الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هم وكالين رمضان؟

فريسن فيصل

2011 / 7 / 24
الادب والفن


من هم وكالين رمضان؟
أثبتت الدراسات أن آكلي رمضان متعددون وكثيرون،هم أصناف عديدة ،أجناسهم مختلفة ودوافعهم كثيرة.

١ـ ألآكول: هومسلم يؤمن بوجودالله لكنه يؤمن بوجود معذته أكثرمن وجودالله، قد تدفعه شهيته الى حد شيّ ـمن الشواء ـ السردين زوال يوم رمضاني تنعدم فيه كل الروائح إلا رائحة السردين التي تفوح على بعد كلومترات عديدة.
يتدرع عادة بمرض السكري أوالملح.اذا له عذر،تدفعه المعاذاة الإجتماعية اوالمجتمعية الى تطويرأسلوب دفاعي هجومي ذاتي ،هوالشرير بالفعل لكنه ليس كذلك ،اذا لايجرؤ احد على اقترابه.
الكل يعلم انه يقاطع رمضان لكن هذا لايمنع جيرانه ،خصوصا آذا كان عازبا، من إعطائه الحريرة الرمضانية، غالبا لا يشربها أوربما الأيام الأولى ،تنهي عادة هده الحريرة مسيرتها بالمرحاض، لكنه لايرفظها آبدا من الجيران.الجملة التي تدور يوميا برأسه هي: شهروسينتهي. الأصعب بالنسبة له هويوم عيد الإفطار.يستيقض باكرا يوم العيد، يضع طربوشه الأحمروجلبابه الأبيض ـ إنه يوم السلم الإجتماعي و الكل سعيد بأنتهاء رمضان إلاهو ـ يركب طاكسي، يقتني قنينات خمر ثم يعود الى مأواه.يشربهن بشغف،يستمع إلى موسيقى ساقطة وصاخبة ،إن له هذف معين والخمر يذفعه نحوهذا الهذف بسرعة.إنه يوم مجده الأخيرلمدة شهر كان نشازا ومختلفا ،أصبح يؤمن بدوره المختلف والجديد الذي سينعذم في اليوم الموالي للعيد، ليعود ككل الناس الى دوره التقليدي. يخرج الى الشارع يصرخ يلقي بنفسه أرضا يصبح الجلباب الابيض أسودا والطربوش الأحمرفقيذا ،يهب اليه الناس، يوقفونه ،يعطونه ماء، يقبلونه ينافقونه، أرعب الأطفال والنساء، لمذة اسبوع سيتحدث عنه الحي، هذا هوهذفه استمرارالإختلاف. يوصله بعض الجيران الى بيته، ينهمرفوق سريره وهويحلم برمضان السنة المقبلة وبأن الله سيسمح له بعيش رمضانات أخرى.

٢ـ الشقي: يسب ويشتم عند بداية شهررمضان ليختفي ولايظهرإلا ليلا.لايناسبه أي شيء إن التحف الناس الأبيض لبس هوالأسود.لايحب شوّال ٫لايحب رمضان، لايحب رجب.لم يقل يوما آنه لايحب الله ،خوفا من العواقب لكنه قادرعلى ذلك ،لاينكروجودالله لكنه لايحب ان يتحدث عن الله عامة الناس.يخرج بعض المرات زوالا ليدخن سيجارة أمام منزل والديه،تسميه أمه المسخوط ،من سخط الوالدين، تتحرش الرائحة بأنوف المدخنين لكن لا أحد يتفوه بكلمة. وقت الافطارعندما تفرغ الشوارع يخرج هو ليتجول بأمان ،لايحب الحريرة،لايحب التمر،لايحب الشباكية،لايعرف سبب عدم صومه لكنه يؤمن بأن لا إيمان وأن النفاق هوالعملةالجارية. يمرالأكول امامه يسلم عليه ويبتعد، يسميه عادة البهيمة اوالغول القادرعلى أكل أولاده لحظةجوع.عندما يلتقي بعض رفاقه ليلا يسألهم عن يوم صيامهم وهل كان صعبا، يعطيه الجميع نفس الإجابة فينزعج، إنه لايحب ذلك.يزعجه شيء ما في كل هذا لكنه لايجد التعبيرالمناسب ولآالتحليل المناسب في رأسه.ما أن يبدأ الناس في الخروج بعد الإفطار حتى يبدأ هونشاطه.يبدأ المدخنون باستهلاك سجائرهم فيبدأ هوتحرشه:إبتعدواعن السجائر انها ضرر ايها آلمؤمنون.وما آن يبوح احد بكلمة ساقطة يوقفه:اننا بشهررمضان وهو شهر ايمان وتقوى.يوم العيد عندما يظهراول سكير بالحي يستفسره:هل صمت شهرا كاملا لتتوجه بقنينة خمر،اهذا هوالإيمان.
سخطه كبيرعلى كل هذا وأسفه عظيم ،يملك إيمانا كبيرا لكنه يمقت ايمان الناس،يريد شيئا مختلفا وأعمق؛إنه منزعج ومتمرد، معاركه الهامشية تدفع الى الاعتقاد أن لاشفاء له،إن حربه الدائمةعلى بني جلدته تجعله محببا للجميع لكنه لايحب احدا وغير راض عن أي شيء.

٣ـ الخارجي: يكره شهر رمضان لأن ذلك يذكره أنه أقلية وأن الأغلبية مسلمة، شكلاعلى الأقل.لايؤمن بوجود الله ولا بصيام رمضان.عكس الأكول والشقي فهوحذر.زوال كل يوم يأخد كيسا به طعام، يلتقي بعض رفاقه، يغلقون الأبواب خلفهم و يبدأون بتناول وجبتهم. بالنسبة له رمضان هوشهرالتسكع و الجوع والإختفاء هنا وهناك.إن حصل ووجد نفسه في وضع غيرمناسب لتناول غداء، كتواجده عند عائلة تمارس الصيام مثلا، يدخل الى المطبخ مختبئا ويشرب كأس ماء لكسرالصيام ،حتى لا يحسب أنه صام يوما.حاول الخارجي تنظيم نفسه السنةالماضية ،فخرج الىالشارع ،ليعلن للعالم أنه مل من الإختباء والنفاق، وأنه يريد إشهارمقاطعته رمضان.أشهرالجميع أنيابه،يميناويسارا، أحس أن الوقت لم يحن بعد فعاد للإختباء خلفالأبواب الموصدة من جديد.معاناته في شهررمضان تشبه معاناة مثلي جنسي في مجتمع ذكوري،أويهودي في المانيآ الأربعينيات،لا حق له،لاعذرله لاسماحة معه،له الناروالحديد من كل الجوانب.
يعتبرالخارجي نفسه شمعة المجتمع،يعرف حقيقة واقعه،يسب التخلف ،يشتم الدين وينتظرلحظة تلتحم فيها كل الشموع لتنير ظلام المجتمع.يوم العيد يعيش خلاصة شهرمن الإختباء ،يعود الى انشغالاته العادية ناسيا معاناة رمضان،لن يتذكرهآ الا إبتداء من شعبان السنة المقبلة .ذاكرة الخارجي قصيرة، ومعركته ضد الدين كانت دائما مؤجلة.
مرسيليا٢٠١١








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟