الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-العاشق البصير-

شمسان دبوان سعيد

2011 / 7 / 24
كتابات ساخرة


رايته يمسح بأطراف أصابعه شعره المدلل وقد شق طريقا في منتصف الرأس طريقا مرصعا بشعره المصبوغ بزيت ذو رائحة طيبة .... يمشي متبخترا من شارع إلى أخر.... يشعر بشي يتحرك فوق رأسه .... يلتفت يمينا ويسارا .... ما هذا ؟ يتفقد بحافة أصابعه شعره المتحرك هنا وهناك .... يتأكد من بقاءه فوق رأسه .... يقف جانبا على رصيف الشارع يترقب إشارة المرور فما أن يرى إشارة المرور باللون الأخضر يهرول إلى جانب كل سيارة يرى وجهه في مختلف مرايا السيارات ... لم يكن من السائقين إلا القول الحمد لله الذي فضلني مما ابتلى به غيري ....
تسلل ذات مرة إلى إحدى الحارات الغير مكتظة بالسكان ليرى امرأة شابه تلوح بيدها هنا وهناك وعلى باب منزلها .... تتلمس جدار المنزل من الباب تبحث عن مكان مناسب لتأخذ نصيبها من حرارة الشمس ..... لبعض ساعات من الوقت ثم تعود وتبحث عن باب منزلها مرة أخرى . وهنا رأى الشاب بطل من شخصيته .... قرر أن يعود مبكرا في اليوم التالي إلى نفس المكان قائلا عسى أن تكون من نصيبي ...... وفي اليوم التالي اعد عدته من دهان الشعر والعطر الفاخر واللباس الضيق الذي صنع منه شبه ظل فقط .... يمشي وينظر كل مرة إلى جوانبه ...... يتفقد هيئته ويسأل نفسه هل أصبحت شابا وسيما ستتهافت عليّ بنات حواء ؟ وسرعة ما يجيب عن نفسه نعم .... وفي اليوم التالي وفي نفس الموعد ..... خرجت تلك الفتاة وكالعادة تلوح بيدها هنا وهناك لتبحث عن مكان تأخذ منه قسطا وافرا من حرارة الشمس والهواء النقي ... تقدم الشاب إليها مبتسما السلام علينا ... سمعت الفتاة هذه العبارة وقامت تتحسس الطريق بيديها إلى باب المنزل .... وصل الغبي إلى المكان ليكتشف أن تلك الفتاة بصيرة وان حركات التلويح بيديها لم تكن لانجذابه ولكن للبحث عن طريق ... وهنا لم يكن من الشاب إلا أن يفيق من سباته وحماقته .. ليعود إلى البيت يخلع ملابسه الضيقة يغسل شعره المصبغ بالدهان .. يلبس الثوب بدلا من البنطلون الضيق ... يهرول إلى المسجد يمكث هناك إلى وقت متأخر من الليل تائبا إلى الله فائقا من سباته ..... يمشي على رصيف الشارع ليرى احد المارة الشاب مبتعدا عن مرايا السيارات رسمي اللباس .... فمكان كان منه إلا القول سبحان الله العظيم .. محي العظام وهي رميم .... ليرد الشاب عليه بالقول بل العاشق البصير فقد البصيرة وفاق من سبات الجهل والغباء ... ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل