الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطيه بين مطرقة الجهل و سندان الفقر

باسم عثمان السوداني

2011 / 7 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


يعتبر 19 مارس و بحق هو عيد الديمقراطيه في مصر و اعتقد انه من الواجب الاحتفال به سنويا كعيد حقيقي فهذه هي المره الاولي التي ينزل فيها ملايين المصريين "18 مليون مواطن" للمشاركه في الاستفتاء علي تعديلات الدستور لتظهر النتيجه بعد بـ24 ساعه بنعم للتعديلات بعدد 14 مليون مقابل 4 مليون لمن قالوا لا
في هذا اليوم و الايام التي سبقته كنت واحد ممن عملوا علي توزيع بيانات و لصق بوسترات تحث علي اختيار لا للتعديلات و ف هذا اليوم وقفت في طابور لجنة الاستفتاء لمدة 3 ساعات تقريبا في لجنه غلب عليها الطابع الاخواني السلفي في الطالبيه هرم استمع الي حوارتهم و اشاهد اسلوب اكثر من عبقري في الاقناع و حشد الجماهير من خلال منابر الجوامع و الدعوات الي انقاذ دين الله و ف المقابل ردت الكنيسه بحملة لا للتعديلات الدستوريه من اجل حماية حقوق المسيحين ف مصر
المشكله هنا ليست ف رجال الدين من الجانبين فكلاهما معروف طريقه منذ ان اعلن السلفين انهم لايمارسون السياسه و حرموا الخروج علي الحاكم و منذ ان تحالف الاخوان مع السادات رجل السلام مع بنو صهيون ومنذ ان وقف البابا شنوده يؤيد جمال مبارك بإسم الشعب القبطي المزعوم و لكن المشكله ان الجماهير قد اتبعتهم بسهوله و صدقتهم دون حتي تفكير اللهم الا قله شريره مندسه من الكافرين و المارقين و العلمانين واعداء الله و الوطن و الدين
علي الجانب الاخر شرع الحزب الوطني ف شراء الاصوات لتاييد التعديلات فهنا يدفع 300 جنيه و هناك فراخ و هناك 100 جنيه و هكذا و الجماهير ايضا قبلت ان تبيع اصواتها
لايستطيع احد ان يشكك ف نزاهة العمليه الانتخابيه و لا نزاهة صندوق الانتخاب..بالتاكيد كان هناك حوادث غش و تزوير و لكنها حوادث فرديه و ليس ذات تأثير خاصة ف ظل وجود 18 مليون ناخب و من هنا نستطيع ان نقول ان العمليه الانتخابيه وصندوق الانتخابات"رمز الديمقراطيه الغربيه" نجحا بنسبة تتخطي الـ99% و لكن الديمقراطيه نفسها لم تنجح باي نسبة تذكر فالاخوان و السلفين و الوطني و الكنيسه لم يزوروا الصندوق و لكنهم زوروا عقول من وضع الاوراق ف الصندوق
ان الديمقراطيه الحقيقيه هي حكم الشعب فاذا دخل الدين ف قرارات الشعب و حكمه لم يعد هناك شعب بل طوائف و شيع ليست مختلف بل متقاتله فكل منهم سيدافع عن دينه و عالمه الوهمي وعندها سنري الكنيسه تحشد المسيحين للتصويت كما يري البابا و ليس الرب فالرب نفسه لايتدخل في السياسه بقدر البابا و سنري الاخوان و السلفين يحشدون الناس للتصويت كما يري المرشد العام و امير الجماعه و ليس الله لان الله نفسه لايتدخل ف السياسه بقدر المرشد العام و السيد امير الجماعه
و هذا يدفعنا الي التساؤل حول مسار العمليه الديمقراطيه و حول مااذا كان يمكن حمايتها من تدخلات الجماعه "الاخوان و السلف" او البلطجيه"الوطني سابقا" او البابا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ان الديمقراطيه الحقيقيه و ف رايي عانت من عملية ولاده متعسره ف يومها الاول ف مصر و ذلك ليس لان النخبه كما يقول فهمي هويدي"وهو من النخبه بالمناسبه"تعاني من ازمه و بتطله غلها ف الاخوان و السلف و لكن لان الشعب المصري جاهل...ايوه ياحاج فهمي ياهويدي يابتاع النخبه مش واثقه ف الشعب
الشعب المصري جاهل فنسبة 40% من الشعب يعاني من الاميه و دي احصائيات رسميه مش كلام قهاوي و لا كلام جوامع و الادهي ان نسبة الـ60% المتعلمه بتعرف تقرا و تكتب بالعافيه و اللي خريج جامعه منهم ميعرفش غير انه يشتغل زي التور و يجب فلوس و يجوز بقره و يخلف بهايم صغيرين و خلاص
اذن لاديمقراطيه حقيقيه بلاتعليم حقيقي ...مش بس بتغير المناهج و لا باستخدام المناهج الامريكاني و لاالبريطاني فالتعليم ف اساسه هو المعلم ....المعلم المصري بيقبض 400 او 500 جنيه فبيضطر يدي دروس خصوصيه و تتحول العمليه التعليميه الي تجاره فاسده و هكذا
اذن فالديمقراطيه الحقيقيه تبدا بتأهيل مدرسين مناسبين محترمين بأجور محترمه ترتبط بالاسعار و متخليش المدرس تاجر بيبيع علمه بالاضافه الي مناهج مختلفه و اسلوب تعليم مختلف بيأهل الطالب انه يبقي انسان متعلم و مثقف
و الطالب لما يتخرج يلاقي شغل مناسب باجر مناسب عشان ميضطرش يبيع نفسه و صوته مقابل 200 جنيه او فراخ او ايا كان
للاديمقراطيه حقيقيه دون نظام اجور يتناسب مع الاسعار و يخلق مواطن محترم ذو كرامه
لاديمقراطيه حقيقية دون عداله اجتماعيه ف توزيع الثروات..لاديمقراطيه حقيقيه ف ظل نظام راسمالي احتكاري بيعيد انتاج الفقر مره ورا مره و يكون مجتمعين ف بلد واحده..مجتمع بيتخرج من المدراس البريطانيه و الامريكيه و مجتمع بيتخرج من مدارس الحكومه و العشوائيات
بالطبع سيدلل بعض اصدقائي الليبرالين علي خطا افكاري من خلال الديمقراطيه الامريكيه و الاوروبيه مع عدم ادراكهم ان اكثر المناطق ف نسبة الجريمه ف امريكا هي مناطق السود مش لانهم سود بل لانها المناطق الاقل تنميه و الاكثر فقرا و الاكثر ف نسبة الجهل والاميه و عدم اهتمام اي حد بهم
ف فرنسا و خاصة ف باريس تعاني الديمقراطيه من ازمه المهاجرين ف الضواحي و ارتفاع معدلات الجريمه فيها لنفس السبب من غياب التنميه الاقتصاديه و الاجتماعيه و ضعف المرتبات
ان النظام الراسمالي ينتج ديمقراطيه غير حقيقيه من خلال توليد الجهل و الفقر مره بعد مره








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية