الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريقة الشائعة في العراق لطمس الحقيقة

نوري جاسم المياحي

2011 / 7 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قبل الغزو والاحتلال الغاشمين كان النظام السياسي العراقي واضحا وصريحا في خيره وشروره ... فيما يريد وفيما لايريد ...وعلى هذا النمط والاسلوب السخيف تعود العراقيون والاستماع الى المسموح والممنوع ...المباح والمحذور عبر كلمات وخطب الرئيس الراحل من خلال التلفزيون او عبر تبليغات المنظمات الحزبية في الدوائر ومناطق السكن ...وكان المواطن المسكين ينفذ الاوامر سواء رضي او لم يرضى ...اعجبه او لم يعجبه الامر ...سواء لمصلحته او ضدها ... ولكن المميز في هذه الطريقة ...كانت الاوامر والتعليمات تصدر بلا لف او دوران وبلا مناقشة او لجان زفت او برلمان للدعاية والاعلان والابتزاز ... بلى كانت تصدر من شخص واحد وتنفذ فورا وبلا جدال او مناقشة (ويحلوا للبعض ان يسمي هذا الاسلوب في الحكم بالنظام الدكتاتوري البغيض )....
اما بعد الغزو والاحتلال والادعاء بتطبيق النظام الديمقراطي على الطريقة الامريكية (غير البغيض ) ...فقد لوحظ ان النظام الديمقراطي الذي نصبته دولة الاحتلال بعد ان ازاحت الدكتاتور نصبت مجموعة من الدكتاتوريين المستوردين ((( من دول الاستعمار الجديد ))) بدلا من واحد وادعت ان هذا النظام هو النظام الديمقراطي الحر الذي سيؤمن حكم الشعب للشعب ويؤمن العدل والمساواة وقد ثبت للعراقي المسحوق ان دولة الاحتلال ضحكت عليه (( النظام الجديد حقق العدالة والمساواة في المهزلة والظلم والجوع والجهل والمرض وطيحان الحظ ...بينما حقق للديكتاتوريين من حملة الجنسيتين الجدد واتباعهم ... العدالة والمساواة في نهب اموال الشعب وتهريبها الى الخارج ...))...باسم الديمقراطية والاقتصاد الحر والعمالة للاجنبي ...بحيث اصبح العراقي يكره سماع كلمة الديمقراطية ...لانها تعني قتل وخطف وتدميروتشريد وتهجير ومفخخات وفساد مالي واداري وتزوير ودجل ومسدسات كاتمة للصوت ونهب اموال الشعب المسكين ((والغريب باسم الدين والاسلام وحاشا الاسلام منهم ومن اعمالهم الخبيثة ))... اليس من حق هذا المواطن المسحوق ان يكره الديمقراطية والديمقراطيون والدولة الراعية لهذه الديمقراطية الملعونة ؟؟؟؟؟ لانهم شوهوا معنى الديمقراطية النبيلة والحقة لصالح الدكتاتورية الفردية وليس الجماعية كما يطبق حاليا في العراق ...
الساسة الجدد ولتحقيق اهدافهم في الشفط واللفط وطمس الحقائق وحماية الحرامية والمزورين والفاشلين والفاسدين ...اعتمدوا طريقة التسويف والمماطلة ( على مبدأ يعرفه كبار السن من العراقيين والشروكية من ابناء الوسط والجنوب وهو مبدا (((( خذ عليك ورد عليَه )))) ...من خلال تشكيل لجان ...تعذيب المعتقلين ...شكلوا لجنة ... تفجير الوزارات ..استيراد اجهزة كاجهزة فحص المتفجرات ...او هروب معتقلين من السجون الرئاسية ..او مصير عشرات الالاف من المفقودين ... والنتيجة واحدة ...خبراء في افتعال الازمات وادارتها والهاء المواطن من خلال تصريحات يطلقها هذا البوق ويرد عليها وباشد منها بوق من طرف الخصم ...وفي الحقيقة والواقع ان البوقين متفقان على الضحك على المواطن المسكين... الذي تركوه يتلفت يمنة ويسرة ..وينتظر نتائج ما توصلت اليه اللجان التي يشكلونها في كل مصيبة او فضيحة يطلع عليها الشعب بالصدفة... وبعد مضي فترة ينسى الجريمة والفاعل والضحية... لان جريمة او فضيحة جديدة وقعت وطغت بشاعتها على ما سبقها ...وشكلوا لجنة جديدة وايضا لطمس الحقيقة والهاء المواطن المسكين ...ليستمر بالالتفات مفتشا عن الحقيقة وينطبق عليه الوصف ((( كالحولي المضيع امه )))
ما اثارني ودفعني للكتابة اليوم حول الموضوع ...هو الزيادة المطردة في عدد تشكيل اللجان والتمادي في احتقار مشاعر المواطنين واعتبارهم بلا واعية او احساس ...وهم بالتاكيد مخطؤون ...لان المواطن يغلي من الكبت والغضب الداخلي ... قد يكون الساسة نجحوا في تاجيل انفجار ثورة الغضب الشعبية يوم 25 شباط عن طريق العطوة ( مهلة ال100 يوم التي طلبها المالكي والستة اشهر التي طلبها مقتدي الصدر ) والتي انتهت الاولى وقاربت الثانية على الانتهاء ...والساسة لازالوا في غيهم يسرحون ويمرحون .. لقد طلع البدر علينا ببلتيقة جديدة الا وهي بلتيقة الترشيق والراشق والمرشوق وما بينهما والنتيجة ...الضحك على الذقون كعادتهم وبلا خجل او استيحاء وباسلوب اصبح مفضوح لاتباعه طيلة النوات الثمانية الماضية ومن نفس الوجوه والاشخاص ...
كنت اتابع مناقشة موضوع الترشيق في جلسة مجلس نواب الكتل الحاكمة ...والغريب كلهم اتفقوا على ضرورة الترشيق واختلفوا لانهم في قلوبهم لايريدون الترشيق ...واثارني اخر المتحدثين ... وكان رجل دين معمم وعمامته بيضاء (((من جماعتنا الشيعة ))) وللاسف كان وجههه يفتقد الى نور محمد (ص) كما يقول اهلنا في كربلاء...وهنا نطق الرجل وكحل للجدال والمناقشة ..اقترح تشكيل لجنة للوصول الى صيغة توافقية ...الا لعنة الله على ديمقراطيتكم المزيفة ...
كلنا يذكرالواقعة وما ادراك ما الواقعة ...واقعة المساءلة والمجادلة او الاصح التمثيلية التي اجاد مخرجها في اخراجه بين الدكتورة النائبة المستجوبة والدكتور رئيس مفوضية الانتخابات المستجوب ... وكانت التمثيلية مثار ارتياح وقبول واعجاب جماهير واسعة من الشعب ولكل عراقي شريف ومخدوع واعتبروا ان النائبة المذكورة ..(((بنت حلال وحبابة وسباعية ))) وفضحت المفوضية وازلامها ...وبعدها وكالعادة اعلنت الحرب القومية ( طبيعي كلامية واتهامات ) بين العرب والاكراد ...لان الاستاذ كردي وجنسيته سويدية (( يا مرحبا يا مرحبا )) ... والغريب المستغرب ...البأرحة وعبر وسائل الالام والاعلام ...تصرح النائبة البطلة ... بان لجنة شكلت للتدقيق في معلومات الفساد المخزية التي تخص المفوضية ((( يا سلام ...وهكذا عادت حليمة الى عادتها القديمة ... وشكلت لجنة للبحث والتقصي .. يا عمي كولوها بصراحة ... تم الاتفاق والتوافق على لملمت وطوي الصفحة وكفى الله الحرامية فتنة القتال والتراشق ... وضاع الحق وغابت الحقيقة كعادتها ...وذهب الجمل بما حمل ...وطز بالشعب العراقي ...اذا مات من الحر وكهرباء ماكوا ...
اخوتي المساكين ...لاتنسون تره الامريكان وكما قال القائد الضرورة ...راح يطلعون من الباب ويرجعون من الشباك ... وريسنا فلتة زمانة واللي حان اوانه صرح بصريح العبارة (((شكلنا لجنة لبحث حاجة العراق لبقاء قوات امريكية لتدريب الجيش العراقي على استخام الاسلحة الروسية والشرقية بدلا من الاسلحة الامريكية ))) وكل القيادات والسياسين يريدون الامريكان يبقون بس يخافون من الشعب يضربهم بالقنادر والنعل اذا مو اليوم فبعد سنة ...ولاتنسون هاي اللجنة قراراتها مطبوعة وموقعة وقبل انتهاء المدة التي حددتها وزارة الدفاع الامريكية ...والحليم تكفيه الاشارة ...
اللهم احفظ العراق واهله ..اينما حلوا او ارتحلوا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لجان اضافية
سمير عبد الاحد ( 2011 / 7 / 24 - 15:22 )
السيد الكاتب المحترم , الموضوع بسيط والحل موجود : تشكيل لجان لمتابعة عمل اللجان وترفع تقاريرها الى لجان رئاسية , الرئاسات الثلاث , وهذه اللجان الرئاسية تشكل لجنة عليا للمتابعة , على ان يراعى العدل في اختيار الاعضاء من مكونات الشعب الديني والقومي والحزبي .ذكرني موضوعك الشيق بتمثيلة الكوبري في الستينات , حيث تعين تحية كاريوكا كحارسة لجسر ثم يقرر المسؤولون تعييين مراقب عليها وآخر لمتابعة ... ورابع وخامس وهكذا الى ان تضخم الجهاز فقرروا ترشيقه فتم تسريح تحية كاريوكا (الحارس) احترامي


2 - شرعية دينية
متعب الهذال العتابي ( 2011 / 7 / 24 - 16:07 )
سيدي الكريم
عندما تصل الامور الى نقطة اللاعودة تجد الحصانة والفيتو الديني والطائفي انها مرحلة من مراحل التطور الحظاري لابد ان تمر بها الشعوب كما مرت بها اوربا
ويا وطنا لا ثوبا فنخلعه
حفظ الله الشعب العراقي وشكرا على هذا المقال الجيد

اخر الافلام

.. مبيعات سيارات تسلا الكهربائية في تراجع مستمر • فرانس 24


.. نتنياهو ينفي معلومات حول إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها




.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نتمسك بتدمير البنية التحتية لحم


.. شركة تبغ متهمة بـ-التلاعب بالعلم- لجذب غير المدخنين




.. أخبار الصباح | طلب عاجل من ماكرون لنتنياهو.. وبايدن يبرر سوء