الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لعمالة الطفل

آيا الجوهري

2011 / 7 / 25
حقوق الاطفال والشبيبة


من المؤسف جدا أن نرى في عصر العلم الأطفال يتركون التعليم ويذهبون للشارع أو للعمل
يؤلمني كثيراً رؤية الأطفال تعمل أو تتسول في الشوارع ويؤلمني أكثر أن هذه الظاهرة تزداد يوماً بعد يوم
فالطفل الذي يجب أن يعيش طفولته بكل ما فيها من مرح ولعب وتعليم وتنمية لمهاراته الفكرية والإبداعية فيترك كل هذا
ويذهب للعمل أو للتسول في الشوارع فليس كل المتسولين أطفال شوارع ولكن أسرهم هي من أرسلتهم للتسول لتكون نشاتهم في الشارع
الشارع لايتركهم أطفال بل يؤهلهم لأصول الهمجية والإجرام والخروج عن القانون..إلخ
يرسم الشارع على وجوههم ملامح الشقاء وظلم الحياة له.

آلاف الأطفال يولدون في بيئات مهيئة تماماً لإخراج إنسان غير سوي، ومن الصعب أو يمكن أن نقول أنه أقرب للمستحيل أن يتم إحالته إلى إنسان سوي
نجد من لايستطيع أن يتحمل مسئولية طفل ينجب عدد كبير من الأطفال؛ ليتركهم في حياة شقاء وجهل وعناء
عندما يولد طفل ليصبح مجرم من يكون الجاني أو المجرم؟! هل المجتمع أم القانون أم الآباء أم هو؟!

في الحقيقة أنه كل ما سبق جُناه
المجتمع بثقافته وأفكاره البدائية التي تقدس كثرة إنجاب الأطفال دون أن تضع في الحسبان شئ عن مصير هذه الأطفال ومستقبلهم المظلم
لعدم القدرة على تربيتهم تربية صحيحة وتعليمهم وتنمية مهارتهم وتوفير حياة كريمة لهم فكيف سيشرق مستقبلهم في ظل الجهل والإهمال والحاجة
القانون جاني أيضاً لأنه لم يفرض قوانين صارمة تعاقب من يرسل أبنائه للعمل أو يخرجهم من التعليم أو من ينجب عدد كبير من الأبناء وهو غير قادر
على توفير حياة آدمية لهم، لابد أن يكون هُناك قوانين صارمة وجادة ليس لأن المسألة إنسانية فقط ولكن أيضاً هي مسألة عملية حيث أن كثرة عدد الأفرد الجهلاء
والخارجين عن القانون يشكل عبء على الدولة؛ فزيادة عدد أطفال أميين ومنهم من يتسول في الشارع هو عبء كبير على دولة لاتستطيع ان تسد كفاية من هم متعلمين
في المجالات المختلفة فكيف يزيد الناس من مشكلات الدولة بدلاً من البحث عن حلول لها.

الجاني الثالث هم الآباء الذين يأتون بالأطفال للحياة ليتركوهم في الشارع أو يرسلوهم إلى العمل ويستغلوهم أبشع إستغلال فيتعرض الطفل في البيت وفي الشارع
لأبشع الإنتهاكات فكيف سيكون مستقبل هذا الطفل.
الجاني الأخير هو المجرم نفسه الذي نشأ نشاة غير سوية فهو عندما ينضج عقله يستطيع معرفة الصحيح من الخاطئ ومع ذلك يفعل ماهو خاطئ
فالمجرم مثلا لايقتل أو ينتهك حرية الآخر وهو واثق أنه لايفعل شئ خطأ أو ضد القانون فالشارع كما يعلّمه السلوك الغير سوي فهو يُعلِمه أنه سلوك غير سوي.

نحن الأن ليس بصدد عقاب الجُناه قدر ما نحن بصدد مشكلة لابد من إيجاد لها حلول سريعة وفعالة
اولاً لابد من وضع قوانين صارمة على ظاهرة عمالة الطفل وخروج الطفل من التعليم الأساسي ويكون العقاب على الأُسر التي تفعل ذلك
وعمل صندوق نقدي لكفالة حقوق الطفل حيث حماية الطفل من أي إنتهاكات تُمارس ضده، حماية حقه في التعليم في المراحل التعليمية الأساسية
وأقصد بالمراحل التعليمية الأساسية أي حتى مرحلة التعليم الثانوي بحيث أنه إذا يستطيع الشخص في هذه المرحلة أن يعمل ويستكمل تعليم جامعي إذا أراد
وأيضاً للحد من ظاهرة الأمية والجهل.

ثانياً وضع قوانين صارمة تفرض على الأسر تحديد النسل ومن يريد أن يتعدى الحد المسموح به من عدد الأطفال أن يقدم للدولة تقرير ذمة مالية
لأن التوعية بضرورة تحديد النسل لم تأتِ بنتيجة ملحوظة بل أن ظاهرة التسول بالأطفال تزداد وظاهرة عمالة الطفل وخروجه من التعليم تزداد يوماً بعد يوم.

ثالثاً كفالة أطفال الشوارع في المؤسسات الإصلاحية بحيث يتعلمون شيئاً يمكنهم من العمل وإيجاد قوت يومهم بدون تسول أو بلطجة ووضعهم تحت رقابة المؤسسة بعد خروجهم منها للعمل ومعاقبتهم عقاب صارم إذا خرجوا عن القانون مثلهم مثل أي شخص عادي يخرج عن القانون، أما بالنسبة للأشخاص الذي تعدوا سن الطفولة وأصبحوا شباب فأيضاً يجب أن يتم وضعهم في هذه المؤسسات الإصلاحية ليتعلموا مهنة يمتهنوها بدلاً من السرقة والبلطجة أو أن يتم إنشاء مشروع ما ويعلموا هم فيه هذا المشروع ليتم إحالة هؤلاء الأفراد من أعضاء فاسدة في لمجتمع إلى أعضاء منتجة في المجتمع.

وبدلاً من توفير راتب إعانة بطالة يتم إنشاء مشروعات إنتاجية يعمل بها الشباب وبدلاً من أن يكون هُناك مشكلة زيادة سكانية وقلة موارد إقتصادية تُصبح الزيادة السكانية
هي زيادة إنتاجية فكلما زادت عدد الأيدي المنتجة زاد الإنتاج، لو يعمل الجميع ستنتهي الشكوى من الزيادة السكانية والعجز الإنتاجي.
ليصمت الجميع ويعمل فقط؛ فلسنا في حاجة إلى ندوات ومؤتمرات لبحث مشكلة أطفال الشوارع أو عمالة الطفل أو البطالة أو الإنفجار السكاني..إلخ
نحن في حاجة للعمل ولنتحدث بعد رؤية ثمار هذا العمل وليس قبل ذلك.
فهذا عصر العلم والتكنولوجيا والعمل وليس عصر الأساطير والخرافات وحكايات ألف ليلة وليلة يجب وضع خطط عملية يتم تنفيذها بشكل سريع وعملي وليست خطط
يتم مباحثتها في المؤتمرات سنة وراء سنة دون لمس هذه الخطط على أرض الواقع.

ملحوظة: أتحدث عن مصر بالأخص وأي دولة ظروفها مشابهة لما مصر عليه الأن :))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق




.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟


.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع




.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد