الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تواجة اميركا أحزاب اليمين الديني العراقي ؟

جاسم محمد كاظم

2011 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


من المعروف للكل ان اميركا لاتحارب الشعوب الحرة ولاتدخل في متاهات معاداة الايدلوجيا الدينية مهما كان شكلها القائم على عبادة ارباب السماء او اوثان الارض . بل ان فتوحات اميركا المظفرة بموجات المارينز تتوجة ضد الانظمة السلطوية ذات القمع البوليسي بكياناتها المفككة من الدواخل . وتكفي دفعة يد العم سام الاخيرة لكي تقع بلا حراك كل الجدران الديكتاتورية الايلة للسقوط .وعندها تلجا اميركا لالاف الطرق المبرمجة من الحيل لاسقاط الخصوم المستقبليين الذين تتحسس منهم طعم الخوف والانقلاب المستقبلي . وهي بذلك تدرس كل فلكلور الشعوب ودياناتها بما فيها الطقوس والعادات وطرق التفكير ,وهل للعقل دور في حياة هذة الشعوب في رسم شكل الحياة . ويحمل مسؤوليها واولي الامر في بيتها الابيض اعلى الشهادات والاختصاصات العلمية في معرفة وفهم تفكير تلك الشعوب البدائية التي لم تدخل بعد نفق الحضارة .وظهر هذا واضحا بعد فتح العراق واسقاط نظامة التوتاليتاري فتنوعت السناريوهات الاميركية باستبدل قطع الشطرنج وتحريكها الواحدة محل لاخرى .
واميركا تعرف مقدما سر التركيبة العراقية المفككة وماسوف يحصل في العراق بعد اسقاط البعث بهمرات العم سام وماهو شكل البناء العراقي والوانة المتنافرة مثل مايصفة "اريك لوران" في كتابة "اسرار حرب الخليج الصفحة 24 "( ان الكيان العراقي شي مصطنع ظهر الى الوجود بعد اتفاقيات سايكس بيكو بعد تشكيلة من قبل ثلاثة ولايات هي الموصل وبغداد والبصرة) حتى يصل بالقول (وتعتبر الفكرة التالية اجمل تعبير عن الواقع العراقي "العراق حصيلة نوبة جنون اصابت تشرشل الذي اراد الجمع بين حقلين للنفط لايوجد بينهما أي قاسم مشترك :كركوك والموصل .ولهذا السبب جمع ثلاثة من الشعوب التي لايجمع بينهما جامع :الاكراد .السنة والشيعة ")
والظاهر ان تشرشل اراد ابعاد حقول النفط عن تركيا "اتارتوك "الوليدة وايران البهلوية وماتشكلة هاتان الدولتان بعد ظهور البلاشفة ودولة لينين من تهديد على مصلحة التاج البريطاني لو امتلكت كل منهما حقول نفط الموصل او كركوك فتمت الموافقة على تشكيل الكيان العراقي الضعيف جدا والغني حد التخمة بسوائلة السوداء المائلة نحو الخضرة والمعزز بالملك الجديد المكفول الحماية بالبوارج وافواج التاج البريطاني لكي يكون اشبة بالمدير التنفيذي للشركات البريطانية ليضمن تدفق النفط العراقي إلى موانئ الأسياد .
وعلى هذا المنوال ظهرت الطبقات الاولجاركية الحاكمة للعراق المستندة الى عبائة التاج بعد صبغها بطلاء الليبرالية ومسحة الديمقراطية .
ولم يختلف المشروع الاميركي الجديث عن مشروع تشرشل القديم في بدايتة من رسم شكل لملك جديد يجلس على بقايا كرسي الديكتاتور بشكل ديمقراطي يمكنها من صياغة مشروع جديد للمنطقة مع وعود مستقبلية من ادارة البيت الابيض باقامة ديمقراطية حقيقية حين يستطيع العقل العراقي البدائي التشكيلة والممتلى بالخرافة بعد تاهيلة اقتصاديا وسياسيا باحزاب ليبرالية من ان يحكم نفسة بنفسة بلا وصاية العم سام .
لكن اميركا أٌجبرَت على قطع سيناريوهات الفتح من وسطها بعدضغط اليمين الديني الشيعي باجراء الديمقراطية الفورية. لان الشيعة يعرفون مقدما بانهم سيمسكون بمقود السلطة عى غرار مقولة "علي بن العباس" سنحكم الى يوم الساعة "
لذلك استقتل هذا اليمين وضغط كثيرا على ادارة البيت الابيض باجراء انتخابات مبكرة والاحتكام الى صندوق الاقتراع وراي الشعب الذي لاتؤمن بة الاحزاب الدينية من دواخلها وتحتكم بدلا عنة الى راي الفقية والمرشد لاعلى ولازالت تنظر الى الشعب وتنعتة بكلمات مثل "العامة " " الاتباع " "الموالون " ولم تصل عقلياتها البدائية الى جمالية الكلمة بعد .
ولا تعرف هذه الأحزاب شيئا عن اقتصاديات العالم الحديث وكيف يسير السوق وتتحرك العملة بعد انهيار قواعد الذهب وصعود الدولار وما هو دور المؤسسات في الحياة الديمقراطية .بل كانت رؤيتها تسطيحا للفكرة المجردة وتشويها لها حين اصبحت الديمقراطية المؤوسساتية القائمة على حكم الطبقات العاملة المتمثلة بالمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني تدخل في نفق حكم الطوائف والملل المتناحرة على التاريخ السالف .
وتوقف المشروع الاميركي نحو هذة النهاية غير المتوقعة ليستبدل باخر بديل ودخول المعادلة العراقية مرحلة الاحتمالات ومجماعيع الحلول . وعدم رغبة اميركا باثارة اوكار الدبابير بعد ان وجدت نفسها تقاتل بقايا البعث الصدامي والقاعدة المتسللة فكان عليها حماية ظهرها اولا وكسب صديق وحليف يكفل لها الشرعية ثانيا قبل ان تجد نفسها تقاتل في محيط دائرة وتخسر مشاة المارينز واحدا تلو الاخر وهي التي لم تفقد ال 500 ضحية منذ احتلال العراق من الفاو الى زاخو .
وابتدا السيناريو الثاني الطويل الامد الذي استند الى قوة الراسمال المحارب وسحرة الهائل لاغراق هذة الاحزاب الدينية في مستنقعة الموحل وارواء عطشها المزمن من دفق البترول الاسود المائل للخضرة و نقدة السحري وملى عيونها الجائعة الناظرة منذ تأسيسها إلى رزم اموالة الهائلة الفائفة لاموال سليمان والابحار عبر امواجة المتلاطمة وفتح بوابات الصرف والنهب العلني للنقد وجعل مفاتيح الخزائن التي تنوء بالعصبة اولي القوة تحت تصرف ايديها الحرة ليبدا قتال الدين مع نفسة بعد ان ينقسم اشبة بالاميبا الى عدة اشكال متنافرة مع بعضها وتتخلى هذة الاحزاب بعد الاندماج والاقتران الطولي والعرضي بالراسمال عن قواعدها الشعبية البدائية التفكير بعد ان تصبح هذة القواعد عبئا ثقيلا عليها في المستقبل حين تذكرها بسلاحها الاول الفضيلة والعدالة .
وابتلعت هذة الاحزاب البدائية طعم الجبن الشهي سريعا ودخلت في شباك المصيدة وطبقت ادارة البيت الابيض المثل الصيني الشهير للقرود الثلاثة "لا ارى .لا اسمع. لا اتكلم " ودارت اعينها الى القفا وان كانت تعرف بواطن الامور ومخارجها بعد انفلات الوضع في كل المنطقة التي استفاقت مللها النائمة بصاعق التفجير الطائفي والحكم المستقل مما عرض هذة الشعوب المسالمة الى عصف الطائفية المقيت وهدد دول الجوار بما لايحمد عقباة وتمنت هذة الدول عدودة البعث واركانة بدل هذا الوضع غير محسوب العواقب .
وبدأت الديمقراطية العراقية الناشئة بشكلها المنغولي الهجين تقضي على نفسها بنفسها اشبة بالمريض المصاب بالمرض المناعي وبدأت معها عملية غسيل طويلة للعقل الذي بدا يتحطم وتنتظر اميركا من الزمن وحدة اعادة تشكيلة باخر جديد كما يقول "هيجل"على ضوء المتناقضات . ليبدا نوع جديد من التفكير والراي العام اساسة النفور من هذة الاحزاب الدينية ومرشديها بعد ان تعرف تلك الشعوب البدائية عملية التفكير بالعقل المعقلن وتدرك ان اولئك المرشدون المقدسون ليسوا بمقدسين وانهم لايختلفون عنهم بالغرائز وحب الشهوة والملكية والحيازة وان خطاب الدين وطقوسة كانت وسيلة تموية اوصلتهم نحو بؤرة هذا الوضع المزري حين يختلف الفكر مع الواقع ويبدا الانفصال العيني برفض الواقع الجديد للفكر العتيق حينها تضع ادارة البيت الابيض سيناريوهاتها الجديدة للتعامل مع هذا الوضع الجديد ولكل حادث حديث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليل واقعي ماركسي مبدع
فؤاد محمد ( 2011 / 7 / 23 - 11:07 )
الرفيق العزيز جاسم تحية وسلام
شرح ذكي ودقيق للسياسه الامريكيه الجديدة في المنطقه
حقا انه ممتع ورائع ولكن ليس هناك ذكر لليسار والشيوعيين ودورهماوماذا يجب ان يكون
مودتي اعانقكم


2 - الى جاسم محمد كاظم
مكارم ابراهيم ( 2011 / 7 / 23 - 11:57 )
شكرا استاذ جاسم على المقالة ووصف الاوضاع في العراق
ليس سهلا ان نكتب على العراق بل ان ايدينا تصاب بثقل كبيرة نعجز عن كتابة سطر على العراق للماساة التي لاتحتملها عقولنا لمايحدث من هدر للنفوس القتل الفساد السرقة الضمائر الميتة انها الجحيم بنفسه على الارض
ولاامل للخروج من هذا الحجيم او قلبه الى جنة
لدي ملاحظة خارج الموضوع حول حرف الهاء لماذا يستبدل بتاء المربوطة هل تفقده في الكي بورد؟
تقبل مني خالص الاحترام والتقدير


3 - الدهاء المزعوم لأميركا
فؤاد النمري ( 2011 / 7 / 23 - 12:19 )
الرفيق جاسم،
ارتكز بحثك على شيطنة أمريكا بدهاء متفوق
حقيقة الأمر أن الإدارة الأميركية من بعد الرئيس المميز روزفلت اتسمت بغباء لا نظير له. القادة السوفيات حتى الأغبياء منهم مثل خروشتشوف وغورباتشوف شكوا كثيراً من غباء رؤساء أميركا
أكبر برهان على غباء أميركا أنها استنفذت نفسها في محاربة الشيوعية دون أن يؤثر ذلك في انهيار الاتحاد السوفياتي بل إنني على ثقة تامة بأنها أطالت من عمر الاتحاد السوفياتي حيث أثر التناقض الخارجي على تهدئة وإبطاء التناقض الداخلي
ومن أمثلة الغباء الأميركي هو أنها تصورت أن العراق سيقيم جمهورية برلمانية لبرالية بعد صدام حسين وكان أي قارئ متوسط الذكاء يعرف استحالة ذلك حيث قضى صدام على كل عناصر الديموقراطية في العراق ولم يبق إلا على أسمال وخرق سياسية وهي الأحزاب الدينية
دولة العراق القاصرة والفاسدة اليوم هي من صنيع صدام 100% وليس للأمريكان فيها نصيب ولو 1% ـ
تحياتي لك


4 - الرفيق العزيز فؤاد محمد تحية طيبة .
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 7 / 23 - 13:29 )
اشكر ك على هذه الكلمات اما من حيث دور الشيوعيين فانتظرني في مقالة اخرى تحيتي واحترامي وعناقي


5 - الرفيقة مكارم ابراهيم تحية طيبة
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 7 / 23 - 13:35 )
هذه مشكلتي ليست في هذه المقالة بل حتى في كل كتاباتي اولا بسبب عدم توفر الكهرباء التي تاتي ساعة واحدة مقابل خمس ساعات قطع والسرعة الشديد في كتابة المقالة بدون تصحيح .مع اسمى تحية واعتبار


6 - الرفيق جاسم محمد كاظم
مكارم ابراهيم ( 2011 / 7 / 23 - 13:40 )
تحية مرة اخرى
اريد الاعتذار لك لم افكر بموضوع انقطاع الكهرباء لديكم هل تعلم بان هذه الامور رغم صغرها الا انها ستكون احد اهم الاسباب للقضاء على الحكومة العراقية الفاشية النازية الحالية
تقبل كل الاحترام والتقدير
مكارم


7 - تحية للرفيق الكبير المعلم النمري
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 7 / 23 - 13:41 )
شكرا جزيلا على هذا الرد والتوضيح . لكن ايها الرفيق العزيز ان اميركا تفاجئت بوضع العراق كثيرا فارادت استبدال صدام باخر حتى حين أي حتى يتغير هذا الوضع الديني فكان ماكان من هذا الوضع المزري الذي يدفع ضريبتة العراقيين . اسمى الاعتبار والتحية


8 - الرفيقة مكارم ابراهيم تحية طيبة
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 7 / 23 - 19:33 )
اود ان اعطيك شيئاً موجز عن انقطاع الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة في بيوتنا . تصل درجة الحرارة إلى مافوق ال48 درجة مئوية في الغرف الحجرية تسبب توقف اجهزة الكومبيوتر و يجعل الجلوس في هذا الغرف مستحيلا لمدة خمس ساعات متوالية .نحن نجلس الان في باحة البيت للبحث عن نسمة هواء مع حركة مروحة ارضية تعمل بكهرباء المولد . نشغل مولد البيت لمدة ثلاثة ساعات متوالية بقدرة 3 امبير . ونقوم بسحب كهرباء من مولد الشارع بقدرة 2 امبير في الثلاث ساعات الاخرى . وتاتي الكهرباء (الوطنية) لمدة ساعة واحدة نقوم فيها بتشغيل اجهزة الكومبيوتر والثلاجة واجهزة التبريد ونكتب في هذه الساعة فقط ونرسل نتاجاتنا إلى حوارنا المتمدن . اة ايتها الرفيقة لو تشاهدي جسد الصغيرة -اليانور- وماذا فعلت فية حساسية الحرارة من تبقع للجلد مشهد لايصدق و لايوجد حتى في جيبوتي وارتيريا والصومال والنيبال . مع اسمى اعتبار للرفيقة مكارم ابراهيم

اخر الافلام

.. دمار في -مجمع سيد الشهداء- بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنان


.. انفجارات تهز بيروت مع تصاعد الغارات الإسرائيلية على الضاحية




.. عسكريا.. ماذا تحقق إسرائيل من قصف ضاحية بيروت الجنوبية؟


.. الدويري: إسرائيل تحاول فصل البقاع عن الليطاني لإجبار حزب الل




.. نيران وكرات لهب تتصاعد في السماء بعد غارات عنيفة استهدفت الض