الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلتي الى كربلاء

الاء حامد

2011 / 7 / 24
الادب والفن


لدية صديقة تدعى وفاء سالم.. صادقتها لفضلها وأدبها وأخلاقها الحسنة أكثر مما صادقتها لصلاحها ودينها ... فكان يروقني منظرها, ويؤنسني محضرها , ولا أبالي بعد ذلك بشيء من نسكها وعباداتها. وأثمرت من صحبتها الثبور ,واقتطفت من عشرتها السرور , جارتي زميلتي تعلمت منها مواكبة الحياة في السراء والضراء , صبورة في أشياءها, طيبة القلب وقانعة في مدخراتها , جميلة مهذبة النفس تمتلك صفات ما تمتلكها غيرها من الأدب والعفة , وكنت احسدها في تلك الصفات وارثاها على غيرها ممن لا يتجملن بتلك الصفات مثلها,وادع لها خيرا في كنسي ومصلاتي..


ذهبت لجامعتي برفقتها وكان الطقس حارا وكنت اشد جزعا ونفورا وإنا أؤدي امتحاني الأخير ..سرني ثغرها المبتسم ملوحة لي بيدها بأنها أنهت امتحانها بنجاح معلنة نهاية الفصل الدراسي لهذه السنة,,,

كانت آمالي معلقة فيها وانأ في هذه الظلمة الحالكة من الهموم والإحزان التي ركبت كياني لا تفارقني كضلي ولا اعرف كنهها ومصدرها سوى انني اؤدي امتحاني الاخير مصفوفة بحرارة الجو ولهيبة ..إن أرى على البعد تلك الأجنحة النورانية البيضاء وهي تؤموا إلي بيدها ثم تعقبها بنضراتها البريئة ..سرني منظرها ودفعتني في إن انهي امتحاني الأخير بنشاط وهمه وحيوية , وواكبتها إلى كافتريا الجامعة, جلسنا نلقط أنفاسنا من زفير الحر ,ووسوسة الامتحانات ونجاحنا منها .دعتني إلى سفرة ترفيهية, ودت مرافقتي فيها فهززت رأسي لعلامة الرضا دون إن اعرف ماهية السفرة ومكانها,

أصبح الصباح وشكرت الرب لنعمته وإحسانه في نهوضي وقيامي . لم استطع فتح عيناي من شدة النعاس وأنا أصارع جفوني وإذا بصديقتي وفاء ماثلة إمامي وتحمل حقائبها فبدت لي إنها جهزت نفسها جيدا لسفرتنا هذه وعذرتني في كسلي وعدم مبالاتي , جهزنا على عجالة من أمرنا ولملمت بعض حاجاتي التي قد احتاجهن في الرحلة " مشينا سويه , سألتها بسذاجة إلى أين ستكون رحلتنا ؟ كعادتها وبهدوئها أجابتني إلى مدينة كربلاء" الحق في إنني جمدت جمودا طويلا لا علم لي بمداه وبما وقع لي فيه وان نفسي ذهبت مذاهب ما الله عالم بها" فناشدتها إلى كربلاء ولما كربلاء ؟ عللت في سحر جمالها ومواكبة السياح فيها, وإنها مدينة الأحلام ,ولقائها كلقاء الجنة في المنام , سرني كلامها فأميت لها أماءا في الإذعان لها ولمذهبها الشيعي كونها مسلمه شيعيه ولعلي أحضي بزيارة تلك المراقد الذهبية التي طالما حلمت بزيارتها والوقوف على معالمها البراقة مع انني مسيحية ....

لا بأس إن اذكر شيا عن الشيعة هنا ,الشيعة هم ينتسبون إلى علي ابن أبي طالب وهو صهر رسولهم على ابنته فاطمة ,وكان في نفس الوقت ابن عم الرسول أيضا, وتقول الشيعة إن الرسول محمد عين عليا خليفة من بعده ,واني أظن إن الحق مع الشيعة في خلافة علي وولده لأن الثابت من التاريخ الإسلامي حسب مطالعتي إن عليا كان يمتاز بصفات نفسية عاليا تؤهله للقيادة وحكيم المعارف والأحوال بعد الرسول وأشجع قريش واتقاهم وأزكاهم ..

على أية حال اخترنا احدث السيارات فركبانها واشترطنا على صاحبها تشغيل مكيفات الهواء اتقاء لسعات حرارة الجو ولهيبها فأبدا موافقته شريطة زيادة الأجرة قبلنا شرطه وطلبه. سرنا باتجاه كربلاء فكنت سعيدة ومسرورة وصديقتي تحدثني أجمل ألأحاديث وأصدقها عن بطل الملحمة الخالدة ( ملحمة ألطف ) وعن عقيلته في نشرها وتمجيدها,فيعجز اللسان عن التعبير و تعجز القلوب عن البكاء و تعجز العقول عن التكذيب انه حقا حجج الدموع بأننا نرى الظلم بعيوننا و نعجز عن المقاومة ولو بالقلب و هذا اضعف الإيمان, ما إن أنهت حديثها دقت أجراس الوصول فوقفت بكربلاء كما تقف مسافرة ضل بها سبيلها في فلوات الأرض ومجاهلها بواد جميل في وسط ساحة خضراء عند شواهق العمران فما خطوت في كربلاء بعض الخطوات حتى رأيت ما شاء الله من انوار بيضاء وقبب صفراء مشعه بالذهب والألوان .. كم من نسيج الناس كمثل غدران مطردة متسلسلة تبسط في ديباجة وسط تلك المشاهد التي استوقفت كياني ولامست مشاعري وأحاسيسي والناس تسير بين المقامين عربي يفتخر بعروبته وعجمي يتباهى بفارستيه فترا الناس تجتمع لتفترق وتفترق لتجتمع فيتألف من الاختلاف والتنوع نغم لذيذ لا اعرف له شبها الا الصورة الخالية التي أتخيلها في نعم فراديس الجنان
لم تنتهي السفرة واتفقنا على عودة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي