الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرائم التعصب والتطرف لن تهزم الديمقراطية في النروج

سامي المالح

2011 / 7 / 25
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


صعق العالم اجمع واوربا بشكل خاص، يوم الجمعة 22تموز، بارتكاب اكبر مجزرة دموية في النروج بلد الامان والسلام والديمقراطية. فبعد تفجير هز وسط العاصمة اوسلوا فتح المجرم القاتل اندرسن برييفيك النار على المئات من الشباب في جزيرة اوتاي ليحصد بدم بارد ارواح 92 من الابرياء.
وتشير المعلومات وتقارير الشرطة النرويجية اضافة الى مئات الصفحات من كتابات المجرم اندرسن ذات 32 عاما، الى انه متعصب يميني ومتطرف خطط لتنفيذ مجزرته المروعة منذ عدة سنوات، هادفا بتنفيذ هكذا عمل وحشي ان يكون "أكبر وحشي نازي منذ الحرب العالمية الثانية". وكما يبدو واضحا، فأن أفكاره وتعصبه اليميني المتطرف هي التي قادته الى اختيار العنف والارهاب للتعبير عن نفسه ومواجهة الاخر، فهو يؤكد في كتاباته انه يختار " استخدام الارهاب وسيلة لايقاظ الجماهير".
ولقد وقفت اوربا، حكومات ومؤسسات وشعوب، مع الشعب النرويجي وحكومته، وعبرت بمختلف الاشكال عن عميق حزنها، واعلنت ادانتها لتنفيذ هذه المجزرة البشعة ولكل الافكار والقيم التي تثير على كل اشكال التعصب والكراهية وتبرر استخدام العنف والارهاب لتحقيق اهدافها الاجرامية. كما وأكدت جماهير واسعة في الساحات والتجمعات، وقادة سياسيين ومثقفين ومفكرين في وسائل الاعلام المختلفة، تأييدها الكامل وتضامنها مع رئيس وزراء النروج ينس شتولينبرغ عندما تحث لشعبه قائلا: "لن يجعلنا احد نصمت من خلال تفجيرنا، ولن يجعلنا احد نصمت من خلال اطلاق النار" واضاف ان الجواب على هذه الجريمة ومن يقف ورائها وكل الافكار العنصرية والتعصب الاعمى هو " المزيد من التمسك بقيمنا، المزيد من الانفتاح، المزيد من الديمقراطية والمزيد من الانسانية"
وحقا يقول شتولينبرغ، فان امام البشرية المزيد من العمل لمواجهة كل الافكار والايديولوجيات التي تفرق بين البشر وتدمر انسانيتهم، والتي تضع المجموعات بانتماءاتها المختلفة في مواجهة بعضها البعض. وحقا فان امام البشرية المزيد من العمل لنشر قيم التسامح والحوار والعيش المشترك واحترام حقوق الانسان والتضامن ونبذ العنف والارهاب. ففي بلد مثل النروج، حيث قطع شوطا كبيرا في بناء نظام ديمقراطي مستقر وترسيخ قيم انسانية عالية، ولعب دورا مشهودا رغم صغر حجمه في حل النزاعات الدولية وصيانة الامن والسلام ومساعدة الشعوب المدافعة عن حقوقها، تنشط اليوم مجموعات عنصرية متطرفة تقدم على ارتكاب مجازر فظيعة. ان لهذه الحقيقة طبعا دلالات كبيرة وهامة، وثمة مؤشرات ودلائل على توسع دائرة النشاطات العنصرية وتنوع المجموعات المتعصبة في اوربا. ومن متابعة تداعيات هذه المجزرة يستنتج المرء، ان النروج ودول الشمال معا واوربا باجمعها تضطر الى مراجعة وتقييم الكثير من السياسات والمسارات والقوانين، وتواجه مسؤولية البحث عن المنابع والخلفيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعنصرية والتطرف والعنف بغية وضع السياسات والحلول الصائبة لترسيخ القيم الديمقراطية والسلام الاجتماعي والاستقرار.
يقينا ان العنصرية البغيضة والتعصب والعنف والارهاب لا مستقبل لها، ولايمكنها مهما نفذت من حروب ومجازر ومهما كبرت التضحيات، ان تنتصر على ارادة الملايين التواقة الى السلم والامان والعيش بحرية وكرامة ومساواة. ومن الشرف ان يكون المرء مع كل الاحرار في العالم في تضامنهم ووقوفهم مع النروج اليوم، الذي هو وقوف بوجه الارهاب والعنصرية وكل اشكال التعصب والتطرف، وهو وقوف من اجل السير قدما الى المزيد من القيم الانسانية، والمزيد من الحوار والانفتاح وقبول الاخر، والمزيد من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والمزيد من السلام والامن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف


.. ناشطون يستبدلون أسماء شوارع فرنسية بأخرى تخص مقاومين فلسطيني




.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل