الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة السورية المراهقة و كهولة النظام السوري

راميا محجازي

2011 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


المعارضة السورية المراهقة و كهولة النظام السوري
أصوات تعلو عبر أثير الإذاعات والمحطات الفضائية, أقلام تَرْجم عبر الصفحات الإلكترونية و عبر الصحف الورقية حركة المعارضة السورية , ما بين رافض لمؤتمر الإنقاذ و آخر للقاء الحوار, يسقطون الشرعية عن بيانات يرفضون أن تمثلهم , وينبشون في ماضي من لا يعجبهم أولا يناسبهم ممن تألق نجمه وسمعت كلمته , ووصلت الأحوال إلى حد مرهق , تخبط كبير تشهده حركات المعارضة التي تحاول تنظيم حراك الشارع , و دعمه , وتنسيق خطواته للسير به إلى ما ينشده من أهداف و طموحات يبذل لها الثوار كل غال و نفيس ومن هنا أود أن ألقي بعض الضوءعلى ما أراه من عثرات تعرقل خطوات المعارضة :
إن الاحتكار السياسي الذي دأب النظام على ترسيخه , أكثر من أربعة عقود و التغييب الكامل لأي حراك سياسي خارج عن حزب البعث العربي الاشتراكي ,و الترهيب الفكري و تجريم أي فكر سياسي تحرري و تحريمه, و التعتيم عليه إن لم يتم استئصاله جذرياً , لابد له من أن يسبب التخبط في المعارضة الناشئة الشابة – و في بعض الأحيان المراهقة – إذا أخذنا بعين الاعتبار عمر المعارضة داخل سوريا - نتيجة لانعدام الخبرة في التعاطي المنظم والتنسيق الفاعل بين أعضائها , و هذا ما نلمسه حالياً في حركه المعارضة السورية التي تحاول تنسيق العمل بين الداخل و الخارج و الدمج بين مطالب الشارع وما تراه ضرورياً للانتقال إلى مرحلة جديدة, و على الرغم من هذا التخبط الذي ربما يؤثر في سرعة السير قدماً في الثورة و يكلف – للأسف - خسائر في الأرواح وأضراراً اقتصادية إلا أنه يبقى عامل وقت إلى أن تمتلك المعارضة مرونتها التي تمكنها من وضع بنيتها التنظيمية , و رسم الهيكلية الأساسية للبنية التحتية لدولة سوريا ما بعد الثورة .
عمليا إلى الآن لم يكتب للمعارضة في الداخل أن تجتمع على طاولة واحدة ,و ذلك لأن النظام ما زال يمتلك زمام الأمور من الناحية العسكرية و بالتالي يقوم بممارسة القمع الوحشي لأي محاولة تنسيق مؤتمر في الداخل .
من جهه أخرى نرى التعصب السياسي لبعض التحركات و التنظيمات سواء أكانت من الجماعات الإسلامية أوالشيوعية العلمانية , فكل منهما مازال يفتقد إلى المرونة في التعامل مع الآخر, رغم إدراكهما تماماً لواجب التعاون والتنسيق وإعلاء الواجب الوطني على الأفكار المتعصبة و ما يرافقها من تهجم و تهميش و تشكيك بالمقاصد والنوايا . ونجد فئات المعارضة المختلفة بما تضمه من أقليات عرقية تعاني توتراً و قلقاً إزاء ما بعد الثورة حتى نرى منهم من أوشك على أن يفقد روح التعاون مع الشارع , و يفضل الحياد على الرغم من تضامنه الصادق و الفعلي مع الثوار في الشارع و مشاركته الحقيقية في التظاهرات السلمية التي تهز أرجاء سوريا .
ولو نظرنا إلى المجتمع السوري بتركيبته المتميزة من إسلاميين بمختلف طوائفهم و مسيحيين و عرب و أكراد نلمس التآلف بين تركيباته و التمازج و توحد المعايير و القيم المجتمعية, وهو مجتمع متدين في غالبيته, دون أن يصل هذا التدين إلى درجة التعصب يوماً , فغالبية الشعب السوري معتدل بطبيعته وقد حاول النظام الأسدي تصوير الإخوان المسلمين بأنهم مجموعات إرهابية تحل دماء غير المسلمين و تبيح اغتصاب حقوقهم , و أنها تسعى إلى إعادة المجتمع السوري إلى عصور ما قبل التاريخ إلا أن هذه البطاقة باتت خاسرة بعد إعلان الإخوان المسلمين مراراً و تكراراً أنهم يريدون سوريا للجميع دولة مدنية ديمقراطية حرة , وأن الشارع هو من يقرر من سيحكم سوريا الغد , وهذا التصريح يدحض بما لا مجال للشك فيه مزاعم النظام السوري المفسدويصحح صورة الإخوان التي شوهها النظام , ولست هنا بصدد الدفاع عنهم و لكن ما أريد تأكيده أن الإخوان المسلمين في حقيقتهم وسطيون لا كما يصورهم عادل أمام في أفلامه .هذا بالنسبة إلى الإسلاميين . أما بالنسبة إلى الشيوعيين فإن النظام يلعب على ورقه أن الشيوعيين يريدون دفع سوريا إلى نبذ عاداتها و تقاليدها وتحويلها إلى بؤره فساد وهنا أحب أن أجزم بأنه لا يمكن للفكر العلمي الواعي الذي يبحث عن الغد الأفضل أن يقصي ما هو جميل و حضاري في المجتمع السوري , وإنما يسعى الشيوعيون إلى تطهير الفكر في المجتمع من رواسب الفكر البعثي وزرع إيديولوجيات تحرره من عبودية طبقة معينة أو الانقياد الأعمى إلى نهج متزمت , و التمسك به , والخوف الذي يسيطرعلى فئه كبيرة من المجتمع من نبذ الشيوعيين مقدساتهم وهمي مدسوس في ثقافتهم ليس إلا .
و قد أدرك الشارع السوري ما يمارسه النظام من شعار ( فرق تسد ) فصرخ في الشارع بأعلى صوته يد واحدة , يد واحدة الشعب السوري يد واحدة , الشعب يريد إسقاط النظام , الشعب يريد إسقاط النظام . وما ذاك إلا مؤشر إلى بداية نضج المعارضة السورية و تجاوزها سن المراهقة مما يبشر بمستقبل مشرق لسوريا الشباب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال