الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أماني الحصاد قراءة في قصيدة كريم الجنديل (حصادالبوس) يحيى الحميداوي

يحيى رمضان الحميداوي

2011 / 7 / 24
الادب والفن


أماني الحصاد .....
قراءة في قصيدة الشاعر كريم الجنديل (حصاد البوس )

______________________________​_____

عازف جنوبي يحمل قيثارة الحرف تتغنج الكلمات بين شفتيه ..تعصر أحلامها في كأس من السحر لننتشي ونحن نعاقر خمرته بينه وبين القصيدة علاقة عشق صاخب ...تنهدات وأمال متناثرة بين الأزقة والطرقات الملتهبة بالوجع والأماني ....نازف لايرهقه النزف ....لاهثا نحو الجمال.. أنه كريم الجنديل وهل تكفي الكلمات التي نقولها في هذا الباذخ المعطاء ........استوقفني (حصاد البوس)رغم الاحتراق الذي تفوح منه صرخات التمني ألا أن عذابات الجنديل تكتب حروفها فوق القلب بعذوبة وألوان صامته
عذاباتي

اوحركتي اوياك

تكتب بلكلب

فوك الوجع سكته
ورغم الجرح والألم ألا أن صورة الحبيبة والأنثى الرقيقة التي طبعت في ذاكرة الجنديل أجبرته على المجيء كي يزيد من حزنه وأمانيه التي لاتنتهي لترسم على صفحات مرآته التي تحاول أنثاه أن تحطم حدودها وهو يترقب ......
وجي
وتكسر امرايات

فوك اذراعك الشفته
يذوب غارقا في سيدة العشق بين شفتي اللهفة راكضا فوق خيالاته مغردا بعناوين العاشق الذي تخنقه الرعشات لتحيل أبتسامته إلى دموع خائفة من الرحيل .......والذبول رغم تعلقه بحبه الأزلي الذي لايريد أن يفارقه كي لاتذبل وردة الحياة التي تعلقت في قبلات حبيبته
وموع انه ابزبد روحك

وصير ادموع

وبجيلك جمر

يل وردي ذبلته
يتشضى معانقا هواجسهُ الدائمة الترقب ....كما قطرات المطر هكذا تهطل الكلمة لتعانق الورق الملون ......يزرع النداءات في زوايا البوح.......يمزج التناقضات بفرشاة الجمال حتى لتشعر وأنت تقرأ بأنك خاشعا في محراب القصيدة ترتجف كل تفاصيل الجسد رغم الاحتراق المستمر .......
مثل حبة مطر

يل طشرت روحي

اتشظه اعله بابك

ولجحيل ابجفه يومي
يتنقل بين صورة وأخرى ليبقى وهج الصورة الأولى مطبوعا وحبات مسبحة القصيدة متصلة بلا انقطاع وتبعثر ....قدرة لامتناهية في الإمساك بزمام الفكرة والنسيج الواحد ....أخر قمر يغفو على شرفات ذاكرة الجنديل لاينفك من النظر إليه بلا هوادة يعانق تفاصيل النور التي تأتي متراقصة من إشعاعات جماله الذي يتخيل أعماقه من يقرأ النص المتخم بالجمال والوجع
نشوى وهو يعتصر خمرته من تفاحة الأنثى المنتصبة في خياله الخصب ليثمل متمنيا الأغفائة اللاهثة في جسد ملائكي يشتهيه

يااخر كمر
يتنفس ابليلي
دفيني
ولو مره
انام ابطول زندك

ونعصر تفاح

اجذبني
اعله صدرك
خل اشربك راح
تخنقه الفصول خائفا من الموت للعشق الذي يقلقه التشبث به .....الصمت والبعد والبرود الذي يعتري الأخر صورة أستطاع أن يختصر أزمنتها بشهر شباط وهو يمر بسبات عميق ..
يخنقه الخجل وهو ينتظر حراك لما توقف من خيوط التواصل .....ليحصد ثمرات العشق قبلات ملتهبة تغرق شفاه العشاق بحرارة اللقاء ..........لتلقي الأيدي الراجفة بأيدي يملئها الفراغ ....فراغ الوحدة والانتظار ......لتكون ملحمة عشق خالد لاتغيره همزات المتصيدين ....

راضي ابنار اشفتك
ولنفس مشتاك

ولك رطب نوى العشاك
ولك رطب نوى العشاك
وحنه انباري بلطليع
بسلال الهجر يثمر
يمته اتمر
مو زنجر عشكنه
او ماكو بيه حركه
بارد
جنه شهر شباط
مابيه حر ولاعركه
العشك
لو مايهزنه اثنين
ينخلنه ابعذاب العمر
ماعشكه

فشله اعليه
فشله اعليك
نكظيه العمر فركه
حصدت ناسنه اوردت
وحنه اول حصاد البوس
بس الخوف حاصلنه
اجفوفك خاليه
وجفوفي بردانات
لابيهن حرارة شوك
وحين صمتت كل الهمسات تحولت مدينة العشق إلى مدينة من الأرق والخوف .....حتى كأنما (عكد الهوى ) توقفت نبضاته لأنكِ أيتها الأنثى التي مزقت عذارة الجنديل وأحالت حرفه إلى براكين من الوجع بعيدة وصامتة ,,,,,,لتكون الناصرية المدينة التي تحتسي الشعر وترقص كل أجزائها قصائد وأنغام .....بلا شعر وأنت غير التي كنتِ باذخة في حنانك على الجنديل ....وهنا يغرق الشاعر في أحلامه ملونا قصيدته بأماني كل العشاق ......ليزرع الأمل في نفس تتوق إلى الأمل ولاتعرف القنوط والتراجع .......لتحول كل الكره
إلى باقات من الورد حين اللقاء .......لاتعترف بالغة الحدود أو المسافات ....لاتمنعها السدود من البوح ....تخترق رحم الخوف وتصنع المستحيل .........

لاحومرهن الحنه
ولك مطرت
سما العشاك
بوس اواحنه يبسانين

جنه الناصريه اتراب
لاغيمه ولامزنه

وجيتك بلحلم شكاي
كوم اوياي
خل نزرع
عشك للناس
كل الكاع
اوشوف الناس
من تعرف تحب
تنكلب فراشات
وسيوف العداوه
اصير كاره اورود
اوماكو احدود
بين الناس من تعشك
ولا كو اسدود
تكطع على الشط الماي
ورغم معانات الجنديل والحزن المتراكم ألا أن روح التفاؤل باقية تنسج خيوط الأماني لتجعل من أشعة الشمس الحارقة ظلال للذين لايملكون سقوف تؤويهم .......لأن الحب هو الشعلة التي استوطنت القلوب..........
الشمس هاذي

تصير افياي
للماله سكف بلصيف

اوللفقره سرادقها


هاي الناس
من تعرف تحب
حتى الله يرزقها
...........نستشف من القراءة المتأنية للنص الذي أتحفنا به الجنديل .....لغة الشاعر لاتتوقف على أماني شهوانية يريد استمالت القارئ في قراءة النص وإنما هي دعوة ليكون الحب أساس التلاقي والتلاقح والبناء....نضوج الفكرة ودقة الصياغة والمقدرة على التلاعب بالمفردة أدوات يتقن الشاعر التعامل معها ....لذلك كان حصاد البوس حصاد من العشق للحبيبة والوطن والفقراء الذين يتمنون الراحة والاستقرار ....قبلاتك لن تنتهي أيها النازف بالجمال والحب والأماني التي تحترف حصاد القلوب التي سجلت إعجابها بحرفك الأنيق اللذيذ كاللذة الجنوب وأرثه الذي حملته قصائدك الباذخة أيها الطير السومري المغرد .................بعذوبة الناصرية

يحيى الحميداوي
بغداد
2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع