الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجريمة الإرهابية لليمين المتطرف في أوسلو

حسين عوض

2011 / 7 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


الجريمة الإرهابية لليمين المتطرف في أوسلو

إن الجريمة الإرهابية التي وقعت في العاصمة النرويجية أوسلو من بعد ظهر يوم الجمعة 22 تموز 2011 , والتي استهدفت المبنى الحكومي المركزي (مقر رئيس الوزراء النرويجي يانس شتولتنبرج) وجزيرة اوتويا التي تقع شمالي غربي أوسلو ويتواجد فيها المخيم الصيفي لشباب حزب العمال النرويجي الحاكم.
كان مجموع الذين لقوا حتفهم حسب تقرير الشرطة النرويجية 92 في مركز الانفجار في أوسلو, وإطلاق النار على الشباب في جزيرة اوتويا, وهذا العدد قابل للزيادة. لقد كانت العملية الإرهابية حدثا مؤلما ومأساة وطنية أصابت النرويجيين بكل انتماءاتهم واتجاهاتهم السياسية, حدثا لم تشهده النرويج منذ الحرب العالمية الثانية, مخططا له بدقة متناهية, ووراء هذا الانفجار مجموعة من أعداء الإنسانية في الدول الاسكندينافية. لقد ألقت الشرطة النرويجية القبض على منفذ العملية الإرهابية اندرس بريفيك الذي ينتمي إلى مجموعات من اليمين المتطرف المعادية للمهاجرين والأجانب, وهو مسيحي أصولي نرويجي, ويبلغ من العمر 32 عاما, وقامت الشرطة النرويجية بتفتيش شقته السكنية غرب أوسلو التي كان يعيش فيها, وتتابع الشرطة النرويجية التحقيقات للوصول إلى كل ما يتعلق بخفايا العملية الإرهابية.
تعتبر هذه العملية من اكبر الأعمال الإرهابية في أوروبا منذ تفجيرات مدريد عام 2004 التي أدت إلى قتل 191. قال رئيس الوزراء النرويجي في مؤتمر صحفي تلفزيوني, رسالة للشخص الذي هاجمنا وهؤلاء الذين يقفون وراءه (لن يجعلنا أحدا نصمت من خلال تفجيرنا, ولن يجعلنا احد نصمت من خلال إطلاق النار علينا ولن نتخلى عن سياستنا).
يعتبر العمل الإجرامي الذي نفذ في مدينة أوسلو هو جريمة إرهابية وسياسية بنفس الوقت, لاعتبار أن الجريمة السياسية تستهدف امن الدولة الداخلي والخارجي, من اجل إثارة الاضطرابات السياسية, وقد استهدفت عملية التفجير في أوسلو ( المبنى الحكومي المركزي) وجزيرة اوتويا حيث توجد مجموعة من شباب حزب العمال الحاكم وأصدقائهم, وقد تتوحد أحيانا الجريمة السياسية والإرهابية في هدفها.
إن العمل الإرهابي هو ممارسة سياسية تتم بوسائل حربية, كما أن الإرهاب هو عمل منظم يستعمل فيه العنف أو التهديد لخلق جو من الخوف والذعر بقصد القمع والإكراه.
يعتبر حزب العمال النرويجي من ابرز الأحزاب النرويجية التي فازت بالانتخابات البرلمانية عام 2009 , ممثلا ب 64 نائبا من أصل 169 نائبا , ومن خلال فوزه بالانتخابات شكل حكومة ائتلافية مع حزب الوسط النرويجي ممثل ب 11 نائبا, وحزب اليسار الاشتراكي النرويجي ممثل ب 11 نائبا, كما حصل حزب التقدم اليميني على المرتبة الثانية ممثل ب 41 نائبا.
حزب العمال النرويجي يؤيد ويدعم نضال الشعب الفلسطيني من اجل إقامة دولته الفلسطينية المستقلة, وإلى جانبه حزب اليسار الاشتراكي الذي طرح ضرورة مقاطعة إسرائيل, وكذلك كل من الحزب الشيوعي (الحمر) وحزب الوسط النرويجي. لقد برز دعم الحكومة النرويجية, والمنظمات النرويجية الغير حكومية الداعمة والمؤيدة للشعب الفلسطيني في عام 2008 و 2009 خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.
من التطورات التي جرت الأسبوع الماضي هو زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للعاصمة النرويجية أوسلو, وقد وقع مع وزير الخارجية النرويجية يوناس جار ستوره اتفاقية لرفع التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني من مفوضية إلى مستوى بعثة.
المطلوب من المهاجرين واللاجئين العرب والمسلمين أن يمارسوا حقهم الديمقراطي في المشاركة بالانتخابات البلدية التي ستجري بعد أسبوعين تقريبا, وبالانتخابات البرلمانية التي ستجري في عام 2013 وأن ينتخبوا الأحزاب التي تدافع عنهم, وفي الانتخابات البرلمانية عام 2009 لم يشارك في الانتخابات سوى 50 بالمائة من الأجانب, كما أن غيابهم وعدم مشاركتهم في الانتخابات سيدفع بالقوى والأحزاب اليمينية لتشكيل حكومة يمينية كما جرى في العديد من دول أوروبا الغربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل


.. القوات الروسية تعلن سيطرتها على قرية -أوتشيرتين- في منطقة دو




.. الاحتلال يهدم مسجد الدعوة ويجبر الغزيين على الصلاة في الخلاء


.. كتائب القسام تقصف تحشدات جيش الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم




.. وزير المالية الإسرائيلي: إبرام صفقة استسلام تنهي الحرب سيكو