الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضه الوطنية والمعارضه الهاربه

عدنان الأسمر

2011 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر المعارضة في النظم السياسية الديمقراطية حق مصان قانونيا للأحزاب السياسية غير المشاركة في الحكومة بل إن بعض الدول تسمح لأحزاب المعارضة بتشكيل حكومة ظل وتتلقى دعما ماليا من الحكومة الرسمية أما تجربة المعارضة العربية في ظل حكم الاستبداد والفساد والاستعباد وغياب الديمقراطية وعدم التداول السلمي للسلطة فقد أخذت شكلين : الأول : محافظة المعارضة على طابعها الوطني وخاصة في ظل الحرب الباردة وانقسام العالم إلى معسكرين فقد اعتبرت المعارضة النضال ضد أنظمتها نضالا ضد الامبريالية وحلفائها وفي تلك المرحلة الطويلة استقرت المعارضة داخل الدولة بالرغم مما تعرضت له من استبداد وقهر وسجون ومنافي وتعذيب ففي بعض الدول العربية اقتيد العشرات من المناضلين إلى أعواد المشانق أو خرجو من السجن إلى القبر أو سجنوا لعشرات السنين ومنهم من اغتصب عرضة أمام ناظريه أو قتل العديد من اقاربة بتهمة القربى ناهيك عن محاربة المناضلين السياسيين لقوت عيالهم من خلال المنع من العمل والمنع من السفر والمطاردة أما الشكل الثاني : فقد جاء في ظل انتهاء الحرب الباردة حيث استقرت المعارضة في الخارج هربا من الاضطهاد والقهر وبحثا عن الحق في الحياة والنجاة بأرواحهم مما جعل الجغرافيا تتحكم في ارتباطات المعارضة سياسيا وماليا وامنيا ونشأ تقاطع في المصالح أي مصلحة المعارضة في إسقاط النظام ومصلحة دول المراكز في استخدام المعارضة كأداة لتحقيق هيمنتها والعبث ببناء الدول العربية وتفكيك بنائها الاجتماعي وذلك لاجاد توازن عجز مع العدو الصهيوني وضمان تفوقه وآمنة لسنوات طويلة فبعض فصائل المعارضة العراقية ، السودانية ، الليبية ، الصومالية ، السورية المقيمة في الخارج تتلقى دعما من القوى الامبريالية والسؤال الأول الذي يطرح عليهم في الاجتماعات المغلقة ما هو الموقف من إسرائيل؟ بل إن بعض المعارضين قاموا بزيارة الكيان الصهيوني واجروا مقابلات مع التلفزيون الإسرائيلي
ونظرا لهذه الخصوصية التاريخية يجب أن تعتمد المعارضة الوطنية استراتيجيات كفاحية للنضال من اجل تحقيق برامجها بما لا يسمح بالتداخل مع دول المراكز التي تتبنى كذبا الدفاع عن الربيع العربي في الوقت الذي قدمت الدعم العسكري والسياسي والمالي والأمني لكل الحكام الطغاة العرب وإنما هو أسلوب جديد للعودة للهيمنة والسيطرة على مصارات تطور شعوبنا العربية فالنظم العربية تتحمل المسؤولية الاولى عن سلوك المعارضة التي هربت للخارج نتيجة غياب الدولة المدنية ومبادئ المواطنة مما دفع المعارضة للتحالف مع الشيطان مقابل إسقاط أولئك الحكام المستبدين ففي ليبيا مثلا هل يعقل أن تجمد الأرصدة الليبية في الخارج وقيمتها 160 مليار دولار منها في الولايات المتحدة 34 مليار في الوقت الذي يعاني الشعب الليبي الفقر والجهل والتخلف فالنظم الحاكمة العربية تقع عليها اليوم مسؤولية الإسراع في الإصلاحات السياسية والاقتصادية ومكافحة الفساد واعتماد إستراتيجية الحوار مع المعارضة والتوصل إلى توافوقات والابتعاد عن الإدارة الأمنية لشؤون المجتمع حفاظا على الدولة والاستقرار السياسي وحماية للمعارضة من مؤامرات الخارج لاحتوائها وتوظيفها لخدمة مصالحة باعتبار ذلك حجابا حاجزا في وجه التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للبلدان العربية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص