الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يتحول حواس محمود من مثقف الى جاهل ومزور للحقائق

عصام حوج

2004 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يتحول حواس محمود من مثقف, إلى جاهل ومزوّر للحقائق
قيل, ويقال الكثير عن تجربة اللجنة الوطنية منذ انطلاقتها, فبعض المعارضة يحسبها على النظام, وبعض النظام يحسبها على المعارضة, أسرى الجمود العقائدي من الشيوعيين يتهمونها بالتحريفية والتصفوية, والشيوعيون (الليبراليون) يقولون عنها ستالينية, وفي أحداث القامشلي بعض القوميين العرب اتهموها كرديا, وبعض القوميين الأكراد اتهموها عربيا, آراء وتقييمات مختلفة, كل ينظر إليها من زاوية ما, وباختلاف زاوية الرؤية ومستوى الوعي ودرجة الشعور بالمسؤولية تختلف المواقف... وبعيدا عن أية مكابرة جوفاء وعنجهية فارغة, وخلافا للبعض الذي يحدد مواقفه حسب آخر مقالة قرأها, أو نشرة أخبار استمع إليها, أو يحاول محاكاة مزاج جماهيري- عابر مصنّع من خلال هيمنة الإعلام العولمي, و متكوّن كرد فعل عفوي على واقع النهب والاستبداد- راكضا وراء النجومية والشهرة, بعيدا عن كل هذا نقول: إن اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين تحدد مواقفها حسب فهمها هي, وانطلاقا من مرجعيتها الفكرية, لا بطريقة أسرى الخطاب المحكوم بالثنائيات الوهمية المعارضة, النظام - صدام, أمريكا - العرب, الأكراد .... وما إلى ذلك مما تحفل به المنظومة الثقافية المعطوبة لبعض المتثاقفين, لتطرح أسئلة غبية وساذجة من نمط هل أنت مع الأنظمة أم مع أمريكا ؟ هل أنت مع أسامة بن لادن أو أمريكا ؟..... قد يقول قائل ما مناسبة هذا الكلام, أقول إن مناسبة هذا الكلام هي مقالة للأستاذ حواس محمود يناقش فيها موقف اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين من المقاومة العراقية, على اثر بلاغ صادرعن اللجنة يحدد موقفها من الاجتياح (الديمقراطي) لقوات الاحتلال لمدينة الفلوجة العراقية, مقال حواس معنون ب ( عندما تتحول اللجنة الوطنية للشيوعيين السوريين إلى مساندة للإرهابيين ) وهو منشور في موقع مرآة سوريا الالكتروني, وموقع عفرين, يبدأ كاتب المقال كلامه, بان قوى اليسار والشيوعية في العالم العربي لم تستطع قراءة الوضع بعد انهيار الاتحاد السوفييتي, وما نتج عنه من هيمنة الولايات المتحدة كقطب وحيد يمتلك آليات التأثير والانتشار العالمي.... ومواقف تلك القوى حسب الأستاذ حواس هي ( صدى للمواقف السوفييتية بكل ما كانت تنطوي عليه من أخطاء ومغالطات غير صحيحة وغير موضوعية!؟) - انتبه عزيزي القارىء إلى ما قاله العلآمة حواس- ويتابع حواس محمود الكلام: (.... أدت إلى نهاية حقبة حافلة بالشعارات والخطابات والنثريات الكثيرة التي ذهبت مع الريح....) ( ...و استمرارا للعناد المتخفي تحت ستارة الشيوعية والاشتراكية وزيادة في التقرب من المواقف الرسمية في الدول العربية وامعانا في الابتعاد عن الفقراء والمهمشين....) ثم يشير الأستاذ حواس إلى البلاغ آنف الذكر ويذكر ببيان صادر عن اللجنة عقب انهيار النظام العراقي ويأخذ عليه انه تضامن مع المقاومة العراقية والتي هي فلول صدام وأنصار الزرقاوي و أسامة بن لادن, وغير ذلك من الملاحظات التي تصب في نفس الاتجاه, ولا ينسى الأستاذ أن يذكرنا بأنه من أنصار الماركسية, ويتباكى على القاعدة الحزبية للجنة الوطنية, التي لاتراعي القيادة مزاجها.....
- بداية لابد من القول إن الأستاذ محمود ليس الأول ولا الأخير في كتابة مثل هذه المقالات التي هي مزيج من
التضليل, والموقف الآني اليومي, الذي يتسم بضيق الأفق, والنظر إلى حركة التاريخ ليس في سياقها الجدلي المتحرك دائما, فيظن إن قطار التاريخ توقف إما على باب بوش أو صدام حسين, وحسب هذا المنطق علينا إن نسبّح بحمد احدهم, وعلى ما يبدو إن مثل هذه الحالة أمر ملازم للانعطافات التاريخية الكبرى, وبالعودة قليلا إلى الوراء إلى الحرب العالمية الأولى نجد إن مثل هذا اللغط ساد في تلك المرحلة أيضا, إذ برز على السطح تيارين مشوهين كما هو الوضع الآن احدهما نادى بالنزعة العثمانية ودعا إلى البقاء في إطار الإمبراطورية العثمانية, والاخرصدق وعود الإمبريالية الأوربية – بريطانية وفرنسا- إلى درجة إنهم جروا عربة غورو بدل البغال, كما هي حال علاوي وبطانته الآن, ولكن التاريخ كما قلنا لا يقبل السكون, فسخر وبعد سنوات قليلة من الاثنين معا, ولم يعد يوجد إلا الموقف الوطني الاستقلالي الذي أسس له يوسف العظمة, رغم إن الكثيرون سخروا منه, واتهموه باللاموضوعية, وللتاريخ أمثلة كثيرة في هذا المجال لسنا بصددها الآن
- أما عن التضليل فيتعلق بمحاولة حواس المستميتة في إثبات إن اللجنة الوطنية تقصد بالمقاومة فلول النظام أو أنصار بن لادن والزرقاوي, فاعتقد إن صحيفة قاسيون التي تصدرها اللجنة تكذّب هذا الكلام من أساسه, فالبيان الذي يشير إليه حواس والذي وزع بعد سقوط النظام بأيام, وفي جملته الأولى يقول إن العراق انتقل من حكم الطغاة إلى حكم الغزاة, وان النظام المنهار لم يستطع الصمود ولكن المقاومة ستبقى وهو ما تأكد, والسؤال لماذا ينزلق الأستاذ حواس إلى مستنقع الكذب والتزوير ؟ نعتقد إن احدهم من الذين لايتجرأون على البوح بمثل هذا الموقف همس له بذلك, مستغلا بساطته, وعلى كل حال فان اللجنة الوطنية لم تشك يوما في عدم قدرة النظام الاستبدادي على الصمود, ولم تراهن على النظام الرسمي العربي يوما في مقاومة المشروع الأمريكي, ولم تشك يوما بان أسامة بن لادن وجد أمريكيا ليحارب الشيوعية والشيوعيين, وليس عند اللجنة أدنى شك بان الزرقاوي من خريجي الغرفة(121) الأمنية المشتركة بين المخابرات الأردنية والإسرائيلية والأمريكية عدا عن كل ذلك أليس من المضحك إن يدعي حواس وغيره بان الشيوعيين يدافعون عن الزرقاوي وأمثاله, أليست التهمة التاريخية التي ألصقت بالشيوعيين إنهم ضد الدين, والتي صدقها البعض, والآن تسوّق التهمة معكوسة فيصدّقها بعض المعتوهين أيضا؟؟ ونؤكد هنا إن صحيفة قاسيون استنكرت وأدانت كل العمليات المشبوهة منذ اليوم الأول للاحتلال ( مقتل عبد العزيز الحكيم , تفجير مقرات الحزبين الكرديين , تفجير الكنائس , قتل المدنيين ) ويكاد لايمر منشور واحد من مناشير اللجنة الوطنية دون التنبيه إلى خطر هذه العمليات الإجرامية لتشويه صورة المقاومة
وفي نفس الوقت, وأكثر من ذلك فان تيار قاسيون وفي وثائق مؤتمره الاستثنائي أكد تأييده للمقاومة و-حددت – حر فيا من اجل عراق مستقل وديمقراطي وليس من اجل العودة إلى القرون الوسطى كما يزعم الأستاذ حواس ومن هنا فان أي تفسير بخلاف ذلك هو إما جهل, نغفره للأستاذ حواس وأمثاله, مراعاة لمستواهم المعرفي, أو تزوير مقصود وتشويه لموقف اللجنة الوطنية, وهذا ما لايليق بصديق مثله
أما عن الموقف من مشروعية المقاومة في العراق, وشكلها, وآليات عملها, فنقول إن النقيض الموضوعي للاحتلال هي المقاومة, والاحتلال بالطريقة الكلاسيكية ستجابه بمقاومة كلاسيكية, ومن الممكن
أن تكون قوى المقاومة دينية, أو عشائرية, أو قومية, هذا ما تقوله كل التجربة التاريخية ولجميع الشعوب بدءا من مقاومة الشعب الكردي ضد الطغاة الذي ارتبطت حركته التحررية باسم الملا مصطفى البر زاني كرجل دين, ومرورا بالشعب الجزائري, وانتهاء بالايرلندي, فالبنى الدينية والعشائرية وبحكم عوامل عديدة عصية على التذويب, بخلاف الكثير من التكوينات التي تدعي العلْمنة, وما لاشك فيه إن قوى المقاومة مدعوة إلى توضيح هويتها, واستراتيجيتها, وإعلان القطيعة مع أي شكل شكل من أشكال التعصب قوميا كان أو دينيا, وربما هذه إحدى أهم التحديات الكبرى أمامها, وعلى كل حال فان الشيوعيين ينحنون أمام كل عمل مقاوم للمشروع الأمريكي,( ليس هرولة إلى الجبهة الوطنية التقدمية , كما يتوهم الأستاذ حواس) , التي لم تكلف نفسها عناء إصدار بلاغ للتضامن مع المقاومة , بل لان الإمبريالية الأمريكية هي الفصيل الصدامي للرأسمال العالمي ولامبرر لوجود الشيوعيين دون النضال ضد الرأسمال هذا أولا , وثانيا وبالمعنى التاريخي هي المسؤولة عن كل أشكال التعصب القومي والديني , بربك يا أستاذ حواس أليست حالة الاحتقان في الشارع العربي هي في إحدى تجلياتها رد فعل على الهزائم المتكررة للنظام الرسمي العربي أمام المشروع الصهيوني المدعوم أمريكيا , ومن ثم احتلال العراق ؟؟ ثم الم تكن العمليات الاستشهادية ( الإرهابية حسب منطقكم الأعوج ) تاريخيا هي من تجربة القوى العلمانية ومن قبل أبطال مقاومة جلهم يدينون بالديانة المسيحية ؟ جول جمال, لولا عبود, .... ألا توجد لدى الشعب الكردي نفسه مثل هذه التجارب ؟ وأخيرا وليس آخرا لماذا هذا الدفاع عن إياد علاوي الذي يعترف بعظمة لسانه انه تعامل مع عدة أجهزة استخبارتية ؟ أم إن العمالة أصبحت وجهة نظر , ورأي آخر يجب أن يفسح له المجال ليعبر عن نفسه ؟؟
نحن نتفق مع الرأي القائل بان بان الوضع العراقي معقد متشابك إلى درجة كبيرة, وليس من الجائز إطلاق أحكام سريعة, لكن ما لاشك فيه إن وجود الاحتلال يحتم وجود مقاومة, ثم ما هذه الجعجعة عن المتطوعين العرب ؟ الايستطيع السيد بوش بما يمتلكه من 150 ألف جندي في العراق وأجهزة رصد وإنذار وسطوة على دول الجوار إن يوقف التسلل ؟ ثم هل يستدعي بضع مئات من المتسللين العرب ان تستخدم طائرات اف16 ضدهم وبعد سنة ونصف من الاحتلال الأمريكي ؟ وكم مرة صرح فيها الأمريكيون من غار نر إلى بريمر إلى نيغروبونتي إن الإرهابيين بضعة الاف ؟ ليصرح رامسفيلد أو بوش عكس ذلك بعد أيام ؟‍ ثم أين هي تلك الفزاعات التي تنسب إليها المقاومة, صدام حسين, أبنائه, الزرقاوي, الدوري ؟؟ وغيرها من الأكاذيب التي تنطلي على الاستاذحواس ومن هم في مستواه المعرفي ؟؟؟؟ ثم هل من احد يدل على طريق آخر غير المقاومة ؟ أم مازال الاحتلال الأمريكي تحريرا في منطق البعض ؟
إن الشيوعيين السوريين وكما هو معروف هم أول من زرع قيم العلمانية والتقدم في الأرض السورية بشكل منظم, و ما هو بديهي اليوم احتاج إلى الكثير ليكون كذلك, فالديمقراطية وحقوق الإنسان التي يريد البعض الحصول على براءة اختراع زاعما انه مكتشفها, طرحها, ويطرحها الشيوعيين منذ الثلاثينات, عندما كان هذا الكلام يؤدي بصاحبه إلى حبل المشنقة, أو إلى حوض الاسيد, أو إلى قلع الأظافر, والشيوعيين ليسوا بحاجة إلى دروس في هذا المجال من احد, وإذا كانوا اليوم في حالة تراجع وانتكاسة فذلك ليست نهاية التاريخ, وهذه ليست المرة الأولى الذي يظن بعض الحمقى إن الشيوعية انتهت, والمستقبل هو الحكم على كل حال.

عصام حوج










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق بين مفاوضات الهدنة ومعركة رفح| #غرفة_الأخبار


.. حرب غزة.. مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس| #غرفة_الأخبار




.. قراءة عسكرية.. معارك ضارية في شمال القطاع ووسطه


.. جماعة أنصار الله تبث مشاهد توثق لحظة استهداف طائرة مسيرة للس




.. أمريكا.. الشرطة تنزع حجاب فتاة مناصرة لفلسطين بعد اعتقالها