الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنازلات المطلوبه من اجل العراق

انيس الامير

2004 / 11 / 21
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


يتطلع العراقيون على اختلاف قومياتهم واديانهم وطوائفهم واتجاهاتهم الفكريه والسياسيه الى الانتخابات المزمع اجراؤها في بداية العام المقبل بأمل مشوب بالقلق.فهم يأملون ان تكون هذه الانتخابات عاملا" ايجابيا" في ارساء الاستقرار والامان واعادة الاعمار واستعادة السيادة والاستقلال الكاملين. وفي نفس الوقت هناك خشيه وقلق لدى الكثيرين من ان تؤدي هذه الانتخابات الى عكس النتائج المرجوه فتكون عاملا" اضافيا" للفرقة والانقسام والاحتراب في المجتمع العراقي. ولهذه الخشيه والقلق اسبابها الموضوعيه والذاتيه التي تحكم الوضع العراقي والتي يأتي في مقدمتها:
1- السعي المحموم لبعض القوى الداخليه والخارجيه لافشال الانتخابات وعرقلة مسيرة العملية السياسية في العراق بدوافع مختلفه غير خافيه على اصحاب البصيره.
2- عدم رسوخ التقاليد الديمقراطيه وشيوع القيم القبليه والثقافات الاستبداديه .
وتحتل الحساسيات ( القوميه) و(الطائفيه) موقعا" هاما" في سياق العوامل الكابحه للعمليه السياسيه مما يجعل القوى المعاديه تعول عليها كثيرا" في مساعيهالاحباط الجهود الراميه لبناء نظام سياسي جديد. اننا لاننكر ان لمثل هذه الحساسيات الكثير من الجذور والتراكمات التاريخيه التي تتطلب وقتا" طويل نسبيا" لازالتها لكننا يجب ان لاننسى ان المجتمع العراقي على العموم مجتمع متسامح وان ما يجمع العراقيين هو اكثر بكثير مما يفرقهم وهذا ليس مجرد امنيات بل هو كلام تؤكده الكثير من الشواهد والوقائع التأريخيه اهمها تعاطف العراقيين العرب مع كفاح الشعب الكردي ضد الانظمه الاستبداديه السابقه وكذلك وقوف غالبيه ابناء السنه ضد نظام صدام رغم كل محاولاته الظهور بمظهر الممثل لهذه الطائفه.
اننا يجب ان ندرك اننا امامنا وقت طويل قبل ان نستطيع بناء مجتمع جديد يقوم على اساس المساواة التامه بين المواطنين ومبدأ سيادة القانون وتداول السلطه بشكل سلمي عبر صناديق الاقتراع. والى ان يحين ذلك الوقت فأننا نحتاج الى فتره انتقاليه طويله نسبيا" تتطلب الكثير من الجهد والصبر والتضحيات.وتتطلب المرحله الانتقاليه هذه الكثير من (التنازلات) التي يجب ان لا يتورع الجميع عن تقديمها حفاظا" على المصالح العليا للعراق ومستقبل اجياله القادمه.
ان هناك اليوم في العراق مكونات اساسيه من المجتمع تشعر بخشيه وقلق حقيقي على مستقبلها رغم ان هذا القلق تغذيه عن قصد قوى وجهات محليه وخارجيه لها اهداف ومقاصد تتناقض مع مصالح الشعب العراقي.
ان ما يشعر به (العرب السنه) والتركمان على سبيل المثال يلقى على عاتق القوى الوطنيه والديمقراطيه والمرجعيات الدينيه( الشيعيه خاصة") بذل مزيد من الجهود من اجل تطمين هؤلاء وجذبهم الى العمليه السياسيه من خلال الحوار ومحاربة الخطاب السياسي الطائفي مهما كان مصدره وتفويت الفرصة على القوى المعاديه للعراق الجديد التي تحاول ان تجد لها موطئ قدم بين هذه المكونات الاساسيه في المجتمع العراقي.
ان على القوى الوطنيه والديمقراطيه ان توحد صفوفها في الانتخابات المقبله في قائمه موحده تمثل كل العراقيين عربا" واكرادا" وتركمان مسلمين ومسيحيين وغيرهم وان يتم اعطاء كل من يشعر بالقلق النسبة الكفيله بأزالة هذا القلق ولا ضير في ذلك اذا كان ذلك يؤدي الى تضييق القاعده الاجتماعيه للارهاب.
ان الشيعة سوف لايربحون شيئا" اذا الحكومه مكونه بشكل كامل من الشيعة منهم اذا كانت هذه الحكومه تضم اناسا" على شاكلة ناظم كزار و مزبان خضر هادي ومحمد حمزه الزبيدي.كما انهم سوف لا يخسرون شيئا" اذا كانت الحكومه 100% من الطائفه السنيه اذا كانت هذه الحكومه تضم اناسا" من طراز نصير الجادرجي و عدنان الباججي ونوري شاويس.
ماذا سيخسر السنه اذا كان كل وزراء الحكومه من ابناء الشيعه لكنهم من على غرار مهدي الحافظ ومفيد الجزائري واياد جمال الدين بل ماذا ربحوا عندما كان على رأس السلطه طه الجزراوي وعلي حسن المجيد وعبد حمود.
ان ما اطرحه لا يعبر عن رؤية شخصيه مثاليه بل اعتقد انه يعكس شعور الاغلبيه الصامته من العراقيين الذين يتطلعون الى الامان والاستقرار والرفاهيه ولايهمهم من يحكم بقدر ما يهمهم كيف يحكم.
ختاما" اوجه ندائي لكل القوى الفاعله في المجال السياسي : ضعوا مصلحة العراق فوق أي اعتبار وابتعدوا عن المصالح الضيقه فليس هناك جدوى في أي مكسب ذاتي اذا خسرنا العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة