرقة تمثيل عام 1916 تحمل إسم علي الكسار وعمل معه الممثل مصطفى أمين..

وفي عام 1919 إنتقل بفرقته إلى مسرح الماجيستك بشارع عماد الدين مع كاتب مسرحياته أمين صدقي ودخل علي الكسار في منافسة مع نجيب الريحاني حيث شخصية "عثمان عبدالباسط" تنافس شخصية "كشكش بيه"
ولاقت مسرحياته نجاحا كبيرا لدى الجمهور فكانت شخصية عثمان عبدالباسط تمثل البطل الشعبي الذي ينتصرالكسار له على خشبة المسرح فقدم شخصية عثمان عبدالباسط في أدوار مختلفة في رواياته حيث كان يقدم لجمهوره مسرحية جديدة كل ثلاثة أسابيع
تعاون علي الكسار مع العديد من كبار كتاب تلك الفترة مثل بديع خيري وأمين صدقي وحامد السيد..

في حديث لعلي الكسار نُشر في 28 مارس 1932 أجاب على سؤال "كيف يُضحك الناس"
فيقول: "إنني أعتمد قبل كل شئ علي حركات العينين في إضحاك الناس، فالممثل الذي لا يعتمد على عينيه لا يمكن أن يوفق إلى إضحاك الناس، ولكي أبرهن لك على صحة ذلك أرجو أن تتخيل ممثلاً يتكلم وهو يعطي ظهره إلى الناس هل تظن أنه يُضحك أحداً مهما كان لطيفاً وخفيف الظل في كلامه؟"

ويقول علي الكسار عن سبب إختياره لشخصية البربري: "ويرجع إختياري لشخصية البربري إلى عام 1916 إذ كنت أشتغل قبل ذلك مع جورج دخول الذي إخترع شخصية كامل الأصلي، وقد كان يعتمد في إضحاك الناس على اللهجة السورية التي كان يُلقي بها كلماته.. ولكن حدث في ذلك العام انني كنت مشتركاً مع مصطفى أفندي امين في العمل وفكرنا في إخراج قصة عنوانها "حسن أبو علي سرق المعزة" فأخترت لنفسي شخصية خادم بربري، إعتقاداً مني بأن هذه الشخصية غنية يستيطع الممثل أن يجد فيها مجالاً واسعاً للعمل والإبتكار، ولم يكن أحد من الممثلين المصريين قد مثل شخصية البربري قبل ذلك؛ فوجدت أنني أستطيع إستغلال بلاهة البربري كعنصر أساسي من عناصر الإضحاك، كما أن هُناك نواحي اخرى من هذه الشخصية لا تخيب في إضحاك الناس ويكفي لذلك أن يعمد البربري إلى الخبث والمؤامرة رغم بلاهته وسذاجته، أو أن تشتد به ثورة الغضب لكرامته وتظهر (زربونته)..

ويستكمل: وتجدر بي أن أذكر لك أن الممثل الفرنسي الكبير دني دينيس عندما زار مسرحي قرر أنني أمتاز وأنا أمثل على خشبة المسرح بأنني أشتغل في نفس الوقت مع الجمهور الذي جاء ليشاهدني، فأنا أحرص دائماً على أن تكون الصلة بيني وبين الصالة قوية ومستمرة؛ فإذا إتضح لي أن الكلام الذي وضعه المؤلف على لساني لم يوفق في إضحاك الناس فإنني لا أتردد في أن أرتجل ما أعتقد أنه يضحكهم"

ويذكر مثال فيقول : " كنت أمثل في رواية "أبو فصادة" وكان علي أن أقول عن شخصية إمرأة في الرواية تدعى فينيس جملة منقولة عن رواية "تسبا" وهي (فينيس.. إنها إمرأة تعشق بل تعبد) وقد ظللت أكرر هذه الجملة وفي كل مرة أمثل فيها الرواية وأتفنن في تغيير ملامح وجهي ونبرات صوتي وإشارات يدي لعلني أوفق إلى إضحاك الناس فكنت في كل مرة لا أقابل إلا صمت الجمهور صمتاً مؤلماً.. وأخيراً بعد أن قلت في ذلك الموقف نفسه فينيس.. وبدلاً من أن أكملها إنها إمرأة تعشق بل تعبد قلت من عندي (فينيس.. فينيس النيس كونيس) فضجت الصالة بالضحك الشديد العالي، ومنذ تلك الليلة اضيفت هذه الجملة على دوري في رواية "أبو فصادة" بدلاً من الجملة التي وضعها المؤلف"

ويستكمل: " وهكذا تراني اتحسس موضع الغبطة من نفس الجمهور فإذا لمست هذا الموضع طفقت أورى زناده حتى أبلغ من هذا الجمهور بغيتي التي هي نفس بغيته"

ويتضح لنا مدى حرصه على رسم الإبتسامة على وجوه الناس فكان يحمل على عاتقه مهمة إدخال البهجة على الآخرين فكان مكافاة الزمان معاناة طويلة من الشقاء والمرض والفقر والتجاهل
بعد ظهور السينما وإحتلال دور السينما مكان العديد من دور المسرح تم نقل شخصية عثمان عبدالباسط إلى شاشة السينما في تسعة افلام هي "علي بابا والاربعين حرامي- ألف ليلة وليلة- سلفني تلاتة جنيه- غقير الدرك- رصاصة في القلب- يوم في العالي- نور الدين والبحارة الثلاثة- الساعة سبعة- عثمان وعلي"

وكان مصير علي الكسار في النهاية أن تجاهله المخرجين والكتاب فلم بعد أحد يطلبه في أعمال جديدة مما جعله يضطر لقبول الأدوار الصغيرة في الأفلام لكي يتكمن من الإنفاق على أسرته
فكانت ردة الجميل لهذا الفنان غاية في القسوة فعاش سنوات من الشقاء والخفوت بعد حياة النجاح والشهرة.

بعد معاناة مع المرض والفقر والتجاهل والشقاء توفي علي الكسار في يناير 1957 في سرير من أسرة الدرجة الثالثة في مستشفى القصر العيني.
وإنتهت رحلته من السطوع والشهرة وحب الناس له إلى الخفوت ونسيان الناس له.. من الفن وحب المسرح والعمل من أجل إدخال البهجة على الآخرين إلى الشقاء والعمل على البحث عن لقمة العيش.. أعطته الحياة وقبل أن يهنأ بما أعطته له أخذت منه كل شئ..
كل تقديري ومحبتي لهذا الفنان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جميلة تلك المقالة
أحمد فهمي ( 2011 / 7 / 24 - 18:12 )
بحب علي الكسار ،وبجد حلوة المقالة :)

اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس