الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يُمْكِن الحِوار؟

محيي هادي

2004 / 11 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


هل يُمْكِن الحِوار؟

بعد كتابة قصيدتي -أغنيتي إلى إرهابيي الفلوجة-، كتب لي أحد الأخوة العرب من حلب تعليقا بسيطاً عليها، يقول لي فيها: "حاور". في كلماتي التالية أجيبه على كلمته "حاور".
محيي هادي

حاوِر!
حروفاً قالها لِي،
أخٌ لطيفٌ
و في الحربِ ظريفٌ
قال لي:
حاور!
****
هل شبِع الشقيق
بكسرة الخُبزِ العفلقي التي
غَـمَّسها البعث بسيْلٍ من دِماء؟
هل ارتوى الرقيق،
بقطرةٍ آسنةٍ من عَـفـَنِ الماءِ؟
هل يسكُنُ الشفيق
في كومةِ الأكواخِ،
أم في قصرٍ،
على شاكلةِ الحمراءِ؟
هلْ يشعرُ الطيِّبُ بالأحزان
بكلِّ ما يمر بالشعبِ، من جهدٍ و ضيق.
بفضلِ تعذيب "الرفيق"،
في بلد البعثِ المجاور؟
****
حاوِر!
قد كتبَ الصديقُ
من حلب الشيماء،
ناطحة السماء،
مخنوقة الهواء
حيث تلتقي قيادة الكلاب،
و من هناك يأمرُ البعث الصفيقُ
بالخطفِ و التقطيع و التحريق
و الإرهاب
و إنشاء السجون و المقابر.
****
حاور!
لأجلِ منْ أبقى أحاور؟
لِخاطفِ الرجُلَ البريء؟
لناشِرِ الحِقدَ القميء؟
لقاتِل الابنَ الصغير؟
لخانقِ الشيخَ الكبير؟
لحارقِ الشيعةِ؟
لمزوِّر الكِتاب و السُّنةِ؟
لأجلِ منْ؟
لبعث السجنِ و العنفِ؟
لزارعِ التثريم و الحتفِ؟
للإرهاب؟
لأخسِّ خلقِ الله من ذِئاب؟
لقاطِعِ الرؤوسَ و الحناجر؟
*****
هل يعرف الصديق،
أن شعبنا،
شعب الحب و الروحِ الظريفةِ السمحاء
شعب الخير و الثروة الكثيرة السوداء
شعب الكرامة و الشموخ و العطاء
قد دمر العفلق الشامي كلّ ما لديهِ
من عِزَّةٍ و كبرياء؟
قد سرق العوجي كل خيره،
قد فجَّر بن لا دين كلّ أرضهِ،
فأصبح الشعب العراقي ذليلاً،
عارياً
يموت في العراء.
و أصبح المرء منّا خائفاً
فيعبر السهول،
و يقفز الجبال،
أنفاسُه تقبضها الرمال،
تدفنه الصحراء.
و يعود للتاريخ يُذَكـِّرُهُ
ما فعل العباسُ في أبناءِ أميّة
فيعبر العريضَ من الأنهار.
خريطةُ الأرضِ تُخْـبِـرُهُ
ما يفعل الحشاش،
الحشاش السادس،
في وِلْـدِ المغربية
و يغرقُ في العميقِ من البحار
يموت في الأهوالِ و المخاطر
*****
حُـكّامكُم،
حكامُ كِذبٍ و رياء.
قد حوّلوا شعوبَكُم،
إلى خرافٍ و نِعاج
ليس لها لسان
لكنها تنطِق بالبـ ـ ـاء و بالبـ ـ ـاء
فأصبحت تٌدعى: شعوب الجهلِ و الغباء.
لا تعرفُ الكتابة،
لا تفهم القراءة،
جاهلةُ بالألف و الياء.
هل أصبحت مُطيعة شعوبكم؟
هل ضاع ما كان عندكم من حياء؟
هل أصبحت شعوبكم مطيَّة؟
أجسادهم نحيلة عارية.
شفَّـافة من جوعها، بطونهم خاوية.
تخرجُ للشوارعِ الكئيبة السوداء.
تهتف للمجرمِ، لقائِدِ الطُّغيان:
"بالروح، بالدم، وبالـ ……،
نفديك يا بشّار
نفديك يا جبان
يا حاميَ الأوطان
يا مُرجِع الجولان."
قد أنزل الوحوشْ
شعوبَكم،
إلى مرتبةِ الجحوشْ.
تُضرب بالعصا
لا تحسن النطق بأيِّ الكلام
و حقد أصحاب اللحى،
أولاد الزنى و الحرام،
قد نشر الغدرَ فيكم
في ظلِّ أجواء الظلام.
هل أصبحت، حقا، مُطيعة شعوبكم؟
أم أنها تخافُ من حاكمها السياط و الفناء؟
تبقى تُصفِّق دائماً
ترضخُ للسجونِ و المجازر.
****
حاوِر!
كيف يمكنني
البِدءَ في الحوار و الكلام،
و يُعمي العيونَ دخّانُ الظلام،
و تمنعني السيوفُ
مِنْ أنْ أحاور؟
*****
آ !
ثمَّ آ !
لا!
ثم لا !
لا يمكن الحوار
من أجل حامل الخناجر.

محيي هادي-أسبانيا
20/تشرين الثاني/2004
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت