الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة عاجلة من فلسطين إلى مؤتمر الحزب الشيوعي التونسي ..

محمد سعدي الأشقر

2011 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


رسالة مفتوحة من فلسطين إلى مؤتمر الحزب الشيوعي التونسي ..
الرفاق المناضلين العرب أبناء تونس العظيمة قيادة وكوادر وأعضاء حزب العمال الشيوعي التونسي المكافح ... أحييكم من أعماق القلب ... أبعث لكم كل الحب من هنا من أرض فلسطين ومن شعب فلسطين .. من غزة هاشم .. من فلسطين المحتلة .. أتمنى لمؤتمركم النجاح .. أحييكم جميعكم إبتداءً من أصغر فتى أو صبية انتسبوا قبل أيام للحزب وصولاً إلى أقدم وأكبر الرفاق الشيوعيين.. واستهلالاً لرسالتنا هذه نحيي ونتذكر الشهداء بخشوع وننحني أمام قاماتهم العملاقة .. الشهداء القدامى الأوائل محمد الدغباجي, الطاهر بن مصباح بوزعيمة والبشير بن سديرة .. ومفجر الثورة محمد البوعزيزي الشهيد ثابت حجلاوي وثامر عثمونى وكل شهداء الحزب وشهداء تونس عموماً الذين نعرفهم والأبطال الذين لم تصلنا أسماءهم الذين قتلهم البوليس بدم بارد في الانتفاضة الثورية الحالية والتي يجب أن تبقى متواصلة ومستمرة.. ثورة الكرامة ثورة الأحرار ثورة الياسمين ثورة 18 ديسمبر 2010 ـــ 14 جانفي2011) والذين استشهدوا أيضاً تحت التعذيب في سجون الطغاة أو الذين اغتالتهم أيادي الغدر..
كبداية وكعنوان للصداقة أؤكد بأنني تعلمت الكثير من علم الثورة من سيرة مناضلي تونس والجزائر اليوم وبالأمس البعيد والقريب .. وسنبقى نتعلم منكم في الغد القريب أو البعيد حتى تحقيق انتصارنا الكبير في الحرية والإنعتاق النهائي من ربقة الطغيان والإمبريالية .
أحبائي : أقول لكم : أهل مكة أدرى بشعابها .. أنتم أعلم منا بالسبل اللازمة لنهضة تونس .. لكننا وبكل الحرص والحب نقول : لا نهوض لتونس إلا بإزاحة وقتل غول الفقر اللعين الذي ينهش عقول وأحشاء ما لا يقل عن 60% من أبناء تونس العزيزة ودفنه في تراب تونس وعدم السماح له بالنهوض من جديد ...
قتل غول الفقر أخوتي الثائرين غير ممكن إلا من خلال العمل والعمل والعمل .. لا يمكن للفقر أن يغادر تونس إلا من خلال قيام أبناء تونس بانتزاع حقهم في أن يكون لكل منهم عمل دائم .. نعم أيها الرفاق البواسل .. عمل لكل التوانسة القادرين على العمل الرجال والنساء ...... دونما كفاح متواصل ودءوب لتحقيق هذه الضرورة فسنبقى جميعنا نراوح في أماكننا دون جدوى .. لا نهوض لتونس إلا بمنزل بسيط لكنه بكل التأكيد مملوكاً وليس مستأجراً لكل أسرة تونسية يؤويها ويقيها حر الصيف وبرد الشتاء وبالتأكيد ليس كوخاً ولا متهالكاً ولا آيلاً للسقوط أو متداعي .. لا نهوض لتونس إلا بإصلاح التعليم بصورة جذرية .. لا نهوض لتونس إلا بتعميم الثقافة وحرية الرأي وتحريم الاعتقال والمسائلة للناس على خلفية معتقدهم السياسي والوطني ....
الرفاق الكرام : إصلاح التعليم وتعميم الثقافة وتثبيت حرية الرأي وتحريم الاعتقال السياسي هي مسائل من الممكن تحقيقها من خلال الضغط الجماهيري الهائل والمتواصل وتثبيتها كبنود أولى في الدستور التونسي الجديد .. لكن فرض حق العمل لكل أبناء تونس يحتاج مجهوداتكم أنتم وليس غيركم .. نعم مجهوداتكم أنتم أبناء العمال الفقراء والمحرومين والمهمشين .. انتم الحياة ولكنكم أنتم فقط في ذات الوقت المحرومين من الحياة .. .. انتم الحياة ولكنكم أنتم فقط في ذات الوقت المحرومين من الحياة .
أيها الرفاق : أنتم وكل الأحزاب نراكم توصلون الليل بالنهار ولا تكلون أو تملون في الحديث عن الدستور عن الانتخابات وعن تفاصيل التفاصيل في هذين الموضوعين المهمين ولا نقول شيئاً يقلل من أهميتهما .. استمروا في الحوار وأوصلوا الليل بالنهار في نقاشات محتدمة وساخنة .. هذا ليس عيباً .. لكنه يصبح أكثر من عيب إذا كان مجرداً أو خالياً من الهدفين الاستراتيجيين للشعب التونسي العظيم ولرجال تونس الأشداء : الأول ــ حق العمل لكل قادر تونسي وقادرة والثاني مسكن كريم ويحفظ الكرامة لكل أسرة تونسية .. إنسخوا تجربتنا البسيطة في غزة المحاصرة !!
ها نحن هنا في غزة نصنع ماكينات تصنع بدورها أحجار البناء الرائعة .. الماكينة الواحدة لا تكلفنا أكثر من ثلاثمائة دولار كي تصبح جاهزة لصناعة ألف حجر يومياً .. المواد أيها الرفاق نأخذها من حطام الأبنية والتي بدورها نحولها إلى حصى ناعمة صغيرة بواسطة آلات بدائية لا تكلفنا شيئاً صنعها مهندسونا وعمالنا الماهرين .. وبجمع هذه الحصى الصغيرة مع الاسمنت والماء تتحول إلى حجارة صلدة قوية كمبادئكم العظيمة .. لا تنتظروا المستثمرين المجرمين الذين سيضعون العصي في دواليب اندفاعاتكم الثورية .. لا تنتظروا كثيراً .. إهتبلوا وانتهزوا فرصة باب هامش الحرية الذي انفرج قليلاً ومؤتمركم العلني هذا خير دليل على هذه الحرية المجزوءة لكنها الرائعة قياساً بما كان من عسفٍ وظلمٍ وطغيان ..
يا رفاقنا الأحباء .. انطلقوا إلى الساحل التونسي الممتد على المتوسط ودون استشارة الحكومة ضعوا حجر الأساس لمدينة الحزب الشيوعي التونسي .. نعم لا خجل ولا وجل ولا خوف .. انطلقوا لبناء مدينتكم البسيطة لكنها الرائعة والتي ستفوق العاصمة في المستقبل القريب .. ليكن عنوانكم الجاذب : منزل مجاني لكل تونسي ، إنهضوا .. ستجدوا مئات آلاف الفقراء والشرفاء سيلتحقون بكم .. ومن المستحسن أن تعمموا الفكرة على كل الأحزاب الكبيرة في تونس كي تحدث المنافسة الكبرى وبالتالي سيتعاظم البناء .. أعرف إن هذا الطرح سيكون مستهجناً وبقوة من الغالبية العظمى من قيادة الحزب .. لكنني أعرف أيضاً إن هذا الطرح سيحظى بالترحيب والتهليل والتأييد الهائل إذا قمتم بطرحه على كل أعضاء الحزب الشيوعي .. ببساطة لأنه ما من وسيلة أخرى لقتل غول البطالة والفقر وأزمة السكن الطاحنة الهادرة للكرامة الإنسانية .. لنسأل أنفسنا : ما هو الأفضل ؟ مشروع كهذا يبدو في ظاهره أهوجاً بأكثر من هوجائية القذافي لكنه يلقي الكرة في ملعب أعداء الثورة الذين يقودون تونس حالياً ويتحينون الفرص لإعادتكم إلى الذل والذيلية أم الأفضل البقاء أسرى للفقر والعوز والبطالة وبالتالي للذل .. أجيبوا ما الأفضل .. لا تستهجنوا هذا الطرح الاستثنائي في لامعقوليته الظاهرة والمعقول جداً في جوهره .. لا تستهجنوا ولا تستغربوا يا رفاق .. لأن مؤسسات الحكم لدينا في وطننا العربي استثنائية في همجيتها وفي ذيليتها وانبطاحها للأعداء ..لا تخشوا شيئاً يا رفاق ولا تخافوا على شيء .. فليفشل المشروع لن تخسروا شيئاً بل ستربحوا شرف السبق في المحاولة .. أما أن تبقوا هكذا النقاش والنقاش والنقاش فهذا ما يدخل الفرح الهائل لقلوب ونفوس أعداء الثورة التونسية ..
أيها الرفاق غادروا مكان انعقاد مؤتمركم العزيز في 25 يوليو الحالي إلى الساحات المهمة في العاصمة واحشدوا عشرات آلاف الفقراء والمحرمين للمطالبة ببناء أكبر مصنعين للأسمنت وحديد البناء في الوطن العربي .. أخرجوا من مؤتمركم جاهزين بوفود كبيرة من الرفاق تتوجه فوراً لزيارة كل الدول العربية والالتقاء بالمؤسسات الرسمية والشعبية .. .. صارحوا الجميع وبرؤوس مرفوعة وهمم عالية بأنكم ما جئتم لهم من تونس الثائرة لطلب العون أو القروض أو الهبات والمساعدات .. صارحوا الجميع وبرؤوس شامخة شموخ الثورة وهمم قوية قوة مبادئكم بأنكم ما جئتموهم لطلب العون أو القروض أو الهبات وإنما لشيء واحد ثابت هو المساهمة العربية الفاعلة والأكيدة واللازمة والضرورية والواجبة عليهم في بناء هذين المصنعين العملاقين على أرض تونس الحبيبة وانظروا بعدها لنهضتكم وعنفوانكم وعلو هممكم !! أتمنى أن أكون الآن بينكم مع كل الحب .
أخوكم ورفيقكم
الدكتور / محمد سعدي الأشقر
فلسطين المحتلة ــ قطاع غزة ـــ بلدة بيت حانون .
[email protected]
الجمعة 21 يوليو تموز 2011م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القصف الإسرائيلي يجبر سكان أحياء شرق رفح على النزوح نحو وسط


.. عرض عسكري في العاصمة الروسية موسكو بمناسبة يوم النصر على ألم




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بعد عودة وفد التفاوض الإسرائ


.. مستوطنون يغلقون طريقا بالحجارة لمنع مرور شاحنات المساعدات إل




.. مراسل الجزيرة: جيش الاحتلال يواصل السيطرة على معبر رفح لليوم