الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلك كانت قبلتي / قنبلة من صنع أمازيغي محلي

مليكة مزان

2011 / 7 / 23
الادب والفن


انقلبتُ
بدأ فجر انقلاباتي بقبلة ،
بمجرد قبلة ...

بقبلة طبعتها على خدي ،
قبلة على خذي الأيمن أردتها تحريضا له على التحرر من مكياج الماضي ،
قبلة طبعتها في غفلة مني واندهاش لا يخلو من غرور وانتشاء ...

تلت القبلة قبلات على شفتي حاولت اختلاسها على مرآى من عابرين كسالى
كأن البلد في حضرتهم مصنع لمواطنيين كارطونيين ليس إلا ..

قبلات حاولت اختلاسها بجوع تاريخي استغرق قرونا ليجد أخيرا ..
أمازيغيا مثلك متشبعا بروح التمرد ،
ثائرا مثلك مدججا بقيم العقلانية والنسبية وترسانة هائلة من المواثيق الدولية لحقوق الجياع !

قبلات حاولت اختلاسها تريد أن تعلنها شجاعة أولى للوطن على درب تطلعه
إلى ثقافة أخرى تخرجه من الظلمات إلى النور ،
إلى ثقافة تصله بأمجاد العقل والعلم ..
أمجاد ينجذب إليها كل إنسان في اشتهاء لا يقل عن اشتهائك ،
لكنه اشتهاء موثق اليدين والقدمين بسلاسل من زمنه البائد !

اشتهاء تنقصه شجاعة القطع مع إرث ثقيل من الفكر الرجعي المنغلق .

قبلات كدتَ بها وأنت في قبضة ذاك المجنون المتعطش فيك لمعانقة آفاق أوسع
أن تجعل من ذلك الشارع المغربي المحافظ امتدادا جميلا لشوارع الغرب وجسوره !

أردت بتلك القبلات أن تدهشني
بأصالة تعطشكَ ،
بشجاعة تمردك ،
بقوة إصرارك على التغيير ...

غير أنك في كل ذلك أردتني أن أكون فقط وسيلتك :
لم تكن تتوقع أن أكون أنا من سيدهشك بما لم يخطر على بالك من جوع وثأر الأنثى

كنت تظن أن الأنثى دائما مرمى تسجل فيه هدفا ما ،
فإذا بك تصير مرمى لأهدافيَ العليا ...

فإذا بك صريع أنوثة أنشدت ما بين يديكَ درساً بهياً في الوفاء لجسد البداية ْ ؛
كم أغريتها بسحر الفلسفة التي أنجبتك من ثقافة الذكورة ْ ،
لكنها أفلتت من مراياكَ ،
لكنها عادتْ تمشط شعرها في جسد العشق الأشهى !

فإذا بي في أحلى حالاتي
حين ارتدت إليك النزوة تلعن بهائي ..

أحسستُ أني أنثى بسحر أكبرْ ،
وأني على عروش الرفض أكبُرْ .. بكل جلالي !

صارعتك لحظة ْ ،
أشفقتُ عليك ما خان من لحظة ْ :
أنوثة مبتذلة خلتني أطفو ،
ولكني أذقتك الأنثى بعمق آخرْ ،
أتمنى أن تكون استوعبتَ الموجة ْ !

كي تغفر لي بهائي ، إذ فاجأتك ، كي تنسى ،
قلتَ : ״ في حاجة أنا لمسافة ما كي أنسى״
وأنا لا أريدكَ أن تنسى :
أريدني ذاكرتك الأخرى :
بي تتعلم أسماء الأشياء من جديدْ ،
وكذلك ترتيبَ الفصولْ !

أنتَ الآنَ كلما انفردتَ بجلالي .. تلعن طريقتي في الرقص بين يديكَ ،
ولكني أبارك كل لعنة / رقصة ترمم شروخ الجسد !

أردتَـني نشازاً ، وكنتُ النشازَ :
وأذقتك الأنوثة بنكهة أحلى !
فمرحى لأنوثة المرحلة ، مرحى !

كنت تظن أن الأنثى دائما مرمى تسجل فيه هدفا ما ،
فإذا بكَ تصير مرمى لأهدافيَ العليا
فإذا بك
كي تفهم امرأة ..
يلزمكَ .. العميق من الشعر والفلسفة ْ !
كي تفهم امرأة ْ ..
تلزمك كل فنون العبقرية ْ !
كي تفهم امرأةً ..
يلزمك بكل بساطة ْ ..
أن تصير امرأة ْ :
مستحيلََكَ الجميل ْ ، جمالَكَ المستحيلْ !

كنت تظن أن الأنثى دائما مرمى تسجل فيه هدفا ما ،
فإذا بك تصير مرمى لأهدافيَ العليا
فإذا واجبي التاريخي أن أساعدك على تعويض ..
ما فشلت في اختلاسه من قبلات ،
ما فاتك منها من انتشاء وانتعاش ،
ما لم تستطع أن تغير بجرأتها من شوارع ،
ما لم تكن تقوى بلهيب حماها على مده من جسور ..

فإذا بقبلة مني ذات لقاء جريء لاحق تستأمنكَ على ما تبقى مني

قبلة أردتها أخطر من كل انقلاب عسكري عرفه تاريخ الإنسان والثورات !

قبلة أرغمت مغرورا مثلك أن يعيد النظر في الأنثى التي بين يديه ...
قبلة تتويج حتمي لعشق بدأ منذ أن كان لمدننا أسماؤها الحسنى ...

القبلة هذه هي التباشير الأولى لزلازل سياسية
أجبرت فيما بعد حكومات الاستبداد العربي بدول شمال إفريقيا وبعده دول الشرق الأوسط
أن تضرب لكل أنين غير عربي مهما كان خافتا أو أعزل ألف حساب وحساب ...

تلك كانت قبلتي / قنبلة من صنع أمازيغي محلي

لكنهم كعادتهم ينتحلون كل شيء ،

لكنهم أطلقوا على القبلة / القنبلة اسم الربيع العربي !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقطع من رواية بعنوان : لا .. سيدي الملك ... !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس