الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى يصبح الخامس و العشرين من يناير 2011 العيد الوطني لمصر

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 7 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لنجعل من السادس من إبريل علامة تحول ، و بداية عهد ، و عيداً قومياً .
عنوان مقال كتبته في عام 2008 في وقت كان لازال فيه يوم السادس من إبريل من عام 2008 يمثل أمل ، و ذلك قبل أن يموت فجأة مع فشل إضراب الرابع من مايو 2008 .
من العنوان تتضح بعض الشروط التي رأيت ضرورة توافرها في اليوم الذي يجب أن يكون عيداً قومياً ، أو وطنياً ، و الوصف الأخير هو الأدق لأنه أكثر تحديداً في إرتباط اليوم بالوطن ، و ليس بالقومية .
ليستحق يوماً ما أن يكون اليوم الوطني لمصر فإنه لا يكفي أن يكون مصري ، بل يجب أن يكون أيضاً شعبي ، أي أن يكون الحدث من صنع جماهير الشعب المصري ، و ليس فئة محدودة مثل يوم الثالث و العشرين من يوليو 1952 الذي لم تشارك في صنعه جماهير الشعب المصري .
و لكن لا يكفي أن يكون مصري شعبي ، فيوم السادس من إبريل 2008 كان يوم مصري شعبي ، تجلت فيه بعض البطولات أيضاً ، مثل بطولة أهالي مدينة المحلة الكبرى ، لأن اليوم الوطني يجب أن يصبح علامة تحول ، و يؤدي إلى ميلاد عهد جديد أفضل من سابقه ، و هذا ما فشل يوم السادس من إبريل في تحقيقه .
لم يكن يوم السادس من إبريل علامة تحول ، و لا بداية عهد ، فقد ظل وحيداً ، بعد أن فشل الإضراب الذي تلاه ، و أعني إضراب الرابع من مايو 2008 ، و لم يكن حتى بداية سلسلة من الأحداث ، أو ذروة لبعض الأحداث ، أو يوم مميز في حدث ما ، لهذا رفضت أن يقدر بأكبر من حجمه ، و رفضت المشاركة في الدعوة إلى إحياء ذكراه السنوية الأولى في 2009 بإضراب ، و ذلك في مقال : السادس من إبريل دخل التاريخ ، و تجاوزه التاريخ ، لنبدأ صفحة أخرى من النضال .
و هذه الصفحة الأخرى ، هي يوم الخامس و العشرين من يناير 2011 .
الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و ما تلاه من أيام ، أكبر بكثير من يوم السادس من إبريل 2008 من ناحية الحجم ، و البطولات التي تجلت فيه ، و في الأيام ، و الأسابيع ، و الشهور ، التي تلته ، أعظم ، و شهدائنا ، و مصابينا ، فيه ، و بعده ، أكثر ، مع وقوفنا إحتراماً لكل نفس بريئة فاضت من أجل مصر طوال تاريخ مصر ، و عظيم تقديرنا لتضحيات كل من أصيب أثناء الكفاح من أجل الإستقلال ، و الديمقراطية ، و العدالة ، و الرفاهية ، في كل العهود .
كذلك فأن الخامس و العشرين من يناير 2011 أكبر من حيث الأثر ، فقد أسقط الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و ما تلاه من أيام ، مبارك الجبار العنيد عن عرشه الرئاسي ، و طوح بآمال ولده الأثير جيمي مبارك في وراثة مصر ، و ربما حطم ، أو سيحطم ، الإمبراطورية المالية التي بناها علاء مبارك ، أو قارون مبارك ، و التي قوامها على الأقل سبعين مليار دولار أمريكي ، تلك الإمبراطورية المالية التي بُنيت من سرقة قوت الشعب .
عظمة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و ما تلاه من أيام ، لا تكمن فقط في حجمه ، و تضحياته ، و إسقاط أسرة مبارك ، بل أيضاً لأنه يعد علامة تحول ، فقد حدث تغير كبير في طريقة تفكير المواطن المصري ، خاصة مع غروب يوم الحادي عشر من فبراير 2011 ، فقد أدرك المواطن المصري مدى القوة التي يحوزها .
لم يعد المواطن المصري يأبه لقوى البطش منذ ذلك اليوم ، فقد أدرك إنه قادر على تحديها ، و هزيمتها .
لم يعد المواطن المصري يأبه للتهديدات الصادرة عن السلطة ، كما تجلى في التعامل الشعبي الشجاع مع التهديد بإستخدام القوة لفض الإعتصام الجاري في ميدان التحرير ، ذلك التهديد الذي أطلقه أحد أعضاء نظام طنطاوي - سليمان هذا الشهر ، يوليو 2011 .
لقد أصبح المواطن المصري مرفوع الرأس ، يتحدى ، و ينازل ، أعدائه ، و لا يرضى عن تحقيق آماله بالكامل بديلاً .
لقد أصبح المواطن المصري بعد الخامس و العشرين من يناير 2011 مختلفاً عن المواطن المصري طوال الثلاثين عاماً تقريباً التي سبقت ذلك اليوم .
هذا هو التحول الذي حققه يوم الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و ما تلاه من أيام .
يوم الخامس و العشرين من يناير علامة تحول إذاً .
لكنه لازال لا يرقى لأن يصبح عيداً قومياً ، أو وطنياً ، لمصر ، لأنه لم يصبح بعد بداية عهد .
بداية عهد جديد ، يكون أفضل بكثير من سابقه .
لقد هتفنا : الشعب يريد إسقاط النظام ، فسقط رأس النظام ، و أسرته ، و معهم بعض الأفراد ، و لكن لم يسقط النظام بأكمله ، فهو لازال يحكمنا بأشخاص هم جزء من النظام السابق ، و هم يعملون للإبقاء على النظام السابق تحت لافتات أخرى ، حالياً طنطاوي و سليمان ، و في المستقبل - لو سكتنا - ربما عمرو موسى ، أو عصام شرف ، أو أي إسم أخر لا نعلمه ، فليس لدينا قائمة بأسماء كافة عملاء السلطة ، فقد فاتت الفرصة التي كنا يمكن أن نعرف فيها أسماء كافة العملاء ، بعد أن أفلتت من أيدينا فرصة الحصول على كافة الملفات الأصلية ، بعد أن تلكأنا في مهاجمة مقار أمن الدولة ، و حتى بعد إقتحامها سلمنا كل شيء لنظام طنطاوي - سليمان ، و أحجمنا عن مهاجمة مقار المخابرات السليمانية ، فتركنا للنظام فرصة نقل ملفاته لأماكن سرية ، و الأخطر إننا تركنا لهم فرصة التلاعب في محتوياتها ، و لم نهتم بوضع أيدينا على ملفات حزب النظام .
لقد شابت ثورتنا الكثير من الأخطاء الفادحة ، أشرت لبعضها هنا ، و لبعضها في مقالات أخرى سابقة ، و كلها أخطاء قيادة ، و لكن الأخطاء لا تعني التوقف ، بل هي دافع للمواصلة ، و التصعيد .
إذا أردنا أن يكون الخامس و العشرين من يناير 2011 العيد الوطني لمصر ، فعلينا أن نعرف أن النضال سيطول ، لأن تأسيس عهد جديد ليس بالأمر الهين .

ملحوظة تعد جزء من المقال : في هذا الشأن يمكن الإطلاع على مقال قديم لشخصي البسيط بعنوان : ليكن النضال شاق و طويل ، و لكن بنيان جمهوريتنا الثانية قوي و سليم ، و يوجد نفس المقال كتسجيل صوتي في يوتيوب تحت عنوان مختصر هو : ليكن النضال شاق و لكن بنيان جمهوريتنا الثانية سليم .
مع رجاء ملاحظة إنني لم أعد أستخدم مصطلح الجمهورية الثانية كإشارة للعهد الجديد الذي نأمله ، و قد أشرت لذلك في مقال سابق هو : الديكتاتورية الأولى هي التي قامت ، الجمهورية الأولى لم تقم بعد .

المنفى القسري و القمعي : بوخارست - رومانيا

صباح السبت الموافق 23-07-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟