الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفكيك الماركسية (الجزء ألاول)

أمير خليل علي

2011 / 7 / 21
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


تفكيك الماركسية (جزء أول)

ينشب حاليا حوار حار حول الماركسية على صفحات موقع الحوار المتمدن، تشارك فيه شخصيات بعضها يعترف بإنتماءه إلى الماركسية كنظرية وكعقيدة فكرية، وبعضها يعترف بوجود قدر لا بأس به من الوجاهة في الأفكار المثارة بالدرجة التي تستفزه على المشاركة في الحوار، دون أن يعني ذلك أنه ماركسي أو غير ماركسي .. بل ربما المسألة أقرب إلى الفضول الفكري النابع من تسليم مسبق بإضمحلال – حتى لا نقول – سقوط الأيديولوجيات.

وهكذا تدور رحى "صراع الذهنيات" بين هذين الطرفين بشكل ربما يدفع التاريخ "الفكري" للأمام ..

وأظن أننا حاليا في مرحلة متقدمة من هذا "الصراع الذهني" حول الماركسية في موقع الحوار المتمدن. فقد انتهينا من مرحلة الصراع حول درجة علمية الماركسية، حيث انقسم المتحاورون إلى من يؤيد علمية الماركسية ومن ينكر عنها العلمية ويعتبرها محض نظرية لاعلمية أو علمية زائفة وفق تصنيف بوبر على الأقل.

وكان الحل الذي قدمته هو حل "تأويلي جينالوجي" يقوم على تأويل معنى صفة "العلمية" في السياق الذي ظهرت في الماركسية . وهو حل نيتشوي أعترف بأنه لا يحسم المسألة بقدر ما يفتحها ويطرحها للحوار لكن من منظور مختلف.

لكن ربما كان هذا الحل نفسه هو غاية ما يتوخاه أي حوار .. وأقصد تعدد المنظورات في الطرح. وهو يصب في صالح تفكيك الطرح الأحادي الثنوي بين أبيض وأسود، مثل: علمي أو لاعلمي، كما في مفاتيح الكهرباء (أون – أوف) - وهو ما تجلى في كتابة أغلب المتحاورين للعبارة كما يلي: (علمية / لاعلمية) .. وكأننا هنا أمام صورة لمفتاح كهرباء.


وإنطلاقا من هذه المنظورية perspectivism، فقد توصلت خلال الحوارات حول الماركسية إلى النتيجة التالية:

عندما نكون بصدد تقييم علمية / لاعلمية الماركسية .. فنحن في سياق يختلف عن تقييمنا علمية / لاعلمية ميكانيكا نيوتن مثلا ..

لذا فلا أظن أن صفة "العلمية" في الأولى (الماركسية) تعني نفس الشيء (العلمية) عندما نكون بصدد الثانية (ميكانيكا نيوتن)

ما أعنيه هو أن نظريات ماركس تنتمي إلى العلوم الإنسانية لا الطبيعية. لذا من المستحيل إثبات "علميتها" أو "لاعلميتها" وفق نظرة ثنوية بمثل ما يحدث مع ميكانيكا نيوتن – بل ربما نقول أن ميكانيكا نيوتين نفسها ليست مستوفية لأحدث شروط العلمية التي هي دوما في تطور وفق ما تمخضت عنه ميكانيكا الكم المعاصرة

ولهذا فنظريات ماركس أو غيره في سياق العلوم الإنسانية ليست قابلة للوصف بالخطأ أو بالصواب "العلمي" أو حتى بصفة العلمية أو اللاعلمية .. بل فقط بالقرب أو البعد عن حقيقة إنسانية ما .. يفهمها التأويل

ولذا أيضا تكون أفكار ماركس قابلة فقط للتجاوز .. وليست قابلة للخطأ أو الصواب بالمعنى العلمي

أما جدل الإدانة والتجريم لماركس أو غيره .. فهو ديدن الذهنيات الدوغمائية التقديسية والتأثيمية لا العلمية

فالتصرف الوحيد العلمي المتاح للتعامل مع الماركسية هو البناء فوقها وتجاوزها وليس إدانتها أو تكفيرها

أما التصرف الدوغمائي اللاعلمي الوحيد المتاح بصدد الماركسية فهو فقط إدانتها وتجريمها وتكفيرها دون فهمها أو بالأحرى نتيجة لتعمد إساءة فهمها .. لماذا؟؟ لأن الغرض الدوغمائي هنا هو الإدانة والتكفير لا الفهم ولا التنوير


ما الممارسة التفكيكية؟

مما سبق أعلاه، كان لابد أن ننطلق نحو تفكيك للماركسية نفسها وذلك بغرض إعادة الحيوية إليها. فالتفكيك deconstruction وفق رؤية دريدا هو أقرب إلى "إعادة البناء" re-construction وليس إلى "التقويض" والتهديم destruction


هكذا فنحن أمام رؤيتين للتفكيك: إحداهما تقويضية، بينما الأخرى تجديدية.

لكن الضبط العلمي هنا يستوجب مني أن استدرك النقطة التالية:

فمن الخطأ اختزال التفكيك في هدف يكمن فيما وراءه. لذا فالتوصيف الثاني الذي أقدمه لرؤيتين في التفكيك (تقويضية وتجديدية) هو من السطحية بمكان بحيث أني أكتبه فقط لأهداف التبسيط.

لكن لا أزعم أن نتيجة التفكيك الذي سأمارسه على الماركسية هي بالضرورة تصب في صالح الهدف التجديدي .. ولا هي بالضرورة تصب في صالح الهدف التهديمي.

ذلك أن الممارسة التفكيكية الصحيحة ترفض بحسم أي هدف غائي تيليولوجي يكمن خارجها أو يحركها باعتباره هدفها التي تتوقف عنده كمحطة وصول نهائية.

فلا هدف من التفكيك سوى ذاته. ولا ينبغي أن نعرف المسار الذي يتجه إليه التفكيك بشكل مسبق. بل ربما سنعرف عندما نتوقف عند نقطة ما.

لذا فإن التفكيك يقدم أسئلة مفتوحة ولا يقدم أجوبة نهائية. فما سنطرحه على الماركسية هي عدة أسئلة، تتطلب التفكير فيها بعدة أجوبة. وبناء على ذلك ربما .. فقط ربما .. نتمكن من دفع الطاقة الفكرية الكامنة في الماركسية إلى الأمام، خطوة إضافية.

ومن هذا المنطلق التفكيكي، فإن أول ضحية ستكون هي الإيمان الدوغمائي بالماركسية كعقيدة.


كيف يعارض الماركسيون تطوير الماركسية؟

لكل ما سبق، فليس من مصلحة أي دوغمائي أن يشارك في تفكيك الماركسية .. لأن هكذا مشاركة ربما تفجر "إيمانه" بالماركسية من الداخل.

فالممارسة التفكيكية لا تقوم بمعارضة الماركسية من خلال تركيب منظومة مخالفة للماركسية ومعارضتها بها. بل هي تقوم الممارسة التفكيكية على تفكيك أجزاء وفرضيات الماركسية، وتأملها وتمحيصها، ثم إعادة تركيبها بأشكال متعددة وووفق منظورات جديدة.

لذا فالاستراتجية التي نتوقع من الدوغمائي أن يمارسها لمعارضة الممارسة التفكيكية ستكون كما يلي:

- تهجم سياسي: يتهم فيه صاحب الممارسة التفكيكية بأنه خائن وعميل للبرجوازية والإمبريالية التي تستهدف إطفاء الماركسية بأفواهها، ولكن الله سيتم نوره على الماركسيين.
- تهجم ديني: يتهم صاحب الممارسة التفكيكية بأنه يمارس التجديف والتحريف على الماركسية. وهي تهمة دينية معروفة. وانتقالها إلى الماركسية هو دليل على وجود بعد تقديسي ديني دوغمائي في الماركسية.
- تهجم علمي: يتهم فيه صاحب الممارسة التفكيكية بأنه جاهل وحامل لوعي زائف. وبالتالي عاجز عن رؤية "الحقيقة" الماركسية.

بالطبع تتدرج هذه التهجمات خطورة، وفق الترتيب أعلاه.

لكن النادر في الشتائم والتهجمات المتبادلة بين الماركسيين أن نسمع طرف يصف الآخر بأنه "دوغمائي" أو ماركسي "عقائدي" حرفي متحجر محنط. وتفسيري لهذه الندرة هو أن هذه الصفة ليست "سبة" أو تهمة في الماركسية - وتحديدا في الماركسية العربية - بل على العكس. ربما كانت هذه السمة مرغوبة و:انما هي المطلوب إثباته في الحوارات بين أغلب الماركسيين. ربما لأنها تتضمن نوع من الإنخراط في جماعة موهومة مؤمنة بالماركسية إلى درجة العقيدة. وهو الوهم الذي يمنح كثير من الماركسيين قدر ليس بسيط من الإحساس بالجماعية. ويعود ذلك إلى وجود إحساس نوستاليجي شديد القوة في الماركسية بأهمية وعلو وقدسية الجماعة – بل والحزب - ضدا على أهمية الفرد.

كذلك هناك تدرج في درجة حدة وتفشي هذه التهجمات من منطقة في العالم إلى منطقة أخرى.

فمثلا تنتشر التهجمات السياسية بحدة في الماركسية السوفيتية، حيث يوصف تروتسكي بأنه خائن وعميل للغرب.
بينما تنتشر التهجمات الدينية بحدة في الماركسية العربية.
أما التهجمات العلمية فربما لا نجدها إلا في الماركسية الغربية.

لا يعني ذلك أن كل سياق ينحصر في اتهامات دون غيرها. لكن هناك نمط سائد ومنتشر، أكثر من غيره في كل سياق. دون أن أعنى بذلك الحصرية.

وكان الدكتور حسين علوان حسين قد حاول تفنيد الحديث عن "دوغمائية" الماركسيين بقوله ما يلي:
"عليكم أن تثبتوا صحة تواجد كل واحدة من التهم أعلاه لدى كل الماركسيين بلغة الأرقام باستخدام معطيات علم الإحصاء"

انظر الرابط http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=266442

وهو اعتراض وجيه. لكنه ينسى مسألة بسيطة، وهي أن عدم توفر معلومات إحصائية دقيقة لا يؤكد سوى أن المسألة لم تثبت بعد .. دون أن يثبت أنها خاطئة أو غير موجودة. فمثلا فإن عجز العلماء قبل كوبرنيقوس عن إثبات دوران الأرض حول الشمس، لا يجب أن يستخدم كمسوغ للقول بأن الشمس هي التي تدور حول الأرض. فمجال القدرة على الإثبات العلمي والإجرائي، لا علاقة له بوجود أو عدم وجود الحقيقة محل الإثبات.


لكن الهدف ليس بالمرة إثبات أو عدم إثبات دوغمائية الماركسيين.

فالهدف لا يتعلق بالأفراد بل هو بالأجدى يتعلق بالأفكار. ولكن لا بأس من كشف كيف يؤثر الأفراد المنتمين إلى هذه الأفكار سلبا على تطور الفكرة نفسها.


استكمال الألتوسيرية:

لقد سبق أن حاول ألتوسير إثبات حدوث تطور - بل وقطع - في مراحل تفكير ماركس .. بحيث أصبح لدينا ماركس مبكر مثالي .. وماركس متأخر واقعي ناضج.

ووفقا لرؤية ألتوسير، فإن ماركس المتأخر الناضج تخلي عن كثير من المفاهيم المثالية التي سقط فيها ماركس المبكر المثالي .. وكان الهدف بالطبع هو إثبات وجود تطور علمي في الماركسية

لكن ما غاب عن ألتوسير هو أن ماركس إنسان له عمر محدود .. ولا نعرف إلى أي الأفكار كان سيتوصل لو أنه عمره أمتد به إلى يومنا الحالي.

لذا لم يتسائل ألتوسير عن: ما هي الأفكار التي كان ماركس سيتخلى عنها لو أمتد به العمر ليعيش معنا الآن. ذلك أن ماركس كان دائم التفكير والتطوير .. ولم يكن دوغمائي مشغول بالدفاع العقائدي عن أفكاره. بل من الثابت تاريخيا أن ماركس نفسه قد اعترف ذات مرة بأنه ليس ماركسي. (أنظر الرابط http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=221656)



من الماركسية العقائدية إلى الماركسية العلمية:

إذاً، فلو أخذنا الماركسية باعتبارها رسالة نبوية سماوية قدمها ماركس لنا باعتبارنا مجموعة أتباع مريدين متلقين لا دور لنا فيها سوى الحفظ والصلاة والسلام على روح صاحبها .. فلا أظن أن هذا يليق بروح المنهج العلمي الماركسي .. بل هو أليق بروح العقائد الدوغمائية المقدسة

لكن الماركسية العلمية أجدى بالتطوير والتجديد .. وإلا كان تحجرها وووقوفها عند نسختها الأولى – أو حتى نسختها الإنجلزية (من إنجلز) - هو بمثابة فيتشية نصوصية وفكرية وعقائدية هي أجدى بأتباع الأديان منها بأتباع منهج فكري يفترض فيه أنه علمي

ولهذا السبب .. فلا أظن أن هناك أي إحراج أو خوف أو خجل من الاعتراف بوجود مشكلات تستدعي الحل وإعادة النظر في الماركسية .. إن اتفقنا على أنها علم قابل للتطوير والإضافة وليس دين يعتبر كل تعديل عليه محض تحريف وتجديف

ولهذا أظن يجب أن ننطلق من أن الماركسية أكبر من ماركس بمعنى أنها أكبر من نصوص ماركس .. وذلك بنفس الطريقة التي نعتبر بها العلم أكبر من أرشميدس وأكبر من نيوتن وأكبر من أينشتاين .. ودون هذه ا لرؤية العلمية للماركسية .. فلا أمل في منهج ماركسي معاصر .. بل أجدى بالماركسية العقائدية المحنطة أن تحتل مكانها في متحف العقائد البالية.

هكذا فإن تطوير الماركسية يستدعي التعامل معها على أنها بمثابة نظرية علمية يؤخذ منها ويرد .. وعليه يجب أن تخضع للتمحيص الجذري بهدف إزالة كل ما يعلق بها من أفكار وفرضيات غير علمية .. وفق المنهجية التي دشنها ألتوسير في التعامل مع نصوص ماركس.

لكن لا يجب تقديس منهج ألتوسير نفسه .. بل يجب تطبيقه .. فمشكلة منهج ألتوسير أنه اعتبر الماركسية قد اكتملت مع اكتمال حياة ماركس .. ولذلك فكان من الطبيعي أن يغلب أفكار ماركس المتأخر على أفكار ماركس المبكر .. وهذه النظرة الألتوسيرية بها قدر من التحيز لأنها تنطلق من فرضية أن الماركسية لابد أن تكتمل في حياة ماركس نفسه. وبذلك فإن أخر ما كتبه ماركس سيعد وفق هذه ا لنظرة هو أنضج ما كتبه ماركس مقارنة بالكتابات المبكرة.

وواضح أن هذه النظرة الألتوسيرية إنما تعمل على تنطلق من فرضية الهوية الشخصية لماركس الشخص باعتباره عالم يطور أدواته المفاهيمية والفكرية بإمتداد مراحله العمرية.

مشكلة هذه النظرة أنها تحصر الماركسية في شخصية ماركس وفي عمره كشخص وبالتالي في زمنه كظروف شخصية .. وفي هذا في حد ذاته ابتذال للماركسية واعتراف بأنها محض رؤية فلسفية أنتجها شخص واحد هو ماركس وفق ظروفه وشخصيته.

أما لو ردنا تحويل الماركسية إلى علم .. فيجب الخروج من هذه الفرضية المحدودة لنتعامل مع الماركسية وكأنما نوسعها لتصبح علما سوسيولوجيا للمجتمع .. وليس فقط فقط للمجتمع الذي عاش فيه ماركس .. بل للمجتمع البشري بشكل عام.

ومن هذا لمنطلق فإن ما يجب القيام به مع الماركسية ليس أقل من تجريدها لتصبح علما قابلا للتطور .. وليس حصرها في صاحبها لتصبح عقيدة أو محض رؤية شخصية انتهت بنهاية صاحبها وزمانه.


تصنيف مشكلات الماركسية:


ربما تكون الخطوة ا لأولى هي تصنيف المشكلات التي تتطلب حلا علميا في الماركسية بهدف تطويرها ..
فما هي مشكلات الماركسية التي تحتاج لحلحلة؟

فلنفصل أولا بين ثلاثة عناصر في النظرية الماركسية:

1- الأدوات التحليلية . وهي في أغلبها أدوات قابلة للتطوير والتحسين في إطار العلم السوسيولوجي، بحيث تلائم المجتمعات الأخرى وتتخلصث من تحيزها المعرفي تجاه المجتمع الذي عاش فيه ماركس.
2- الأحكام الأخلاقية والقيمية. وأغلبها مرتبط بالخيارات الأخلاقية والقيمية لشخص ماركس. وربما عليها خلاف من شخص لآخر وفق تغيير الموقف الأخلاقي والقيمي
3- التنبؤات والتوقعات الرؤيوية. وهي في أغلبها مرتبطة بطموحات الوضع السياسي والأيديولوجي الذي عاش فيه ماركس.

فهذه العناصر الثلاثة تستدعي تناول ومعالجة مختلفة. فمن الواضح أن الأدوات التحليلية الماركسية هي الأقرب إلى العالمية والكونية نظرا لأنها الأقرب إلى التطوير العلمي. أما العناصر المتعلقة بالأحكام الأخلاقية و التنبؤات والتوقعات، فهي محكومة بالوضع الشخصاني لماركس نفسه.

لذا فإن تطوير الماركسية يجب أن يستهدف ثلاث خطوات على الأقل:

1- تطوير عناصر الأدوات التحليلية الموجودة في البند الأول
2- تفكيك الأحكام الأخلاقية والقيمية الموجودة في عناصر البند رقم 3
3- التخلص من المثالية والعقائدية المتعلقة بأغلب العناصر الموجودة في البند رقم 3 والتي لا تتفق مع العلم


كذلك علينا أن نحدد ما الذي استعارته الماركسية من النظريات السابقة عليها، بل وما الذي تبنته من الإضافات من اللاحقين عليها أمثال انجلز ولينين وستالين. وليس بهدف القص والاستبعاد. لكن بهدف تحديد درجة الاتساق والممكنات التطورية الموجودة في الماركسية والتي تفتحها على التطوير والتغيير المستمر دون التحجر والتحنط في نسخة قديمة.


الجرح الماركسي التاريخي:

إنطلاقا من التصنيف السابق لمشكلات الماركسية، أتوقع أن نجد أغلب المشكلات في الجانب المتعلق بالتنبؤات والفرضيات التي تعتمد على القبول العقائدي والإيماني في الماركسية، والتي استمرت فاعلة في الماركسية نتيجة لقوة الدفع الدوغمائية والإيمانية التي طالت الماركسية وبخاصة في فترتها السوفيتية، والتحدي العالمي الذي جوبهت به وقتها.

فلابد أن نعترف بأن تعرض الماركسية خلال هذه الفترة التاريخية إلى الهجوم الكاسح عليها من أغلب دول العالم الغربي قد أدى بها إلى انتهاج استراتيجية دفاعية دقعتها إلى التحصن والتشبث بفرضيات وأفكار ربما كانت أقرب إلى الإحساس بالخطر والتهديد. وأن هذه الوضعية التاريخية تركت على الماركسية بصمات وندوب وجروح خطيرة، ربما لم تشى منها إلى الأن لتتمكن من استعادة عافيتها المنهجية والفكرية.


قياس المسألة الأولى:
الشيوعية كحلم طوباوي وكخطة طريق:


لعل إحدى المسائل التي سنقوم بتفكيكها هي مسألة الشيوعية. فهذه المسألة تنتمي – وفقا تصنيفنا أعلاه – إلى البند الثالث وهو: التنبؤات والتوقعات الرؤيوية.

وهذا يعني أنها ليست أداة تحليلية. فلا يصح علميا قياس الحاضر على المستقبل. وإلا كنا في إطار قلب (عكس) لأخطر أنواع القياسات الدينية الفقهية. فحتى في القياس الديني الفقهي، فإنما يتم قياس الغائب على الشاهد.

أنظر الرابط http://www.eiiit.org/resources/eiiit/eiiit/eiiit_article_read.asp?articleID=328&catID=16&adad=40


أما في التنبؤ بحدوث الشيوعية، فيحدث العكس، حيث يتم توقع قدوم الغائب (الشيوعية)، إنطلاقا من دراسة الشاهد (أي النظام الرأسمالي المعاصر). وفي هذا عكس حنى لقواعد القياس الديني الفقهي.

وكأن الأستاذ فؤاد النمري قد صرح ذات مرة بأن توقع الشيوعية يشبه توقع الجنين في بطن الأم. لكنه نسى أن يميز لنا الفرق بين الإنتفاخ العادي الناتج ربما عن سوء الهضم وبين الحمل. فمن الواضح مثلا أن المحاولة السوفيتية وصلت على الأقل إلى ما يشبه الحمل الكاذب - بمعنى أن الشيوعية لم تحدث فيها.

وبهذا فإن انتفاخات (أو أزمات) الرأسمالية لن تقود بالضرورة إلى الشيوعية – بل حتى لو كانت لدينا خطة لهذا المسار (تحقيق الشيوعية) فربما تفشل، (كما رأينا في الحالة السوفيتية).


تفكيك الحلم الشيوعي:

رغم أنه لا غضاضة من الاعتراف بأن الحلم الشيوعي هو حلم إيجابي في جوهره، بما يعبر عن مشاعر إنسانية مثل رفض استغلال الإنسان للإنسان والتغلب على الحاجة والفقر.

إلا أن التقييم العلمي لهذه الحلم الشيوعي يجب أن يفرق ويميز بحسم بين ثلاث معايير ممكنة الإنطباع عليه:

- المعيار الأخلاقي القيمي للمرغوب
- المعيار العلمي السوسيولوجي للعقلاني
- المعيار الواقعي للممكن


فلا يجب الخلط بين الأخلاقي وبين العلمي وبين الواقعي. بل يتوجب فصل هذه المعايير حتى نفهم على أي الأسس نتخذ القرارات بصددها.
فهناك أدبيات كثيرة تؤكد على ضرورة الفصل بين الأحكام العلمية وبين الأحكام الأخلاقية والقيمية قدر الاستطاعة.

وهذا لا يعني رفضنا لمعيار الاستحسان والاستهجان الأخلاقي. بل يعني فقط أننا لا نريد أن نجعل من الاستحسان والاستهجان الأخلاقي معيارا علميا. بل أن يبقى الاستحسان والاستهجان الأخلاقي بمثابة معيار أخلاقي كما هو. ويجب أن يظل منفصلا عن المعيار العلمي.

والمعايير الثلاثة تختار ما يلي:
- المعيار الأخلاقي يختار المرغوب والمستحسن ويرفض المستهجن – والماركسية معنية برفض الاستغلال ورفض الاغتراب.
- المعيار العلمي يختار العقلاني ويرفض اللاعقلاني - ووفقا للماركسية، فإن المثالية تعد أيضا غير علمية
- المعيار الواقعي يختار الممكن ويرفض المستحيل –ووفقا للرؤية المادية الجدلية فإن التاريخ قابل لأن يصنعه البشر وفق الظروف المتاحة

معايرة الفكرة الشيوعية:

إذا فلو أننا قمنا بمعايرة الفكرة الشيوعية لوجدنا أنها تحصل على عدة درجات كما يلي وفق معايير ثلاثة:

- المعيار الأخلاقي بنسبة كبيرة – لأن الماركسية معنية بإزالة الاستغلال
- المعيار العلمي بنسبة ضئيلة – نظرا لأن الماركسية ترفض المثالية وترفض الغائية التيليولوجية في التاريخ
- المعيار الواقعي بنسبة ضئيلة جدا - نظرا لعدم واقعية الشيوعية، بل وفشل محاولات تحقيقها في الواقع. بل إن الرأسمالية أظهرت قدرة على تطوير نفسها.

وهكذا فمن المواضح أن الدرجات الأعلىالتي تحققها الشيوعية إنما توجد على معيار الأخلاق. بينما تتدنى الدرجات التي تحصل عليها المسألة الشيوعية وفق المعيار العلمي، ووفق المعيار الواقعي.

ومن الواضح أنني طورت هذه المعايير لتتلائم بشكل مناسب مع الماركسية، لذا فلا مجال للإدعاء بأن هذه المعايير متحيزة. لأنه لو وجد فيها تحيز فهو لصالح الماركسية العلمية، وليس ضدها.

وإذا قمنا بعمل تدريج للمعايير، فستتضح المسألة أكثر.

فسأفترض أن لكل معيار عشر درجات تتوزع على المسألة التي نقيسها به.

وبذلك تحصل الشيوعية على (10) درجات في المعيار الأخلاقي
بينما تحصل على (3) درجات في المعيار العلمي
بينما تحصل على (2) درجتين في المعيار الواقعي.

إذاً، تكون نتيجة المعايرة العلمية الشمولية للمسألة الشيوعية = 15 درجة من مجموع إجمالي (30) ثلاثين درجة

وهذه النتيجة لها دلالة خطيرة.

ذلك أنه بتقدم التاريخ يحدث ما يلي:

- تتأكد قدرة الرأسمالية شيئا فشيئا على تطوير وتجديد نفسها (أنظر كتاب الماركسي المصري فؤاد مرسي: الرأسمالية تجدد نفسها). وهو ما يدفع باتجاه تقليل درجات معيار الواقعية
- يتأكد فشل النموذج السوفيتي. وهو ما يدفع باتجاه مزيد من تقليص درجات معيار العلمية
- تتقلص أعداد طبقة البروليتاريا ويحدث حراك صاعد لها إلى الطبقة الوسطى لتفقد الشيوعية بذلك حاملها الأساسي (البروليتاريا) مقابل زيادة قوة أحد مناهضيها الأساسيين (الطبقة الوسطى)

إذن فالتاريخ يدفع بإتجاه سلب مزيد من الدرجات من المسألة الشيوعية. ولذلك فإن درجة (15) التي حصلت عليها الشيوعية هي التي تبرر وجودنا في مرحلة (البين بين)، والتي يصعب علينا فيها اتخاذ قرار نهائي بصدد الشيوعية.

لكن قس درجة (15) هذه بما كانت تحصل عليه الشيوعية في زمن ماركس. وما قبل الثورة البلشفية 1917، وستجد أن الدفع التاريخي يسير باتجاه مزيد من تقليص الدرجات الممنوحة للشيوعية.

بل إننا لو اقتصرنا على المعيار العلمي والمعيار الواقعي وحده، لقمنا بسلب (10) درجات كاملة من المسألة الشيوعية. لتصبح فقط حاصلة على درجات معيارين، يبلغ إجماليهما معا (20). وتصبح الشيوعية حاصلة فقط على (5) خمس درجات من عشرين درجة. وهو ما يعد دليل قاطع على فشلها – إذا ما نزعنا عنها المعيار الأخلاقي.

الاستنتاج:

مما سبق نستنتج أن الفكرة الشيوعية تستند بشكل كبير على المعيار الأخلاقي. وبشكل ضئيل على المعيار العلمي وبشكل أكثر ضئالة على المعيار الواقعي.

إذا، فقد أصبح من الممكن اتخاذ قرار باعتبار الفكرة الشيوعية مستندة إلى قرار أخلاقي بأكثر مما هي مستندة إلى قرار علمي أو واقعي.

ومن هنا نتحرك نحو مزيد من التجريد والتنقيح والتصحيح للماركسية.

وفيما سيلي من مقالات سنقوم بعمل قياسيات جديدة لبقية عناصر الماركسية، لنقيس أيها علمي وأيها واقعي، وأيها محض أخلاقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشيوعية؟؟؟
سعيد زارا ( 2011 / 7 / 22 - 00:58 )


يستنتج السيد الغندور بعد ما سماه تفكيكا للماركسية بان الشيوعية في الماركسية تقوم على المعيار الاخلاقي لا العلمي.
هذا يعني ان امكانية الانتقال الى الشيوعية مستحيلة, اي ان ماركس و رفيقه انجلز فقد جندا و حشرا اتباعا من البروليتاريا كما فعل الانبياء و الرسل في ارض الرسالات واعدين المؤمنين برسالاتهم بجنات تجري من تحتها الانهار. وما البلشفي سوى دون كيشوت يحارب المطاحن الهوائية.
نسأل السيد الغندور و بتفكيكاته ان يقول لنا حدود تطور المجتمعات الراهنة او بالاحرى تلك التي تقود العالم؟
وشكرا


2 - فوق الرائع
Ahmad Al-Abad ( 2011 / 7 / 22 - 08:00 )
استاذ غندور
اجمل ماقرأت في تحليل الماركسية
شكرا


3 - الى الباحث أمير الغندور
مكارم ابراهيم ( 2011 / 7 / 22 - 09:47 )
تحية طيبة استاذ امير وشكرا لك على هذا البحث العلمي المييز في تحليل الماركسية
تقول -وهكذا فمن الواضح أن الدرجات الأعلى التي تحققها الشيوعية إنما توجد على معيار الأخلاق. بينما تتدنى الدرجات التي تحصل عليها المسألة الشيوعية وفق المعيار العلمي، ووفق المعيار الواقعي-.
اسمحي لي هنا بالاختلاف معك فانا ارى ان الشيوعية تتعارض مع المعيار الاخلاقي وهذا في الواقع جوهر نقدي للشيوعية فانا اعتبرها مثالية لان شروط بنائها تعتمد على اخلاق مثالية يجب ان تشمل الغالبية اذا لم اقل الجميع وهذا غير ممكن بل الشيوعية تمثل المثالية المطلقة والانسان مخلوق ضعيف تحركه رغبات وهواجس ومشاعر متخبطة احيانا وغير مستقرة له امال وطموحات مختلفة لايمكن ان نكون جميعا متساوون فيها فكيف نحقق هذا التضامن المطلوب من الجميع ونحن غير متساوون اصلا اخلاقيا وطموحيا. ومن جهة اخرى اعتبر نقد اي نص على اساس اخلاقي هو نقد غير علمي لانه غير موضوعي ستقتحمه المشاعر الخاصة بالناقد هنا ايضا توجد مسالة للنقد الاخلاقي للنصوص
تقبل خالص الاحترام والتقدير.


4 - صحيح أ. مكارم
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 22 - 13:58 )
صحيح جدا ما تلفتين إليه أ. مكارم .. بخصوص إرتفاع درجات الشيوعية على المقياس الأخلاقي .. ومن حقك الكامل أن تختلفي مع هذا التقييم الأخلاقي المرتفع جدا بل والمبالغ فيه لصالح الشيوعية

فقد تعمدت أنا أن أمنح الشيوعية درجة عالية على المعيار الأخلاقي

فقد أكدت في المقال على أني سأجعل المعايير (الأخلاقية والعلمية والواقعية) منحازة ناحية الشيوعية لا ضدها

وذلك لمنحها الفرصة كاملة بحيث لا تثار ضد النقد الحالي أي تهمة بالتحيز ضد الشيوعية .. بل على العكس .. كما ترين أنت


5 - نيتشه و الشيوعية
سعيد زارا ( 2011 / 7 / 22 - 14:07 )

ليعلم من لا يعلم بان افكار نيتشه الرجعية كانت المرجعية الفلسفية للنازية و كذلك الفاشية, فكره نيتشه للاشتراكية كان يقوم على اساس اخلاقي و ليس له اية علاقة بعلم الاقتصاد السياسي المدخل الضروري و الحاسم في فهم علاقات المجتمع المدني حيث يقول :-مَن مِن الأوباش المحدثين الذين هم أكثر كرها عندي؟ إنهم أوباش الاشتراكيين، رُسل المنبوذين -شاندلا- الذين يقوّضون الغريزة والسرور والإحساس بالرضا التي يشعر بها العامل في وجوده المحدود ـ الذين يجعلون منه إنسانا حسودا ويُعلّمونه أخذ الثأر… الظّلم لا يكمن في حقوق لامتساوية، بل في ادّعاء حقوق متساوية-.
حتى احتجاجات المضطهدين في نظره فهي نابعة من حقد و حسد هؤلاء للاقوياء.
فهل استغلال الانسان لاخيه الانسان معطى تاريخي ام انه معطى ابدي و خالد مع وجود الانسانية؟
نسال السيد الغندور ان يقول لنا بمجتمع يكون فيه المضطهدون غير حقودين لاسيادهم؟
و شكرا.


6 - أ. سعيد زارا
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 22 - 14:10 )
شكرا أ. زازا على سؤالك الهام والهادف لتقييم محاولة ماركس وانجلز تجنيد وحشر الأتباع للصالح وعد بالشيوعية

المنهج الذي أستخدمه هنا لا علاقة له بتقييم محاولات واختيارات ماركس وإنجلز الأخلاقية والسياسية خلال تاريخهما بالمرة
بمعنى أنه ربما كان ما قام به ماركس وإنجلز .. من الحشد لصالح الشيوعية هو مسألة مبررة جدا في وقتهما 1850 هي الشيء الأخلاقي والسياسي الصحيح والسليم وقتها

وهذا ما سجلته هنا في المقال وفق المعيار الأخلاقي الذي وصفت فيه الخيار الأخلاقي بالكفاح لصالح الشيوعية بشكل مرتفع جدا .. بل ولم أسحب هذه الدرجات بمعنى أن هناك من يؤمنون بها إلى الأن

إلا أنه وفقا للمعيارين العلمي والواقعي فأظن قد اتضح وجود مشكلات علمية وواقعية كثيرة في سبيل تحقيق الشيوعية بل أيضا معوقات بصدد وجاهة الفكرة نفسها علميا وواقعيا

لذا فهي كما تصفها أنت أقرب إلى الدونكيشوتية .. وقد حان الوقت للمصارحة بذلك دون التكتم عليه

فالدونكيشوتية عالية أخلاقيا لكنها خاوية علميا وواقعيا .. وهذا بالضبط ما أظنه حال الشيوعية الآن .. لو نظرنا إليها على أنها مرحلة تاريخية حقيقية يمكن الوصول إليها من خلال الثورة


7 - أ. رعد الحافظ
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 22 - 14:16 )
أظن مازال هناك متسع للحلم بوضع أفضل للعمال بعد

وأظن أن الرأسمالية لن تنجح في تحقيق هذا الوضع من تلقاء نفسها

بل لابد من ممارسة ضغط فكري ماركسي عليها .. وليس ضغط شيوعي


8 - أ. زارا ونيتشه
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 22 - 14:34 )
أنت محق في لفتك إلى نيتشه .. فالتفكيك الذي أمارسه أعلاه على الماركسية يعود في روافده الاساسية إلى نيتشه

وعندما تسالني عن -مجتمع يكون فيه المضطهدون غير حقودين لاسيادهم؟- فللأسف لن تجد لدى إجابة متسرعة وغير ناضجة مثل الإجابات العقائدية التي تقول بأن الحل يكمن في الجنة الإلهية في العالم الآخر .. ولا في الجنة الشيوعية في العالم ما بعد اللينيني

فالمشكلة في الجنة الشيوعية أنها تعتبر بمثابة خطة معلبة وجاهزة مسبقا يتم فرضها بشكل يستند إلى الإيمان الدوغمائي الأعمى بأكثر مما يستند إلى القراءة العلمية أو الواقعية السليمة للواقع .. بل وبما يتعارض مع النظرية الماركسية نفسها في فهمها العالم كعلم سوسيولوجي .. وليس في محاولتها تغيير العالم كرؤية ميسيانية

وهذا التفكيك للسردية الميسيانية الشيوعية هو أحد أهم إنجازات الفكر ما بعد الحداثي النابع من نيتشه بالفعل

لكنك بالتأكيد تعلم أن نيتشه ليس هو مسبب أو مفجر النازية .. ففكر نيتشه وحده لا يفعل ذلك بل تطورات الواقع الجدلي


9 - الى السيد الغندور
سعيد زارا ( 2011 / 7 / 22 - 14:39 )

ان من يتخذ الماركسية منهجا دون مراكمة الاتجاه نحو الشيوعية كمن يهتدي بالنجمة القطبية و هو لا يريد الاتجاه الى الشمال.
وشكرا.


10 - أ. زارا .. والنجمة القطبية
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 22 - 15:27 )
ومتي أصبحت النجمة القطبية ملكا -حصريا- لمن يريدون الاتجاه نحو الشمال؟؟

ناهيك طبعا عن جميع من من يحسبون أنهم يتجهون للشمال .. لكنهم يسيئون استخدام النجوم .. فيخلطون النجمة القطبية بغيرها

وعندها يضلون الطريق

النجوم ليست ملكا حصريا لأحد مهما زعم أنه يستخدمها للإتجاه نحو توجهات وهمية


11 - الصديق و الزميل الامير الطائر
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2011 / 7 / 22 - 16:25 )
الصديق و الزميل الامير الطائر
تحية لك
(( وهكذا تدور رحى -صراع الذهنيات- بين هذين الطرفين بشكل ربما يدفع التاريخ -الفكري- للأمام ..))..نعم ..نحن لا نزال اطفال في الفكر والبحث العلمي..و هذا البحث اعتقد جازما هو احد السبل لتجاوز من مرحلة الطفولة.. واستخدامك منهج Jacques Derrida هي محاولة جريئة وشجاعة .لكن لو سمحت لي اعتراضين:
الاول: عدم جواز الاستشهاد بتابع. يعني : مثلا:أن ماركس نفسه قد اعترف ذات مرة بأنه ليس ماركسي. لا يجوز ان تركن الى داود تلحمي , بل كان عليك ان تبحث عن المصدر: الاساس: ومتى ! لان الزمن يلعب دورا هنا, وكذالك ظروف التصريح .
الثاني: التوسير....Louis Althusser : مثل ما معروف عن سيف بن عمر بالكذب و الدجل , فأن التوسير ابشع واقذر:من وجهة الطرفين : الشيوعي الرسمي , و الماركسي الباحث . لماذا؟
يتبع


12 - الصديق و الزميل الامير الطائر
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2011 / 7 / 22 - 17:18 )
....
لان في كتابه The Future Lasts Forever: A Memoir 1994
يعترف انه محتال و مخادع , و كان ( حسب اعترافه) يخترع الاقتباسات لكي تلائم غرضة..هذا ليس مهم .. لكن الهم انه قتل زوجته ..وهذا سببا كافيا لعدم مصداقيته
انا احييك واشد من ازرك ...اتمنى لو تقرأ الكتب التالية:
Critical Dictionary of Marxism: Dictionnaire Critique De Marxisme
والثاني
Marxs Das Kapital: A Biography
و الثالث
coca cola and للكاتب:Charles Levinson
استمر..انت تمشي على الطريق الصحيح
مودتي واحترامي


13 - قرأته مرة واحدة ...!
وليد مهدي ( 2011 / 7 / 22 - 17:29 )
وهو بحاجة إلى ان اعيد قراءته اكثر من مرة , بل واعيد تفكيكه

رائع هذا الجهد العظيم يا امير ..... انت الآن أحد امراء التفكيك في الحوار المتمدن

فقط اذكرك

غالبية نخبة الحوار التي لم تشأ التعليق هنا تخشى .... بل وترتجف في اعماقها من التفكيك

لانه احدث بارادايماداتي معرفي يقوم بتعرية الثقافة والمعرفة على حد سواء

فهو يجلي الدوغمائية المستترة المدعية للتنوير والعلمنة بوضوح شديد

التفكيك يا اخي الكريم هو - تحليل - نفسي للمعرفة

يشبه تنويم الدماغ البشري بالإيحاء
التفكيك يقوم بتنويم - النص - وسحبه عنوة إلى سرير .. أو ورشة مناقشة وحفلة كثيرة الإضاءة

الاخوة الماركسيين الذين تحدثت عن صراعهم في الحوار , كلا الفريقين لا يروقهم التفكيك ...

اتعلم لماذا ؟

لانه يستعملون بارادايم عقلي اداتي للاستدلال .. تافه وسخيف .. يدعى .. منطق ارسطو طاليس

نفس المنطق الذي يستخدمه - اعدائهم - الإسلامويون المتنحنطون المتحجرون
فإنا لله وإنا إليه راجعون

بحق اقول لك يا امير

لم افرح بمقال - تنويري - حقيقي ... بمثل مقالك هذا في اللحوار المتمدن منذ سنين

انتظر بقيته

ولي عودة

مليون تحية لقلمك


14 - الى أمير الغندور
مكارم ابراهيم ( 2011 / 7 / 22 - 17:52 )
اتفق مع الزميل الباحث وليد مهدي في تعليقه فعلا كنت اتمنى مشاركة الكتاب المراكسيين في الموقع للمناقشة ولكن سياتون لامحالة
وانا سعيدة جدا بوجود الباحث الاستاذ أمير الغندور بيننا في موقع الحوار لقد كانت متعة حقيقية لي وانا اقرا هذا البحث فانا لااعتبره مقالة لانني عندما اكتب بحثا اقوم بنفس الخطوات التي قام بها الاستاذ أمير

في انتظار الجزء الثاني
تقبل خالص الاحترام والتقدير


15 - أ. جاسم. . عن التوثيق وألتوسير
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 22 - 18:05 )
ملاحظاتك بصدد توثيق المصادر في محلها تماما. وأشكرك عليها. واعترف بتسرعي واستسهالي للمصدر العربي المنشور على الحوار المتمدن.

بالنسبة لألتوسير. فبالطبع أعرف قصته. وللآن لا أفهمها. ولكني لا أستطيع أن استخدم المشكلات التفسية لا لألتوسير ولا لماركس أو إنجلز في استبعاد أفكارهم على أنها محض انعكاس لمشكلاتهم النفسية.

فنيتشه مثلا مجنون بشهادة رسمية. لكنه أحد العبقريات التي لا يمكن تجاوزها. وفوكو كما تعرف - مثلي - لكن ذلك لا يجعل أحد يستخف بكتاباته.

المسألة كلها تكمن في الفصل بين المسائل الشخصية والمسائل العلمية والفكرية

وهذه المسائل تحديدا سأكتب عنها المقال التالي. . رغم وجودها بشكل واضح في المقال الحالي في مسألة الفصل بين العناصر المكونة للنظرية: أخلاقية وأدواتية ورٶيوية


16 - لا علمية البحث
مالوم ابو رغيف ( 2011 / 7 / 22 - 18:07 )
السيد الغندور حاول ان يثبت لاعلمية الماركسية باستخدام لاعلمية البحث، فوضع الماركسية امامه كما يضع المدرس الكراريس وراح يوزع الدرجات لدعم الفكرة وليس وفق معايير منهجية تحليلية تدعم صحة الطرح
فلان الشيوعية تهدف الى القضاء على الاستغلال فانها اخلاقية
ولانها ترفض المثالية فانها لاعلمية
ولانها لم تتحقق في الواقع فانها لا واقعية
كما ان السيد الغندور قال بعدم صحة قياس الحاضر على المستقبل لكنه استخدم ذلك كاحد المعايير في لا واقعية الشيوعية لعدم تحققها مع انها هدف مستقبلي يسعى الماركسيون الى تحقيقة او حلم كما اطلق عليه السيد الغندور وليس تنبأ باي حال من الاحوال. اي ان عدم التحقق لا يعني يقينا استحالة التحقيق بل يعني ربما خطا المحاولة او خطأ في المنهج المتبع
اعتقد ان علينا ان نفرق بين الشيوعية والماركسية، فالماركسية هي منهج للبحث والتحليل جوهرها الاستناد على المنجزات والابحاث العلمية وليس على النظريات الدينية والاخلاقية الفارغة، ففي الوقت الذي كان الرأسمالي يعتمد على الله في دعم استغلاله للناس كان الماركسيون يستندون على العلم لتفنيد هذا الادعاء
ان المقالة تبسيط وليس تفكيك
تحياتي


17 - الفصل بين المشاكل النفسية والعلمية
مكارم ابراهيم ( 2011 / 7 / 22 - 18:15 )
هناك كتاب مشاهير وفي نفس الوقت كانوا مدمنين كحول بسبب ازمات نفسية يمرون بها بع مشاهير الكتاب ايضا كانوا يتناولون الحشيش لعدم قدرتهم على استيعاب الواقع الماساي لحياتهم وبالفعل رغم حالتهم النفسية السيئة الا انهم قدموا للبشرية ابداعات قيمة لايمكن تجاوزها
وربما سبب ابداعاتهم هي حالة التامل والتفكير بسبب الانعزال تجعلهم يتعمقون اكثر في وصف ظواهر الحياة


18 - أ. أبو رغيف
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 22 - 19:03 )
المقال لا يحاول إثبات لا علمية الماركسية. . فأين عثرت على ذلك في المقال؟؟

ما يحاوله المقال هو إثبات أخلاقوية الشيوعية. . وضعف صدقيتها العلمية. . وهو بالضبط ما تلفت أنت إليه في نهاية تعليقك

لذا فإن كنت ترى المقال لا علمي. . فهذا ينطبق أيضا على ما كتبته أنت في تعليقك. . لأنه بعض من أفكار المقال


19 - ست مكارم
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2011 / 7 / 22 - 19:36 )
ست مكارم
التوسير قتل زوجته و رماها من الشبالك
يا كحول يا حشيشة
مودتي وا حترامي


20 - الى جاسم الزيرجاوي
مكارم ابراهيم ( 2011 / 7 / 22 - 20:57 )
المهم هو قتل زوجته لم يقتل شعبا او طائفة معينة اكيد كانت مزعجة جدا وكانت متضايقة منه لانشغاله عنها بالكتابة فعصبت عليه يوما ما فلم يحتمل فقتلها
امزح .على فكرة اعرف كتاب عراقيين انفصلوا عن زوجاتهم بسبب انشغالهم عنها في الكتابة المستمرة
ومنذ سنة حدثت حادثة رجل قتل زوجته عن دون وعي غضبت منه واثارته بشدة وفقد اعصابه فقتلها رغم انه رجل مستقيم ولم يرتكب اية جنح سابقة بل مثقف


21 - التفكيكية و النموذج الغندوري
سعيد زارا ( 2011 / 7 / 23 - 00:50 )
يقول السيد الغندور في التعليق رقم 7:
أظن مازال هناك متسع للحلم بوضع أفضل للعمال بعد

وأظن أن الرأسمالية لن تنجح في تحقيق هذا الوضع من تلقاء نفسها

بل لابد من ممارسة ضغط فكري ماركسي عليها .. وليس ضغط شيوعي
نتساءل مع السيد الغندور كيف يمكن تحقيق وضع افضل للعمال علما ان الراسمالية لم توفره؟ فما عساه يكون ذلك المجتمع؟

ارجو ان لا تكون ضحية النماذج تلك التي تمقتها التفكيكية.

و شكرا


22 - التفكيكية و النموذج الغندوري
سعيد زارا ( 2011 / 7 / 23 - 01:07 )

خانتك تفكيكيتك سيدي الغندور و ذهبت ضحية اللوغوس الذي تفتته التفكيكية, و لم تستشف المعنى الذي ذهب اليه تعليقي رقم 9. فلم اعني في تعليقي بالنجمة القطبية على انها ملك حصري لاحد او الذين يسيؤون استخدام النجمة القطبية للاتجاه نحو الشمال, بل ما كنت ارمي اليه كيف يمكن ان تقول بان نمارس الضغط الفكري الماركسي على الراسمالية, هذا ان وجدت, من اجل وضع افضل للعمال دون الاتجاه الى الشيوعية.
بل و اكثر من ذلك فانني اعي تماما ان وضع النجمة القطبية سينزاح من فوق القطب الشمالي و قد قدر الاخصائيون هذا العمر ب اثنتا عشرة الف سنة.


23 - أ. زارا ولوجوس الشيوعية
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 23 - 11:35 )
فرق شاسع بين تحسين وضع العمال وبين ديكتاتورية البروليتاريا التي تلغي وضعية العمال أساسا

بل تلغي المجتمع الذي تطلب منه تحسين وضع العمال

بل تلغي أساسا الحاجة إلى تحسين وضع العمال

وكل هذا يحدث في مستقبل لا يأتي ولم يأت

فما الأجدى أن نبدأ التحسين أم نٶجله إلى مرحلة لا يكون فيها ممكنا أو مطلوبا أو حتى منطقيا

على العموم أنا لا أرفض الشيوعية باعتبارها حالة بل أرفضها باعتباره حلم

هناك تفاصيل أكثر في المقال التالي وقد انتهيت منه تقريبا


24 - تحية للأستاذ المحترم أمير
عذري مازغ ( 2011 / 7 / 23 - 13:43 )
، مع القراءة التفكيكية نعم، لكن عمليا ماهي أدواتها، فتوطئتك هذه حتى الآن، وانا اعتبرها توطئة بعد مبنية على انطباعات عامة حول العاملين في الحقل الماركسي، ماركسي دوغمائي، ماركسي علمي، وعقائدي، (حتى مدى التصنيف لم يفسر لنا شيئا عنها هذه السمات استحالت تصنيفات لأقسام ماركسية، هل في اعتقادك هذا حقيقي؟ هذه التصنيفات تفكك ماذا في الماركسية، إن لم تكن فقط تترك الحابل على النابل، حتى قراءتك لالتوسير المبنية على مايسمى بالقطيعة الإبستمولوجية لفلسفة ماركس، بقي مطبوعا بهذه السمة الإنطباعية: علمي سجين ماركس نفسه، ماذا لو عاش ماركس أكثر حتى الآن؟ أليس ظهور مدارس جديدة فيها إضافات من نوعية ما؟ بما فيها بنيوية ألتوسير نفسه، ألم يضف التوسير شيئا غلى مستوى تفكيكه هو؟ ألم تضف اللينينية والماوية شيءا في فهم تعقد البنى الإجتماعية لمرحلة تاريخية معينة ثم ماذا عن مدارس أخرى متاثرة باتجاهات فلسفية أخرى سؤالي حتى الآن هو: هاهو المفكك في الماركسية في المقال حتى الآن؟ فانت لم تتناول ادواتها بعد بهذه العملية من التفكيك ثم أيضا من خلال أدواتها المتجاوز منها والمقترح منها ، لأن المتجاوز هو بالضرورة طريق المقترح ،


25 - تتمة
عذري مازغ ( 2011 / 7 / 23 - 14:01 )
اتمنى أن يكون الجزء القادم قد حاول ملامسة بعض هذه الأسئلة ودخل صلبا إلى عملية التفكيك، وصلبها هو من وجهة نظري هو فلسفتها منذ ماركس حتى آخر مفكريها في هذا العصر وهنا لا أتكلم عن قراءة تاريخية بقدر ما يجب تفكيك العناصر المتجاوزة في الماركسية ومقارنتها ببنية تفكيك ايضا تسائل الآخر النقيض، او على الأقل تسائل الواقع في تمشكلاته بما يظهر عجزا في الماركسية الآنية إلا إذا كنا نناقش إشكالية طوائفها عندنا وهنا يجب أن نميز بين تفكيك للماركسية كنظرية في علم السوسيولوجية وبين تفكيك لبنى طوائفها ومعتنقيها وهي سائدة ليس فقط في العالم العربي كما أشرت بل أيضا في الغرب وتعرف نفس السيمات التي ذكرتها حيث اقتصرت الجانب الغربي في الجانب العلمي (الماركسية العلمية)
مع خالص تقديري


26 - أ. عذري
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 23 - 16:41 )
صحيح ما تلفت إليه

والجزء الثاني سيبدأ تفكيك طريقةتكون المسألة الشيوعية ومصادراتها وتناقضاتها

وحول سؤالك المهم: هذه التصنيفات تفكك ماذا في الماركسية؟؟

أجيب بأنها تفكك الماركسية ككيان نظري موحد يجمع بين السياسي والفلسفي في كل موحد

وما أفعله هو محاولة فك الارتباط بين هذه الأجزاء .. وبخاصة فك ارتباط السياسي النضالي عن الفلسفي الموضوعي

ومن هنا يهدف التصنيف لكل جزء على حده إلى معرفة موقع هذا الجزء داخل إطار المجمل الماركسي .. بحيث يمكن استخلاص ماركسيتين على الأقل:

واحدة موضوعية سوسيولوجية علمية
بينما الأخرى سياسية مؤدلجة ثورية

وليس الهدف إزالة أو إزاحة أحدها والترويج للآخرى .. بل الهدف هو فك الارتباط الغامض بينهما وتحديد حدود كل منهما أين تبدأ وأين تنتهي


27 - دفاعا عن المادية والتاريخ صادق جلال العطم
بشار السيد ( 2011 / 7 / 26 - 01:59 )
ان التفكيكية والبنيويةرغم غلافهما العلمي الباردوالتجريد الرياضيوالدقة المنطقيةوالتقنيات الالسنية والمصطلحات الكمبيوترية انكشف وتكرس على حقيقته في الاتجاهات التي انحلت اليهالا حقا وهي اتجاهات متطرفة وموغلة ومتمرسةفي لا عقلانيتها الفلسفية وعدميتها المعرفية انها التعبير الايديولوجي الارقى على تفسخ الفكر البرجوازي المعاصر الدى اعلن موت الانسان وموت السياسية وموت الموضوع الى اخرة


28 - أ. بشار والإدعاء على ما بعد الحداثة
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 26 - 09:12 )
لا يمكن وضع التفكيكية والبنيوية في سياق واحد إلا إن كنت تقصد تاريخ ما بعد الحداثة مثلا

وحتى هنا فإن التفكيكية وما بعد البنيوية هما توجهان لتصحيح مسار الحداثة التي أنفلتت منتصف القرن الماضي بدليل الحروب العالمية والحرب الباردة وسقوط الشيوعية

إذا التفكيكية والبنيوية وما بعدها ليست علامة تفسخ .. لأن الوضع كان متفسخ أصلا .. وإلا فماذا كان يفعل ماركس أساسا في وضع مستقر وجيد؟؟

واضح أن التفكيك والبنيوية هي محاولات للتصحيح والمراجعة بقدر ما كانت الماركسية نفسها هي محاولة للتصحيح والمراجعة لكن الجذرية


29 - هذا ليس تفكيكاً دريداوياً
د . حسين علوان حسين ( 2011 / 7 / 29 - 22:04 )
الأستاذ الفاضل أمير الغندور
تحية أخوية صادقة
دعوتني للمساهمة بخصوص كتاباتكم عن الماركسية ، و وعدتكم بالإستجابة ، وهذه الكلمات هي مبدأها .
أستاذي العزيز
يؤسفني أن أقول لكم بأن ورقتكم هذه لا علاقة لها لا بالتفكيكية و لا بدريدا البتة ، و أنا إختصاصي هو مدارس فلسفة علم اللغة المعاصر و ليس الماركسية .
أولاً / يؤكد دريدا أن التفكيكية ليست -طريقة- (Method)، و أنه لا يمكن تحويلها إلى -طريقة- ، و ذلك لأن التفكيكية ليست عملية ميكانيكية (مثلما تفعل أنت بمنحك الدرجات الإعتباطية ). و يحذر دريدا من إعتبار التفكيك عملية ميكانيكية عندما يقول :-صحيح : إن الإستعارة الفنية و الإجرائية التي تُلصق بمفردة -التفكيك- بحد ذاتها قد تمكنت من إغواء البعض (في الدوائر الأكاديمية و الثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا) مسببة ضلالهم .-


30 - هذا ليس تفكيكاً دريداوياً/ تتمة
د . حسين علوان حسين ( 2011 / 7 / 29 - 22:07 )
و دريدا دقيق جداً في تجنبه مفردة -الطريقة- لكونها تحمل دلالات ترابطية منحازة عن قيام شكل منهجي في إصدار الأحكام . فالمفكر الذي لديه طريقة محددة في الحكم ، و الذي يكون قد قرر منذ البداية كيفية مباشرته لطريقته تلك ، يفشل في منح نفسه كلياً لمادة الفكرة التي بين يديه ، و بالتالي فأنه يتحول إلى مجرد موظِّف للمعايير التي تقولب إشاراته المفاهيمية . و هذا هو ما تفعله ورقتك بالضبط . في حين أن هذا بالنسبة لدريدا هو عدم المسؤولية (irresponsibility) بعينها . و لهذا فأن الكلام عن طريقة تتعلق بالتفكيك ، خصوصاً فيما يخص تجلياتها السياسية-الأخلاقية ، إنما يقع بالضد من فلسفة دريدا مباشرة .


31 - هذا ليس تفكيكاً دريداوياً/ تتمة
د . حسين علوان حسين ( 2011 / 7 / 29 - 22:10 )
و من عدم المسؤولية التصدي للتفكيك عبر مجموعة من القواعد التي تتطلب التطبيق على موضوع التفكيك لأن هذا الفهم سيختزل التفكيك إلى أطروحة خاصة بالقاريء (أمير الغندور) لكي يتم تفصيل النص عليها . و هذه هي قراءة غير مسؤولة برأي دريدا لكونها تتجاهل الحقائق التجريبية للنص نفسه ، أي أنها تتحول إلى منهج منحاز لا يستطيع العثور إلا على ما يريد هو العثور عليه .
2. معلوم أن التفكيك يقف عند النص المكتوب و ليس الكلام المجاني لمن يقوم بالتفكيك ، مثلما تفعلون ، فأين هو النص الماركسي الذي تريدون تفكيكه هنا ، ها ؟ هل هو كلامكم أنتم ، أم كلام ماركس ؟ إذا لم يكن كلامكم أنتم هو ما يجب عليكم أن تفككونه ، فأين هو نص ماركس المفكك من طرفكم ؟ ها ؟
تحياتي و ودي.


32 - د. حسين علوان وماركسية التفكيك
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 30 - 14:06 )
يبدو أنك قررت أن تتبع منهج مختلف عن كافة التعليقات .. وهذا ينم عن ذكاء أحسدك عليه

فبدلا من أن تركز على موضوع المقال وهو الماركسية .. فإنك ناقشت المنهج الموظف لتناول موضوع المقال

واسمح لي أن أفكك هذه الممارسة من طرفك كما يلي:

أنت تفضل نقد -منهج- و-طريقة- تناولي للماركسية .. دون أن تدخل في الموضوع مباشرة ودون أن تعترض على رؤيتي بخصوص الماركسية.

إذن قد يجوز لي أن أعتبر هذا التناول منك (للمنهج دون المضمون) هو بمثابة:

إما موافقة على ما ورد في المقال حول الماركسية .. أو تأجيل للنقاش حول الماركسية

وفي الحالين أظننا أمام محاولة للنقاش حول الماركسية عن طريق رأس الرجاء الصالح

بالنسبة لي لا يضيرني مشكلات منهج المقال طالما بقي مضمون المقال دون نقد أو دحض

بل يمكن أن أعتبر ما تمارسه هنا هو ماركسية تحاول بتفكيك منهج المقال دون أن تصل إلى تناول مضمونه


33 - د. حسين علوان 2 ونقد الشكل بدلا من المضمون
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 30 - 14:17 )
أراك تحاول اختزال المنهج المتبع في المقال في تفكيكية دريدا .. وكأنه يتحتم علي أن أطبقها حرفيا في كل ما أكتب .. فإن لم أفعل .. فإذن لا قيمة لما يكتب

وأظن هذه نزعة أرثوذكسية يدحضها ما يلي:

أنا لم أقل أني سألتزم أو أتقيد بتفكيكة دريدا وحدها .. وأكبل نفسي وأمنعها عن تطبيق مناهج غيرها في المقال .. بل أظنني أشرت بوضوح إلى منهجية ألتوسير ودعوت لإستكمالها

لذا فمن الواضح لكل ذي عينين أني أجمع بين الاثنين: دريدا وألتوسير .. مع شخص ثالث أسمه: أمير .. لو لم تنتبه إليه

ولو أني ألتزمت بتفكيكية دريدا وحدها .. فما أظن أحدا كان يمكن أن يقرأ مقالي هذا ولا أنا نفسي .. وسيكون حاله كحال أغلب كتابات دريدا نفسه ومنها: أطياف ماركس .. الذي تصعب قراءته بل ربما تستحيل على جماهير القراء فوق المتوسطين حتى

طبعا يمكنك أن تقول أنك فقط بدأت بنقد منهج المقال وحده .. وأنك كنت تعتزم أن تمد يدك إلى نقد مضمونه .. وسأقبل هذا منك .. بل سأفرح به

إلا أني أرى أن محاولة نقدك للمنهج المستخدم في المقال لم تؤد سوى إلى تأجيل ممارسة النقد على ما يهم


34 - د. حسين علوان 3
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 30 - 14:32 )
أنت تطرح سؤال هام .. ولكنك توجهه لي قبل أن تتأمله ..

وأزعم أنك لو تأملته ستجد أنك أنت المعني بالإجابة عنه لا أنا

فأنت تسال: التفكيك يقف عند النص المكتوب، فأين هو النص الماركسي الذي تريدون تفكيكه؟

فلو وجهت لنفسك هذا السؤال أولا لوجدت ما يلي:

أنه لا يوجد نص من ماركس هنا، ما يعني بالضرورة أني لم أفكك -نصوص- ماركس

لكني أفكك -الماركسية- نفسها باعتبارها كما شرحت أعلاه -كيان- أيديولوجي ثابت وفق ما يؤمن به كثيرون .. ثم شرعت في تفكيك هذا الإيمان وكيف يؤثر على الكيان .. كذلك شرعت في تصنيف مكونات عناصر الكيان الماركسي.

قد يبدو لك أن المنهج هنا بعيد عن دريدا -النصي- .. لكني أظن أني أعلاه قد تحدثت عن جينالوجيا نيتشه وعن المنظورية منذ بداية المقال ..

فلماذا لم يخطر ببالك أني أستعين بنيتشه هنا؟؟ ولماذا تصر أنه يتحتم علي أن ألتزم فقط بدريدا؟؟ ثم تلومني أني طالما لم ألتزم بدريدا .. فإن ما أكتبه باطل

هل السبب هو عنوان المقال -تفكيك الماركسية- .. وكأني طالما قلت بسم الله .. فلابد أن أختم الآية بصدق الله العظيم؟

يا دكتور حسين .. خش في الموضوع


35 - نيتشة و ليس دريدا
د . حسين علوان حسين ( 2011 / 7 / 30 - 16:21 )
اخي العزيز الأستذ أمير الغندور المحترم
تحية حارة
بما أنكم قد أيدتم بأنكم إنما تنطلقون في تفكيكم من نيتشة و ليس من دريدا، مثلما توهمت أنا ، فلا بد أنكم تتفقون معي في إتفاقي معه بأنه -لا توجد هناك حقائق ، الموجود هو فقط تفسيرات- ، وأنا أحترم تفسيراتكم كتفسيرات و ليست كحقائق ، و أنسحب من النقاش .
مع فائق التقدير.


36 - د. حسين علوان والإنسحاب الثاني
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 30 - 17:05 )
يعني عندما تنسحب من النقاش وينحسب أ. عذري مازغ من النقاش

إذا فمن يتبقى من الماركسيين للنقاش؟؟

هل النقاش مسألة غريبة على الماركسيين؟؟

أم أنها تمس مقدسات لا سمح الله .. لا يقبلون الخوض فيها؟؟

هل يعني إنسحابك من النقاش أن نيتشه قد تفوق على ماركس؟؟

أظن أن هذا هو ما يعنيه

اخر الافلام

.. - الغاء القوانين المقيدة للحريات ... آولوية -


.. أليكسي فاسيلييف يشرح علاقة الاتحاد السوفييتي مع الدول العربي




.. تضامناً مع غزة.. اشتباكات بين الشرطة الألمانية وطلاب متظاهري


.. طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ




.. Peace Treaties - To Your Left: Palestine | معاهدات السلام -