الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين استنكار المسلمين لمجزرة النرويج!!

محمد أبوعبيد

2011 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بالرغم من الكارثة التي ألمت بالنرويجيين، والتي تعتبر مجزرة بكل المقاييس، لم يكن للعرب والمسلمين صوت إدانة واستنكار لهذا العمل الأرهابي، سواء على الصعيد الرسمي، أو الشعبي، ما خلا الجاليات المسلمة في البلد المنكوب وبعض المناطق الأخرى المتفرقة، وإذا كان ثمة صوت فهو خجول.
لا ريب في أن المسلمين والعرب هناك تنفسوا الصعداء بعد ان اتضحت هوية الإرهابي وهو نرويجي أصلي، أندرز بريفيك، وأنهم بريئون من هذا العمل براءة الذئب من دم يوسف. ويمكن للمرء أن يتخيل كيف سيكون الموقف لو كان العمل من تدبير عربي أو مسلم في بلد فتح أبوابه للغير من الباحثين عن لجوء سياسي، أو طلباً للحرية في ضباب النرويج بعد أن فقدوها تحت شمس بلادهم، ومنحهم حقوقاً لم يمنحوها في أوطانهم، لدرجة الحصول على الجنسية وهو، على الأغلب، السبب الذي حرك الكراهية في باطن الارهابي اندرز وزبانيته.

لعل الصوت الذي سمع أكثر من غيره في بلاد العرب والمسلمين هو صوت الفرحة بأن هذه المرة نرويجياً مسيحياً أصولياً هو من قتل النرويجيين، وأن الغرب أيضا لديهم إرهابيون يهلكون الحرث والنسل كما لدى المسلمين. لعله يحق لنا أن نفرح بعد أن أعلنت براءتنا من هذا العمل الوحشي خصوصاُ أنه في العقد الأخير احترف بعض ممن ينتمون إلى ديننا المتسامح الإرهاب وضربوا به أصقاع العرب والمسلمين كما بقاع الغرب، وكان ضحايا المشرقيين على أيدي إخوتهم جراء هذا الإرهاب عشرات أضعاف ضحاياه من الغربيين.

بيد أن الغبطة في إعلان البراءة هذه كانت من الواجب أن لا تنسينا التضامن والتعبير عن مشاعرالمواساة تجاه النرويجيين، ففي بعض المصائب فوائد، وكان حرياً بنا، وعلى كل الصعد والمستويات، أن نستنكر بأعلى الأصوات هذا العمل الإرهابي، خصوصاً أن حناجرنا اعتادت الصراخ والهتافات. وفي استنكارنا هذا، نوضح من جديد أن ديننا يرفض أشكال القتل وضروب الإرهاب بصرف النظر عن هوية القاتل والمقتول، وأنه نقي ممن باسمه فتتوا أجساد الآمنين .

المشكلة أننا لا نحسن التعامل مع الآخر ولا نتقن لغة خطاب تجاهه، فإذا ضرب الإرهاب بقعة عربية على يد انتحاري انتحل من الاسلام صفة له، فقتل وجرح مسلمين ودمر ممتلكاتهم، يستنكر الكثير من غير المسلمين هذا العمل، فيُظهرون حرصهم على الإنسان أيا كان انتماؤه، ولو حتى من باب العلاقات العامة وتلميع الصورة إذا أسيء الظن بهم. والمسلمون، في المقابل، يفخرون جهاراً نهاراً بأن من تعاليم دينهم التسامح والرحمة والتضامن مع المنكوب والمكلوم، فكان من الواجب، إذنْ، أن تتعالى أصواتهم، خصوصاً على المستويات الرسمية والحزبية والفكرية، ليقولوا إن الإرهاب لا دين له، وأن المسلمين والعرب، بقضهم وقضيضهم، يشاطرون النرويجيين أحزانهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق صريح
ناريمان رستم ( 2011 / 7 / 26 - 08:14 )
نسيت يا سيادة الكاتب العاقل الحكيم أن تنوه عما دفع هذا القاتل المنظم, إلى أقصى دوافع جريمته. ألا وهو شعوره بالخطر الذي يسببه حسب تحليله المسلمون الغرباء لحضارة بلده وعاداتها وتشريعاتها واقتصادهم وعدم اندماجهم وانسجامهم بقوانين البلد, وخاصة تكاثر إعدادهم بالنسبة لسكان البلد الأصليين. هذه المشكلة الرئيسية التي لم يحاول المسلمون الذين يعيشون في مختلف البلدان الأوروبية تحليلها وحل عقدها السلبية المتطورة المختلفة, والتي سوف تتفاقم مشاكلها خلال السنين القادمة. ومنها الحجاب أو النقاب مثلا.

اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار