الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحياة تسخر من الفرسان
حسن إسماعيل
2011 / 7 / 25الادب والفن
الحياة تسخر من الفرسان
أكثر مما يتخيل البعض
وتملأ أحلامهم بكثير من ثقاب السراب
وهم كعادة رجال الحروب يبتسمون بعيون دامعة
وبأوطان ترحل معهم حيثما يذهبون
بتراتيل ملغومة بالأحزان
وبمرايا غير ناصعة البياض
وبإرادة ملعونة لا تفقه سر الخلف
لا تهوى غير المواجهة ولحظات القرار
وها أطفالك يلعبون أسفل نافذتك الملونة بقوس قزح عديم الفائدة
ويتهامسون فيما بينهم ليتقاسموا السر
وقطعة من قماش علم الوطن
ودندنات لمقاطع مبحوحه من النشيد الوطني
وسجادة سوداء بلون حداد أمهات الشهداء
ملائكة الوطن الشهداء
فراشات رجولتنا غير المنكسرة
ومهرتنا فائقة الجمال
وحلمنا المعجزي غير المروض
وغير القابل للبيع والشراء
آه يا أحزاننا الجماعية
يا وجع الغلابة يا برد الفقراء
يا أيها الجوع الكافر
والفقر الكافر
والذل الكافر
يا أيها الكافر الغشيم ذو الدم البارد
من أدراك بوجع الأطفال
بأحلام الأطفال
بتميمة عجزهم وشوقهم المستمر
بفارسهم الجالس على الحصان الخشبي
الماسك في يده سيفه الخشبي غير المدبب
المنتظر قدوم الفجر الوهمي
ولص الليل الحميمي
وعلامات الساعة
والإرتداد الأخير
الحياة تسخر من الفرسان
أكثر مما يتخيل البعض
فطوفان من الموج المتآمر يغرق مركبتهم الشراعية ..
الممتلئة باللألئ وببعض السرائر المتواضعة
واغتراب وجودي مصمم على وضع وجوههم البريئة
بين الحين والآخر في الحائط الأصم
وعبث تسريب اللحظات المهمه بكل قصد
و بكل استخفاف من بين أناملهم وأرواحهم الجادة جداً
ومحاولات العدم لتعرية كل معنى من كل معنى
في وضح النهار الواقعي جداً
ولعبة الشطرنج الحياتيه المخلوطة والممزوجة بلعبة الطاولة الصدفية
وإرتماء الزهر في أحضان السراب والتراب كل يوم
وها سواقي العادي والمألوف والروتيني والمبتذل
واللزج والتكراري والإجتراري .. تحاصرك
لتستسلم للمكتوب على جبينك
لتصبح لقمة مستساغة لقدرك الوراثي
لتقاليد وعادات القطيع
لثوابت الإجماع
لهزيمتك في هذا النوع من الصراع
وليصبح إبداعك بدعة
وقصيدتك ضلالة
وهرطقتك معبدك
فالحياة تسخر من الفرسان
أكثر مما يتخيل البعض
وتسحرك بنهايتهم لأنها كانت قاسية عليهم في بدايتهم
لأنها طردتهم واضطهدتهم وعذبتهم وسجنتهم
وصلبتهم وسخرت منهم الى حد النخاع
وبعد موتهم توجتهم فرسان
وعلقت صورهم على كل الحوائط والصدور
وأضاءت لهم الشموع
وشيدت لهم القبور
فالحياة تسخر من الفرسان أكثر مما يتخيل الجميع
والفرسان هم من قرروا الحماقة والمغامرة رغم معرفة النتائج
هم من لدغوا من نفس الجحر مئة مرة
من نزلوا نفس النهر المر مرتين وثلاثة ومئة والف
من اختاروا طريقة موتهم منذ ولادتهم
من حسبوا النفقة وقرروا حمل النير المستحيل
ودفعوا أثمان باهظة بكل حب من أجل أحلام الجميع
واعتبرهم الجميع متهورون ومجانين وثوار وفرسان وملاعين
فكل عصر له أحرار عشاق ثوار فرسان مجانين
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حكايتي على العربية | ألمانية تعزف العود وتغني لأم كلثوم وفير
.. نشرة الرابعة | ترقب لتشكيل الحكومة في الكويت.. وفنان العرب ي
.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيب: أول قصيدة غنتها أم كل
.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أول من أطلق إسم سوما
.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أغنية ياليلة العيد ال