الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موفق محادين رئيس رابطة الكتاب الأردنيين في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: مقاربات فكرية لموضوعات سياسية

موفق محادين

2011 / 7 / 24
مقابلات و حوارات


أجرت الحوار: هيفاء حيدر

من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا - 62 - سيكون مع الاستاذ  د.موفق محادين  رئيس رابطة الكتاب الأردنيين حول: مقاربات فكرية لموضوعات سياسية.

1-الدور الإقليمي ,مفردة لازمت تاريخ الأردن قديمه وحديثه ,واليوم تعود من جديد الشبهات حول دور الأردن الإقليمي بعد اعلان مجلس التعاون الخليجي انضمام الأردن اليه,كيف ترى تاريخياً هذا الدور وأهم الأنتقادات ,التي توجه له,رؤيتك للدور الخليجي القادم؟

ما من دولة لا تحاول لعب دو ر ما في الإقليم الذي تعيش فيه.. ولكن المهم هو طابع وشكل هذا الدور الذي قد يأخذ بعداً مستقلاً معززاً بعناصر وبنى اجتماعية واقتصادية إنتاجية، وقد يأخذ بعداً ملحقاً وبرسم التخادم والتوظيف الدولي الإقليمي.
وفيما يخص الأردن، فقد أخذ الدور بعداً وظيفياً تابعاً على خلفية تداعيات (تقسيم العمل) بين الرأسماليات المنتصرة في الحرب الأولى، وهو التقسيم الذي عبرت عنه اتفاقية سايكس بيكو الفرنسية البريطانية لتمزيق سوريا الطبعية خدمة لأكثر من هدف – منها حماية المصالح البريطانية وطريق شركة الهند الشرقية وصولاً إلى حيفا والسويس ومنها تبني ودعم المشروع الصهيوني في فلسطين العربية الذي قدم نفسه كبافر ستيت بين مصر وبلاد الشام ولا سيما في ضوء بواكير البرجوازية المصرية ودعمها محمد علي لبناء قوس مصري – شامي يرث أو يشارك الدور الإقليمي السابق للرجل التركي المريض آنذاك.
على خلفية هذا "بافر ستيت" Buffer State الصهيوني تشكل مشروع باقر ستيت صغير في دوائر وزارتي الخارجية والمستعمرات البريطانية، هو شرق الأردن. وخدمة لهذا المشروع جرى تكبير منطقة شرق الأردن من كاردور جبلي ضيق بين نهر الأردن وغرب شرق سكة حديد الحجاز إلى مشروع سياسي ضمت له أجزاء واسعة من بادية الشام ثم معان وخليج العقبة..
وتحولت شرق الأردن من جزء من مناطق عرضية مع فلسطين (شمال الأردن وشمال فلسطين والبلقاء مع نابلس، وجنوب الأردن مع جنوب فلسطين) إلى منطقة طولانية تنسجم مع مشروع "بافر ستيت" Buffer State الطولاني الصهيوني على امتداد الساحل الجنوبي السوري (الساحل الفلسطيني) وعمقه الجبلي..
وقد تعززت وظيفة بافر ستيت الأردني الصغير مرتين: الأولى بعد اتساع الموجات الوهابية ومحاولاتها قطع الطريق بين المملكة الهاشمية في العراق والإمارة الهاشمية في شرق الأردن، ونقل الحدود السعودية إلى الحدود السورية.. أما الثانية فكانت شديدة الارتباط بالوظيفة الأساسية للباقر ستيت الأردني وبضمها ما أكده كيركبرايد البريطاني (تحويل الأردن إلى خزان بشري للفلسطينيين المتوقع طردهم بعد تمرير وعد بلفور وإعلان دولة العدو الصهيوني في فلسطين..)
هكذا ظهرت الأردن كدولة جغرافيا سياسية ذات دور وظيفي تابع وتشكلت الدولة بموجبة كحاجة اقليمية خارجية وكانت نواتها الأساسية (قوة عسكرية محدودة سرعان ما قامت أيضاً بتشكيل المجتمع بالضد من قانون دولة السوق القومي الحديثة (المجتمع البرجوازي الناشئ الذي يشكل الدولة)
ومنذ ذلك الوقت والبنية الاقتصادية الاجتماعية الأردنية تتأسس وتتطور على (الاستثمار السياسي) في الدور الاقليمي المذكور الذي مر بعدة محطات:
1. الاستثمار في القضية الفلسطينية (الالغاء والمصادرة للكيانية الفلسطينية) والذي عبر عن نفسه بعد نكبة 1948 بضم الضفة الغربية ومحاولات التكيف مع التحديات الجديدة التي فرضها عبد الناصر من جهة بتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية من جهة، وسوريا، والسعودية بدعم فتح من جهة ثانية وذلك في إطار الصراعات العربية والدولية على مدار الخمسينات والستينات..
ورغم المناورات ومحاولات التكيف الأردني المتكررة مع قرار الرباط 1974 الذي اعترف بالمنظمة ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني.. إلا أن الانتفاضة الفلسطينية الأولى حسمت معركة التمثيل نهائياً مستفيدة من مناخات في أيلول 1970 فصاعداً.
2. بعد ذلك دخل النظام في أزمة دور حقيقية تهدد مصيره كله وخاصة بعد الانتفاضة الشعبية الأردنية 1989 مما دفعه إلى الهرب مؤقتاً إلى انتخابات 1989 بانتظار معطيات جديدة كان أخطرها على الإطلاق ما ترتب على اتفاقية أوسلو ومعاهدة وادي عربة 1994 ودخوله على خط التنافس مع المنظمة في إطار الالتحاق بالمشروع الصهيوني بعد أن كان شريكاً له بالمعنى الإقليمي.
والملاحظ هنا أن النظام كان أذكى من قيادة المنظمة في التنافس معها على قلب عاصمة العدو، تل أبيب. فقد أدرك أن إعادة إنتاج دوره الوظيفي التابع على الصعيد الفلسطيني والاقليمي يأخذه إلى إعادة تشكيل نفسه كجزء من الآليات الداخلية للمشروع الصهيوني كما عبر عنه بيريز في كتابه (الشرق الأوسط الجديد) وذلك ما يفسر أن معاهدة وادي عربة لم تكن اتفاقاً سياسياً للتسوية بين طرفين بل ترتيبات موضوعية تطال كل شيء من البنى التحتية الإقليمية إلى التنازل عن هوامش المناورة السياسية والدخول في ترتيبات أمنية باسم مكافحة الإرهاب والهلال الشيعي والإيراني – الخ..
3. لم يكن الاستثمار في مكافحة الارهاب بديلاً أو تعويضاً عن الاستثمار المفقود في التمثيل الفلسطيني بل شكلاً جديداً لإعادة إنتاج الدور الوظيفي التابع السابق فحيث تراجع الأردن عن إدعاءاته في التمثيل المذكور (جوهر دوره الإقليمي إلى جانب الدور الإسرائيلي) تعززت علاقاته الموضوعية مع اسرائيل.
4. وهو ما ينقلنا إلى أخطر محطة في تاريخ الدور الإقليمي للأردن وهو الانسجام مع تحولات البافر ستيت الصهيوني (الكبير) فكما يسعى العدو إلى التحول من دولة عازلة إلى دولة واصلة على مستوى الإقليم كله، كذلك البافر ستيت الاردني الصغير الذي سعى ولا يزال للتحول هو الآخر من دولة فاصلة بين العدو والشرق العربي، إلى دولة واصلة.... وبين الدولتين والمحاولتين نقرأ مغزى مشروعين: الأول: مشروع البنيلوكس الثلاثي (مركز اسرائيلي ومحيط أردني- فلسطيني) يساعد العدو في التجسير الإقليمي مع كل المنطقة – في الترانسفير الناعم وتصفية القضية الفلسطينة عموماً واللاجئين خصوصاً.
ومن المهم الإشارة هنا إلى أن العدو يتعامل مع كل المنطقة من البحر إلى حدود الصحراء العراقية بوصفها أرضاً إسرائيلية يعيش عليها سكان عرب بحاجة إلى سلطات عربية أقرب إلى الإدارة المحلية الأمنية منها إلى الدولة والإدارة السياسية فتوطين الفلسطينين في الأردن حسب هذا الحل، توطين سكاني لا توطين سياسي.. والأطراف العربية الأردنية الفلسطينية المطلوبة ليسوا شركاء سياسيين في دول مستقلة حقيقية بل صورة عن السلطة الشرطية – الجابية.
المشروع الثاني، هو ضم الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي وهو شكل من الأقنعة الإقليمية لتمرير (اسرائيل الكبرى) وبناء تحالف عربي – اسرائيلي على الأرض سواءً ضد الثورات العربية أو ضد (الهلال الشيعي) أو ضد دور مصري صاعد.


2-ثورات وانتفاضات العالم العربي ,بعد مضي اشهر على تغيرات مصر وتونس , هل لديك خوف من استثمار القوى الإسلامية لنتائج هذا التغير؟ أين ترى دور وتقصير قوى اليسار في الوضع العربي الراهن؟

من الصعب الحديث بالمطلق عما يشهده العرب منذ أشهر، ومن الصعب الحديث عن ثورات بالمعنى الشائع. والأدق أن نتحدث عن مناخات شعبية جديدة تؤشر على إمكانية ملموسة لاشهار الثورة على المستوى العربي مع تأكيد لم يعد مجافياً للواقع وهو أن النظام الرسمي العربي البوليسي دخل فعلاً غرفة العناية الحثيثة وللأبد...
وفي هذا المجال لا بد من إعادة الاعتبار للمفاهيم ابتداءً بعد أن استبيحت لعقود مديدة مضت، ومن ذلك مفاهيم الثورة، والدولة والمجتمع والطبقة والحزب... الخ. ذلك أن هذا القاموس برمته ساد في بلادنا في غياب شروطه الموضوعية التاريخية...
وفيما يخص موضوع السؤال، فمن الضروري التمييز بين الثورة والانتفاضة والاحتجاجات والحركات الشعبية. فالثورة تقع بين حقبتين وتؤسس لأخرى من حيث علاقات وقوى الانتاج وبرامجها وثقافتها فيما المفاهيم الأخرى أشكال من الحراك غير المؤكد ضد أو داخل النظام (الاجتماعي القديم).
وما ينبغي ملاحظته هنا هذا الخلط المبرمج غالباً والساذج أحياناً بين الثورة والثورة الملونة التي قد تكون ثورة اعتراضية أو مسروقة أو مضادة في ضوء الالتباس الموضوعي بين ضرورة بعض الحركات على مستوى جنوب العالم فيما تساعد على إعادة إنتاج أو تجديد الرأسمالية لنفسها على المستوى العالمي...
وإلى جانب التمييز بين الثورة والثورة الملونة، لا بد من إعادة الاعتبار للتمييز بين الديموقراطية والليبرالية بما يخدم فرز القوى المختلفة ورسم التحالفات والصراعات والتقاطعات وفق ضرورات واحتياجات اللحظة السياسية في كل مرة.
فإذا كانت الديمقراطية مكوناً هاماً (يتبادل الأماكن والأهمية مع المكونات الأخرى) داخل الثورة بوصفها عنواناً لحركة التحرر الوطني والقومي التي لم تنجز عربياً – فإن الليبرالية مكون أساسي في الثورات الملونة والفرق كبير في الحالتين بين دفاتر الاشتراكية وفلاسفتها وتياراتها وبين دفاتر الرأسمالية بتياراتها العقلانية الأولى (جون لوك) والفاشية (هوبز فصاعدا ووصولاً إلى البراغماتية الأمريكية وعناوينها القديمة) (ديوي – جيمس شتراوس) والجديدة جورج سوروس صاحب المجتمع المفتوح وجين شارب صاحب الكفاح اللاعنقي)... الخ.
فالثورة الحقيقية تقاتل لإستبدال علاقات وقوى الانتاج الرأسمالية وترتقي مناخات ديمقراطية لذلك فيما الثورات الملونة تريد استكمال تحطيم الأشكال السابقة والمعيقة للرأسمالية وكذلك تجاوز أزماتها المتجددة في المركز والمحيط على حد سواء..
أما عربياً، فنحن أمام مناخات تختلط فيها الثورة مع الثورة الملونة تحت تأثير التركيبة الاقتصادية – الاجتماعية المشوهة والتبعية المزمنة وعجز المشروع القطري عن استكمال نفسه في دورة رأسمالية أو بناء بديل وطني ديمقراطي أو التكامل مع مشروع السوق القومي ناهيك بعجزه عن توفير الشروط الموضوعية لاندماج مدني يصهر العناصر ما قبل الرأسمالية الطائفية والقبلية والجهوية في بنية اجتماعية مدنية جديدة. وفي هذا أيضاً تكمن أزمة قوى المجتممع المدني من الأحزاب والنقابات (كثير من الايديولوجيا الفقيرة وقليل من الشروط الاجتماعية) وهو ما يقودنا إلى تفسير عجز اليسار وتقدم الأوساط الدينية والطائفية – وربما استعادة شكل من الانبعاث العثماني أو صفقة قرن ما بين الاسلام السياسي وعسكر أمريكا وما يعرف بالليبراليين الذي لم تفرزهم تحولات اجتماعية مدنية بل إقحامات برسم التوظيف السياسي...


3-المصالحة الفلسطينية –الفلسطينية ,التدخل العربي في المسار الفلسطيني, والمطلوب من الفلسطينيين على الصعيد الدولي,كيف ترى خارطة الصراع اليوم ؟الى اين يسير المركب الفلسطيني؟وأين نحن من تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني والقدس وحق العودة ؟


ابتداءً فإن مفهوم المصالحة مفهوم ملتبس مثل مفهوم الوحدة الوطنية وما جرى لم يكن مصالحة وطنية بل تفاهمات سياسية بصرف النظر عن الموقف منها، وهي على الأرجح نتيجة جملة من الاعتبارات الفلسطينية والاقليمية والدولية، منها:
- سقوط نظام مبارك وأجندته ومصالحه وارتهانه إلى تحالفاته الأمريكية – الصهيونية وكذلك مناخات الصعود المصري المتوقع وما يرتبط به من دور إقليمي جديد.
- محاولات إقليمية – عربية لانتزاع الورقة الفلسطينية من سوريا سواء عبر (المصالحة المذكورة) وإضعاف علاقة حماس مع دمشق – وعبر فتح معبر رفح أيضاً.
- الصراع مع أي دور جديد محتمل على جبهة التمثيل الفلسطيني مع الأردن الذي قد يعاد الاعتبار له من موقع التخادم والتوظيف والمقايضة بين دور في الخليج ودوره الفلسطيني القديم أياً كان مستواه (الأمن بدل السياسة)

وبالمجمل فالقضية الفلسطينية لم تكن يوماً قضية الفلسطينيين وحدهم، ولم تكن قضية سياسية عادية، فهي نتاج الخوف الغربي من القوس المصري – الشامي أمام محمد علي عبد الناصر – وهي محصلة صراع الامبرياليات العالمية على هذه المنطقة المتاخمة لما يعرف بقلب العالم وكانت في محطات عديدة أكثر تأثيراً من الصراع على قلب العالم نفسه (أورواسيا وفق نظرية ماكندر - سبيكمان) ولاحقاً بريجنسيكي...
وكما لم يكن الفلسطينيين سوى الضحايا المباشرين وقوة الصدام المباشرة من جبهة الثورة العربية، فقد لعب اليهود دور أداة الصدام المباشر للثورة العالمية المضادة، وكانوا ضحايا لها في الوقت نفسه (ومن المفارقة هنا أنه كما نجح النظام الرأسمالي العالمي من تحويل اليهود إلى جزء من قوى الثورة العالمية في أواخر القرن التاسع عشر إلى ثورة مضادة تحت شعار (يا وحدنا ولا بد من دولة يهودية خالصة على أرض تاريخية مزعومة) فقد نجح النظام الرسمي العربي (على هامش النظام الرأسمالي العالمي) بنقل الفلسطينين من جزء هام في الثورة العربية إلى أوهام الاستقلال والكيانية تحت الشعار نفسه (يا وحدنا)
وليس بلا معنى أن يكون ملك المغرب والسادات الأكثر حماساً لقرار الرباط 1974 الذي اعتبر المنظمة هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب العربي الفلسطيني...
وبهذا المعنى، فإن خارطة الطريق الحقيقية للحضور الفلسطيني هي استعادة قانون الصراع الحقيقي ودور الفلسطينين فيه وهو قانون الصراع ومعادلاته الاقليمية الدولية وحق العرب في نهضة ديموقراطية مدنية تتلمس الأشكال الملائمة لها في الاتحاد الفدرالي أو الكونفدرالي الملائم.. وكذلك حق أمم الشرق المختلفة من عرب وأتراك وفرس وأكراد وأرمن في تقرير مصير هذا الشرق وموقفه على خارطة العالم بعيداً عن الشرق أوسطية الأمريكية الصهيونية مما يجعل من قضية فلسطين وهزيمة المشروع الصهيوني كممثل عدواني عسكري للامبريالية الأمريكية والأوروبية – قضية هذه الأمم أيضاً..


4-أردن وطني ديمقراطي,يتم الحديث عن سقف عالي للحريات ,في الوقت الذي يكثر الفساد ويختفي الفاسدون ,تشكل لجان وتفرخ لجان هي الأخرى, رؤيتك لقضايا الإصلاح والتغيير في الأردن أين تكمن المشكلة في رأس الهرم أم في الحكومة أم في الأحزاب السياسية؟


كما القضية الفلسطينية، فإن المشكلة العميقة التي تواجه الأردنيين تتعدى المعركة من أجل الاصلاح الدستوري والسياسي والمدني، وتشمل الجميع، الحاكم والحكومات والشارع والمعارضة.. وهذا التشخيص ليس دعوة للتقليل من أهمية النضال اليومي من أجل هذا الاصلاح، وذلك أن علينا أن نتذكر أننا لا نتحدث عن تونس أو موريتانيا بل عن دولة في قلب معادلات الجغرافيا السياسية للصراع على الشرق الأوسط ومكانته الإقليمية وموائنه وخطوط نفطه ومواصلاته فمن الصعب الحديث عن فك التبعية وإطلاق النضال من أجل التحرر الوطني والإصلاح الديمقراطي وإيجاد حل ديمقراطي للعلاقات الأردنية – الفلسطينية بعيداً عن الصراع العربي – الصهيوني في مجمل قوانينه وتجلياته..
وإذا كانت حكاية التحرر الوطني أو الإصلاح الديمقراطي قابلة للنقاش فيما مضى كعنوان عام لما ينبغي التصدي له. فهي اليوم قضية إشكالية بحد ذاتها بالنظر إلى أن قانون الصراع يتمدد يوماً بعد يوم على مساحتين: أما إسرائيل الكبرى وإما (سوريا الكبرى) وحيث تتجلى الأولى عبر تقسيم العمل الجديد لكونفدرالية البنيلوكس (الاسرائيلي) التي قطعت شوطاً كبيراً فيما يخص البنى التحتية الاقليمية بين المركز (الاسرائيلي) والمحيط الاردني – الفلسطيني بانتظار ظروف سياسية تسمح بإشهارها فإن مواجهتها تحتاج إلى ما يمكن وصفه بتعريب أنطون سعادة واستعادة مناخات وروح حزب الاستقلال العربي السوري والمؤتمر السوري عام 1919/ 1920....
وإذا كان من الصعب وغير الواقعي إطلاق العنان لحلم الدولة السورية الواحدة التي تضم سوريا الحالية ولبنان والأردن وفلسطين (المقاومة) فمن الضروري، على الأقل، الحديث عن كونفدرالية ما للدول والبلاد الشامية تواجه (اسرائيل الكبرى) وتواجه الخطاب الطائفي وتحل مشكلة العلاقات الأردنية – الفلسطينية والمجاميع القومية الأخرى مثل الأكراد وتعوض غياب الاندماج المدني وتوظيف هذا الغياب من قبل القوى المذهبية والطائفية والجهوية. تعوضه بمشروع مقاوم من الزوايا الاجتماعية والمعرفية ومن ثم السياسية


5-دور مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات النسوية وقضايا التمويل الأجنبي,ما بين الإجندة الوطنية وما يتهم به البعض من أجندات أجنبية ألم يحن الوقت الى انهاء هذا الجدل ؟والحكومة ما زالت تمارس تغول على منجزات هذه المؤسسات تارة بإسم القانون وتارة بالتشكيك بالدور والأهداف؟


من المفترض أن المجتمع المدني ومؤسساته قوة أساسية من قوى الصراع من أجل التحرر الوطني والديمقراطية والحداثة، ولكن مفهوم هذا المجتمع وتشخيص المؤسسات القائمة التي قررت أنها مؤسسات مدنية، مفهوم وتشخيص ملتبس مثل بقية مفردات ومصطلحات القاموس الدارج المقحم على الحياة السياسية والمدنية العربية في غياب شروطه الموضوعية، من جهة والنزاهة والمصداقية من جهة ثانية..
وأياً كان هذا المفهوم في النظرية من هيغل إلى ماركس إلى غرامشي، فلا وجود ولا حضور لأي من هذه التعريفات في عشرات الحالات العربية المزعومة..
فلسنا دائماً أمام مناضلين من أجل حقوق الإنسان ووقف الانتهاكات واحتكار السلطة من قبل دكتاتور أو حزب أو طائفة أو مزرعة عائلية ما.. والأدق أننا أمام وجه مقلوب للأنظمة والحكومات العربية. فمقابل استثمار هذه الأنظمة والحكومات في الارهاب أو مكافحته وتقديم الفواتير للإستخبارات الدولية مقابل هذه الخدمة أو تلك ثمة استثمار مقلوب في حقوق الانسان والبيئة والنسوية و(الأقليات) القومية والثقافية... الخ
وكما تحول ضباط الشرطة السرية ومكافحة الارهاب في الأجهزة العربية إلى أثرياء جدد وغاسلي عمله ودخلوا نادي الملايين – تحول الكثير من ناشطي (المجتمع المدني) وحقوق الانسان والنسوية ومراكز الدراسات الخاصة – إلى أثرياء جدد وانضم كثيراً منهم إلى نادي الملايين أيضاً..
ولم يكن ذلك بعيداً عن الأجندة السياسية للنظام الرأسمالي العالمي ومحاولاته تجاوز أزمنة وتجديد نفسه بخطاب ليبرالي.
وليس بلا معنى، في هذا المقام، دور ما يعرف بالمنظمات غير الحكومية ونشاطاتها في الثورات الملونة وجذب الثورات والانتفاضات الشعبية لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موقف من الحزب الشيوعي العراقي
احمد الجبوري ( 2011 / 7 / 24 - 10:58 )
الاستاذ الفاضل
هل تغير موقفك السلبي من الحزب الشيوعي العراقي وهل مازلت تؤيد المقاومة الارهابية العراقية؟


2 - رد الى: احمد الجبوري
موفق محادين ( 2011 / 7 / 25 - 11:45 )
حول الحزب الشيوعي العراقي
--------------------------------
يفترض في أي حزب شيوعي يتمسك بهذا الاسم و بهذا الشكل من العمل ان يتمسك بالمضمون و المحتوى و هو معاداة الامبريالية المشخصه لا بصورة عامة و على الورق، و لا يجادل اثنان في ان الامريكان هم امبريالية الامبرياليات في العالم، و انهم يجسدون ذلك بالعدوان على الشعوب و نهب ثرواتها و يديرون ذلك بأقنعة متعددة منها (الليبرالية) و انقاذ الشعوب من الدكتاتوريات ...
و منذ عدوان الامبريالية الامريكية و جرائمها الفظيعة ضد شعوب آسيا بشكل خاص (ضرب المدن اليابانية بالقنابل الذرية) و العدوان على كوريا و فييتنام، لم يتعرض بلد لعدوان اجرامي و نهب واسع النطاق مثل العراق حيث أقدم الغزاة الامبرياليون الامريكيون على تحطيم دولته و استبدالها بفدرالية طائفية لا بدولة ديموقراطية و اداروا ذلك عبر حكومات محاصصة طائفية للسلطة و الفساد و هو ما يفترض بالشيوعيين استلهام دروس فييتنام و المقاومات الوطنية في كل مكان و ليس المشاركة أو التواطؤ مع الاحتلال و حكوماته.
فما الذي يتبقى من حزب شيوعي لا يقاوم الامبريالية على أرض بلاده ؟
ان الحزب الشيوعي العراقي الذي يتوق له كل الشيوعيين العرب و أبناء الأمم الشرقيه التاريخيه في حوض الهلال الخصيب من أكراد و أرمن و ترك و غيرهم، هو حزب فهد و كوكبة القادة الكبار الذي اعتلوا مشانق الرجعية و الامبريالية البريطانية و الامريكية لتحرير بلادهم من هذه الامبريالية و أدواتها الرجعية و الصهيونية.

---------------------------------------------------------------------------------------
---------------------------------------------------------------------------------------

ردا على سؤال المقاومة و الارهاب
------------------------------------



لا اعرف إذا كان خلط المقاومة بالارهاب خلطا مقصودا و أرجو أن لا يكون كذلك، بل أرجو أن لا يكون هناك محاولة لخلط الارهاب نفسه بالجريمة المنظمة، فالفرق كبير بين الحالات الثلاث:

1- المقاومة حالة شعبية مشروعة بكل المعايير و القوانين الانسانية و الدولية و تعكس ارادة عنف عامة لطرد الغزاة و المحتلين و مواجهة الطغاة أيضا، و اانهاء التبعية للمراكز الامبريالية ..
و تمتد من العمل العسكري الى العمل السياسي و المدني و الثقافي و الاجتماعي، فمن العنف المباشر المشروع ضد احتلال الأرض و الموارد الى رفض احتلال العقل و الوعي و ثقافة الاستلاب و الاقصاء و التكفير و احتكار السلطة و الحقيقة بكل مظاهرها. و ما من شعب في التاريخ نال كرامته و حريته و استقلال ارادته و تحرر من التبعية السياسية و الاقتصادية والثقافية، سواء ضد الغزاة و المحتلين أو ضد الطغيان و طبائع الاستبداد بدون المقاومة.

2- مفهوم الارهاب، لا يخضع للتصديرات الامريكية التي سعت لخلطه تارة بالمقاومة و تارة بالجريمة، فهو مفهوم سياسي بامتياز و ليس مفهوما جنائيا و يستهدف حالات سياسية و فكرية محددة و تحقيق أهداف سياسية، قد تكون مشروعة و لكن بأدوات غير مشروعة بالمعنى القانوني الدولي المتعارف عليه.
و قد توقف لينين مطولا عند هذا المفهوم في روسيا القيصريه و الثورة الفرنسية و لم ينكر شجاعة المتورطين فيه بل أنكر جدواه و اعتبره عملا محدودا وانعزاليا يخدم (البوليس) و لا يراكم شيئا و يعكس نفسا برجوازيا صغيرا، أما في التراث العربي و الاسلامي فهو مفهوم مشروع تماما و يرتبط بالاقتدار و القوة لارهاب أعداء الله حيث ميز هذا التراث بين هذا المفهوم و بين أعمال القتل الأخرى (الحرابه)

3- مقابل المقاومة كحالة شعبية مشروعة و مقابل الارهاب كعمل قصير النفس ضد أهداف سياسية– فكرية، فإن قتل المدنيين بصورة مباشرة أو غير مباشرة يدخل في عداد الجرائم المنظمة أيا كانت الشعارات التي يرفعها القتله، سواء كانت سياسية أو مذهبية أو فكرية او قومية .. الخ

4- ليست المقاومة العراقية وحدها التي ظهرت الى جانبها أشكال أخرى من الارهاب و الجرائم المنظمة، بل انه لم يشهد تاريخ التحرر الوطني و القومي و الطبقي، ظاهرة واحدة بدون هذا المثلث، المقاومة و الارهاب و الجريمة .. و كما سمعنا في العراق أصواتا تخاط الحابل بالنابل عرفت تجارب العالم كلها مثل هذه الأصوات.
5- و بهذا المعنى نعم للمقاومة العراقية طالما كان هناك جندي أمريكي واحد بالقوة أو عبر اتفاقيات مذلة، و لا فائدة من الارهاب، و نعم لادانة كل أشكال الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين باسم المذهب أو القومية أو الشعارات السياسية و الايديولوجية.


3 - الديمقراطية
المنظمة الانسانية لضمان حقوق المرأة العاملة ( 2011 / 7 / 24 - 21:46 )
الديمقراطية كلمة من صنع الخيال لاوجود لها في ارض الواقع الديمقراطية بلاء ومرض معدي علاجه السجن والقمع وتشويه السمعة يعني اكبر من الثالوث الوبائي


4 - رد الى: المنظمة الانسانية لضمان حقوق المرأة العاملة
موفق محادين ( 2011 / 7 / 25 - 11:46 )
رد على مداخلة (الديموقراطية)
--------------------------------

إذا كانت الليبرالية مصطلحا لاتينيا واضحا تماما في دلالاته (حرية الافكار و الاسواق معا) (جون لوك و ادم سميث) فإن مصطلح الديموقراطية (الاغريقي) مصطلح ملتبس، و أخذ شكلا سياسيا للحكومات و المنظمات غير الحكومية (المجتمع السياسي و المجتمع المدني).
و أرى فيما استقر عليه هذا المصطلح في الأدب السياسي الاشتراكي، مفهوما ملائما، يمكن مقاربته أيضا من زاوية العلاقة الجدلية بين الشكل و المضمون في الجانب النظري من هذا الأدب، و هو ما قصده لينين بالضبط و عمقته التجارب اللاحقه تحت عنوان (الديموقراطية الشعبية) فالديموقراطية في هذه الحالة شكل سياسي لمضمون اجتماعي لنظام الحكم، و هي بعكس الليبرالية التي تقدم حقوق الانسان و المرأة بمعزل عن المضامين الاجتماعية، و عن قضايا التحرر الوطني و القومي.


5 - الدور التركي
سالم قبيلات ( 2011 / 7 / 25 - 07:29 )
تحية الى د. موفق
تقوم الحكومة التركية بأتخاذ تدابير متوالية مناقضة لمبدأ اتفاقيات الشراكة مع سورية ، فهي لم تقدم اية محاولات جادة للتوسط بين السلطات والمعارضة، كما وانها اظهرت مرونة عالية مع نشاطات القوى الخارجية التي تعمل على زعزعة المواقف وتغييب الاستقرار وحرف مطالب الاصلاح عن مسارها في سورية، هل يعني هذا عودة تركيا الى وظيفة الشرطي الامبريالي في المنطقة؟.


6 - رد الى: سالم قبيلات
موفق محادين ( 2011 / 7 / 25 - 13:18 )
رد على الدور التركي فيما يتعلق بسوريا و المنطقة
----------------------------------------------------

ثمة مسألة تركية جديدة و لكنها هذه المرة ليست مسألة رجل مريض و امبراطورية هابطة، يتقاسمها الاستعمار القديم و تنتهي بنقل المركز من اسطنبول الاسلامية الى انقرة العلمانية، بل مسألة قوة اقليمية صاعدة، و المشترك بينهما هو الشرق بأممه المختلفة، العرب و الكرد و الفرس و الأرمن و غيرهم.
و بدلا من مشانق عاليه و جيوش أتاتورك و جمال باشا و عصمت اينونو، ثمة اسلام برتقالي هذه المرة يقدم الرسائل للمرعوبين من الملالي من جهة و من جنرالات تل ابيب من جهة ثانية. و الهدف أبعد من ذلك، حيث تتقاطع الحسابات المحلية مع الحسابات الدولية و خاصة الامريكية.

و في التفاصيل:

طيلة عقود تركيا الأطلسية العلمانية كانت أنقره جزءا من الحرب على قلب العالم بين الامبراطوية البريه الروسية الحمراء و بين الامبراطوريه البحرية الامريكية الرأسمالية. و ما أن انهارت الأولى و تفاقمت أزمة الثانية و صعدت امبراطورية برية جديدة حول قلب العالم، هي الصين، صار لا بد من انضاج التقاطعات التركية المحلية-الامريكية في اتجاهات جديدة على رأسها إعادة انتاج الاسلام السياسي كحزام أخضر حول الصين من جهة، و كقوة ضاغطة على المنافسين الرأسماليين في أوروبا نفسها، و كقوة اعتراضية أمام الصعود الايراني من جهة اخرى.

هكذا انتقلت أنوية هذا الاسلام من قلب أحزاب اليمين و برجوازية الأناضول، الى قوى مستقلة فيما تعهدت واشنطن بردع الجيش و الحفاظ عليه في الثكنات كصمام أمان لطوارئ غير متوقعه في المستقبل.

و كانت البرجوازية التركية بحاجة لذلك بعد أن اكتشفت أن أوروبا الرأسمالية العلمانية لا تزال ناديا مسيحيا. و كان من السهل على هذه البرجوازية خلع القبعات الأوروبية و أيديولوجيا النهوض الرأسمالي العلمانية و اعادة الاعتبار للطربوش كايديولوجيا لاقتحام الشرق من البوابه المرغوبة التي دخلتها أول مرة عام 1516، و هي بوابة مرج دابق التي تقع في الشمال السوري كما جسر الشغور و الى الغرب منهما الاسكندرون السوري الذي تحتله تركيا منذ عقود.


7 - الموقف من النظام السوري
حامد الجبوري ( 2011 / 7 / 25 - 09:14 )
ماهو الموقف من النظام السوري برايك
شكرا


8 - رد الى: حامد الجبوري
موفق محادين ( 2011 / 7 / 25 - 13:20 )
رد على السؤال حول الموقف من سوريا
------------------------------------------


باستثناء مصر، ما من دولة عربية واحدة شكلها الحراك الاجتماعي المحلي في إطار التحولات الرأسمالية لدولة السوق القومي. فالدول العربية أسبق من مجتمعاتها و هذه مفارقة لها ما بعدها: أشكال مختلفة من الديكتاتوريات ببرامج وطنية أو على قاعدة التبعية، و ليست سوريا استثناء مع فارق الجغرافيا السياسية و حساسيتها للصراعات الاقليمية و الدولية، حيث طورت دمشق بعد انتقال القاهرة من المعسكر العربي الوطني الى المعسكر الامريكي-الاسرائيلي النفطي، طورت استراتيجية مكلفة لخصومها خارج اسوارها، و مكلفة لشعبها داخل هذه الاسوار. هي استراتيجية الدفاع خارج الأسوار بدل الصدام المباشر الخطر مع عواصم المعسكر الاخر المدعوم امريكيا: تل ابيب، انقره، و عواصم النفط السياسي و ملحقاتها العربية.

و بين دعم حزب العمال الكردستاني و طي اوراقه لاحقا، و دعم حزب الله و حركة حماس و المقاومة العراقية بين الحين و الحين، تضخمت أدوات هذه الاستراتيجية وصارت السياسة شأنا أمنيا و تعايشت جمهورية المقاومة في الخارج مع جمهورية الخوف في الداخل، و تحولت رسائل النوايا الحسنة للغرب و الاتراك الى عبء داخلي اخر.

فمقابل الحفاظ على الاستراتيجية المذكورة و استحقاقاتها الخارجية، قدمت دمشق تنازلات خطرة على الصعيد الاقتصادي الداخلي و خاصة للشريك التركي الجديد، و أعطت الفريق الاقتصادي الليبرالي صلاحيات غير مسبوقة وسعت خط الفقر مع خط الخوف و امتدت الى القطاع العام و العمال و قمح الفلاحين و مراسيم الاصلاح الزراعي. فضاعت احتجاجات الفلاحين المشروعة في زحمة شعارات اخرى و دخلت على الخط عصابات التهريب في الأطراف و اصابع المؤامرة الكبرى الامريكية-النفطية-التركية-الاسرائيلية. ووجد الخطاب الطائفي من يغذيه في المنابر الاعلامية المختلفة مع تراجع و أزمة الخطاب اليساري و مع تراجع الوعي السياسي في صفوف الطبقة الوسطى المتفسخة تحت ضغط سياسات الفريق الليبرالي و تغوله على الدوله و الاقتصاد.

و أصبحت النخب الثقافية و السياسية المعارضة أمام خيارات متباينه: الانعزال، النفاق السياسي، و لم يتردد بعضها تحت شعار التحالف مع الشيطان من الانخراط في الكتيبة الاعلامية البرتقالية تماما كما فعلت المعارضة العراقية من قبل.

هكذا هو الوضع اذن، دولة مثل كل الدول القطرية التي تشكلت خارج السوق القومي، لا مجتمعات ناجزة ولا عقد اجتماعي مدني يردع التغول البوليسي. و تبعات داخلية بوليسية و اقتصادية لاستحقاقات خارجية فرضتها ديكتاتورية الجغرافيا و التاريخ التي صارت جزءا من الضمير العربي المقاوم برمته و بالتالي من خوف عربي مشروع على سوريا.

و بين الحراك الشعبي الواسع المشروع، و بين جماعات الثورة الامريكية الملونة، و عصابات التهريب والتحريض الطائفي و النفط السياسي و الاسرلة، و مرج دابق تركيا جديدة، فإن دفن الرأس في الرمال و تعليق ما يحدث على مشجب المؤامرة وحده، هو تماما مثل تسويق ما يحدث كما لو أنه خالص لوجه الله و الحرية و الشعب السوري...

و بهذا المعنى على التواقين لاصلاح شامل و عميق و حقيقي في سوريا أن يدركوا أنه لن تبقى دولة أصلا لهذا الاصلاح بدون مواجهة المؤامرة التي لا تستهدف النظام بل الدولة برمتها و تفكيكها. و بالمقابل على النظام أن يدرك أيضا أنه لا يمكن مواجهة المؤامرة بدون اصلاح حقيقي.


9 - أسئلة للأستاذ موفق
ماهر من الأردن ( 2011 / 7 / 25 - 15:18 )
تحية طيبة أستاذ موفق

لماذا تصر على التمسك بعدة مناصب في عدة مؤسسات مثل رئيس منتدى الفكر الاشتراكي، رئيس رابطة الكتاب، منسق في المبادرة الوطنية،...نتحدث عن الهيمنة والديكتاتورية ألا يعد هذا هيمنة وديكتاتورية؟

هناك نفس اقليمي واضح في بيان المبادرة وخطابها فكيف يتناسق هذا مع القومية والاشتراكية؟

عاب عليك الكثير موقفك من التهافت إلى الحوار مع الحكومة في بداية الثورات وتلبيتك دعوة الحكومة بسرعة ودون تردد حتى احتج بعض رفاقك وقالوا أنكم ذهبتوا دون مشاورة وأنت نفسك اعترفت أن ذلك كان خطأ، ولكن هذا على حد تعبير الكثير أنه أظهر جانبا من الانتهازية فما ردك على هذا؟

وشكرا لك أستاذ موفق


10 - رد الى: ماهر من الأردن
موفق محادين ( 2011 / 7 / 27 - 01:18 )
رد على السؤال الشخصي
---------------------------

لا أعرف إذا كانت مساحة هذا الحوار مفتوحة للاسئلة و التعليقات الشخصية أم لا .. و مع ذلك فإن ما ذكره الموقع عن سيرتي الشخصية جاء بناء على طلبه. و من الطبيعي ان يذكر المرء أين ولد و ماذا درس و ما هي اهتماماته و تجاربه النقابية و السياسية و ما هي إصداراته .. الخ
و قد تعمدت فيها الايجاز الشديد.. و في كل ذلك لم أتعود ان اقدم نفسي كرئيس لرابطة الكتاب كما جاء في السؤال لسبب بسيط هو أنني انتخبت حديثا لهذا الموقع، أما ما جاء في السؤال عن انني المنسق العام للمبادرة الوطنية فهو ليس صحيحا لأنه لا منسق عام للمبادرة أصلا و بالتالي فإن صاحب السؤال و ليس أنا هو الذي قدمني بهذه الصورة غير الصحيحة...
و فيما يخص اللقاء مع رئيس الوزراء الأردني الحالي فقد جاء في سياق لقاءات واسعة بين الحكومة و المعارضه، و حيث ركزت اللقاءات الأخرى على الاصلاحات السياسية و الدستورية فقد ربطنا من جهتنا، بين هذه الاصلاحات و بين الغاء معاهدة وادي عربة ..
و قد سبق هذا اللقاء استمزاجنا قبل تشكيل الحكومة نفسها حيث اعتذرنا عن ذلك، و كنت ضمن وفد ضم الاصدقاء النائب السابق منصور مراد و المهندس جورج حدادين، فليس المطلوب وزراء معارضين في حكومة موالية، بل حكومة معارضة على رأس جدول أعمالها و قبل الاصلاح الدستوري فك الارتباط مع العدو الصهيوني.
أما اتهام صاحب السؤال للمبادرة الوطنية بأنها تعكس نفسا اقليميا (شرق اردني) فهو ربما لا يعرف ان الخطوط العامه لها وضعت في صالون الصحفي الفلسطيني المخضرم مسلم بسيسو و كلف بصياغتها الأولية الدكتور مازن حنا وهو شيوعي فلسطيني راديكالي. و في كل الاحوال فالخطابات لا تناقش بدلالة مكان ولادة الاشخاص بل بدلالة مكان ولادة النصوص..
و لمن لا يتابع بيانات و أوراق المبادرة، فهي تنطوي على قدر من التفاهم بين خطابين (يساري-وطني) يبالغ في الحديث عن فك التبعية في النطاق القطري مع فتحه على الأفق العربي و بين خطاب (يساري عروبي) أنتمي له يرى أن الطابع الوظيفي التابع للأردن يستدعي رؤيه أوسع في مقاربة موضوعات التحرر الوطني و فك التبعية انطلاقا من ربط كل ذلك بالصراع مع العدو الصهيوني و بالتأكيد على الهوية العربية. فهذه الموضوعات ليست مجرد نقاط أعمال على جدول مناضلين يساريين بل تدخل في صميم البرنامج نفسه.


11 - لماذا تفتحون حوار
ماهر من الاردن ( 2011 / 7 / 25 - 22:29 )
لماذا تفتحون حوار ان كنتم لا تريدون استقبال أسئلة محرجة للضيف. هذه هي المرة الثانية التي لا تنشرون لي أسئلة على الضيف رغم موضوعيتها


12 - حياكم الله
محمد جبرؤوتي ( 2011 / 7 / 25 - 23:54 )
حياكم الله


13 - عزيزي موفق محادين
أحمد الناصري ( 2011 / 7 / 26 - 00:16 )
عزيزي موفق
تحية حارة وتهنئة خالصة على نيل شهادة الدكتوراة التي هي دليل على جديتك ومثابرتك واجتهادك رغم الظروف التي تحيط بك. وسلامة الشاب الرائع فراس بعد تعرضه للقمع الشرس والخطير في التجمعات الشبابية السلمية.
أتفق مع الكثير من تحليلاتك وتشخيصاتك الدقيقة ولغتك الجديدة والقريبة من الواقع وأفكارك الماركسية واليسارية الديمقراطية ومراجعاتك التاريخية الرصينة، وأقدر صعوبة ودقة الوضع الأردني بسبب الجغرافيا والدور الوظيفي التابع وتحولاته وشروطه والعلاقة المباشرة بالقضية الفلسطينية والمخطط الصهيوني والوضع العراقي الخطير، وكل المشهد العربي المعقد والبائس.
علينا أن نستمر بدراسة وتشخيص الأوضاع الداخلية والمخاطر الخارجية في الحالة العربية، وهي كثيرة ومتعددة وواسعة. حيث يقف في مقدمة الأوضاع الداخلية طبيعة الأنظمة الدكتاتورية والاستبدادية الفاشلة وفشل النموذج التابع والمتخلف وجميع الأشكال الأخرى، ونحن نشهد التحركات الشعبية في محاولة للخروج من المأزق التاريخي لكي ندخل التاريخ او نعود أليه. لذلك فأنني أستغرب وأستنكر عدم فهم طبيعة النماذج الدكتاتورية وسقوط وتهافت جميع التبريرات المؤقتة والواهية في الدفاع عنها، خاصة تجربة النظام العراقي السابق والدكتاتور المتخلف صدام شخصياً والنموذج البشع الذي صنعه، حيث إن الدكتاتورية لا يمكن لها أن تقود مشروع وطني او قومي ناجح ومتقدم، دع عنك أنه ديمقراطي يسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية، وهذا الوهم مثل من يدعي الآن بالطائفية الوطنية او الطائفية الديمقراطية كذا لتحقيق (العراق الجديد) وكل الكلام الفارغ والسخيف الآخر، حيث تبقى كلها نماذج بائسة وفاشلة بل قاتلة ما دامها تدوس على الإنسان وتسحقه وتشوهه. وقد عجبت لدفاع فئات واسعة من المثقفين اليساريين العرب عنه، وأنا لا أتكلم عن من قبض أو ارتبط بالنظام العراقي السابق أطلاقاً. علماً بأنني ضد الحرب والاحتلال والطائفية والإرهاب والدين السياسي، وهذا موقف وطني معلن ومعروف، وهو ليس موضوعنا الآن. إن الموقف النقدي موقف دقيق وموضوعي ومستقبلي وهو غير انتقائي او ظرفي ولا يستجيب للموجات العامة العابرة والخاطئة، مهما كانت شدتها وضجيجها..
أقدر ظروف وأسباب نظرة الأصدقاء في الأردن أو المغرب العربي، وهي نظرة خارجية غير دقيقة وليست نقدية وفيها قدر من الانزلاق العاطفي المتسرع، وهذا الموقف الحساس يمكن ان يطيح بكل المشهد والمواقف الأخرى دفعة واحدة. وقد كتبت لك رسالة مفتوحة رداً على موضوع لك بهذا الصدد كما حاولت الاتصال بك كثيراً.
أكيد انك تتذكر محاولتنا الجريئة والجميلة للقيام بعمل مشترك في بداية التسعينات لدراسة الحالة العراقية والتعرف عليها عن قرب، حيث قررنا السفر الى كردستان العراق بصحبة عدد من المثقفين العرب للإطلاع على الوضع وتدقيق النظرة الخارجية السريعة لتكوين موقف واضح ورصين مما يجري، وكنا نقدر سعة المخاطر القادمة، والتي تحققت للسف الشديد، لكن ظروف وصعوبات فنية حالت دون تلك المبادرة الهامة.
مع تقديري العالي لجهودك
* أنشر اليوم على صفحات الحوار المتمدن جريمة اخرى من جرائم الفاشية المتخلفة
احمد الناصري (أمين)


14 - رد الى: أحمد الناصري
موفق محادين ( 2011 / 7 / 27 - 01:22 )
الصديق أحمد الناصري
------------------------


لا أحد يدافع عن الدكتاتوريات و لكن من الضروري التميير بين الموقف منها و بين تشخيصها، ذاك انها لا تختصر في شخص محدد مهما بلغ جبروته و جبروت أجهزته، في تكثيف لنظام اجتماعي – اقتصادي – ايديولوجي شامل يتشكل عادة في مجرى الأزمة و يلغي معه قطاعات واسعة و خاصة في البلدان التي تفتقر الى الانصهار المدني و البلورة المستقرة لطبقات اجتماعية لا لمجاميع عشائرية و طائفية ..
و بهذا المعنى و بقدر ما ينبغي التشديد ضد الدكتاتور الشخص، دائما و في كل مرة أيا كانت الظروف السياسية .. بقدر ما ينبغي الحذر في ظروف محددة وبحيث يجري تفكيك الدكتاتورية كنظام اجتماعي بما لا يؤدي الى تفسخ الدولة و انفجار مجتمعها الى عناصرها ما قبل الرأسمالية على نحو ما حدث في العراق بعد العدوان الامريكي-الأطلسي عليه واطلاق يد المافيات المذهبية واللصوصية الدولية التي استباحت موارده و أعادته الى الخلف عقودا طويله


15 - المؤامرة الكبرى الذي يتعرض لها الوطن العربي
عبد الرحمان بن ملجم ( 2011 / 7 / 26 - 09:43 )
الاستاذ تحية طيبة : تتكلمون عن ما يحصل بالعالم العربي المجروح والمثخن بالجراح هل تعتبرون، بعد ما قام به المجلس العسكري في مصر ، ان ما حصل بها يعد انقلابا على شخص مبارك وليس على النظام ؟ وهل تعتبرون التغيير الذي اودى بمبارك ثورة ما دام العسكر حبايب مبارك هم الذين يتولون انجاز مطالب ( الثورة)
سؤال اخر . بغض النظر عن الدكتاتور معمر القدافي وبشار الاسد هل تعتبر ما يقوم به ثوار النيتو ثورة ام مجرد انقلاب معارضة تعيش في الغرب وبين احضانه ومساعدته على دكتاتور عمر طويلا ؟ثم متى الغرب يساند الثورا الحقيقيين والثورات العمالية والفلاحية؟ اليس الامر يتعلق بمؤامرة يهودية مسيحية كاثوليكية بروتستانية وماسونية غرضها احراق العالم العربي بايدي ابناءه لاضعاف الجميع لصالح تقوية الدولة الصهيونية ؟


16 - رد الى: عبد الرحمان بن ملجم
موفق محادين ( 2011 / 7 / 27 - 01:25 )
كيف نتعامل مع ما يجري
--------------------------

يميل البعض لرؤية الاشياء من زاوية ثنائية أقرب الى المنطق الصوري، ومن ذلك رؤيتهم لما يشهده الشارع العربي منذ أشهر، فالبعض يرى فيه ثورة شعبية خالية من الشوائب المشبوهة، و البعض الآخر يرى فيه ثورة ملونة و مضادة و مؤامرة أمريكية-صهيونية و فوضى هدامة .. الخ
أما المنطق الجدلي فلا يرى الأشياء مجرد ثنائيات متقابلة أو متجاورة، متصادقه أو متعايشة، بل حالة موضوعية لمجرى صراع اجتماعي-اقتصادي-سياسي-ثقافي مفتوح على كل الاحتمالات حسب ارادات الصراع و قدرتها على ادارة هذا الصراع و حسمه لصالحها...
بهذا المنطق يشهد الشارع العربي أشكالا من الوحدة و الصراع بين قوى مختلفة في مصالحها و مرجعياتها و آفاقها. فمن جهة، ثمة حراك شعبي واسع مشروع ضد الفساد و الاستبداد، تتباين آفاقه تباين طبيعة القوى المنخرطه فيها من قوى عفويه غير مجربه هي الأوسع الى قوى منظمة أقل تأثيرا، و من جهة ثانية، ثمة حراك أقرب الى ما يعرف بالثورات الملونة أو البرتقالية المرتبطة بالدوائر الرأسمالية العالمية و خاصة الامريكية و تضم هذه (الثورات الملونة) طيفا واسعا أيضا من القوى المختلفة سياسيا و ايديولوجيا فمن ليبراليين خرجوا من عباءة اليسار و نشطاء حقوق الانسان بمقياس منظمات التمويل الأجنبي و مدارسها و فلاسفتها (جين شارب و بيتر أكرمان و جورج سوروس) و الصناديق الأمريكية و الأوروبية التي تدعمها ... الى ليبراليين انزلقوا الى إعادة إنتاج أفكار جون لوك و زوروها في الواقع لتلائم خطابهم ... الى اسلام سياسي برتقالي يستلهم الموديل التركي .. الى جنرالات ترعرعوا في دورات الأكاديميات العسكرية الأمريكية..
و جميعهم بقايا اليسار الذي تحول الى الليبرالية و نشطاء الانجؤوز و جماعات الاسلام التركي و عسكر الأمريكان، يتحركون على ايقاع محاولات المركز الرأسمالي العالمي تجاوز أزمته المتفاقمة و تجديد نفسه في الجنوب العالمي عن طريق استبدال الحرس القديم بحرس جديد يعيد دمج هذا الجنوب في النظام الرأسمالي العالمي.
أمام هذا المشهد المتداخل علينا الانخراط في الشارع و الصراع عليه و من أجله و ادراة التحالفات بحذر شديد فلا نجعل من التناقض الثانوي رئيسيا و لا العكس في كل مرة، و علينا التحلي بالثبات و بالنفس الطويل، فالثورة التاريخية مجرى طويل ومعقد، تتراجع و تسرق تارة و تتقدم و تصوب نفسها تارة أخرى، و هكذا على مدى سنوات لا أسابيع أو أشهر .. و لا بد من الاستدراك هنا بأن الثورة قد تسقط شخصا أو فريقا و لكن المعركة ضد النظام بكل علاقاته و بنيته تحتاج لصبر و كفاح طويل.
ونخلص من ذلك كله، بأن المؤامرة موجودة و الثورة موجودة، أصابع العسكر الى جانب مطارق العمال و مناجل الفلاحين و العبرة بحرمان الثورات المضادة من سرقة الثورة و تلوينها بالالوان الامريكية و الصهيونية.


17 - من الضروري التصدي للاقليمية
ابراهيم حجازين ( 2011 / 7 / 26 - 13:07 )
تحياتي للدكتور موفق وارى ام مداخلاته في هذا الحوار تكتسب اهمية بالغة لتظهير موقف يستحق الاطلاع عليه ومحاورته ا. لي رؤية أاود ان أرى موقفك نحوها. أعتقد أن من له مصلحة بشرخ المجتمع وتقسيمه على أساس إقليمي هم ليسوا فقط الذين يسعون إلى وقف الحراك الشعبي ووضع العراقيل أمام عملية الإصلاح بحجة التوطين والوطن البديل أو الفاسدون الذين يرون وهم محقون أن الإصلاح سيفتح الطريق أمام محاسبتهم وإنهاء سيطرتهم وبالمناسبة هؤلاء هم حسب التعبير الذي درج في الأدب السياسي المحلي وهذا تعبير لا يخلو من الغموض المقصود والضار أيضا من مختلف الأصول والمنابت وهؤلاء معنيون بوقف أي تقدم نحو الديمقراطية والإصلاح لأنهم يدركون أن مقابل التقسيم الإقليمي تكون الوحدة أي وجود جبهة واسعة قادرة على فرض عملية التغير الديمقراطي بمضامينه السياسية والاجتماعية ، فالمعادلة إذن هي وحدة النسيج الوطني والاجتماعي الأردني تساوي حراك شعبي واسع من اجل الإصلاح والديمقراطية. وهذا أمر حقيقي، لكني أود أن أشير أن الفتنة الإقليمية ليست وليدة هذه المرحلة بل لها عوامل موضوعية تكمن في تاريخ المنطقة وأحداثها منذ سياكس بيكو ونتيجة عمل دؤوب لقوى سياسية نافذة وجدت أرضا قابلة لتلقفها ويتمثل ذلك شعبيا بـ-الوعي الوطني- الزائف الذي نتج عن تقسيم المنطقة العربية إلى مقتطعات محلية مصطنعة تطلب تأكيد وجودها تربية من نوع خاص مرتبطة بمصالح أولئك المتربصين بنزعات الوحدة القومية. أمر أخير لا بد من التنويه له أنه في المرحلة الأخيرة قبل حركة الثورات الديمقراطية العربية عانى مجتمعنا من ظهور الإقليمية على السطح وارتبط ذلك بمحاولات أخيرة للحد من الحراك الاجتماعي الذي ارتبط بالصراع مع من دعوا بالليبرالية الجديدة ، وهو الأسلوب الذي تتبعه أوساط محددة تعلن انتمائها إلى تجمعات الإصلاح لكنها تضع العراقيل أمامه حين تربطه بأطروحات دسترة فك الارتباط وغيره. أني احذر من أن التشظي لن يقف عند شر الإقليمية فحسب ، بل سيتوسع وينتج احتقانات اجتماعية تأكل الخضر واليابس، وهو ما ينتظره عدونا الأوحد الصهاينة الذين يتحينون الفرصة لإخراج مشروعهم المأزوم من مأزقه التاريخي عبر إثارة صراعات عربية- عربية لفرض هيمنتهم كوكيل أمريكي ضمن تساند إقليمي لإيران وتركيا والصهاينة يسعى من خلاله الأخيرين أن يتبؤوا الموقع الأول تمهيدا لفرض واقع كياني سياسي بشكل نواة مشروع شرق اوسط امريكي جديد.


18 - رد الى: ابراهيم حجازين
موفق محادين ( 2011 / 7 / 27 - 01:26 )
حول الوطن البديل – الصديق ابراهيم حجازين
-----------------------------------------------

في غياب الانصهار المدني للمجاميع الطائفية و العشائرية و الجهوية فإن ضعف الدولة (المجتمع السياسي) لا يعزز قوى المجتمع المدني و لا يؤسس لتحولات ديموقراطية بقدر ما يعيد المكونات الاجتماعية الى عناصرها ما قبل الرأسمالية و يبعث الحياة في الخطاب الطائفي و العشائري كما لاحظ مهدي عامل مبكرا و كذلك غوندر فرانك في كتابه (تطور التخلف)
و فيما يخص الحالة الأردنية – الفلسطينية فإن تفكيك الدولة الأردنية في مناخات وادي عربة التي عمقت الارتباط الرسمي مع بنية العدو الصهيوني، لا يؤدي الى استبدال المجتمع السياسي الأردني بمجتمع سياسي بديل فلسطيني، بل الى اشكال اخرى لا مكان فيها لدولة اردنية أو فلسطينية.

ذلك ان الدولة أو المجتمع السياسي المركزي الوحيد الذي كرسته الاتفاقيات الاردنية و الفلسطينية هو العدو الصهيوني وفق مشروع البنيلوكس الثلاثي (مركز اسرائيلي و محيط اردني – فلسطيني) على شكل سلطات (لا دول) أقرب الى الادارة المدنية أو الحكم الذاتي و على شكل سكان (لا مواطنين) مما يجعل الشكل الوحيد المتوقع للحل الاسرائيلي للقضية الفلسطينية هو التوطين السكاني لا التوطين السياسي، مما يتطلب و يستدعي من الاردنيين و الفلسطينيين معا حشد جهودهم لمواجهة هذا العدو و تفويت الفرصة على خطاب التجييش الاقليمي المتبادل و بالتالي رؤية خطاب الاصلاح السياسي و الدستوري في الاردن على قاعدة الصراع مع العدو و فك الارتباط معه .. فمن خلال ذلك تصحح العلاقات الاردنية – الفلسطينية نفسها في مجرى الصراع المذكور و على قاعدته.


19 - كفى من اختراع بعبع اسلام يخيف
حسان داودي ( 2011 / 7 / 26 - 18:42 )
لماذا نرى دائما في أي تحول ربما قد يكو نحو الأفضل حسب المعطيات والوجهات
هرولة اليساريين نحو التحذير من الإسلام لماذا يخاون من الإسلام بهذا الشكل ويتهمونه بألتوجه الإمبريالي ، لماذا لا نكف عن غتهام كل من يدعوا إلى فكر إسلامي يتماشى مع عصر التعايش السلمي لماذا نرى اليسريين يعبئون ويتهيأون لمعاداة التوجه الإسلامي بادعاء أنه استغلال غربي لكبح جماح قوة لماذا نضع الفكر الأسلامي قربانا لا يستفيد منه إلا الغرب لماذا يضع اليساريون أنفسهم عدوا أولا لحملة الفكر الإسلامي أليس هم من نادوا بمحاربة الإمبريالية الغربية والإستعمار
بغض النظر عن مبادئ الفكر الماركسي الذي يميز توجه اليساريين نرى أن في الإشتراكية التليدة ما يتوافق مع التوجهات الإسلامية لما لا يستغل اليساريون تلك النقطة للتحالف مع التوجه الإسلامي لمقاومة الإستعمار الأمبريالي ، علما أن كل الفترات السالفة والحالية أيضا لا تخدم صالح اليساريين لما لهم من استغلال لتطلعات الشعبية فشلوا في الحفاظ عليها بسبب التسلط والإستبداد وخير مثال على ذلك الذافي الذي كان من أحد رمون اليسار وانظوائه في محاربوة الإمبريالية حت استتب له الأمر تغير توجهه واحتكر السلطة لعقود
ألا يعني هذا أن كلمة اليسار ماهي إلا تعقيد وجمود لتطور أي مجتمع إسلامي


20 - رد الى: حسان داودي
موفق محادين ( 2011 / 7 / 29 - 15:03 )
فوبيا الاسلام – السيد حسن داودي
------------------------------------


لست من الذين تقشعر أبدانهم كلما ذكر الاسلام السياسي، فهذا الاسلام قاد حرب التحرير الوطنية في المغرب (الخطابي) و الجزائر (جمعية العلماء) و ليبيا (عمر المختار) و فلسطين (المجاهد السوري القسام) ثم جماعة الاخوان نفسها في حرب 1948 و لا أحد يتصدى اليوم للغزو الأمريكي – الصهيوني كما حزب الله و حماس و الجهاد الاسلامي ..
فهذا المعنى، فما من مرة انخرط فيها الاسلاميون في معارك الأمة ضد الغزاة الرأسماليين الأجانب، الا و كان تقديرهم و احترامهم كبيرا ووافرا بما في ذلك طالبان في افغانستان .. و بالمقابل ما من مرة اقترب الاسلاميون فيها من الصراع على الدولة و المجتمع الا و كان الانقسام كبيرا حول ذلك من علي عبد الرازق على يومنا هذا .. و ليس مثال حماس بعيدا عن المشهد، فحماس المجاهدة المقاتله في قلب الجميع، و حماس التي تشغلها السلطة في قلب الاختلافات، و مثلها البقية، من دولة الخلافة كما يطرح حزب التحرير الى ولاية الفقيه عند مجتهدين من الاثني عشريه و مشروع الامام الخميني، و الثورة الايرانيه ..
و من حق الاسلاميين ان يحتجوا على هذا الاستنتاج (تريدوننا مقاتلين لطرد الغزاة و تحتجون علينا اذا اقتربنا من السلطة).. ليس لدي جواب و لكنني قلت: كم يحظى المقاتلون الاسلاميون باجماع الامة في المقاومة، و كم يتحولون الى مسألة خلافيه على أبواب السلطة.. ليس لدي جواب لان الاسلاميين لا يقدمون خطابا واحدا و يتراوحون بين تيارات لا أعارف أين يقف صاحب السؤال منها لأتفق أو اختلف معه:
1- ثمة اسلام لا يخفي خطابه الديني في الدنيا (من سيد قطب الى تلاميذ الخميني الى حزب التحرير الى بعض الجماعات السلفيه التي لا تزهد في الدنيا زهد السلف الصالح)
2- ثمة اسلام برتقالي لا يخفي روائحه الامريكيه
3- و ثمة اسلام يتحدث عن اصلاحات مدنية بلغة شديدة العمومية، و مثلهم كثير من اليساريين و الديموقراطيين الذين لا يقدمون تصورات محددة.
و الحق انني ارى موجة اسلامية طويله على شكل حقبة من الزمن فيما يشبه دورات التاريخ (موجه قوميه – موجه يساريه .. موجه اسلاميه) و هكذا .. و إذا كانت الموجات القوميه – اليساريه قد عاصرت الثورة البرجوازيه و دولها الجهوية و المذهبيه في الجنوب العالمي ، فإن الموجه الاسلامية تعاصر أزمة هذه الثورة في المرحلة الامبريالية و ميلها الى الانفجارات


21 - الاعتراف بفلسطين على حدود 4 حزيران
نزيه قطامين ( 2011 / 7 / 27 - 05:19 )
أولاً أود التعليق على دلالات اعتراف سوريا الرسمي بفلسطين على حدود 4 حزيران 67 ، كيف يمكن قراءة هذا الاعتراف من زاويتين : من جهة هل سيسهم هذا الاعتراف سياسياً في دعم أكثر للقضية الفلسطينية ومسعى الرئيس عباس في أروقة الأمم المتحدة لانتزاع اعتراف رسمي بالدولة الفلسطينية ، ومن جهة أخرى تأثير هذا الاعتراف على علاقة النظام السوري باسرائيل ، هل يمكن فهم هذا الاعتراف على أنه تطمين سوري رسمي لقادة الكيان الصهيوني بأن سوريا مستعدة للانخراط في تسوية مع هذا الكيان بناءاً على هذا الاعتراف؟؟

ثانياً : أية اعتبارات برأيك دفعت النظام السوري لمثل هذا الاعتراف وسيّما أنه يجاهر بعدائه للكيان الصهيوني ، هل يمكن اعتبار الحفاظ على السلطة احد تلك الاعتبارات في مواجهة احتجاجات متأججة التي تشهدها سوريا حالياً ؟


22 - رد الى: نزيه قطامين
موفق محادين ( 2011 / 7 / 29 - 15:23 )
سوريا والدفاع خارج الاسوار – الصديق نزيه قطامين
--------------------------------------------------------


منذ التحاق نظام السادات ثم مبارك بالمعسكر الاسرائيلي و دمشق تبلور استراتيجية بديله عن التفاهم المصري-السوري التاريخي و تتكون هذه الاستراتيجيه من شقين:

1- سياسي يحاول استيعاب الضغوط الاقليمية و الدولية، عبر التأكيد على القرارات الدولية، و بما ينسجم في الوقت نفسه مع طبيعة المجموعة التي سيطرت على سوريا بعد الاطاحهه بالجناح المتشدد عام 1970 الذي يرفض الاعتراف بالعدو الصهيوني و يدعو لاستلهام النموذج الفييتنامي ..
و يلاحظ هنا ان الاستراتيجية السوريه المعروفه بالمثلث المصري-السوري-السعودي والتي استدعت الاعتراف بالقرارات الدولية كانت واحدا من أسباب الضغط المتواصل على القاهرة لكسر هذا المثلث كما حدث في كامب ديفيد.

2- عسكري تمثل باستبدال سقوط المثلث المذكور، باستراتيجية الدفاع خارج الاسوار و من ذلك دعم حزب الله و المقاومة اللبنانية وحماس و المقاومة الفلسطينية و حزب العمال الكردستاني في تركيا الاطلسية، و بهذا المضمار فإن الاعتراف السوري باسرائيل لم يكن شيكا على بياض و لم يراكم مواقف سياسية سورية على طريقة الاعترافات العربية الاخرى و منها السلطة الفلسطينية الى تحولت عمليا الى ادارة محلية اسرائيلية بالوكالة ... فدمشق لم توقف تعاونها مع المقاومة بل انها تمكنت بفضل هذا التعاون من طرد اسرائيل من جنوب لبنان على دفعتين و أسقطت اتفاق ايار و عطلت الهجوم السياسي الاسرائيلي – الامريكي عند الاتفاقات الموقعه مع مصر و السلطتين الاردنية و الفلسطينية أخيرا إذا كانت سوريا قد عوضت سقوط استراتيجية المثلث السوري-المصري-السعودي باستراتيجية الدفاع خارج الأسوار مع التزامها بالقرارات الدولية، فإن انخراط أطراف من الأزمة السورية الحالية في (حرب خارجية) داخل الاستوار يستدعي مراجعة للبنية الاجتماعية الطبقية التي حملت مع تشرين 1970 التزاما بالقرارات الدولية التي تعترف بالعدو، فالصراع في المنطقة كان ولا يزال صراع وجود بين مشروعين، (اسرائيل الكبرى) أو سوريا (الكبرى) ..


23 - hbv]k hgn hdk
محمد علي فالح الصمادي - موقع مجتمع .نت ( 2011 / 7 / 28 - 09:38 )
الدكتور موفق
يفخر كثير من الاردنيين بشخصك الكريم ويلتقون على انك قامة وطنية بؤخذ بثاقب رأيك لهذا ولغيرة نحتاج الى حديثك عن ملامح المستقبل الاردني والعربي بين وبعد الثورات كذلك الحديث بقضايا الاصلاح وانظمام الاردن الى التعاون الخليجي ودور الاحزاب بنهضة المجتمع الاردني والخطوة القادمة للحراك الشعبي


24 - رد الى: محمد علي فالح الصمادي - موقع مجتمع .نت
موفق محادين ( 2011 / 7 / 29 - 20:55 )
مستقبل الأردن – السيد محمد فالح الصمادي
--------------------------

مهما كان الحراك الشعبي المحلي فعالا وواسعا فإن العوامل الاعتبارات الاقليمية و الدولية لا تقل أهمية عن العوامل الداخلية، و بل و شديد الارتباط بها، و ذلك أن الأردن محصلة عدة اعتبارات خاصة من اعتبارات دولة الجغرافيا السياسية:

1- فهو ابتداء خروج على الجغرافيا الاردنية السابقة بوصفها جزءا من جغرافيا سياسية أوسع هي بلاد الشام.

2- ان الدوله الأردنية أيا كان مستواها سابقة على المجتمع، فيما المفترض في الدولة الحديثة ان تقوم المجتمعات و حركة البرجوازية فيها بتأسيس دولها

3- الطابع الوظيفي لاستحقاقات تقسيم العمل الاقليمي و تداعيات تقسيم سوريا الطبيعية في اتفاقية سايكس بيكو التي جعلت من الدولة الاردنية حاجة خارجية بمتطلبات داخلية.

4- البافر ستيت (Buffer State) أو الدولة العازلة للطابع الوظيفي المذكور فعلى ايقاع سايكس بيكو ضد سوريا الطبيعية كانت ثمة حاجة استعمارية أخرى لعزل مصر عن الشرق باختراع ثكنة عسكرية على شكل دولة يهودية (عد بلفور) تحتاج لمنطقة عازلة في الشرق العربي من متطلباتها استيعاب موجات اللاجئين الفلسطينيين المتتالية وفق برنامج التوسع الصهيوني 1948-1967 و ما بعد أوسلو أيضا.
و قد ترتب على كل ذلك اعادة انتاج الاردن، دائما كدولة تابعة و تحطيم شروط الاقتصاد الانتاجي لصالح بنية بيروقراطية – أمنية لم تسمح بصهر العناصر المختلفة في بوتقة مجتمع مدني جديد حيث ظلت هذه العناصر تحت (الخدمة الوظيفية) بدو موالون مقابل كتلة فلاحية مشكوك فيها باعتبارها حاضنة لأفكار عبد الناصر و البعث و الشيوعيين، و قد ظلت هذه المعادلة حتى منتصف الستينات الى ان استبدلت بعد أيلول 1970 بشرخ آخر (اردني-فلسطيني) و كان ملاحظا في الفترة الأخيرة سيناريو ثالث عمل على تقسيم داخل التقسيم عبر المشاجرات الطلابية الجماعية و قانون الصوت الواحد

5- المناورة في الدوائر العربية و المحاولات الدائمة لاستبدال أو مواجهة المثلث المصري-السوري-السعودي المؤيد للفلسطينيين بعلاقات خاصة مع العراق ابتداء من حلف بغداد 1955 الى التعاون مع العراق بكل عهوده الملكية و الجمهورية

6- التحولات المفاجئة بعد سقوط منظمة التحرير الفلسطينية و دخولها على خط المنافسة مع الدور الأردني بدعم السادات و ملك المغرب ابتداء من قمة الرباط 1974 مرورا بانتفاضة 1987 وانتهاء باتفاقيات اوسلو 1993، مما جعل الأردن يبحث عن دور وظيفي بديل للدور الفلسطيني اسرائيليا هو الاستثمار في مكافحة الارهاب، و هكذا و على الرغم من مرور أكثر من ثمانين عاما على تأسيس إمارة شرق الأردن ظل الأردن شديد الحساسية للعوامل التالية: العامل الصهيوني و استحقاقات العلاقة الاردنية-الفلسطينية في ضوء ذلك، مصير دول الجوار العربي، السعودية وسوريا و العراق .. و ظلال كل ذلك على مراكز القوى الأردنية نفسها ..

فماذا عن الواقع الحالي و مستقبل الأردن المنظور و آفاق الاصلاح المنشود في ضوء التساؤلات التالية:
1- هل بوسع الأردن تجديد دوره الوظيفي السابق على الصعيد الفلسطيني
2- هل يستطيع الانكفاء و شراء الوقت و ادارة الأزمة كما يفعل الان
3- هل يستطيع الهروب الى الأمام باصلاحات سياسية وما هي معيقات ذلك، محليا و خارجيا
4- هل من بدائل، و ما العمل ..

في الاجابة على السؤال الأول من المفهوم ان النسخة الأولى من الدور الوظيفي الفلسطيني انتهت الى غير رجعة، فالمطلوب اليوم نسخة مختلفة تماما في إطار مشروع البنيلوكس الاسرائيلي (مركز اسرائيلي و محيط اردني – فلسطيني) أي دولة مركزية (اسرائيلية) مع مجال حيوي من سلطتين اردنية و فلسطينية تديران مجاميع سكانية لا مواطنين و تضمنان تصفية القضية الفلسطينية خارج فلسطين و تجسير للدور الاسرائيلي الى خطوط النفط و الشرق برمته و هو ما يعني و باختصار شديد تفكيك الاردن كدولة جغرافيا سياسية، و تحويله الى جغرافيا مجردة داخل الجغرافيا السياسية الاسرائيلية و كذلك تصفية القضية الفلسطينية داخله ليس عن طريق الوطن البديل السياسي بل كشكل من التوطين السكاني.

في الاجابه على السؤال الثاني، فإن الطابع الوظيفي التابع للدولة يمنعه من الانكفاء طويلا و يجبره، طالما لم يتحرر منه، على الخضوع للسؤال الأول (البنيلوكس الاسرائيلي) ذلك ان الموارد الأساسية للدولة هي موارد مرتبطة بهذا المشروع. ويعزز من ذلك نهج عقلية المافيات و الفساد و النهب و اللصوصية التي لم تبق و لم تذر

في الاجابه على السؤال الثالث، و قدرته على اجراء اصلاحات سياسية، فإن القوى الاقليمية التي تتغلغل في تفاصيل الحياة السياسية و مراكز القوى المختلفة ليست لها مصلحة في ذلك فضلا عن ان الطابع و النهج العام للدولة هو المتضرر الأول من أية اصلاحات ..
فهل يسمح اللوبي الاسرائيلي باجراء انتخابات ديموقراطية تدفع الى قبة البرلمان أغلبية تتحفظ على اتفاقية وادي عربة، و هل يسمح التغول الأمني بالحد من نفوذه، و هل تسمح السعودية المصدر الأول للمساعدات بأية اصلاحات تغذي رياح الاصلاح فيها .. و ليس بلا معنى هنا الضخ السعودي الأخير و ضم الأردن لمجلس التعاون الخليجي في مقايضة واضحة: عرقلة دعوات الاصلاح مقابل خدمات لوجستية أردنية تصنع تحالفا على الأرض بين العدو الصهيوني و بين دول المجلس ضد ايران ..
و من معوقات الاصلاح أيضا غياب أية مراجعة وطنية للعلاقات الأردنية-الفلسطينية وعدم تحرير هذه العلاقات من سيطرة نخب المحاصصة و الاحتقانات الاقليمية، ففي هذه الأجواء الكريهة، يتحول الحديث عن الاصلاح السياسي و الدستوري من مطلب شعبي جامع الى مخاوف و احتقانات اقليمية تعززها الملامح العامة لقوى المعارضه و الشارع: حراك شعبي أردني مطلبي في قاعدة الدولة المتفسخة و بالمقابل كتلة فلسطينية تتنازعها أغلبية صامته و نفوذ اسلامي و نخبة لا يهمها من الاصلاح الا توسيع المحاصصة و ليس إعادة بناء الدولة بعيدا عن التبعية و الطابع الوظيفي و التشابك البنيوي مع المشروع الاقليمي للعدو.

ما العمل:
------
تدور التصورات السائدة لمواجهة الوضع الأردني الحالي على القاعدة نفسها مع فرق في الاجتهادات و دون ان تلحظ أو لا تريد ان تلحظ ان المشكلة في هذه القاعدة، أولا و قبل كل شيء، و هي قاعدة الاعتراف و التسليم ببنية الدولة القطرية و هويتها، خاصة في الحالة الأردنية و نسختها الكوميدية في الحالة الفلسطينية .. فمن أوهام البعض بأن المطلوب هو تغيير النهج العام و فك التبعية في إطار هذه البنية الى أوهام البعض الآخر بأن المطلوب هو اصلاح النظام نفسه..
و فيما تستند الأوهام الأولى الى خطاب اليسار التقليدي (بقايا الحزب الشيوعي و الجبهة الديموقراطية) تستند الثانية على الخطاب الوطني التقليدي بمدارسه المختلفة و كلاهما خطابان من الماضي عفى عليهما الزمن و لا يلحظان الاليات الامبريالية من زمن العولمة و دورها في تفكيك البلدان الصغيرة و دمجها في النظام الرأسمالي العالمي و هي خالية من (شوائب) الاستقلال السياسية و الهويات الوطنية، ناهيك بالطابع البنيوي الوظيفي للحالة الأردنية أصلا و بالحاجة الاسرائيلية لتفكيك المحيط الاردني-الفلسطيني و دمجه في المركز الاقليمي الاسرائيلي ..
و بالمحصلة، فإن السؤال الغائب ليس سؤال الصراع على دولة وظيفية متآكلة، بالتغيير أو الاصلاح، بل سؤال آخر، هو سؤال المقاومة، مفهومها و هويتها و آلياتها و مجالها ..
و لنا أن نقول أن المطلوب ابتداء هو صياغة خطاب مقاوم بهوية عربية و ضمن مجال بلاد الشام كلها، فالاستقطاب اليوم ليس بين خطابين راديكالي و اصلاحي داخل بنية قطرية، بل بين خطابين و اقليمين، سوريا الطبيعية أو اسرائيل الكبرى، و لا يعني ذلك خطابا مطلقا بدون خصوصيات سياسيةى بل تصويب مفهوم الخاص و العام و اشتقاق المهام و الأدوات و البرامج الخاصة على ايقاع العام و بدلالته.


25 - اين اسئلتنا
نزيه قطامين ( 2011 / 7 / 29 - 14:27 )
اين اسئلتنا التي بعثنا بها اليكم قبل ايام ؟ الم تعدونا بنشرها ؟؟؟


26 - رد الى: نزيه قطامين
موفق محادين ( 2011 / 7 / 29 - 15:25 )
مع الاعتذار في التأخر بالرد

اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30