الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعية باعتبارها خيال علمي- تفكيك الماركسية - ج 2

أمير خليل علي

2011 / 7 / 23
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


تفكيك الماركسية - ج 2

الشيوعية باعتبارها خيال علمي:


لابد في البداية أن ألفت الأنظار إلى أن المقال الحالي – وما يعقبه – ينسج في مسار تطوري وجدلي .. وذلك بمعنى أنه دوما قيض الاستكمال حتى نهايته .. وبهذا فلا يصح اقتطاع إحدى الأفكار الجزئية منه واعتبارها بمثابة ثغرة لنسف المقال من أساسه. بل الأجدى هو فهم علاقة هذا الجزء بغيره من الأجزاء في المقال ونسف هذه العلاقة، لا نسف الجزئية فقط.

وليس هذا الاستدراك مني محاولة لقمع نقاد المقال. لكنه على العكس محاولة لتنويرهم إلى طريق العثور على ثغرات أكثر حساسية. لا أكثر!

من الطوباوي إلى الخيال العلمي:

تقوم الفكرة الشيوعية عند ماركس على مصادرتين متتاليتين تؤيدان بعضهما، حيث تتخفى الثانية تحت الأولى بشكل تمويهي وتحايلي.

تدور المصادرتان وفقا للتسلسل التالي:

المصادرة الأولى:

الرأسمالية مرحلة .. . ما يعني أنها ليست دائمة ولابد أن تنتهي:

وهذه مصادرة تاريخية مقبولة، بل وموجودة ومعروفة منذ هيراقليطس وفي أغلب الأديان والموروثات الشعبية التي تؤكد أن دوام الحال من المحال.

المصادرة الثانية :

أن الرأسمالية ستنتهي إلى الاشتراكية ثم الشيوعية

هنا تحديدا تكون هذه المصادرة الثانية فيها مبالغات غير سليمة وغير صحيحة وغير علمية.

فلا يوجد في علم التاريخ لا السابق ولا الحاضر ما يؤكد المصادرة الثانية بالمرة.

فكيف ينتهي الصراع الطبقي إلى إزالة الطبقات بينما لم يحدث ذلك بالمرة خلال أي من المراحل والتشكيلات الاجتماعية التي درسها ماركس قبل الرأسمالية. حيث كان كل ما يحدث هو تصاعد الصراع بطريقة الجدل الذي ينحل في نشوء مركب جديد يحتوي بداخله على عناصر صراع مستقبلي جديد. ولم يحدث بالمرة في أي من مراحل التاريخ السابقة أن انتهى الصراع إلى إزالة الصراع. فإزالة الصراع هي نزعة ضد ماركسية لكونها ضد جدلية بل ضد تاريخية. لأنها تؤكد وصول التاريخ إلى نهايته، بتوقف الصراع الذي هو المحرك الأساس لكل تاريخ إجتماعي.
لذا ففرضية إزالة الصراع عند المرحلة الشيوعية هي فرضية مضادة للماركسية ومضادة لجدل التاريخ، سواء عند ماركس أو هيجل.

لذا فوحدها المصادرة الأولى المتعلقة بضرورة سقوط الماركسية هي فقط الصحيحة. لأنها تتفق مع جدل التاريخ الماركسي والهيجلي. وبهذا تتحول هذه المصادرة الأولى من كونها مصادرة إلى كونها فرضية مقبولة وقابلة للتدليل على صحتها.

لكن المسألة تتوقف عند هذا الحد.

فالمصادرة الثانية بتحول الصراع الرأسمالي إلى إزالة الصراع الشيوعي هي مصادرة غير جدلية ولا تتفق بالمرة مع الماركسية أو الهيجيلية.
وبهذا يجب توقيف هذه المصادرة الشيوعية عند كونها مصادرة دون أن تتحول إلى فرضية مقبولة أو مصدقة.

لكن هذا لم يحدث في الماركسية .. وهنا تحديدا دخلت الماركسية إلى حركتها الثانية .. أي تحولت من الحركة العملية الجدلية إلى الحركة التصويرية الإيهامية.

كيف تم الإيهام والتنويم؟

ولنفهم أسلوب التنويم الفكري الموجود بين هاتين الفرضيتين، فعلينا أن نفك الترابط الوهمي بينهما.
فهاتان المصادرتان تعملان وكأنهما ليسا مصادرتين متجاورتين. بل توحيان للقارئ دوما بأنهما مترابطتين، وبأن بينهما علاقة سبب ونتيجة، أو علاقة مقدمة عقلانية ونتيجة ضرورية. وهذا الترابط هو محض إيهام وتنويم فكري خطير.

فالمصادرة الأولى صحيحة ... فصحيح أن الرأسمالية ستنتهي، فهذا فكر قدري تواكلي. لكن أن ينقلب هذا الفكر القدري التواكلي فجأة إلى فكر تنبوئي توقعي في المصادرة الأولى ... فهذا يعني أن الطاقة الفكرية التواكلية القدرية الموجودة في المصادرة الأولى تتسلل إلى المصادرة الثانية لتمنحها شحنة تنويمية قادرة على شل فكر من يتعامل معها، فيبدو الأمر وكأن المصادرتين يتجاوران كسبب ونتيجة. بينما هذا ما هو إلا محض تنويم يشل الفكر.

إذن نحن هما أمام مصادرتين مجدولتين معا. وكأنما الهدف الواعي أو اللاواعي هي تمرير المصادرة الثانية غير السليمة من خلال التمويه على العقل، بذكر المصادرة الأولى السليمة.

وهذه مغالطة منطقية خطيرة، لأنها تستعصي على الفهم.

ولا أعلم لماذا لم يكتشف ماركس هذا التحايل المتبادل بين المصادرتين

لكن أظن أنه ربما لم يكن يريد اكتشافها. أي أنه ربما تعامى إراديا عنها.

ارتجالات شخصية في التنويم:

ولكشف هذا التحايل التنويمي، سأغير المصادرة الثانية، بأخريات من عندي، فأقول:

إن الرأسمالية مرحلة وستنتهي .. وستحل محلها مرحلة عبودية فائقة تنتهي بدورها بعد فترة ... لتحل محلها مرحلة إقطاعية فائقة تنتهي بدورها ... لتحل محلها مرحلة رأسمالية فائقة
وهذه المصادرة التي أخترعها هنا يمكنني أن أثبتها بآليات الفكر البوذي والنيتشوي حول العود الأبدي ودورات الحياة. وهي مهمة سهلة، طالما كانت مهمة الفيلسوف هي تغيير العالم لا فهم العالم.

أو يمكنني اختراع تنويعات أخرى بنفس الطريقة لصالح الإسلاميين أو اليهود أو المسيحيين أو الديناصورات، وفق إختياراتي الشخصية، فقط بتغيير المصادرة الثانية وحدها، مع الإبقاء على المصادرة الأولى، كما يلي:

إن الرأسمالية مرحلة وستنتهي .. وستحل محلها مرحلة دينية فائقة يعود فيها الناس إلى هويتهم الدينية
أو
ستحل محلها مرحلة يقتل الناس فيها بعضهم بعضا بالأسلحة النووية وتنتشر الإشعاعات القاتلة فوق سطح الأرض .. فتنجو الديناصورات وأفيال الماموث وحدها لأن طبقات جلدها السميكة تحميها وحدها من هذه الإشعاعات، بينما تقتل كل الكائنات الأخرى.. وبذلك ترث الديناصورات والأفيال الأرض مرة أخرى .. وتعود الحياة إلى ما كانت عليه منذ ملايين السنين .. وتعود دورة الأرض إلى بدايتها لتعيد كل مراحل التاريخ.

ويمكنني لتأييد هذه الرؤية أن أحشد أدلة كثيرة من علوم البيئة .. وساعتها سيكون من حقي أن أعلن:

إن علماء البيئة الإيكولوجيين قد اكتفوا حتى اليوم بفهم البيئة .. لكن المطلوب الآن هو تغيير البيئة .. فيا علماء البيئة ويا إيكولوجيين اتحدوا .. ولنمهد الأرض لإقامة ديكتاتورية الديناصورات.

من الواضح هنا أن الأمر سيتوقف على قدرتي على ما يلي:

• تصوير أسباب سقوط الرأسمالية الحتمي

• إدخال وإقحام بذور جنينية للديناصورات (أو أي حامل آخر للثورة) في سقوط الرأسمالية


فمثلا قد أشير إلى وجود مختبر مجهول نجح في استنساخ ديناصور ذكر وديناصورة أنثى .. في نفس توقيت قيام أمريكا بتوجيه ضربة نووية لروسيا.

وهكذا .. من الواضح هنا أن المسألة تتعلق بالقدرة على تصور سيناريوهات مختلفة عن الوضع الراهن .. لكن بشرط أن تكون مصورة على أنها قد تخلقت بشكل جنيني داخل الوضع الراهن .. وهذا بالضبط ما فعله ماركس بعبقريته التصورية التخييلية .. وهو بالضبط أيضا ما يفعله كل روائي عبقري في مجال روايات الخيال العلمي.

ففكرة السيناريو هنا تقوم على الربط المنطقي والواقعي بين الحاضر وبين المستقبل المتوهم .. لا أكثر.

فمثلا لولا موت بن لادن .. ولو كنا في عام 2003 لأمكنني بسهولة وضع سيناريو عن هجمات إسلامية جديدة تؤدي إلى تنصيب بن لادن خليفة للمسلمين وإنهيار الولايات المتحدة وحلفائها تماما.

بل ربما ما زال بالإمكان استبدال بن لادن بشخصية أخرى تحل محله في موقعه وتقوم بتنفيذ نفس السيناريو الموهوم عن نهاية الرأسمالية.

إذن من الواضح أن المفكر لو قرر أن يتبنى مهمة تصوير العالم .. في لحظات السقوط والنهوض .. فإنه قد يتحول إلى مجرد مؤلف لقصص خيال علمي لا أكثر.

وهنا يكون علينا أن نميز الفرق الشاسع بين "تصوير" وتفسير العالم وبين "تغيير" العالم. وهي الجدلية الحاكمة الموجودة في الكتابات المبكرة لماركس. (الأطروحة رقم 11 عن فيورباخ)

فالمفكر الواحد مطالب طوال الوقت أن يقوم بهاتين المهمتين معا وبشكل متوازن، دون أن تطغى إحداهما على الأخرى.

بل إن المفكر أو الروائي الأفضل هو الأكثر واقعية وموضوعية من ناحية، وهو أيضا الأكثر قدرة على التصور والتخيل البعيد عن الموضوعي من ناحية أخرى. وتكمن عظمة المفكر في قدرته على مزج بين هذين الجناحين المتناقضين معا.

في المقال القادم سننظر كيف ومتى لجأ ماركس إلى تفسير وفهم العالم باعتبارها مهمة أولى، ومتى وكيف لجأ إلى التصوير والتخييل وتغيير العالم، باعتبارها مهمة ثانية، مختلفة ومتمايزة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إحالة
عمران ملوحي ( 2011 / 7 / 23 - 21:52 )
أحيلك إلى تعليقي على مقال فؤاد النمري.. الماركسية ليست نصوصاً دينية.. بل هي منهج علمي لا يختلف كثيراً قوانين الرياضيات.. ومنهجها لا يرفض التغيير حين ظهور حقائق جديدة في العلم.. وهذا من صلب النظرية الماركسية.. اعذرني لأن أرى أنك تضع الحصان خلف العربة... مع احترامي لآرائك..


2 - السيد أمير الغندور
فؤاد النمري ( 2011 / 7 / 24 - 06:20 )
ألفت انتباهكم الكريم إلى أن الشاب كارل ماركس لم يصبح ماركسياً شيوعياً إلا بعد أن كتب الغروندريسا نقد في الاقتصاد السياسي مفككاً النظام الرأسمالي
أنت يا أمير تتجاوز ماركس وتشرع في تفكيك الماركسية دون أن تعرف أهم الحقائق في النظام الرأسمالي
فقبل أن تتحدث عن الشيوعية كخيال علمي عليك أن تعرف لماذا استدل ماركس على الشيوعية من دراسة نمط الانتاج الرأسمالي
من مروري على كتاباتك تبين لي أنك لا تعلم ما هو الصراع الطبقي، ما أسبابه وما نهاياته. ولذلك أنت قلت أنه لن ينتهي
ولعلك لا تعلم أن الكتاب كشريحة تتميز بالخبث من طبقة البورجوازية الوضيعة تقترف كل الأخباث لتعلي مقامها
أخبث تلك الأخباث هو نقد الماركسية أو تجديدها أو تفكيكها وما إلى ذلك من خبائث
نجح في هذا السياق الدكتور سمير أمين الذي انتقد الماركسية في السبعينيات كماركسي فرنّ اسمه عالياً في الصحافة البريطانية وخصصت له جامعة لندن كرسياً خاصاً. اليوم يبدو أنه عاد عن انتقاداته والعود ليس أحمدا
ما لا يدعوني لاحترام مقارباتك هو أنك تربط السياسة بالفلسفة مع أن السياسة هي أدب إدارة الإقتصاد. بغير ربط التفكيك بالاقتصاد فكتاباتك لن تستحق القراءة


3 - مراجعة المادية الجدلية
سرور براك ( 2011 / 7 / 24 - 07:06 )
أتمنى على الكاتب الموقر أن يعيد مراجعة المادية الجدلية والمادية التاريخية ولا سيما الكتاب الذي وضعه مجموعة من الأساتذة السوفييت
لأن المفاهيم المستنبطة منها جاءت على أسس الإستقراء والإستنتاج والتوقع العلمي المعمول به في البحوث النظرية والتطبيقية لمختلف العلوم لغاية تأليف الكتاب المذكور وليست مجرد تخيلات قائمة على شطحات ذهنية وطبعا ما أشير إليه إنما هو لغاية المنجزات التي كانت سائدة في عصر ماركس وليس بمستبعد أن يطرأ عليها تغيير أو تطوّر لاحق فهذا جزء من منطوق الفلسفة الماركية وحيويتها
إنها ليست خيال علمي ومصادرات ذهنية بل نتائج عملية لسلسلة من التفاعلات الطبيعية والإجتماعية التي تتقبّل التحديث والتطوير دون أن يدحض منطوقها الأساسي وأود الإشارة إلى أن وحدة وتناقض المتضادات لن تسفر عن توقف الصراع بين الطبقات بشكل نهائي بل أن ديناميكية الصراع ستظل قائمة ولكن بين أشكال جديدة من المتناقضات وهكذاكما أن الصراع بين الملاكين والفلاحين سينتهي إلى الصراع بين البروليت .
أرجو أن يعيد الكاتب الموقر قراءة المادية الجدلية على الأسس الحديثة وبالأخص الكتاب الذي وصفته
وأرجو أن يتقبّل وافر تقديري واحترامي


4 - أ. فؤاد النمري والبرجوازية
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 24 - 08:02 )
ماركس نفسه هو من البرجوازية الوضيعة .. فوالده كان محاميا

وماركس نفسه عمل أساسا ككاتب وصحافي أي أنه كان في ذات موقعي الذي تصفه -الكتاب كشريحة تتميز بالخبث من طبقة البورجوازية الوضيعة-

عند الحديث عن تحولات ماركس فالأفضل أن نتكلم بالأرقام والمراحل. هذا درس ألتوسير

فلا نقول: ماركس لم يصبح ماركسياً شيوعياً إلا بعد أن كتب الغروندريسا - كما تكتب

بل كتب ماركس البيان الشيوعي عام 1848 وهو من الكتابات المبكرة.
وهو ما يعني تبني ماركس الشيوعية في مرحلة مبكرة من حياته.

فأغلب الدراسات تؤكد تبني ماركس الشيوعية عندما كان في باريس والتقى بفريدريك إنجلز في 28 أغسطس عام 1844، الذي كان قد نشر كتابه -حال الطبقة العاملة في بريطانيا-

من الخطأ إذا تصوير تبني ماركس للشيوعية على أنه جاء في مرحلة متأخرة أو حتى متوسطة .. فهذا مخالف للتاريخ والحقائق

ومن الخطأ التعامي عن حقيقة أن أغلب التنظيرات العلمية والأساسية للشيوعية إنما جاءت من أبناء الطبقة البرجوازية .. لا من أبناء البروليتاريا .. التي تتحول غالبا إلى مجرد ذريعة لإبتزاز مشاعر الشفقة الإنتهازية لا أكثر .. بينما أغلب الشيوعيين هم برجوازية راديكالية


5 - أ. سرور براك
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 24 - 08:21 )
أتفق معك

بل أؤكد لك أن مقالي يؤكد صحة الجدلية التاريخية ولا ينفيها

بل إن إلتزامي بالجدلية التاريخية هو بالضبط ما استند إليه في دحض الشيوعية باعتبارها غير جدلية وغير ماركسية وغير تاريخية ومحض خيال علمي

رجاء العودة للمقال .. وليس مجرد تكوين انطباعات سريعة من العنوان والعناوين الفرعية


6 - إزالة الصراع وإزالة الطبقات
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 24 - 08:35 )
ربما كان مصدر اللبس الذي سبب تعليق أ. فؤاد النمري هو أني أكدت أن خطأ الشيوعية يكمن في افتراض -إزالة الصراع- فيها

لأن هذا لم يحدث بالمرة في أي مرحلة تاريخية .. عدا المراحل قبل الاجتماعية طبعا

-ولكن أرجو الإنتباه إلى أني أتحدث عن إزالة -الصراع- .. ولا أتحدث عن إزالة -الطبقات المتصارعة

فبالطبع تزول طبقات التشكيلة السابقة .. ولكن تنشأ أخرى جديد محلها في التشكيلة الجديدة

لكن هذا لا يعني إزالة -الصراع- .. بل يعني فقط زوال -الطبقات- .. أي يعني دوام -الصراع- لكن بين -طبقات- جديدة

فأرجو الإنتباه لهذا الفرق الذي أحسبه غير واضح لبعض الماركسيين

بل أحسبه أحد التمويهات الأساسية التي تستند إليها الشيوعية

وهذا الفرق تحديدا هو ما أستند إليه في القول بأن الشيوعية هي غير تاريخية وغير جدلية وغير ماركسية .. لأنها تخلط بين إزالة الصراع وإزالة الطبقات .. بكل رومانسية

وأظن أن مصدر اللبس والتمويه إنما يكمن هنا


7 - الى أمير الغندور
مكارم ابراهيم ( 2011 / 7 / 24 - 11:01 )
تحية طيبة استاذ أمير
لقد اكدت سابقا في تعليق لي على مقالة من مقالات الاستاذ فؤاد النمري بان تركيزه على الطبقة الوسطى التي يسميها بالوضيعة. باتت مسالة غير جوهرية اليوم لان اصلا الطبقة الوسطى تغيرت تركيبتها وتحولت الى نوع جديد وحتى طبقة البروليتاريا من هي اليوم وماذا تمثل من الفئة المثقفة اليوم من يؤمن بالتحرر من يؤمن بالاشتراكية من يؤمن بكشف وحشية الراسمالية والامبريالية من من الفئات الاجتماعية .
والصراع اليوم لم يعد كما كان في زمن الثورة الصناعية بين البروليتاريا والطبقة المسيطرة على وسائل الانتاج بل ان تطور الى صراع جديد اصبح بيروقراطي الجوهر وسطحيا صراع استغلالي
المؤسسات اليوم وحتى العديد من المستشفيات اسا س مشكلتها اليوم بالتاكيد كونها اصبحت ملكية خاصة ولكن هناك مشكلة اخرى رئيسية وهي البيروقراطية التي تساهم في صرف مبالغ كبيرة بسبب استخدام مصادر كثيرة لتسيير المعاملات وتجميد العديد من المشاريع التنموية
الصراع جوهره تغير اليوم في ظل النظام الراسمالي النيوليبرالي الحالي


8 - أ. مكارم حول المفاهيم الماركسية الملغومة
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 24 - 11:54 )
أ. مكارم

كثيرا ما تتحول المصطلحات في الماركسية إلى قنابل وأفكار ملغومة .. بحيث يفشل الماركسي نفسه في التعامل معها .. ربما خوفا منها أو ربما يلقيها في وجوه من يجادلهم

هذه مسألة تقع في صميم مشكلات الماركسية عندما تركز على السياسية وتنسى الفلسفة

انتهيت حالا من استكمال الجزء الثالث من تفكيك الماركسية

وأتعشم أن يكون فيه إجابات عن أغلب التساؤلات المثارة هنا تحياتي


9 - زبدة الكلام
نعيم إيليا ( 2011 / 7 / 24 - 11:56 )
أخي الأستاذ أمير الغندور، قولك:
((فكيف ينتهي الصراع الطبقي إلى إزالة الطبقات بينما لم يحدث ذلك بالمرة خلال أي من المراحل والتشكيلات الاجتماعية التي درسها ماركس قبل الرأسمالية))
يكفي وحده لتدمير جوهر الماركسية، ولبيان أنها ليست سوى عقيدة سياسية تماثل العقائد الدينية، وأنها لا ترتبط بقوانين اقتصادية موضوعية سليمة ومبادئ فلسفية صحيحة. أتباعها يحاولون يائسين ترقيع الخرق فيها، فهل ينجحون؟
أنتظر الأجزاء القادمة باهتمام وشغف، ولك إعجابي وتأييدي


10 - أ. أمير الغندور
عذري مازغ ( 2011 / 7 / 24 - 13:19 )
تعتمد الماركسية عملية تفكيك هي استنطاق ميكانيزم البنية الإجتماعيه في مرحلة ما من مراحل التاريخ، تقول لم يحدث في التاريخ انتفاء الصراع، اجيبك ببساطة بالسؤال التالي: حول ماذا تتصارع القبائل الهندية التي تعيش بالأمازون (كولومبيا والبيرو وغيرها) حتى الآن، فهي قبائل معزولة عن العالم وتعيش على الرعي والصيد وليس فيها قائد أو شبيه، وحين ينتهي عيشها في مكان تنتقل إلى آخر، (هذه القبائل قدمتها عدة تقارير علمية وطرحت مشكل قنصها من طرف فصيلتنا -المتحضرة-؟)
لماذا هذا التصور الكارثي للعالم بناء على جدل تصوري بينما الشيوعية تبني تصورها باستنطاق ميكانيزم وعلاقة الأنساق الإجتماعي وصراعها فهي بالضرورة عملية تفكيكية مادية لبناء البنية الإجتماعية ومستوياتها الفوقية والتحتية تؤدي حسب الرؤيا الفلسفية التقليدية إلى خلق عالم موجود بالقوة وعلينا النضال لتحقيق وجوده الفعلي. لم يتح المقال فعلا ما يناقش، بل أدخلنا في تصورات هوليودية أزكمت اعيننا في هذه الألفية الأخيرة من طرف وسائل الإعلام وباعدت عن منطق الجدل الذي هو في البنية الإجتماعية صراع بنيوي طبقي تفاعلي على مستوى حقوله الإجتماعية.


11 - الى عذري مازغ
مكارم ابراهيم ( 2011 / 7 / 24 - 13:34 )
في الواقع لو عدت الى تاريخ الهنود الحمر في امريكا لوجدت ان هناك صراع كبير وثوري زنضال مستميت بين قبائل جيرانيمو والامريكان البيض الى ان استطاع الامريكان القضاء عليه وسلب اراضي الهنود الحمر والذين سلموا نفسهم للامريكان ووضعوا في معسكرات خاصة وبهذا تم القضاء عليهم بشكل تدريجي


12 - ماموقع علاقات الإنتاج؟
عذري مازغ ( 2011 / 7 / 24 - 13:41 )
تفكيك الماركسية هو بالضرورة تفكيك أنساقها النمطية واستخلاص عجزها إن وجد حقا، الماركسية تناقش البنية المجتمعية ولا تناقش خارجها من خلال تصورات، حتى مسالة التصنيف التي تطرقت إليها في المقال السابق لا مانع أن نظهر الماركسي الدغمائي والطوباوي والعقائدي لكن استنادا إلى بنية تحليلية موضوعيتها هو الملموس فيها وليس انطباعات عامة وهذا مايفسر عدم اكتراث الماركسيين لهذه التهم ما لم تتأسس على معطيات ملموسة، ثم ماموقع علاقات الإنتاج في المقال وهي الأس الذي انبنت عليها الماركسية؟
على أي أساس ينبني إعادة صياغة أنماط قديمة في علاقة تجدد؟ والجواب هو على اساس ماترومه الرأسمالية حاليا في إعادة إنتاج علاقات سيطرتها والمنحى الديني الذي أشرت إليه هو احد أشكال إعادة هذا التأسيس، والمنحى العلمي (تسخير العلم لإنتاج الشر الذي على أساسه تتابد الرأسمالية الدينصور الحقيقي القاضم) ،ت


13 - أ. عذري مازغ وأشكال الصراع
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 24 - 13:42 )
أ. عذري تنقسم النظريات الاجتماعية إلى صنفين غالبا

نظريات صراع
و
نظريات نسق تعاوني

الماركسية نظرية صراع .. والجدلية التاريخية وحتى الهيجيلة (أبو الجدل) هي نظرية صراع

لذا فسؤالك: حول ماذا تتصارع القبائل الهندية
إجابته: تتصارع حول علاقات الإنتاج كما يلي: وضع المرآة بالنسبة للرجل .. وضع الطفل بالنسبة للرجل .. وضع شيخ القبيلة بالنسبة لرجال القبيلة .. تتصارع على حيازة أمور غير مادية مثل الحكمة والطب والسحر

كل هذه مجالات للصراع
فوفقا لنظريات الصراع وبخاصة الجدلية .. من المستحيل أن ينتفي الصراع الاجتماعي طالما كنا في نظام إجتماعي به حد أدنى من التشكيل الاجتماعي

لذا فإذا أنتهى الصراع الاجتماعي .. فهذا يعني إما يعني سقوط النظريات الصراعية وإما سقوط المجتمع نفسه .. وإما سقوط الجدل

لا حل وسط هنا .. فلا يوجد ما يسمى -كمون- الصراع .. لأن الكمون يعني الوجود لكن مع الهدوء

أسئلتك تنبش في أعماق الماركسية .. فشكرا لك


14 - الى عذري مازغ 2
مكارم ابراهيم ( 2011 / 7 / 24 - 13:46 )
وماذا عن شعوب الابورجانيز الاسترالية كانت شعوب مسالمة تعتمد على الصيد في غذائها واذا بالمتمدنين الانكليز جاءوا لياخذوهم في معسكرات خاصة ليجعلوهم يرتدون الملابس لانهم كانوا عراة ويعلموهم ان ياكلوا بالشوكة والسكين واذا بهم تحولوا المساكين الى افراد غير طبيعيين نفسيا وعويا لانهم لم يستططيعوا التاقلم مع الحضارة المدنية
هناك كان صراع بين هذه المجموعات البشرية التي اعتمدت على الصيد وبين المجموعات المدنية


15 - العزيزة منارم
عذري مازغ ( 2011 / 7 / 24 - 13:49 )
لقد أشرت في تعليقي إلى هذه القبائل البدائية وأنت تعرفينها جيدا، اما صراع القبائل الذي تشيرين إليه فهو يعبر على تطور نوعي لتلك القبائل أدى إلى تصادم حول مناطق الرعي والصيد لكن كتاب ك -الوجه الأسود للرأسمالية يشرح بالتفصيل تلك العملية من صيد الأوربيون لتلك القبائل ونبذها .. هناك دراسات كثيرة حول الموضوع وليس فقط إشارتك التي تبرر نهب الأوربيين لأراضي الهنود بدعوى الحروب القبلية، أحيلك لقراءة الكتاب الذي أشرت إليه وهو يعطي أرقام حول الإبادة التي تعرضت لها هذه الشعوب وشعوب أخرى بأستراليا وإفريقيا وآسيا وما إلى ذلك
تحياتي مكارم


16 - أ. الغندور
عذري مازغ ( 2011 / 7 / 24 - 13:56 )
مالذي يمنع مثل هذا الصراع الذي أشرت إليه حول الحكمة والسحر والمراة والطفل عنمدا تنتفي الملكية الخاصة؟ ولماذا هذا هنا صراع وفي مقالي حول الشيوعية طوبوية؟


17 - أ. عذري والتفكيك
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 24 - 13:58 )
تقول: تفكيك الماركسية هو بالضرورة تفكيك أنساقها النمطية واستخلاص عجزها

الإجابة: ليس هدفي إثبات عجز الماركسية أو قوتها .. بل كشف تنافضاتها الداخلية

وبخاصة تناقضات الفكرة الشيوعية كخطة مسبقة جاهزة مناقضة للجدل التاريخي ومناقضة للماركسية


18 - سؤال الى عذري مازغ
مكارم ابراهيم ( 2011 / 7 / 24 - 14:00 )
الا تعتبر الصراع بين قبائل جيرانيمو الهندية الشعب الاصلي لامريكا مع الامريكان البيض والصراع بين قبائل الابورجانيز والانكليز المتمدنين هو صراع تناقضي او طبقي بين فئة اجتماعية وفئة اخرى فئة تعتمد في بقائها على الصيد وفئة تعتمد في بقائها على سلب اراضي الاخرين ؟


19 - شيوعية لا تنهي الصراع .. لا قيمة لها
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 24 - 14:09 )
سؤال وجيه أ. عذري

ولا أظنه يجب أن يطرح علي أنا

بل يجب طرحه على الشيوعيين الذين يصرون أن الشيوعية سيختفي فيها الصراع وتختفي الطبقات ويختفي التاريخ .. ويتحول الصراع الاجتماعي إلى صراع عام مع الطبيعة فقط - وهذا هو ما كتبته أنت

فلو كنت اقتنعت الآن باستحالة إزالة الصراع حتى لو تم إزالة الطبقات - كما تزعم الشيوعية - فهذا يعتبر تعديل على أطروحتك السابقة .. وأهنئك عليه .. لأنه بداية الطريق لنفض النزعة المثالوية المتفشية في الشيوعية

ولي ان أنصح أغلب الشيوعيين باتباع نفس طريقك

فأحد مشكلات الماركسية الرثة المرتكزة على الفكرة الشيوعية هو اختزال الصراع فيما بين البرجواز والبروليتاريا .. وهي تظن خطأ أنه بمجرد القضاء على البرجواز سيختفي الصراع وستختفي الطبقات

وهذا خطأ من الناحية الجدلية .. لأني أرى أن الصراع سيتحول وستتغير أطرافه .. لكن طالما بقيت الشيوعية تنسج حول -الإنتاج- فسيظل الصراع حول الإنتاج من ناحية التوزيع والتخصيص والإدارة .. وهنا من المؤكد أنه سينشأ صراع من نوع جديد مختلف عن الصراع الرأسمالي

هذا كله مسكوت عنه في الفكرة الشيوعية

فلنعترف بأن الشيوعية لن ينتهي فيها الصراع بل يتحول


20 - قصدت السياق التاريخي
عذري مازغ ( 2011 / 7 / 24 - 14:13 )
قصدت السياق التاريخي لتلك القبائل في عزلتها، أي للتدليل على أنها في سيرورتها الطبيعية قبل غزوها من الاوربيين لم تكن تعيش صراعا طبقيا، كانت تعيش صراع الوجود والبقاء وهذا ما تحدثت عنه في مقالي حين تنتفي علاقة الإستغلال بانتفاء الملكية الخاصة لم تكن لها ملكية خاصة بل ملكية جماعية وحتى هذا المفهوم فيه نظر لأن تصادمها حول مناطق العيش يفسر ان ليس لهم تصور حتى للملكية الجماعية بل تفسر مشاعية الأرض بالنسبة لهم قبلا وعملية التصادم تعبر عن النواة الجنينية لبداية الملكية الجماعية


21 - الى عذري مازغ
مكارم ابراهيم ( 2011 / 7 / 24 - 14:23 )
دعنا نترك البشر ونتحدث عن الصراع من اجل البقاء في عالم الحيوانات اليس الاقوى هو من يتناول الطعام ويحصل على الفريسة من اجل البقاء على قيد الحياة؟
مثال هناك اسد وفيل امامهم فريسة هل يهاجم الاثنان الفريسة ام ان الفيل يترك الفريسة للاسد لانه الاقوى ؟
فكيف تتصور انه في عالم الانسان القبلي لايوجد صراع لايوجد في هذه القبائل الرعوية او التي تعتمد على الصيد ؟ اليست القبيلة الاقوى هي من تسيطر على اراضي الصيد وتمنع الاضعف من الاقتراب منها الا تتصور ان الاقوى من هذه القبائل هو من يسيطر على الصيد وعلى الماء والاراضي الخصبة ؟


22 - الأستاذ امير
عذري مازغ ( 2011 / 7 / 24 - 14:40 )
نقطة نظام العزيز الغندور: من قال إن الشيوعية تنهي الصراع العام حول البقاء؟ وينتهي الجدل، الشيوعية تقول سينصرف الناس خلالها للصراع حول إنتاج حياتهم بشكل مستقل دون أن يستثمر منتوجهم من طرف اقلية
هذا من البداية ما حاولت ان أحيطه في مقالي الأول ومقال الرد، وهذا تقوله الشيوعية وليس انا، حتى فؤاد النمري تكلم على هذا الإنصراف للناس لقضايا تتعلق بوجودهم وليس لخدمة الآخرين، لا احد من الشيوعيين حسب طني يقول بنهاية الصراع حول البقاء، بل يقولون بنهاية علاقات الإستغلال الطبقية
نعم هناك تحول في سياق تعريف الطبقات وهذا جديد تناقشه الماركسية، فالطبقة العامل أخذ ت تتقلص لصالح طبقة جديدة هي طبقة المعطلين وليس الطبقة الوسطى كما يعتقد الكثير وهي أساس الحراك في العالم العربي، إنما جرى تسميتها بالطبقة المتوسطة للتوهيم الإيديولوجي فهي طبقة مثقفة ولا تملك لا العمل ولا المال، لا تملك شيئا، وهي ضمنيا مثلها مثل الطبقات المسحوقة الأخرى


23 - مساهمة في حوار مثمر 1
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 24 - 14:42 )
رأيي هنا على مستوى الافتراضات بناء على سوابق ملموسة: فكرة العقد الاجتماعي حديثة نسبيا بالمقارنة مع التاريخ الاجتماعي والسياسي للبشرية. قبلها لم يكن يتصور الناس إمكانية أن يتساوى السيد مع العبد والنبيل مع الوضيع قانونيا، وهو وضع ساد عشرات القرون وباركته الأديان وحتى الفلسفات على أنه نهاية التاريخ. وهو الوضع الذي مازال سائدا عندنا نسبيا حيث يتخيل الناس أن وضع الاستبداد والمرأة والذمي والفقير في المجتمع المسلم هو وضع أبدي رباني. لماذا لا يمكن أن نتصور مثلا أن الرأسمالية الحالية يمكن تجاوزها نحو مجتمع بلا رأسمالية، أي بلا طبقات متصارعة ويحل محله صراع متغير من نوع آخر، مع غوامض الطبيعة مثلا.. لماذا لا يمكن أن نتصور، مع ارتفاع مستوى وعي البشر، عقدا اجتماعيا، بل عقودا اجتماعية متتالية، يقتنع فيها البشر بضرورة التخلي عن نزعة التملك لصالح ملكية جماعية عامة؟ افتراضي هذا مبني على أن الصراع بين البشر هو صراع تملكي توحشي موروث من الحقب السحيقة مثلما نراها الآن في شكله الخام لدى الحيوانات. والتغلب على التوحش ثبت أنه أمر ممكن نسبيا عند البشر بناء على ما أنجزته المجتمعات المتقدمة حتى اليوم.
يتبع


24 - أ. عذري والشيوعية البدائية
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 24 - 14:44 )
تقول: حين تنتفي علاقة الإستغلال بانتفاء الملكية الخاصة لم تكن لها ملكية خاصة بل ملكية جماعية

لو كانت الشيوعية البدائية حل لإنتفاء الصراع .. إذا علينا أن ننصح الشيوعيين جميعهم بالذهاب للحياة مع هذه القبائل

طبعا هذا حل طوباوي آخر .. قائم على فهم خاطيء تماما لمفهوم الصراع

وللاسف هذا الحل هو ما تستعيده الشيوعية وتلعب على تنويعاته للإيهام بأن الشيوعية ينتفي فيها الصراع .. وهذا غير صحيح بالمرة

حتى لو حدثت الشيوعية ستظل فيها صراعات خطيرة

الشيوعية كانت ممكنة فقط في بداية التاريخ نتيجة الوفرة الطبيعية وتقلص أعداد البشر

أما تغير قوى الإنتاج وعمليات الإنتاج وتزايد أعداد البشر وندرة الثروات الطبيعية الحالية مع وضع البشر اليد على الأراضي وامتلاكها وتسييجها .. فقد جعل من المستحيل تماما إنجاز اي مشروع شيوعي

ومن يظن عكس ذلك إنما ينسج قصة خيال علمي مستوحاة من الشيوعية البدائية .. لا أكثر


25 - مساهمة في حوار مثمر 2
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 24 - 14:45 )
ما يجب أن ننتقد عليه الشيوعيين مثل النمري هو الكيفية التي يتصورون بها الإطاحة بالنظام الرأسمالي وبناء المجتمع الشيوعي والحفاظ عليه: انقلابات عسكرية، ثورات، قمع الخصوم، دكتاتورية، قمع للحريات، سوق الناس كالأنعام، وأخيرا معاداة الديمقراطية، سواء في مرحلة البناء الشيوعي أو في مرحلة الحفاظ على هذا البناء. وهذا لا ينفيه النمري، وكان فعلا في صلب التجارب (الاشتراكية والشيوعية) السابقة الفاشلة والمؤسفة. بالإضافة إلى الخطأ الجسيم الذي يرتكبونه اليوم عندما يحتقرون أهمية الديمقراطية اللبرالية ويتعاملون مع أعداء الحرية من القوميين والإسلاميين مثلما يتعاملون مع الديمقراطيين بينما ماركس رأى أن المجتمعات الأرقى (رأسماليا) هى الأكثر تأهيلا للانتقال إلى الاشتراكية. ولو صح هذا فمن يهيئ مجتمعاتنا لهذه المرحلة؟
أهمية أفكارك سيد الغندور تكمن من وجهة نظري طبعا، في محاربة الأوهام اليسارية للتوقف عن محاربة الطواحين وتسخير قدراتهم العظيمة لمتطلبات الساعة: الديمقراطية. فلا عندنا رأسمالية ولا عندنا برجوازية تستحقان هذا الاسم، وحبذا لو كان وجودهما حقيقة لكانتا قد ساهمتا في تثوير الأوضاع المستعصية.
تحياتي


26 - إلى مكارم
عذري مازغ ( 2011 / 7 / 24 - 14:46 )
إذن فلندع الأقوياء يفترسوننا نحن الضعفاء ونحتكم لقانون الغاب ، ولماذا أصلا نثير هذه المشكلات ما دامت طبيعية وحيوانية وهي سنة الحياة.


27 - سؤال الى عذري مازغ
مكارم ابراهيم ( 2011 / 7 / 24 - 14:49 )
اتمنى ان توضح لي جملتك هذه-سينصرف الناس للصراع حول إنتاج حياتهم بشكل مستقل دون أن يستثمر منتوجهم من طرف اقلية-!


28 - رد إلى أز العندور
عذري مازغ ( 2011 / 7 / 24 - 15:14 )
في مقالي ناقشت هذا الامر في سياق التفاوت التطوري لعلاقات الإنتاج هناك تخلخل لتشكل الطبقات بفعل هذا التطور الهائل لوسائل الإنتاج بشكل أدى وسيؤدي إلى تقلص الموارد الطبيعية كالنفط والمعادن، تقلص المساحات المزروعة لصالح النمو الديموغرافي، زيادة احتكار وسائل الإنتاج من طرف 20 في المئة من ساكنة العالم وبالتالي تقلص فرص الشغل وظهور طبقات تستعين بالسخرة او تعيش على إعانة البطالة (في الدول الرأسمالية خصوصا) وظهور مشاكل مستعصية في دول الهامش رغم أن الموارد الطبيعية حتى الآن تستنزف منها كما تستنزف منها قوة عملها أيضا، فالدول الرأسمالية حاليا تعتمد صناعة المواد الأولية حيث اليد العاملة الرخيصة وتعتمد عندها فقط الصناعات التركيبية النقية وبالبرمجة وهي بذلك نجحت في خلق طبقة المستخدمين وقلصت تدريجيا اعداد الطبقة العاملة لصالح طبقة المستخدمين (طبقة الهشاشة) التي تتميز تعاقداتها العملية بعقود قصيرة الأمد وتنتهي بانتهاء الخدمة(هذا موضوع آخر الأستاذ امير)
تكلمت عن مرحلة المشاعية لتلك القبائل، للإستدلال على الصراع العام حول الوجود الذي هو نفسه نفس الصراع لكن في سياق تفاوت التطور الذي أشرت إليه، ربما سأ


29 - تتمة
عذري مازغ ( 2011 / 7 / 24 - 15:20 )
ربما ساناقش الموضوع في مقال خاص ما دام لم تتضح بعد هذه النقلات التفاوتية الزمانية لوضع التميز بين ماهو مشاعي وما هو شيوعي، مع أن مداخلة الاستاذ عبد القادر انيس المثمرة اوضحت هذا ايضا في إطار ما سماه بالعقد الإجتماعي كما طرحة
أشكركم على سعة صدركم وإلى مناسبة حوارية أخرى


30 - أ. عبدالقادر أنيس حول الجديد في الفكر
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 24 - 16:09 )
شكرا لحضورك .. لكن اسمح لي اختلف معك .. ففكررة العقد الاجتماعي ليست جديدة ولا مستغربة .. ولا حتى فكرة الشيوعية

بل أكاد أقول أنه لا توجد أفكار جديدة ربما في العالم .. توجد فقط تشكيلات وصياغات جديدة

هذا كل ما في الأمر

فكرة العقد الاجتماعي موجودة بشكل ما في القرآن: فأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم.
فكرة الشيوعية والمساواة وديكتاتورية البروليتاريا موجودة في المسيحية: طوبي للفقراء لأنهم يرثون الأرض.

لا جديد تحت الشمس .. حتى هذه الفكرة قديمة.

كل ما هناك هو مجرد إعادة صياغة وسيناريوهات جديدة.

في كافة التشكيلات الاجتماعية السابقة كان الناس يحلمون بالشيوعية، بطريقتهم الخاصة. نحن ففقط ابتكرنا الطريقة العلمية - كما نظن.

كذلك أذكر أن مدخل تعليقك يشبه ما يستخدمه الشيوعيون في مقدمات كتبهم حول الشيوعية - لكن بالطبع في سياق مختلف.

فلا جديد .. لا في الفكرة ولا في التصديق .. ولا في التطبيق


31 - أ. عذري بين جدل البقاء وجدل الاجتماع
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 24 - 16:17 )
ظننت أننا ناقشنا هذه الأمور وقطعنا فيها شوطا

هناك فرق بين صراع الإنسان مع الطبيعة، وبين صراع الإنسان مع الإنسان.

فحتى هيجل المثالي يميز بين جدل الطبيعة وجدل السيد والعبد.

وحده بيكون الذي يستبعد جدل السيد والعبد ليركز على جدل الطبيعة وحده، وكأنه كل شيء - وأرجوك لا تفهمني خطأ. هههه

جدل الطبيعة موجود دوما .. لكنه مختلف تماما عن جدل السيد العبد أو جدل الصراع ببين الإنسان والإنسان

ولا يحل هذا محل ذاك بالمرة

صحيح أن الشيوعية توهمنا بذلك .. لكن هذا أحد تناقضاتها .. ويجب كشفه لا تمريره والموافقة عليه.

فيبدو أن الشيوعية هي أدنى وأضعف حتى من جدل هيجل المثالي

ورغم ذلك يصدقها الماركسيون الذين يظنون أنفسهم قد تجاوزوا مثالية هيجل - برضه لا تفهمني خطأ - هههه!


32 - لسنا على نفس الموجة
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 24 - 19:06 )
في ردك 20 قلت ((فكرة العقد الاجتماعي موجودة بشكل ما في القرآن: فأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم)). أنا أقصد العقد الاجتماعي كما تطور في الفكر السياسي الأوربي طوال عدة قرون ونضح مع روسو في كتابه (في العقد الاجتماعي) وساهم في تطوير مدهش للأنظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. فهل نحن على نفس الموجة؟ الآية القرآنية لا علاقة لها بالعقد الاجتماعي بهذا المفهوم، إلا إذا كنت مع من اكتشفوا كل شيء في الكتاب والسنة بما فيها علوم الطب والفيزياء والفلك والعلوم الإنسانية.
قولك (في كافة التشكيلات الاجتماعية السابقة كان الناس يحلمون بالشيوعية، بطريقتهم الخاصة...)، إذا كان الناس يحلمون بالشيوعية لماذا أنتجوا كل التشكيلات الاجتماعية القائمة على الأفكار العنصرية والعبودية والإقطاع والاستعمار. الناس عموما ظلوا يحلمون بأن يكونوا أغنياء وأن يكون لهم خدم وحشم وجواري وغلمان ويسيرون مع كل النزعات الهمجية الطائفية والقبلية والعنصرية والاستعمارية. فكرة العقد الاجتماعي والشيوعية والديمقراطية وحقوق الإنسان هي حلم النخب فقط قبل أن تتبناها الشعوب مع انتشار الثقافة والتعليم والوعي بعبثية الحروب.
تحياتي


33 - أ. عبدالقادر أنيس
أأمير الغندور ( 2011 / 7 / 24 - 19:35 )
عزيزي أنا غير مهتم كثيرا بإثبات فكرتي حول قدم الأفكار لكونها أبسط مما تتطلب إثبات

فضلا عن عدم علاقتها بالموضوع

ولا أعلم سبب توقفك أو حساسيتك نحوها

لكن فلترجع إلى ما يسمى جينالوجيا الأفكار والقيم وستدرك مقصدي

شكرا لك


34 - أ. رعد الحافظ منالفيس بوك
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 25 - 05:34 )
صباح الفل .. عذرا لم أر تعليقك إلا اليوم

نقطتك بالفعل سليمة جدا

ولا ننس أن ماركس نفسه هو مفكر غربي نشأ من أرضية الفكر الغربي نفسه

لذا فالماركسية ليست غريبة عن الفكر الغربي سواء ليبرالي أو غيره .. بل بالعكس تماما

لكن ربما أثرت فترة الحضانة السوفيتية لماركس على استعداء الماركسية على الغرب


35 - أ. رعد الحافظ منالفيس بوك
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 25 - 05:34 )
صباح الفل .. عذرا لم أر تعليقك إلا اليوم

نقطتك بالفعل سليمة جدا

ولا ننس أن ماركس نفسه هو مفكر غربي نشأ من أرضية الفكر الغربي نفسه

لذا فالماركسية ليست غريبة عن الفكر الغربي سواء ليبرالي أو غيره .. بل بالعكس تماما

لكن ربما أثرت فترة الحضانة السوفيتية لماركس على استعداء الماركسية على الغرب


36 - أ. طلال خياشي والفرق بين الحتمية والجبرية
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 25 - 05:39 )
صحيح ما تلفت إليه صحيح جدا عن الفرق بين الحتمية والجبرية . وهي نقطة أساسية لدى ماركس

وفيها يتدخل العامل الذاتي ليؤثر في التاريخ

فالناس يغيرون التاريخ .. لكنهم لا يغيرونه إلا ضمن وفق شروطه وآلياته

تحية لك على ترحيبك وحضورك

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين وصحفيين بمخيم داعم لغزة


.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش




.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش


.. كلمة نائب رئيس جمعية المحامين عدنان أبل في الحلقة النقاشية -




.. كلمة عضو مشروع الشباب الإصلاحي فيصل البريدي في الحلقة النقاش