الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعية والفرضية الحادية عشرة

أمير خليل علي

2011 / 7 / 25
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


أطروحتي هنا هي أن ديالكتيك (جدل) الماركسية نفسها إنما ينفي ويدحض المرحلة الشيوعية (باعتبارها خطة مسبقة يسير نحوها التاريخ).

وفيما يلي سأستخدم المنهج الماركسي الديالكتيكي نفسه في دحض الشيوعية وتبيان ميكانيكيتها وطوباويتها، بل وربما استحالة تحقيقها وفق خطة مسبقة - تظن أنها – واعية، بينما هي محض فرضيات ميكانيكية إيمانية.

مقدمة في التمييز بين الميكانيك وبين الديالكتيك:

تؤكد النظرية الماركسية (في نسختها الفلسفية غير الرثة) أنه من الطوباوية والسذاجة الظن بوجود مسار حتمي متوقع ومخطط للتاريخ المقبل. وذلك لأن الماركسية تدرك درجة التعقيد الشديد للحركة الجدلية بين العناصر والقوى والعلاقات المحركة للتاريخ.

ليس ذلك في إطار توقع واستشراف المستقبل وحده، بل كذلك حتى في إطار فهم الماضي والحاضر. فحتى بعد وقوع الحدث نفسه وصيرورته ماضيا، يمكن أن تظهر تضاربات واختلافات بين المفسرين حول الدقة في تفسير طريقة تكونه وحدوثه، رغم انتهائه. فما بالك بدرجة الدقة في توقع مسار حدث مستقبلي قبل وقوعه؟!

لا يعني ذلك أن الماركسية لا تؤمن بإمكانية فهم التاريخ علميا.

بل على العكس، فالماركسية تؤمن بإمكانية المعرفة العلمية لحركة التاريخ لكن ليس إلى الدرجة التي تلغي ثراء جدلية التاريخ

فالماركسية ترفض الميكانيكية تماما .. ولكنها تتبنى الديالكتيكية (الجدلية) تماما.

والفرق بين الميكانيكية وبين الديالكتيكية شاسع.

ذلك أن الميكانيكية ترى أن حركة التاريخ تعتمد على مكونين يسيران في مسارين مستقلين دون تداخل، هما:

- العالم الطبيعي ويسير وفق مسار حتمي
- والسلوك الإنساني ويسير (سواء) وفق مسار جبري أو مسار اختياري

وظنت الميكانيكية أن هذين المسارين مستقلان، بحيث أن التفاعل بينهما لا يتعدى تأثير أحدهما على الآخر بشكل خارجي. فالطبيعة تعتبر خارج بالنسبة للإنسان. والإنسان يعتبر خارج بالنسبة للطبيعة.

ولكن لم تفهم الميكانيكية تعقد طريقة التفاعل بين هذين المكونين والمسارين. ربما لأن الميكانيكية تنطلق أساسا من الفصل الحاسم الثنوي بين الإنسان والطبيعة.

لذا افترضت الميكانيكية – خطأ - أن المكونين (الطبيعة والإنسان) متجاوران أو متوازيان (مثلما لدى اسبينوزا وديكارت وكانط) .. بحيث أن التفاعل بينهما (الإنسان والطبيعة) إنما يسير بطريقة خطية وفي مسارين مختلفين. فتظل الطبيعة هي الطبيعة كجوهر مستقل عن الإنسان. ويظل الإنسان هو الإنسان كجوهر مستقبل عن الطبيعة.

وبهذا سقطت الميكانيكية في التضارب عندما افترضت التالي:

أن السلوك الإنساني يمكن أن يتحقق كما هو (مخطط) في العالم الطبيعي، كما أراده الإنسان (أو وفق جبر ما فوق الإنسان وما فوق الطبيعة)

بينما

يستمر العالم الطبيعي في نفس مساره الحتمي، رغما عن سلوك الإنسان (سواء جبري أو اختياري)

واضح هنا وجود تضارب منطقي في الميكانيكية.

ويكمن هذا التضارب تحديدا في عجز الميكانيكية عن تفسير حركة التاريخ. لذا تجد أصحاب النظرة الميكانيكية يتحيرون: كيف يؤثر الناس في صنع التاريخ مرة، بينما يبدو أن التاريخ يسير بشكل حتمي مرة أخرى. وهكذا تدور عقول أصحاب النظرة الميكانيكية دون أن يصلوا إلى حل في صدد هذه المسألة.

هذا التضارب في الميكانيكية هو ما كشفته الماركسية وتجاوزته.

أليس كذلك؟

لا .. فالأصح من الجملة السابقة أن نقول:

هذا التناقض في الميكانيكية هو ما كشفته "الهيجيلية" (قبل الماركسية) وتجاوزته .. ثم تعمله ماركس من هيجل.

كان الحل الهيجيلي العبقري لتجاوز مشكلات الميكانيكية هو: الجدلية (أو الديالكتيكية)

ووفقا للجدلية الديالكتيكية فإن التفاعل بين المكون البشري وبين المكون الطبيعي يتم في إطار تعقيد غير خطي أسماه هيجل: الجدل

ووفقا للجدل يؤثر الإنسان (المكون الذاتي) على الطبيعة (المكون الموضوعي) ويتأثر بها. ويؤثر الاثنان في بعضهما وينجلا معا طوال الوقت في حركة تأثير وتأثر ينجم عنها دوما تصعيد وتسبيب للحركة.

ووفقا لهذه النظرة الجدلية لا يتوقف التاريخ أبداً. فهو دوما يتأثر بفعل الإنسان ويستوعبه، ثم يفرز ردا عليه، ويصبح هذا الرد بدوره أحد المكونات الموضوعية الجديدة التي يتأثر بها الإنسان، فيرد عليها ردا إنسانيا، يصبح هذا الرد الإنساني أحد المكونات الذاتية الجديدة التي تؤثر في التاريخ .. وهكذا يتحرك التاريخ للأمام بفعل الجدلية (التأثير والتأثر) بين الإنساني (الذاتي) وبين الطبيعي (الموضوعي).

ما أقدمه أعلاه هو تبسيط شديد ومتسرع لشرح الحركة الجدلية وتبيان اختلافها عن الحركة الميكانيكية للتاريخ.

المهم هو أن الجدلية تتميز عن الميكانيكية بأنها تفسح المجال لتدخل العوامل الذاتية الإنسانية في التاريخ بهدف تغييره. وفي نفس الوقت تفسح المجال للعوامل الموضوعية (الطبيعة) للتأثير على التاريخ. بحيث ينجدل الإثنان معا في مسار يشبه ضفيرة مجدولة تتصاعد وتتحرك دوما مفارقة اللحظة التي كانت عندها.

ولذلك يقول ماركس:

"إن الناس يصنعون تاريخهم بيدهم؛ إنهم لا يصنعونه على هواهم. إنهم لا يصنعونه في ظروف يختارونها هم بأنفسهم بل في ظروف يواجهون بها وهي معطاة ومنقولة لهم مباشرة من الماضي."

(انظر: ماركس، الثامن عشر من برومير بونابرت، على الرابط: http://www.e-socialists.net/node/5395)

هذه العبارة البارعة من ماركس تعبر أقوى تعبير عن الجدلية حتى في تركيبها (العبارة) نفسه. فهي تضع الإنسان والصنع واليد والهوى والاختيار إلى جوار الظروف ومعطيات الماضي المنقولة جنبا إلى جنب في عبارة واحدة. وهذا التجاور يشبه تماما فحوى الحركة الجدلية في التاريخ، مكثفة في عبارة واحدة.

معنى ما يقوله ماركس هو أن إنسان العصر الحجري من الممكن له أن يغير التاريخ، لكنه لن يستطيع مثلا أن يحصل على ائتمان مصرفي يشتري به كل ما يريد، نظرا لأن ظروف عصره لم تكن مهيأة بعد لتطوير نظام مصرفي ائتماني، أو حتى لعمليات الشراء النقدي. وبهذا يصنع الإنسان تغيير لكن في حدود ظروف التاريخ الموضوعية التي يوجد فيها.

يبدو أن الجزء الأخير هنا هو بالضبط ما يتغافل عنه أغلب الماركسيون، عند تبنيهم الحماسي لمهمة التغيير، على حساب مهمة الفهم السليم لموضوعية ظروف التاريخ. ومن هنا بالضبط تراهم ينطلقون نحو المطالبة الفورية بالمرحلة الاشتراكية تمهيدا للشيوعية. وهو ما يتناقض مع الفهم الجدلي من وجهة نظر ماركس نفسه.

لذا ترفض الماركسية - بل والهيجيلية – النظرة الغائية التي تظن التاريخ (الاجتماعي) متوجها نحو الشيوعية (أو أي مرحلة أخرى يمكن توقعها استباقا).

فالتاريخ من وجهة نظر الجدل ليس مجرد تحصيل حاصل غائي توليولوجي.

لذا فالماركسية نفسها (غير الرثة) تمنع على أي ستاليني منغلق أن يصور لغيره أنه قادر على أن يعرف أو يتنبأ بمسار التاريخ بشكل مسبق. فهذه محض أوهام مضادة للجدلية ومضادة للماركسية نفسها. ولكنها للأسف قد أقحمت على الماركسية في فترة حضانتها السوفيتية.

فالماركسية ترفض تماما غائية التاريخ (سواء اتجه نحو الشيوعية أو نحو تأبيد الرأسمالية).


البرهان:

العلاقة بين الشيوعية والإشتراكية: ميكانيكية أم ديالكتيكية؟

ولابد أن نميز ابتداءا بين أمرين:

بين الشيوعية من ناحية .. وبين الاشتراكية من ناحية أخرى.

ذلك أن الاشتراكية ما هي إلا مرحلة تمهيدية تهدف للوصول إلى الشيوعية لا أكثر.

فلا قيمة للمرحلة الإشتراكية في حد ذاتها أو باعتبارها مكتفية بذاتها.

بل هي مرحلة ضرورية وتجهيزية وعنيفة ومخططة تماما تهدف لنقل المجتمع إلى مرحلة تالية لها هي المرحلة الشيوعية.

بينما الشيوعية هي بالضرورة محصلة ونتاج لنجاح المرحلة الاشتراكية ووصولها إلى محطتها النهائية.

وبذلك تكون الشيوعية هي محطة وصول نهائية تأتي بعد نجاح مرحلة أولية أساسية هي الإشتراكية.

وهنا يكمن جوهر المشكلة، حيث:

1- أن الشيوعية تفترض الوصول إلى مرحلة قبلها (الإشتراكية)
2- أن الشيوعية تفترض الإنتهاء من مرحلة قبلها (الإشتراكية)
3- أن الشيوعية تفترض "نجاح" المرحلة التي قبلها (الإشتراكية)
4- أن الشيوعية تفترض كونها "حتماً" ستأتي بعد المرحلة التي قبلها (الإشتراكية)
5- أن الشيوعية كجوهر هي نفسها تكون "متميزة" عن المرحلة التي قبلها (الإشتراكية)
6- أن الشيوعية أعلى وأرقى من المرحلة التي قبلها (الإشتراكية). بل إن المرحلة التي قبلها (الإشتراكية) هي أرقى وأعلى من المرحلة التي قبلها (الرأسمالية)
7- أن التاريخ يسير في خط واضح من الرأسمالية إلى الاشتراكية إلى الشيوعية
8- أن خطة ترك الرأسمالية، ثم بدء الإشتراكية، ثم نجاح الإشتراكية، ثم الوصول للشيوعية هي خطة جوهرية محددة واضحة لا يطالها التغيير.

9- أن خطة ترك الرأسمالية، ثم بدء الإشتراكية، ثم نجاح الإشتراكية، ثم الوصول للشيوعية هي خطة جوهرية محددة واضحة لا يطالها التغيير. بل ويقوم عليها: مكون "ذاتي" إنساني يدفع في نفس الاتجاه (الشيوعي)، في خط مستقيم، دون أي اختلافات أو إنشقاقات أو تباينات. وكأن المكون "الذاتي" متماثل وموحد وغير قابل للإنقسام أو الإختلاف.

10- أن خطة ترك الرأسمالية، ثم بدء الإشتراكية، ثم نجاح الإشتراكية، ثم الوصول للشيوعية هي خطة جوهرية محددة واضحة لا يطالها التغيير. بل ويدفع باتجاهها: مكون "موضوعي" تاريخي وواقعي يدفع في نفس الاتجاه (الشيوعي)، في خط مستقيم، قابل للتوقع وغير مسموح له بالإنحراف الجدلي عن الخطة (الشيوعية) الموضوعة. وكأن المكون "الموضوعي" يعمل بطريقة ميكانيكية لاجدلية في سبيل تحقيق المرحلة الشيوعية بكل وعي وامتثال وإلتزام وخضوع (للخطة الشيوعية).

هذه عشر فرضيات موجودة في الخطة الشيوعية. والمشكلة أن أغلب الشيوعيون يظنون أن هذه الفرضيات العشرة سوف تتحقق بشكل حتمي، دون أي تباينات أو إختلافات.

ولم يحدث أن درس ماركس (أو طرأ على باله أن يدرس) ما الذي يمكن أن يحدث لو أن أي من هذه الفرضيات العشرة لم يتحقق أو انحرف عن مساره.

لم يحدث بالمرة لأي من الشيوعيين العلميين أن درس ولو للحظة احتمال حدوث "خلل" أو "عدم تحقق" في أي من هذه الفرضيات العشر، مطلقا. وأقصد بالتحديد ماركس نفسه.

وهنا أستند إلى خبرة أحد الخبراء بالماركسية، هو فؤاد النمري حيث يؤكد:

وأحداً من هؤلاء القوم لا يعلم بأن ليس هناك من اشتراكية ماركسية حيث لم يكتب ماركس شيئاً عن فترة الإشتراكية سوى أن تكون في دولة دكتاتورية البروليتاريا وهو ما كان في الإتحاد السوفياتي.
الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=259865
وكذلك في تعليقه على عمران ملوحي، حيث قال:
المؤدلجون يعرفون ما قبل الحياة وما بعد الحياة أما ماركس فقد رفض أن يقول كلمة واحدة عن الحياة الشيوعية مؤكداً أنه لا يعرفها. استدل عليها منهجياً لكنه لا يعرفها هذا هو الفرق بين الماركسي والايديولوجي

الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=268437

الاستنتاج:

جميع ما سبق يعني أننا هنا نكون في إطار عملية تفكير عجيبة تقوم على فرضية جديدة أسميها "الفرضية أو المصادرة الحادية عشرة"، وهي تؤكد أن:

جميع هذه الفرضيات العشرة السابقة سوف تتحقق بالتأكيد، دون أي إنحرافات، مهما كانت، ولا داعي بالمرة للتفكير في عدم تحققها.

وأظن أنه من الممكن علميا وجدليا بل وماركسيا، وصف هذه الفرضية أو المصادرة الحادية عشرة بأنها فرضية كاسحة ميكانيكية دوغمائية إيمانية ذات احتمالية ضعيفة تماما.

وأفضل مثال، من الواقع والتاريخ، يؤيد ما أقوله هو إنحراف التجربة السوفيتية نفسها عن مسارها. (سواء نتيجة لخيانة خروتشوف أو عمالة جورباتشوف أو نشوب الحرب الباردة .. أو أي سبب إنساني أو تاريخي آخر).

أمير الغندور
25/7/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظة
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 25 - 13:13 )
ممكن قراءة المقال من الجزء الأخير - لمن لا يريد الخوض في المقدمة النظرية الطويلة عن الميكانيكية والدياليكتيكية

ولن يتأثر فهم المقال

لكني كتبت المقدمة فقط للتوضيح .. ولا أراها تمثل جزءا أساسيا من المقال


2 - الموضوعيّة والوضعيّة
سرور براك ( 2011 / 7 / 25 - 14:20 )
المقال المتقدم للسيدأمير الغندور يبدو لي هذه المرة أكثر انسجاما مع مبادئ المادية الجدلية والتي هي الأسس النظرية لما عرف بالإشتراكية والشيوعيةومن حيث الواقع الموضوعي فهو كما هو معروف كل ما هو مستقل عن وعينا أو إرادتنا أما الوضعية فهي على العكس أي ما نُخضعه لوعينا وإرادتناوبذلك يكون الفهم الذي أشار إليه الكاتب أمرا موضوعيا أما التغيير فهو الجانب الوضعي وحيث أن الأمرين أوالنقيضين يتبادلان التأثير كما أورد السيد الغندورفإن قانون النظرية الجدلية الآخر يتدخل في حسم آلية الصراع الجدلي ونقصد به التراكم الكمّي فإذا كان التراكم الكمّي في جانب المتناقض الموضوعي فإنه يؤدّي إلى تغيّر نوعي أو كيفي يجعل المحرّك الأساسي للصراع ينتقل إلى المتناقض الآخر وهو النقيض الوضعي وعند تراكم الأخير يؤدّي إلى الجانب الآخر وهلمجرّا أما أن تؤدّي الرأسمالية بالضرورة إلى الإشتراكية والأخيرة إلى الشيوعية حتميّا فإن الدراسات العلميّة المتأخرة تقف إلى جانب الإحتماليّة وليس الحتميّة كما تثبت علوم الكميات ومنها أو أهمها الرياضيات وهذا لا يقوض الأسس النظرية
تقبلوا تقديري


3 - أ. سرور براك
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 25 - 16:54 )
شكرا جزيلا على هذه الإضافة المستوحاة من قوانين ديالكتيك الطبيعة لدى إنجلز

هذا استكمال أكثر تعقيدا

فشكرا لك


4 - توضيح
عذري مازغ ( 2011 / 7 / 25 - 19:02 )
الإشتراكية هي الشرط الاساسي في التغيير، هي نفسها ديكتاتورية لأجل ممارسة التغيير، في الماركسية هناك الوضع الطبيعي، السيرورة الطبيعية لتناقضات الراسمال الذي يؤدي حتما إلى تغيير، وهناك أيضا إرادة التغيير التي تمارسها ديكتاتورية البروليتاريا لتعجيل حركة الإنتقال، هنا تكمن المشكلة التي أثارها الجزء الثالث بين فهم التاريخ وضرورة تعييره
ففهم التاريخ شيء وتغييره شيء آخر، لكن لا اتفق تماما ان ماركس قلص الفهم لصالح التغيير، واتفق مع المداخلة التي تقول بأن التغيير نفسه يستلزم آلية فهم التاريخ، فنحن لايمكن ان نغير شيئا منفلتا عن التحليل، وبالفعل فإن نسق مقولة ماركس هي في سياق الوصف الذي أغفله السيد الغندور واعترف في تعليقاته انه تأويل قد يحتمل النقاش.
ملاحظة اخرى هي ان التطور في الفهم الماركسي ليس تماما كما جاء في التحليل، أنه خط مستقيم، بل في الماركسية حط ملتوي حلزوني عبر عليه لينين بمقولته الشهيرة : خطوتان إلى الوراء لاجل خطوة إلى الأمام، وعليه فغياب هذه الحقيقة يؤكد غياب قراءة متمكنة للماركسية، التاريخ ليس خط مستقيم كما ورد حسب العشر افتراضات بل هو خط ملتوي، وهذا ما يعبر عليه بأثر الثورة المضاد


5 - تتمة
عذري مازغ ( 2011 / 7 / 25 - 19:06 )
من هنا فمرحلة الإشتراكية هي مرحلة إرادة التغيير وهنا يكمن تبرير الديكتاتورية، لكن هذا لا يعني أن تناقضات الرأسمالية هي نفسها تؤدي إلى الشيوعية انطلاقا من اسباب ذكرتها في تعليقات سابقة، كما تشير إليها عدة دراسات جديدة، ساكتفي بهذا في انتظار ان يكتمل البحث.


6 - تصحيح لخطأ
عذري مازغ ( 2011 / 7 / 25 - 19:35 )
خطأ
أقصد: هذا لا يعني ان السيرورة الطبيعية لنمط إنتاج الرأسمالية لا يؤدي إلى اضمحلالها بشكل طبيعي، بدليل قوة النهب فيها لثروات الطبيعة، وخلقها لجيوس من المعطلين، فترقيعها في السياسات العامة حتى الآن هي توفير فرص الشغل لبقائها، لكن الجشع الراسمالي العام لا يسير في هذا المنحى
لقد اشرت سابقا في مراسلة خاصة، بأن التعليقات لا تلم بالموضوع، ولا أدري لماذا اعلق، لكن يجب تفهم الامر في سياقات عامة، احيانا اكون فضولي رغم قناعتي بان التعليقات لا تؤدي الرسالة الكاملة


7 - دا كلام شوفيرية
Abu Ali Algehmi ( 2011 / 7 / 26 - 04:41 )
قال ماركس أن مياه النيل لا تصل إلى القاهره قبل أن تمر ببني سويف . واعترض سائق صهريج وقال هذا كلام غير صحيح فأنا على استعداد لأن أعبئ صهريجي من مياه النيل من سوهاج وأوصلها إلى القاهره دون مرورها ببني سويف
هذا صحيح لكن دا يبقى كلام شوفيرية
مع خالص تحياتي وتقديري لكل الشوفيرية


8 - أبو علي الجهمي والشوفيرية
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 26 - 08:13 )
لم أفهم حديثك عن الشوفيرية

لكن بداية يبدو أنك تخلط بين الشوفير الذي هو سائق سيارة خاصة لبرجوزاي طفيلي

وبين البروليتاري أو الكادح سائق الصهريج وهو لا يسمى شوفير .. ولا حتى بأي تسمية ذات رطانة فرنسية يشتهر بها إما محديثي النعمة أو طفيليي البرجوازية

وفي الحالين هناك نظرة لا علاقة لها بماركس في هكذا تصنيفات

فالتحية يجدر بها أن تذهب للبرجوازية الطفيلية لا للشوفيرية هنا


9 - أ. عذري والنزعة التبريرية
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 26 - 08:24 )
تبدأ فقرتك الثانية بالقول:

ففهم التاريخ شيء وتغييره شيء آخر

لكنك لا تمض أبعد من فاصلة صغيرة لتقول العكس تماما:

لكن لا اتفق تماما ان ماركس قلص الفهم لصالح التغيير، واتفق مع المداخلة التي تقول بأن التغيير نفسه يستلزم آلية فهم التاريخ

ألا ترى هنا تناقض شديد بين رآيين متعارضين لشخص واحد يفصلهما في سطر واحد فاصلة صغيرة

يا راجل .. حرام .. كيف تغير أقوالك تماما لمجرد أن وردت كلمة ماركس في السطر

ألم تشعر بهذا التحول من النقيض إلى النقيض؟

ربما كانت أحد تمظهرات التناقض الجدلي أنه يعمل داخل الشخص نفسه أيضا عند الماركسيين .. ليجعلهم عاجزين تماما عن ممارسة نفس جرعة النقد التي يمارسونها ضد الرأسمالية بكل عنف .. بينما يتخلصون منها ويخفونها تحت أقرب ثغرة عندما يتكلمون عن الشيوعية أو عن ماركس المقدس


10 - تحية للباحث أمير الغندور
مكارم ابراهيم ( 2011 / 7 / 26 - 10:14 )
صباح الخير استاذ أمير
اشكرك على هذا الجزء والاجزاء السابقة للاطروحة
بالنسبة لي ارى ان النظام الراسمالي المتوحش يثبت يوما بعد اخر ثباته برغم كل الازمات المالية والاقتصادية التي تعصف به بل انه اثبت قوته في ثبات جذوره في كل بقعة على سطح هذه الارض
للاسف الشديد ولاارى امكانية تقلصه او اختفائه بل على العكس ربما هناك احتمال ان ياخذ شكلا اخر ولكن لااظن بانهياره لسبب بسيط لانه يتناسب مع اهم الخصائص البشرية لغالبية الانسان الا وهي نزعة الانانية للوصول الى النفوذ وازدياد المال حتى لو كان على حساب الاخرين او الفقراء
الغاء الراسمالية يتطلب ان تلغي صفة الانانية لغالبية البشر وهل تعتقد اننا نستطيع ذلك وحتى لو تصوروا المؤمنون ان ياتي نبي لينقذهم كعودة المسيح او المهدي المنتظر فلن يتغير البشر لانه لم يتغيروا عندما جائهم الرسل من قبل هذه هي صفاتهم منذ الازل وماالحروب والصراعات السياسية والغزوات منذ فجر التاريخ الى اليوم (غزو العراق وافغانستان) وغير ذلك الا دليل دامغ على الطبيعة الخسيسة الانانية في الانسان للوصول الى النفوذ والمال والسلطة
تقبل كل الاحترام والتقدير


11 - تطمين
عذري مازغ ( 2011 / 7 / 26 - 10:40 )
يبدو من الان يجب ان نحتاط من كل شيء وان نشرح بالأقراص حتى لا تختلط الامور، ميزتك سيدي هو تصطيح الامور؟ وتكييفها وفق مزاجك
هل ساعيد أسئلة طرحت في تعليقات سابقة لزملاء آخرين
هل عمل ماركس الضخم في الإقتصاد السياسي كانت عملية تقليص للفهم
وهل الاعمال التي تكلمت عن التغيير بحجم الأعمال المشار إليها ؟؟
نعم فهم التاريخ شيء هو نفكيك معطياته وتناقضاته ومن ثم استشراف آفاق تغييره
ماالنتاقض في الأمر؟ ماركس جدلي مهمة التغيير مهمة أيضا تتاثر بحركة التاريخ وفهمه يستلزم تلك العلاقة القديمة بين وجود بالقوة ووجود بالفعل، لا يمكن تغيير شيء بدون فهمه
لا يا سيدي لم أغير شيئا، فقط شعرب بالتناقض على متن تفكيك، اهنئك بدات الآت تفكك كل شيء
هل تعني الجملة الأولى المشار إليها (فهم التاريخ شيء وتغييره شيء آخر ) شيء من التقليص او التحجيم لهذا او ذاك؟؟
سبحان الله ياأخي، اصيحت لديك حساسية مفرطة للأمور، لم تعد حتى ترد على مضمون التعليقات بل ان تشرح كل شيء، لن نناقشك مرة اخرى فاطمئن إذن
اشكر لك ردك


12 - أ. عذري زعل مني
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 26 - 11:14 )
ليه بس كده يا أ. عذري

حاسس إنك زعلان مني .. رغم إن حوارنا لا يوجد فيه أي أمور شخصية

نحن لا نتعامل مع أشخاص يا أ. عذري حتى نأخذ موقف من أشخاص .. نحن نتعامل مع نصوص .. والنصوص إن لم تكتب ماتت

فلا تجعلنا نخلط بين الشخص والنص

فإن لم تكتب تعليق .. فكأنك انتحرت نصيا .. وأنا لا أقبل هذا المصير

لا تأخذ موقف شخصي .. ولا تزعل من التفكيك .. حتى لو كان مبالغ فيه .. بل تحاور معه بالنص .. لا بالشخص

ما تزعلش .. يا سيدي .. ماركس كان عبقري .. واقترن عنده الفهم بالتغيير .. لكن كان فهم مركز وموجه لصالح التغيير .. ولا تزعل


13 - أ. مكارم حول البعد الشخصي والجماعي
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 26 - 11:22 )
ملاحظتك ثاقبة جدا لأنها تركز على الجانب المهمل في الماركسية والشيوعية .. وهو الجانب الشخصي .. الذي اختزلته الماركسية في المصالح الطبقية

فلم تهتم الماركسية كثيرا بالتفريد أو التفردن أو التذويت الذي يفصل الفرد عن طائفته وعن طبقته وعن جنسه .. رغم أن ماركس التفت بشكل واع لأن مسار الحضارة البشرية يتجه نحو مزيد من التفريد وتذرير الأفراد وإخراجهم عن مجموعاتهم الاجتماعية والجهوية

إلا أنه اختار التركيز على التعامل مع الأفراد من وجه نظر أنهم مجرد ذرات لا قيمة لها إلا داخل مجموعات

وهذه نقطة ضعف خطيرة في الماركسية تستحق التركيز

فماركس انتقل من المفهوم الفيورباخي عن الإنسان كمفهوم إلى الإنسان الملموس كمجرد فرد في طبقة

لكنه أهمل تماما الفردية البشرية .. لأن مجمل مذهبه هو شمولي ضد فردي

وهذه إحدى مشكلات الفهم عند ماركس المعني بالتغيير على مستوى جماعي بل عالمي فوق فردي

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين وصحفيين بمخيم داعم لغزة


.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش




.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش


.. كلمة نائب رئيس جمعية المحامين عدنان أبل في الحلقة النقاشية -




.. كلمة عضو مشروع الشباب الإصلاحي فيصل البريدي في الحلقة النقاش