الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل صيغة لا غالب ولا مغلوب صالحة للوضع السوري؟

اسماعيل خليل الحسن

2011 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


تمر الأيام وسورية غير قادرة على الخروج من محنتها, فقوى الاحتجاج تكتسب مواقعا في الشارع بمرور الوقت وتكتسب نقاطا جديدة في الاعتراف الدولي, كما إن النظام يراهن على نجاح الحل الأمني ويخسر نقاطا جديدة في الموقع الدولي, والنتيجة استمرار النزيف الداخلي الذي يستهلك الوطن أرضا وشعبا ودولة, وقد يمهد لتدخل للقوى الدولية يأنفه الجميع سلطة أو معارضة وطنية.
ويبدو أن سياسة كسر العظم بين الطرفين ليس لها نهاية, لأن أحدا من الأطراف المتصارعة لا يتواضع ويتنازل للآخر.
على قوى النظام أن تعترف بأن الأزمة خلقت واقعا جديدا, وأنه حان وقت التغيير, وأنه جاء وقت القرارات المؤلمة, ولا بد من الجلوس مع المعارضات بخلاف أنواعها على مائدة مستديرة بدلا من ضياع الوقت في مؤتمرات تدور حول الحل ولا تتجه إليه مباشرة, ولا بد من توقف اللعبة الإعلامية الفاشلة لتسويد صفحة الحراك الشعبي, عبر إعلام يعاني من تصلب شرايين مزمن, ولا بد من الاتفاق على مرحلة انتقالية محددة بفترة زمنية وبتوقيتات مرحلية والأفضل أن تقودها حكومة وحدة وطنية.
وعلى قوى الاحتجاج والمعارضة أن تطلق مبادرات معقولة وممكنة التطبيق من أجل تغيير سلمي ومتدرج وهادئ, مع أحقية مطالبتها بتهيئة الأجواء المناسبة للحوار, فلا حوار ممكنا في ظل صوت الرصاص وجريان الدم.
على النظام أن يعي أنه من المستحيل ثلم شوكة الاحتجاج وكسر الإرادة الشعبية, وأن الانفعال الذي تتميز به وتمتلكه القوى الشابة وهي أكثرية المجتمع السوري طاقة لا تنفذ, فليس من مصلحة النظام أن يضع نفسه هدفا لكراهية الشباب الذي لم يعد قانعا بمتابعة الوضع على ما كان عليه, من استمرار وقع الحياة البطيء أو الراكد, بل الاستنقاع اللانهائي, في الوقت الذي تقفز قدما ثورة الانترنت ووسائل الاتصال العصرية في العالم الذي يقيس العقل الشبابي نفسه عليها, إن الانترنت الأكثر بطأ وأكثر كلفة وأكثر حجبا هو الموجود في سورية, وسورية هي الأقل استجابة للمتغيرات الدولية والإقليمية وانعكاساتها المحلية.
لا بد من مخرج بديل عن تصارع الشرعيتين: الشرعية الفعلية التي يتمسك بها النظام والشرعية الثورية التي يطمح إليها شباب الاحتجاج في الشارع, ولا بد من إمساك العصا من الوسط, فلا يدعي أحد نصره على الآخر ولا يدعي أحد هزيمته للآخر في صيغة لا غالب ولا مغلوب, فتعترف السلطة بمشروعية الثورة وتعترف قوى الاحتجاج بأن لا ضربة قاضية لديها تطيح بالنظام.
مطلوب من قوى الشارع السيطرة على حدة الانفعال, ومطلوب من السلطة الصدق مع النفس ومع الشعب ومع المستقبل.
تبدأ الثقة بمد الجسور بين الخصوم عندما يشعر المحتجون أن الدولة الأمنية قاب قوسين أو أدنى من التفكك وإعادة الهيكلة والتأهيل بما يناسب قيم حقوق الإنسان وحق المواطنة وحين تخرج القوى الأمنية والنظامية وغير النظامية من المعادلة, ويتغلب فريق الحل السياسي حقيقة وواقعا لا أماني ووعودا.
لابد من حل جنوب إفريقي يجد فيه المعارض خلاصا له وجلاده, تستجيب له قوى الاحتجاج, مسقطة ادعائها الشخصي نحو مصالحة وطنية, وتستجيب له, بصدق, قوى النظام أو من بات منها مقتنعا بالتحول الديمقراطي من أجل هبوط آمن للوطن.
تبدأ إجراءات بناء الثقة بالإفراج الفوري عن معتقلي الرأي, وإطلاق العمل السياسي للقوى السياسية كافة, وتحرير الإعلام المكتوب والمرئي والالكتروني, والدعوة لهيئة تأسيسية تكتب دستورا جديدا ثم الدعوة لانتخابات مفتوحة تنتخب برلمانا حقيقيا يؤسس لسورية الجديدة التي سوف تكون للجميع بلا استثناءات أو إقصاءات.
العلاقة بين أبناء الواحد تقوم على التوافق أو الخصومة لكنها لا يمكن أن تبنى على العداء الذي يجب أن يكرس لمن يحتل الأرض أو يتعدى على حدود الوطن, فالعداء يستدعي الحرب, أما الخصومة فتستدعي الحوار الجاد والمثمر, بدلا من الحوار الداخلي حيث تحاور كل جهة نفسها بلا ثمرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة