الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بحقِّ الشِّعر عليكْ لا تقلعْ أذنيكْ..

البشير النحلي

2011 / 7 / 24
الادب والفن


۱.هبوط اضطراري.
الشعر ألمٌ وفرح. فهو يمكننا من هجر حالة الانخطاف المسطِّحة للوجود وللحياة ويرحل بنا إلى أرض الأسئلة الحارقة، فيمكِّننا جراء هذا الفعل الفادح من اكتشاف رصيدنا من القبح ومن الخواء والهشاشة ويفتح أمام أعيننا مسالك التفكير في إمكان إتلاف المقدور عليه من ذلك أو تحويله- لم لا؟- بإعادة تصنيعه على مستوى المتخيل إلى لطائف بالغة الفعالية وبآثار جانبية محمودة تعالج مخيالنا الفردي والجماعي من عسر التعاطي مع الحياة. وإذا كان من الضروري أن نسعى إلى أن نعيش أوقات نتطابق فيها مع اللحظة -وهو ما أعنيه بالانخطاف- حتى نحافظ على صحتنا وسويَّتنا فإن التَّحصُّن داخل أسوار لحظات التّطابق تلك كفيلٌ بأن يصعد بوجودنا الفردي والجمعي إلى قمم اليقين المتوحِّش. من هنا يكون النزول من يفاع الامتلاء والحقيقة – مع اعتذاري لأبي حامد الغزالي-إلى حضيض ليس بالضرورة مجازاً أمرًا لازمًا.
۲.جدارة.
الشعر بحث شاق وممتع عن عناصر تصلح لترميم هشاشة الذات وهشاشة الوجود، لذلك فهو يقع في منطقة ما خارج منطق الحقيقة والمجاز، وخارج المتعة الجوفاء والفرح المسطح. من هنا جدارته بالحياة، ومن هنا مشروعية أن يسعى الشعراء لتحرير الوجود من أسر العقائد الطهرانية ومن سلاسل الضوء العنكبوتية التي أنتجها الناس فاستعبدتهم وفقَّرت حياتهم.
۳.الوجه الواحد قناع.
الوجود متعدد ومعقد، وخير لمن يرى أن الشعر ينبغي أن يكون على وجه واحد أن يلقي ظهريا بحرفة الشعر-التي قد تكون أدركته- ويمضي غير آسف إلى السياسة ليجرب فيها قدرته على الأمر والنهي ووضع القيود والحدود على مقاس طموحه ورغبته في الزعامة والرياسة فإلم يجد القوة الذئبية اللازمة للسيادة فما عليه إلا أن يقبل وضعية البوق يحيى ليمجد من هو أدهى منه وأقدر. أما من يرتكبون الشعر ويصطلون بجمرته فعميان عن ضوء أي حقيقة يمكن أن يسعفهم بها من ’’يهمه‘‘ إخراجهم مما هم فيه ولا يشكلون أبدا –لسوء حظه- حقلا جيدا للاختبار.
۶. لا تقلع أذنيك.
يتطلب تحرير الوجود، أو مساعدته على أن يتفتح، العمل على استرداد فضاءاته المستلبة وعناصره الملغاة وأجزائه المبتورة وجوارحه المسروقة. وإذا كان هذا هكذا فإن من اللاشعر أن يطلب شاعر من شاعر أن يفقأ عينيه أو يقطع لسانه ويقلع أذنيه. أنت على أراضي الشعر، بالتأكيد، حين تفكك قبليات عقائد –لشدة سطوع حقائقها-تلغي العين ! لكنك تكون على أرض تلك العقائد حين تطلب ثأرك عند جوارحك الأخرى. فبحق الشعر عليك لا تفقأ عينيك ولا تقلع أذنيك!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان حكيم بالكحلة.. ضيف صباح العربية


.. بطل الفنون القتالية حبيب نورمحمدوف يطالب ترمب بوقف الحرب في




.. حريق في شقة الفنانة سمية الا?لفي بـ الجيزة وتعرضها للاختناق


.. منصة بحرينية عالمية لتعليم تلاوة القرآن الكريم واللغة العربي




.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات